سلسلة (وجاء زمن الرويبضة)
- التافهون والكذب على الله ورسله
(المتهوك خالد بري مثالا)(1)
لا تنبت بذرة الموهبة عند الكاتب و تؤتي ثمارها وسلافة فكر صاحبها إلا من تحت أطباق الكتب والمعاجم والقواميس وساعات طويلة من التأمل والبحث والمقارنة المنصفة، ومن ثم يخرج إبداعه في جمهرة كلماته التي تحمل ثقافته ورسالته التي يود إيصالها لجمهور من المفترض أنه يحترم عقولهم وانتماءاتهم.
فالكاتب المحترم لا يكتب لمجرد الكتابة وإنما ينظر حاجة وطنه أو آمال جيله ينمو ويطور مجتمعه،
والكاتب المحترم لا يتعال على القارئ ولا يستغفله أو يخدعه بمعلومة خاطئة أو رأي مضلل أو ادعاء وأقل ما يقال أن يحترم عقلية القارئ.
وكلما تأملنا في الصحف المصرية رأينا كمًّا من الهراء الفكري والشذوذ العقلي والتنصل من كل مقدس ولنضرب لذلك مثالا لنتأمل معا هذه المقالة التافهة (مصر علَّمت أبا الأنبياء تطور الأخلاق) بجريدة التحرير.
وفي البداية لا يسعني إلا أن أقول عن فحواها (تشخيصا لفكرة وفكر كاتبها): لا إبداع ولا حرفية ولا ثقافة شرعية فضلا عن غيرها، وهذا أقل ما توصف به كثير من كتابات هذا المتمرد على الله ورسله (خالد بري)، فهو في هذه المقالة (التافهة) يلفق ويلبس على الناس بصورة فجة لا تنطلي إلا على من شابهه في العقلية والثقافة؛ وذلك ليخلق صورة مكذوبة ينال بها عرض النبي الكريم إبراهيم عليه السلام؟
و متى كان التجرؤ والتجريح واتهام أعراض الأنبياء والرسل الكرام إبداعا ؟!
وانظر عنوان المقالة (التافه) (مصر علَّمت أبا الأنبياء تطور الأخلاق.. الآن تتوقف):
هل هذا عنوان لمقال يحترم عقلية غالبية مسلمة ... وهل يعقل عاقل أن مصر الوثنية (في هذا الوقت) تعلم النبي المعلم إبراهيم عليه السلام ... إنها اتهام ضمني لنبي كريم من أولي العزم من الرسل
يفتتح (بري) هراءه بقوله هذه قصة النبي إبراهيم وزوجته سارة حين نزلا إلى مصر، كما تُروى فى سِفْر التكوين
يقول: (كما تُروى فى سِفْر التكوين):
من تخاطب أيها المغيب الجهول ، أتخاطب أغلبية تزيد عن تسعين بالمائة من المسلمين الذين يعتقدون بتحريف التوراة والإنجيل.
أنقل لهذا الرويبض (خالد بري) الذي ينقل بجهل مركب من كتب حكم الله بتحريفها (2):
روى الإمام أحمد أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب ، فقرأه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب ، فقال : أمتهوّكون فيها يا ابن الخطاب ؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية . لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به ، أو بباطل فتصدقوا به . والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيّـاً ما وسعه إلا أن يتبعني (3). ومعنى ( متهوّكون ) أي متهوّرون وزناً ومعنى .
ثم يعقب هذا التافه على هذه القصة المحرفة بقوله:
(نفهم من تلك القصة أمرين مهمين. واحد، أن النبى إبراهيم كان متزوجا من أخته. اثنان، أنه كان متسامحا مع فكرة أن تنام زوجته مع رجل غريب مقابل أمانه الشخصى. لا تتعجلى، فتظنى أننى أريد أن أدين النبى إبراهيم أخلاقيا. بالعكس تماما. أريد أن ألفت نظرك إلى أن التطور الأخلاقى حقيقة راسخة. معيار الصواب والخطأ يتغير من عصر إلى عصر. بل ويتغير فى نفس العصر حسب «النشاط الإنتاجى» لكل مجتمع.)
