زفرات (جامعة) من الصدر !!
(الحلقة الثالثة)
الخاطرة السابعة :
طالما أن الأمر كله بيد الله وحده، أفليس الأولى بأهل الحق إذا أردوا إدراك النصر بحق، أن يسارعوا لاستدراك أخطائهم؛ تصحيحاً لمسيرتهم؟
طالما أن الأمر كله بيد الله وحده، أفليس الأولى بأهل الحق إذا أردوا إدراك النصر بحق، أن يسارعوا لاستدراك أخطائهم؛ تصحيحاً لمسيرتهم؟
بلي . . إذ أن تعلق القلوب بالله وحده، والرصد الشامل والدقيق؛ للتأكد من موافقة المسيرة لأمر الله ونهجه، يعتبر من أهم أسباب إدراك النصر بل يأتي في مقدمتها، وما بقية العوامل (على اختلاف هيئاتها) سوى أسباب يسخرها الله عز وجل بقدرته؛ ليعز بها أولياءه أو يهزم بها أعداءه، فإذا علم أهل الحق ذلك، أعادوا توزان خطواتهم من جديد، ليطهروا مسيرتهم من كل أدران الزلل وينبذوا عنها ما كان من ثغرات الخلل!!
وأكبر هذه الزلات، بل وأعظم ذاك الخلل، ما كان من انزلاقمريع للسواد الأعظم من أبناء التيار الإسلامي في مستنقعالديمقراطية، والمناداة بالشرعية الدستوريةالمزعومة!!
وأيم الله . . يأبى نصر الله أن يتنزل على أناس لم يجردوا عقيدتهم له سبحانه من كل ما يمت لمفاهيم أهلالباطل بصلة، ويتجردوا تمام التجرد له سبحانه، حتى ولو لم يروا في الأفق ما يدل على اقتراب أي مؤشرات للنصر!!
فالله يريد لنصرة دينه قلوباً طاهرة، وأفئدة بالثقة المطلقة في نصره عامرة، وعقيدة بتمام التوحيد له خالصة، حتى ولو لم يكن أهل تلك القلوب سوى (قليل من قليل من قليل)!!
فالنصر لا يتنزل بالكثرة، وإنما بالاصطفاء والتمحيص، فاللهم اجعلنا من أهلك وخاصتك الذين اصطفيتهم لنصرة دينك القويم.
الخاطرة الثامنة :
سيمثل مناخ القهر وتكميم الأفواه الذي يسعى الانقلابيون لفرضه على الساحة، أنسب بيئة لانتشار فيروس (المداخلة والجامية) فهم الداعون دوماً لولاية كل طاغية، والمسوغون زوراً لجبروت كل حكومة جائرة، لذا فسوف يتخذهم الطغاة مركباً لبلوغ جميع المقاصد السفلية والمتردية!!
سيمثل مناخ القهر وتكميم الأفواه الذي يسعى الانقلابيون لفرضه على الساحة، أنسب بيئة لانتشار فيروس (المداخلة والجامية) فهم الداعون دوماً لولاية كل طاغية، والمسوغون زوراً لجبروت كل حكومة جائرة، لذا فسوف يتخذهم الطغاة مركباً لبلوغ جميع المقاصد السفلية والمتردية!!
تخيلوا معي لو ساد أصحاب هذا الفكر، وأفلح كهنته (من أمثال السيخ/سيلان والكاهن سعران) تحت وطأة القهر الذي يسود الساحة في خداع السواد الأعظم من طلاب العلم، محولينهم من عباد الرحمن إلى سدنة الأوثان (وكله بالدليل والبرهان)!!!!!! تحت مطية نبذ البدعة في منهج الجهاديين والإخوان، وامتثالاً لأمر (الحاكم الطاغيةالمتخصص في ضرب الظهور وأخذ الأموال) فمكانته (مصانة) بما استنبطوه له من ذاك الدليل والبرهان!!
وعليه فلا يمكننا بحال تصور هذه الحالة من الزيغ العام لأبناء التيار الإسلامي، وعلينا بذل أقصى الجهد مبكراً؛ لإظهار زيغ منهجهم، واعوجاج سيرتهم لكل طالب علم، أو باغي هدى من عوام الناس؛ حتى لا يقع في شراكهم وخداعهم!!
الخاطرة التاسعة :
كيف يمكن الجمع بين حياة القلوب ومذاكرة العلم، والانشغال في نفس الوقت بأحوال المسلمين على الساحة؛ لاسيما في مثل هذه الظروف العصيبة الراهنة؟!
كيف يمكن الجمع بين حياة القلوب ومذاكرة العلم، والانشغال في نفس الوقت بأحوال المسلمين على الساحة؛ لاسيما في مثل هذه الظروف العصيبة الراهنة؟!
لم أجد زاداً في الفتن أقوى من الالتصاق بكتاب الله تعالى، ومعايشة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين من بعده، حيث يضخ القرآن نوره في القلوب، وتقدم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين النموذج الأمثل للتطبيق العملي لمن امتلأ وجدانهم بنور هذا الدين، مما يبعث على احتقار العبد لنفسه مهما قدم من تضحيات، بل ويستصغر البلاء في سبيل رب الأرباب!!
وعليه فالله الله في كتاب ربكم، لا يفارقن ناظريكم لو كنتم بحق تريدون النجاة، والله الله في سنة نبيكم، فهي الوحيدة القادرة على إنارة الدرب، لمن يريدون السير على المنهج الذي أراده الله!!فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وجلاء همومنا وأحزاننا . . اللهم آمين
تابعوا معي الخواطر القادمة . . . . .
تعليق