إن المرأة المسلمة هي الركيزة الأولى في بناء المجتمع المسلم لأنهاالقائمة على بناء الأسرة وبناء الأسرة هو أخطرُ بناءٍ في كيان المجتمع بل في كيانالأمة بأسرها
فالبيت المسلم قلعة من قلاع هذه العقيدة والأبُ المسلم لا يكفي وحده أبداً لتأمين هذه القلعة بل لابد أيضا من الأم التي تقوم معه على تأمين هذه القلعة بالتربية للأبناء على الكتاب والسنة كما قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم:
(( والمرأة في بيت زوجها راعية وهى مسئولة عن رعيتها ))
فالأم هي الحضن التربوي الطاهر الذي خرَّج القادة الفاتحين والعلماء العاملين والدعاة الصادقين .
فو الله ثم والله ما فتحنا الدنيا بأمهات ماجنات متحللات . ولكن فتحنا الدنيا بأمهات عفيفات متدينات عالمات مجاهدات صابرات حافظات للغيب قانتات تائبات عابدات .
وباختصار نذكر مكانة المرأة قبل الإسلام عند الإغريق وعند الرومان وعند الصينيين وعند الهنود وعند الفرس وعند اليهود وعند النصارى وعند العرب في الجاهلية قبل الإسلام فلقد كانت المرأة جرثومة خبيثة لا تستحق حتى الحياة .
· فجاء الإسلام ليرفعها من هذا الحضيض إلى تلك المكانة العلياء ، بعد أن كانت من سقط المتاع تُشترى وتباع وبعد أن كانت توأد وتُقتل وهى حية مخافة الفقر والعار .
· فجاء الإسلام ليجعل المرأة صِنو الرجل ففي الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذى وابن ماجة وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع من حديث عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إنما النساء شقائق الرجال ))
· وجاء الإسلام فجعل بر الأم مقدماً على بر الأب ففي الصحيحين من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أبوك ))
· وجاء الإسلام ليكرمها زوجة ففي صحيح مسلم من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبة الوداع : (( اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فرجهن بكلمة الله ))
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( استوصوا بالنساء خيراً ))
وفى الحديث الذي رواه أحمد والترمذى وأبو داود وغيرهم وحسنه الشيخ الألباني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لأهله ))
· وجاء الإسلام ليكرم المرأة بنتاً ففي الحديث الذي رواه مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من عال جاريتين ( أي بنتين ) حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه ))
· وفي رواية الترمذى (( دخلت أنا وهو الجنة كهاتين )) وقرن بين السبابة والوسطى .
وفي الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت دخلت على امرأة ومعها ابنتان لها فسألتني فلم أجد عندي شيئاً غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فقَسَمتَهَا بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته فقال : (( من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار )) . وفي لفظ (( كن له حجاباً من النار ))
وسماه النبي ابتلاء لأن الناس يكرهونه في العادة أو في الغالب .
ثم تجلى تكريم الإسلام للمرأة فجاء القرآن ليخص النساء بسورة كاملة تتلى إلى قيام الساعة وسماها باسمهم هكذا إنها سورة النساء .
واكتفي بهذا القدر فهذا يطول جداً فو الله ما نالت المرأة عزها وشرفها ومجدها إلا في الإسلام .
فإنكم تعلمون جميعاً أن المرأة في البلاد الكافرة يتلهى بها ويتسلى بها ويستمتع بها وهى شابة جميلة ثم يرمى بها في آخر عمرها في دار المسنين وتظل في دائرة النسيان حتى تهلك وقد لا يأتيها أبناؤها إلا في كل عام مرة في ما يسمى عندهم بعيد الأم بل قد لا يأتون وهذا رأيناه بأعيننا في بلاد أوربا وأمريكا ويروي الشيخ محمد حسان ((في زيارتي الأخيرة لأمريكا التقيت بأخت أمريكية مسلمة في حضرة زوجها المسلم وسألتها عن شعورها بعد دخولها في الإسلام فقالت : والله يا أخي إني أريد أن أقول لكل نساء العالم : أنه لا كرامة لَكُنَّ إلا في ظلال الإسلام.))