يقول الكذاب: (كان متزوجا من أخته):
إنا لله وإنا إليه راجعون ... ما هذا الجهل المطبق؟
هل هذا كاتب يحترم عقول وثقافة القراء؟
هل هذا كاتب يحترم هوية ودين القراء؟
وقول: (...أنه كان متسامحا مع فكرة أن تنام زوجته مع رجل غريب مقابل أمانه الشخصي.)
وهل هذا كلام يقال عن نبي من أنبياء الله؟
والله ما أشبهك باليهود يا بري.
ثم يكمل (البري) تخرصاته بقوله: (رويت هذه القصة لأشرح - من القصص الديني- ماذا أعنى بأن الكود الأخلاقي فى مصر لا يزال فى مرحلة «القرية»، وأقصاها «المدينة»، لكنه لم يتطور إلى مرحلة الـ«سيتى» أو الموطن/الوطن/الدولة. الناظرة إلى أخلاق مجتمعنا بحيادية، ستراها بنفس «التخلف عن زماننا»، الذي ترين أنت به أخلاق مجتمع النبي إبراهيم. أو قولي بنفس التخلف الذي رأى به فرعون مصر، حسب القصة، أخلاق مجتمع النبي إبراهيم. لذلك عاتبه ورد إليه زوجته.)
الله المستعان ...
يقول (البري): (الناظرة إلى أخلاق مجتمعنا بحيادية، ستراها بنفس «التخلف عن زماننا»، الذى ترين أنت به أخلاق مجتمع النبى إبراهيم).
لا أعلم من يكلم بصيغة التأنيث ولا عجب فالمقالة مسروقة ... ،
ودعوني أسأل (البري) سؤالين:
هل التمسك بأخلاق القرآن تخلف أيها السفيه الجاهل؟
وهل أخلاق الإسلام خير أم أخلاق ابنة سيتي التي قلت في آخر مقالك أنها خير من أخلاق الإسلامجية (على حد تعبيرك)؟
ثم يقول التافه:
(لو قسنا الأمور بمنطق الإسلامجية لقلنا إنه فى زمن إبراهيم، كان الفراعنة «أفضل أخلاقا» من أبى الأنبياء.)
اللهم لا تؤاخذنا بما يقول السفهاء ...
انظروا ماذا يقول هذا الرويبضة: (كان الفراعنة «أفضل أخلاقا» من أبى الأنبياء)
أي ميزان هذا أيها الجهول ومتى قعد الإسلاميون لهذا الكفر ... بل أنت وأمثالك من التافهين من تسبون وتسخرون وتنتقصون من أنبياء الله يا أشباه اليهود ولننقل هنا بعض أقوال العلماء في تكفير من تنقص أحد الأنبياء :
قال ابن نجيم الحنفي رحمه الله :
" ويكفر بعيبه نبياً بشيء " انتهى من "
وقال القاضي عياض رحمه الله :
" من استخف به – يعني بنبينا صلى الله عليه وسلم - أو بأحد من الأنبياء ، أو أزرى عليهم ، أو آذاهم ، أو قتل نبيا ، أو حاربه : فهو كافر بإجماع "(5)
وقال الدردير المالكي :
" من سب نبياً مجمعاً على نبوته ، أو عرَّض بسب نبي فقد كفر " انتهى من " (6)
وقال الشربيني رحمه الله :
" من كذب رسولاً أو نبياً أو سبه أو استخف به أو باسمه ... فقد كفر " (7)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" مِن خصائص الأنبياء أنَّ مَن سبَّ نبيًّا مِن الأنبياء قتل باتفاق الأئمة وكان مرتداً ، كما أنَّ مَن كفر به وبما جاء به كان مرتداً ، فإن الإيمان لا يتم إلا بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله " (8)
هذا من أصول أهل السنة والجماعة أيها الرويبض التافه فأنت بين خيارين إما أنك جاهل وإما أنك كافر؟
مفاجأة:
والمفاجأة القاتلة والقادحة في أمانة كاتب هذا المقال التافه أنه سرقه من كاتب أتفه منه يدعى (أحمد لطفي) والكاتب بشبكة أخبار المصري الإلكترونية .