لقد علم أعداء ديننا أن المرأة المسلمة من أعظم أسباب القوة في المجتمع الإسلامي فراحوا يخططون لها في الليل والنهار لشل حركتها والزج بها في مواقع الفتنة وأعلنوها صريحة في هذه المقولة الخطيرة (( كأسٌ وغانية يفعلان في تحطيم الأمة المسلمة أكثر مما يفعلهُ ألفُ مَدفع فأغرقوها في حبُ المادةِ والشهوات ))
فلقد عز عليهم أن تجودَ المسلمةُ من جديد علي أمتها بالعلماء العاملين والمجاهدين الصادقين فصار همُهُم أن تصير المسلمةُ عقيماً لا تلد خشية أن تلدَ من جديد خالداً وصلاحَ الدين وابن تيمية وغيرهم .
* ولذلك لم يرفعوا أيديهم عن بلادنا ويسحبوا جيوشهم العسكرية إلا بعد أن اطمأنوا أنهم خلفوا ورائهم جيشاً فكرياً جديداً أميناً علي كل أهدافهم وأطلقوا على أفراد هذا الجيش أضخمَ الألقاب والأوصاف كالمحررين والمجددين والمطورين .. الخ .
وأحاطوا هذا الصنفَ بهالةٍ من الدعاية الكاذبة تستُر جهله وتغطى انحرافه وتنفخُ فيه ليكون شيئاً مذكوراً ، وتحدثُ حوله ضجيجاً يلفت إليه الأسماع ويَلْوى إليه الأعناق .
وكل هذا في الحقيقة لا يجعل من جهله علماً ولا من فجوره تقوى ولا من بُعده عن قلوب الناس قرباً .
فهم كالطبل الأجوف يُسمعُ من بعيد وباطنه من الخيرات خالٍ .
ومما يمزقُ الضمائر الحية أن يكون من بين هؤلاء بعضُ المتصدين للفتوى والمتسمين بسمة أهل العلم الشرعي الذين يُزَّورون لأهل الباطل وأعداء الدين أقوالاً عرجاء يتكئون عليها .
وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله ابن عمرو أن النبي قال : (( إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأَفْتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ))
فانطلق هؤلاء وأسيادهم يصرخون ويرفعون لواء الشعارات الكاذبة الخبيثة لتحرير المرأة !! وحرية المرأة !! وحقوق المرأة !! إلي آخر هذه المؤامرة الرهيبة .
فإن للأعداء وأتباعهم وأذنابهم خُططاً عاتية في إفساد المرأة وإخراجها عن دينها وأخلاقها بكل سبيل .
وقد تمكن أعداءُ الأمة من تنفيذ هذه الخطط كلها في بعض بلاد المسلمين وفي تنفيذ بعضها في بلاد أخرى وفيما يلي بعض خطط هذه المؤامرة:
1- افتعالهم ما يسمى بقضية المرأة
فالناس في العادة لا يتحركون بغير قضية تُزعجهُم ، وتشغلُ بالهم وفكرهم ، ومن هنا يحرص أعداء الدين أن يوهموا الناس أن للمرأة قضية تحتاج إلى نقاش وذلك للانتصار لها ، أو الدفاع عنها ، ولذلك يكثرون الطنطنة والدندنة في وسائل الإعلام بكل صورها علي هذا الوتر بأن المرأة في مجتمعات المسلمين في معاناة دائمة وأنها مظلومة وإنها شق معطلة ورثة مهملة وأنها لا تنال حقوقها وأن الرجل قد استأثر دونها بكل شيء ، وهكذا حتى يُشِعروا الناس بوجود قضية للمرأة في بلاد المسلمين وهى في الحقيقة لا وجود لها وذلك لينطلق من يريدُ أن يرد هذه التهم بروح انهزامية من منطلق أن الإسلام متهم ، وفي قفص الاتهام ، ويحتاج إلى من يدافع عنه .
2- الإجهاض علي مناعة المجتمع المسلم :
فإن المجتمع المسلم وإن ناله شيء من الأذى والضعف فإنه ينفى الخبث عن نفسه ولا يقرُ الأخلاق الفاسدة مادامت فيه المناعة لكل دخيل على العقيدة والأخلاق ولذلك حرص الأعداء على إضعاف مناعة المجتمع المسلم حتى يُفْقدُوه الغيرة على دينه والحمية لعقيدته ، وبعد ذلك يكونوا قادرين على أن يصبوا في المجتمع المسلم كلَّ ألوان الرذيلة والفساد .
فالنفوس تقشعر من المنكر أول مرة . وفي المرة الثانية تخف تلك القشعريرة . وفي المرة الثالثة لا تبالي بالمنكر . وفي المرة الرابعة تبحث عن مسوغ لها . وفي المرة الخامسة تفعله . وفي المرة السادسة تُفلسِفُه بل وتدعوا إليه .