هل يعلم هؤلاء الرويبضة من نبي الله إبراهيم عليه السلام؟
فلتنظروا إذا ما ثبت عن جُنْدَب بنِ عَبْدِ الله البَجَلي رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ وَهُوَ يَقُولُ : (إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا ، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا) (9).
قال ابن القيم رحمه الله :
مرتبة الخلة التي انفرد بها الخليلان : إبراهيم ، ومحمد ، صلى الله عليهما وسلم ، كما صح عنه أنه قال : (إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلاً) ، وقال : (لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن صاحبكم خليل الرحمن) ، والحديثان في الصحيح ، وهما يبطلان قول من قال : "الخلة لإبراهيم ، والمحبة لمحمد ، فإبراهيم خليله ومحمد حبيبه" . " (10)
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى فيه: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ) النحل/ 120، 122 .
والأمّة هو الإمام الجامع لخصال الخير الذي يُقتدى به . والقانت هو الخاشع المطيع لربه دائماً . والحنيف هو المنحرف قصداً عن الشرك إلى التوحيد ، ولهذا قال : (وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) و (شَاكِراً لأَنْعُمِهِ) أي : قائماً بشكر نعمة ربه عليه .
فكان نتيجة هذه الخصال الفاضلة أن (اجْتَبَاهُ) ربه واختصه بخلته وجعله من صفوة خلقه، وخيار عباده المقربين.
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى فيه: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) النجم/37 . أي : قام بجميع ما أمره الله به . تفسير السعدي .
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى فيه: (إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) هود/ 75 . و(حَلِيمٌ) "أي : ذو رحمةٍ ، وصفحٍ عما يصدر منهم إليه من الزلات ، لا يستفزه جهل الجاهلية ، ولا يقابل الجاني عليه بجرمه" . تفسير السعدي .
و(أَوَّاهٌ) أي : كثير التضرع والذكر والدعاء والاستغفار .
و(مُّنِيبٌ) "أي : راجع إلى الله بمعرفته ومحبته والإقبال عليه والإعراض عما سواه" .
تفسير السعدي .
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى في كرمه وسخائه ، قال الله تعالى : (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ . إذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًاً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ . فَرَاغَ إلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ . فَقَرَّبَهُ إلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ) الذاريات/ 24 – 27 .
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى فيه وعظم صبره: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) الأحقاف/ 35 ، وإبراهيم عليه السلام من أولي العزم من الرسل ، فهم المذكورون في قوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) الشورى/13 .
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى فيه براءته من الشرك والمشركين ، وإعلانه ذلك: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ والَّذِينَ مَعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وممَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ والْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وحْدَهُ ...) الممتحنة/ 4 .
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى في قيامه بجميع ما أمره الله به على أتم وجه: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة/124 .
وغير ذلك من الصفات والأفعال ، التي بمجموعها استحق عليه السلام أن يكون خليلاً لله تعالى.
ثم يقول اللص التافه (خالد بري): (ومشكلة الإسلامجية أنهم أسبغوا قداسة على نمط أخلاقى، ينتمى إلى مكان وزمان معينين. قد يكون متطورا عما قبله. لكنه متخلف عما يعرفه العالم الآن. هذه طبيعة الأمور. هم مثلا ينتقدون زواج القربى، أوكيه، لكنهم يدافعون عن مفاخذة الصغيرة. لماذا؟! لأنهم ثبّتوا الزمن عند أخلاق تنتمى إلى القرية القبلية.)
تأملوا بعين الإنصاف ماذا يقول التافه عن أهل الإسلام: (... أسبغوا قداسة على نمط أخلاقى، ينتمى إلى مكان وزمان معينين. قد يكون متطورا عما قبله. لكنه متخلف عما يعرفه العالم الآن)
وهل التمسك بالثوابت الشرعية في قوله تعالى: ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ...) النساء/23 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ، فهذه سبع محرمات بالنص والإجماع ، ولم يخالف في هذا أحد من أهل العلم " وهن :
1- الأم . وتشمل الجدات من جهة الأب والأم .
2- البنت . وتشمل الحفيدات .
3- الأخت . سواء كانت شقيقة أم لأب أم لأم .
4- العمة ، وتشمل عمة الأب وعمة الأم .
5- الخالة . وتشمل خالة الأب وخالة الأم .
6- بنت الأخ . وتشمل حفيداته .
7- بنت الأخت . وتشمل حفيداتها .
وما سوى ذلك من نساء الأقارب فهن حلال ، ولهذا قال تعالى في الآية التي بعدها : (وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ) النساء/24 . (11)
ثم يقول الرويبضة التافه (خالد بري): (... لكنهم يدافعون عن مفاخذة الصغيرة. لماذا؟! لأنهم ثبّتوا الزمن عند أخلاق تنتمى إلى القرية القبلية).
الله المستعان ... وهذا أيضا من الكذب والافتراء الذي يهوي به التافه (البري) فهذا الجاهل لا يعلم أن هذا الهراء ليس من منهج أهل السنة والجماعة وغنما من منهج الشيعة الضالين فقد أفتاهم المضل الهالك الخميني: بتحليل مفاخذة الطفلة الرضيعة ... (12)
أقول لهذا الرويبضة الجاهل:
إن في ديننا ما يُغني عنه ، فمالك وغير دين المسلمين أيها المتهوك الضال...؟
فما حقيقة ما حدث لإبراهيم وزوجه عليهما السلام - مع جبار مصر؟
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لم يكذب إبراهيم النبيّ عليه السلام قط إلا ثلاث كذبات ؛ ثنتين في ذات الله قوله : ( إني سقيم ) ، وقوله : ( بل فعله كبيرهم هذا ) وواحدة في شأن سارة ، فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة ، وكانت أحسن الناس ، فقال لها : إن هذا الجبار إن يعلم إنك امرأتي يغلبني عليك ، فإن سألك فأخبريه إنك أختي ، فإنك أختي في الإسلام ، فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك ، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار أتاه فقال له : لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي لها أن تكون إلا لك ، فأرسل إليها فأتي بها ، فقام إبراهيم عليه السلام إلى الصلاة ، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها ، فقُبضت يده قبضة شديدة فقال لها : ادعي الله أن يطلق يدي ولا أضرك ، ففعلت ، فعاد ، فقُبضت أشد من القبضة الأولى ، فقال لها مثل ذلك ، ففعلت ، فعاد ، فقُبضت أشد من القبضتين الأوليين ، فقال : ادعي الله أن يطلق يدي فلك الله أن لا أضرك ، ففعلت ، وأُطلِقت يده ، ودعا الذي جاء بها فقال له : إنك إنما أتيتني بشيطان ! ولم تأتني بإنسان ، فأخرِجها من أرضي ، وأعطها هاجر . قال : فأقبلت تمشي فلما رآها إبراهيم عليه السلام انصرف فقال لها : مهيم ؟ قالت : خيراً . كفّ الله يد الفاجر ، وأخدم خادما . انتهى (13)
وفي الحديث المرفوع بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام بِسَارَةَ ، فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ ، أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ ، فَقِيلَ : دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِنْ أَحْسَنِ النِّسَاءِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ، مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ ؟ قَالَ : أُخْتِي ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : لَا تُكَذِّبِي ، حَدِيثِي فَإِنِّي أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتِي ، وَاللَّهِ إِنْ عَلَى الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ ، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ ، فَقَامَ إِلَيْهَا ، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي ، فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي ، فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ ، فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ ،
قَالَ الْأَعْرَجُ : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَتِ : اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ ، يُقَالُ : هِيَ قَتَلَتْهُ فَأُرْسِلَ ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا ، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ تُصَلِّي ، وَتَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي ، فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ هَذَا الْكَافِرَ فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ ،
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ ، فَيُقَالُ : هِيَ قَتَلَتْهُ ، فَأُرْسِلَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَرْسَلْتُمْ إِلَيَّ إِلَّا شَيْطَانًا ارْجِعُوهَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ ، وَأَعْطُوهَا آجَرَ فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام ، فَقَالَتْ : أَشَعَرْتَ أَنَّ اللَّهَ كَبَتَ الْكَافِرَ وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً " .(14) (15)
هذا بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
فهل هذا الرويبض التافه (خالد بري) أصدق من رسول الله؟
أجيبوا أيها العاقلون.