ومن صور إضعاف المناعة في المجتمع المسلم ما يلي :
· الصحف والمجلات المنافية للأخلاق التي تُظهر المرأة بصورة فاضحة مخزية لحد أصبح معتاداً جداً عند كثير من الناس بل أصبح الإنكار لهذا التهتك والتبذل تهمه يؤخذ عليها بالنواصي والأقدام .
· نشر الفكر المنحرف بصورة منتظمة إلى أن يعتاد كثير من الناس عليه عبر المسلسلات والأفلام والندوات والأخبار والمقابلات وغيرها .
· الدندنة على أن المرأة مظلومة في المجتمع المسلم ومن ثم فلابد من المطالبة بحرية المرأة ومساواتها مع الرجل .
· تصوير البيت والأمومة وقوامة الرجل بصورة مشوهة تتقزز منها النفوس وتأباها الطباع
فالبيت سجن مؤبد !!
والزوج سجان قاهر !!
والقوامة سيف مسلط !!
والأمومة تكاثر حيواني !!! حتى أوجد ذلك كله في نفوس كثير من النساء أنفة واشمئزاز فانطلقن يبحثن عن الانطلاق بلا قيود !!!
* محاربة الحجاب بكل سبيل والدعوة إلى الاختلاط الفاحش المستهتر للزج بالطاهرات في مستنقعات الرذيلة والفتنة بحجة أن الأخلاق والتربية هما الأصل والأساس وهم أنفسهم أصحابُ هذه الدعوة المضلة أسرعَ الناس بعداً عن مواطن الأوبئة بل ولا يسمحون أبداً للصحيح أن يخالط المريض .
ورحم الله من قال :
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
* سياسة تكسير الموجة .
وذلك بإتباع أسلوب التدرج في الانحلال ولا مانع لديهم من أن يطأطئوا الرأس قليلاً حتى تنكسر حدةُ الموجة ثم يتهيئون للظهور مرة أخرى وبموقف جديد أجرأ والواقع أوضحُ من أن تضرب أمثلة على ذلك والأخطر من هذا أيها الأخت هذه الخطط وتلك المؤامرة على كثير من المسلمين والمسلمات حتى ردد هذه الأراجيف الباطلة الكثيرون والكثيرات ممن ينتسبون إلى الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
www.mohamedhassan.org
فالبيت المسلم قلعة من قلاع هذه العقيدة والأبُ المسلم لا يكفي وحده أبداً لتأمين هذه القلعة بل لابد أيضا من الأم التي تقوم معه على تأمين هذه القلعة بالتربية للأبناء على الكتاب والسنة كما قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم:
(( والمرأة في بيت زوجها راعية وهى مسئولة عن رعيتها ))
فالأم هي الحضن التربوي الطاهر الذي خرَّج القادة الفاتحين والعلماء العاملين والدعاة الصادقين .
فو الله ثم والله ما فتحنا الدنيا بأمهات ماجنات متحللات . ولكن فتحنا الدنيا بأمهات عفيفات متدينات عالمات مجاهدات صابرات حافظات للغيب قانتات تائبات عابدات .
وباختصار نذكر مكانة المرأة قبل الإسلام عند الإغريق وعند الرومان وعند الصينيين وعند الهنود وعند الفرس وعند اليهود وعند النصارى وعند العرب في الجاهلية قبل الإسلام فلقد كانت المرأة جرثومة خبيثة لا تستحق حتى الحياة .
· فجاء الإسلام ليرفعها من هذا الحضيض إلى تلك المكانة العلياء ، بعد أن كانت من سقط المتاع تُشترى وتباع وبعد أن كانت توأد وتُقتل وهى حية مخافة الفقر والعار .
· فجاء الإسلام ليجعل المرأة صِنو الرجل ففي الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذى وابن ماجة وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع من حديث عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إنما النساء شقائق الرجال ))
· وجاء الإسلام فجعل بر الأم مقدماً على بر الأب ففي الصحيحين من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أبوك ))
· وجاء الإسلام ليكرمها زوجة ففي صحيح مسلم من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبة الوداع : (( اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فرجهن بكلمة الله ))
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( استوصوا بالنساء خيراً ))
وفى الحديث الذي رواه أحمد والترمذى وأبو داود وغيرهم وحسنه الشيخ الألباني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لأهله ))
· وجاء الإسلام ليكرم المرأة بنتاً ففي الحديث الذي رواه مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من عال جاريتين ( أي بنتين ) حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه ))
· وفي رواية الترمذى (( دخلت أنا وهو الجنة كهاتين )) وقرن بين السبابة والوسطى .
وفي الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت دخلت على امرأة ومعها ابنتان لها فسألتني فلم أجد عندي شيئاً غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فقَسَمتَهَا بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته فقال : (( من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار )) . وفي لفظ (( كن له حجاباً من النار ))
وسماه النبي ابتلاء لأن الناس يكرهونه في العادة أو في الغالب .
ثم تجلى تكريم الإسلام للمرأة فجاء القرآن ليخص النساء بسورة كاملة تتلى إلى قيام الساعة وسماها باسمهم هكذا إنها سورة النساء .
واكتفي بهذا القدر فهذا يطول جداً فو الله ما نالت المرأة عزها وشرفها ومجدها إلا في الإسلام .
فإنكم تعلمون جميعاً أن المرأة في البلاد الكافرة يتلهى بها ويتسلى بها ويستمتع بها وهى شابة جميلة ثم يرمى بها في آخر عمرها في دار المسنين وتظل في دائرة النسيان حتى تهلك وقد لا يأتيها أبناؤها إلا في كل عام مرة في ما يسمى عندهم بعيد الأم بل قد لا يأتون وهذا رأيناه بأعيننا في بلاد أوربا وأمريكا ويروي الشيخ محمد حسان ((في زيارتي الأخيرة لأمريكا التقيت بأخت أمريكية مسلمة في حضرة زوجها المسلم وسألتها عن شعورها بعد دخولها في الإسلام فقالت : والله يا أخي إني أريد أن أقول لكل نساء العالم : أنه لا كرامة لَكُنَّ إلا في ظلال الإسلام.))
لقد علم أعداء ديننا أن المرأة المسلمة من أعظم أسباب القوة في المجتمع الإسلامي فراحوا يخططون لها في الليل والنهار لشل حركتها والزج بها في مواقع الفتنة وأعلنوها صريحة في هذه المقولة الخطيرة (( كأسٌ وغانية يفعلان في تحطيم الأمة المسلمة أكثر مما يفعلهُ ألفُ مَدفع فأغرقوها في حبُ المادةِ والشهوات ))
فلقد عز عليهم أن تجودَ المسلمةُ من جديد علي أمتها بالعلماء العاملين والمجاهدين الصادقين فصار همُهُم أن تصير المسلمةُ عقيماً لا تلد خشية أن تلدَ من جديد خالداً وصلاحَ الدين وابن تيمية وغيرهم .
* ولذلك لم يرفعوا أيديهم عن بلادنا ويسحبوا جيوشهم العسكرية إلا بعد أن اطمأنوا أنهم خلفوا ورائهم جيشاً فكرياً جديداً أميناً علي كل أهدافهم وأطلقوا على أفراد هذا الجيش أضخمَ الألقاب والأوصاف كالمحررين والمجددين والمطورين .. الخ .
وأحاطوا هذا الصنفَ بهالةٍ من الدعاية الكاذبة تستُر جهله وتغطى انحرافه وتنفخُ فيه ليكون شيئاً مذكوراً ، وتحدثُ حوله ضجيجاً يلفت إليه الأسماع ويَلْوى إليه الأعناق .
وكل هذا في الحقيقة لا يجعل من جهله علماً ولا من فجوره تقوى ولا من بُعده عن قلوب الناس قرباً .
فهم كالطبل الأجوف يُسمعُ من بعيد وباطنه من الخيرات خالٍ .
ومما يمزقُ الضمائر الحية أن يكون من بين هؤلاء بعضُ المتصدين للفتوى والمتسمين بسمة أهل العلم الشرعي الذين يُزَّورون لأهل الباطل وأعداء الدين أقوالاً عرجاء يتكئون عليها .
وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله ابن عمرو أن النبي قال : (( إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأَفْتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ))
فانطلق هؤلاء وأسيادهم يصرخون ويرفعون لواء الشعارات الكاذبة الخبيثة لتحرير المرأة !! وحرية المرأة !! وحقوق المرأة !! إلي آخر هذه المؤامرة الرهيبة .
فإن للأعداء وأتباعهم وأذنابهم خُططاً عاتية في إفساد المرأة وإخراجها عن دينها وأخلاقها بكل سبيل .
وقد تمكن أعداءُ الأمة من تنفيذ هذه الخطط كلها في بعض بلاد المسلمين وفي تنفيذ بعضها في بلاد أخرى وفيما يلي بعض خطط هذه المؤامرة:
1- افتعالهم ما يسمى بقضية المرأة
فالناس في العادة لا يتحركون بغير قضية تُزعجهُم ، وتشغلُ بالهم وفكرهم ، ومن هنا يحرص أعداء الدين أن يوهموا الناس أن للمرأة قضية تحتاج إلى نقاش وذلك للانتصار لها ، أو الدفاع عنها ، ولذلك يكثرون الطنطنة والدندنة في وسائل الإعلام بكل صورها علي هذا الوتر بأن المرأة في مجتمعات المسلمين في معاناة دائمة وأنها مظلومة وإنها شق معطلة ورثة مهملة وأنها لا تنال حقوقها وأن الرجل قد استأثر دونها بكل شيء ، وهكذا حتى يُشِعروا الناس بوجود قضية للمرأة في بلاد المسلمين وهى في الحقيقة لا وجود لها وذلك لينطلق من يريدُ أن يرد هذه التهم بروح انهزامية من منطلق أن الإسلام متهم ، وفي قفص الاتهام ، ويحتاج إلى من يدافع عنه .
2- الإجهاض علي مناعة المجتمع المسلم :
فإن المجتمع المسلم وإن ناله شيء من الأذى والضعف فإنه ينفى الخبث عن نفسه ولا يقرُ الأخلاق الفاسدة مادامت فيه المناعة لكل دخيل على العقيدة والأخلاق ولذلك حرص الأعداء على إضعاف مناعة المجتمع المسلم حتى يُفْقدُوه الغيرة على دينه والحمية لعقيدته ، وبعد ذلك يكونوا قادرين على أن يصبوا في المجتمع المسلم كلَّ ألوان الرذيلة والفساد .
فالنفوس تقشعر من المنكر أول مرة . وفي المرة الثانية تخف تلك القشعريرة . وفي المرة الثالثة لا تبالي بالمنكر . وفي المرة الرابعة تبحث عن مسوغ لها . وفي المرة الخامسة تفعله . وفي المرة السادسة تُفلسِفُه بل وتدعوا إليه .
ومن صور إضعاف المناعة في المجتمع المسلم ما يلي :
· الصحف والمجلات المنافية للأخلاق التي تُظهر المرأة بصورة فاضحة مخزية لحد أصبح معتاداً جداً عند كثير من الناس بل أصبح الإنكار لهذا التهتك والتبذل تهمه يؤخذ عليها بالنواصي والأقدام .
· نشر الفكر المنحرف بصورة منتظمة إلى أن يعتاد كثير من الناس عليه عبر المسلسلات والأفلام والندوات والأخبار والمقابلات وغيرها .
· الدندنة على أن المرأة مظلومة في المجتمع المسلم ومن ثم فلابد من المطالبة بحرية المرأة ومساواتها مع الرجل .
· تصوير البيت والأمومة وقوامة الرجل بصورة مشوهة تتقزز منها النفوس وتأباها الطباع
فالبيت سجن مؤبد !!
والزوج سجان قاهر !!
والقوامة سيف مسلط !!
والأمومة تكاثر حيواني !!! حتى أوجد ذلك كله في نفوس كثير من النساء أنفة واشمئزاز فانطلقن يبحثن عن الانطلاق بلا قيود !!!
* محاربة الحجاب بكل سبيل والدعوة إلى الاختلاط الفاحش المستهتر للزج بالطاهرات في مستنقعات الرذيلة والفتنة بحجة أن الأخلاق والتربية هما الأصل والأساس وهم أنفسهم أصحابُ هذه الدعوة المضلة أسرعَ الناس بعداً عن مواطن الأوبئة بل ولا يسمحون أبداً للصحيح أن يخالط المريض .
ورحم الله من قال :
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
* سياسة تكسير الموجة .
وذلك بإتباع أسلوب التدرج في الانحلال ولا مانع لديهم من أن يطأطئوا الرأس قليلاً حتى تنكسر حدةُ الموجة ثم يتهيئون للظهور مرة أخرى وبموقف جديد أجرأ والواقع أوضحُ من أن تضرب أمثلة على ذلك والأخطر من هذا أيها الأخت هذه الخطط وتلك المؤامرة على كثير من المسلمين والمسلمات حتى ردد هذه الأراجيف الباطلة الكثيرون والكثيرات ممن ينتسبون إلى الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
موقع فضيلة الشيخ محمد حسان على الانترنت