وأخيرا:
نصيحة لوجه الله
لكل كاتب يريد أن يتفرد بكتاباته وبشخصيته المتفردة:
أيها الكاتب المحترم : جمل نزعتك الإبداعية بالجمال والحق والعدالة.
أيها الكاتب المحترم : رقِّ موهبتك الفنية بالتغيير والتعديل منحازا للحق.
أيها الكاتب المحترم : استقبح المظالم وكن محايدا ولا تكن عونا للظالمين.
أيها الكاتب المحترم : اسعَ لتجميل وجه العالم بكلماتك.
أيها الكاتب المحترم : " و لضربةٌ من كاتب بمداده = أمضى و أنفذ من غُرر الحسام" (رحم الله القائل).
أيها الكاتب المحترم :
إن السر العجيب ليس فى بريق الكلمات وموسيقى العبارات ؛ إنما هو كامن في قوة الإيمان بمدلول الكلمات وما وراء المدلولات إنه في ذلك التصميم الحاسم على تحويل الكلمة المكتوبة إلى حركة حية والمعنى المفهوم إلى واقع ملموس .
فى هذا يكمن سر الكلمة وفى شيء آخر : في استمداد الكلمات من ضمائر الشعوب , ومن مشاعر الإنسان , ومن صرخات البشرية, ومن دماء المكافحين الأحرار .
ليس كل كلمة تبلغ إلى قلوب الآخرين فتحركها , وتجمعها وتدفعها .
إنها الكلمات التي تقطر دما لأنها تقتات قلب إنسان حي .
كل كلمة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان.
أما الكلمات التي ولدت في الأفواه , وقذفت بها الألسنة , ولم تتصل بذلك النبع الإلهى ... , فقد ولدت ميتة , ولم تدفع بالبشرية شبرا واحدا إلى الأمام . إن أحدا لن يتبناها , لأنها ولدت ميتة . والناس لايتبنون الأموات .
إن أصحاب الأقلام يستطيعون أن يصنعوا شيئا كثيرا . ولكن بشرط واحد : إن يموتوا هم لتعيش أفكارهم .
أن يطعموا أفكارهم من لحومهم ودمائهم . أن يقولوا ما يعتقدون أنه حق , ويقدموا دمائهم فداءا لكلمة الحق .
إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة , حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء , انتفضت حية , وعاشت بين الأحياء .
فإلى الذين يجلسون في مكاتبهم , يكدون قرائحهم , لينتقوا اللفظ الأنيق , وينمقوا العبارة الرنانة , ويلفقوا الأخيلة البراقة.
إلى هؤلاء أتوجه إليهم بالنصيحة : وفروا عليكم كل هذا العناء ؛
فان ومضة الروح , وإشراق القلب , نار الإيمان بالفكرة ....... هو وحده سبب الحياة . حياة الكلمات وحياة العبارات. انتهى (16)
أيها الكاتب المحترم : تذكر كم من كاتب عاش بكلمة وكم من كاتب مات بكلمة.
وأن الكلمة سوف تدخل معك القبر.
ولنتذكر جميعا:
قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) (17)
كما جاء في الرواية الأخرى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ) (18)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (11/ 311) : "قوله : (لا يلقي لها بالا) أي : لا يتأملها بخاطره ولا يتفكر في عاقبتها ولا يظن أنها تؤثر شيئا ، وهو من نحو قوله تعالى : (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) (19)
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد..
..........................
(1) نشر: 27/12/2012 9:45 م – تحديث 28/12/2012 بجريدة التحرير
(2) فلتراجعوا هذا الرابط : http://www.ebnmaryam.com/alta7reef2/alta7reef2.htm
(3) قيل حديث صحيح رواه أحمد (3/387) عن جابر بن عبد الله، وحسنه الألباني في الإرواء (1589( والحديث فيه نظر عندي فطرقه لا تخلو من كلام وأقربها مرسل.
(4) البحر الرائق " (5/130)
(5) " الشفا بتعريف حقوق المصطفى " (2/284)
(6) حاشية الدسوقي على الشرح الكبير " (4/309)
(7) " مغني المحتاج " (5/429)
(8) " الصفدية " (1/262)
(9) رواه مسلم (532)
(10) مدارج السالكين" (3/30)
(11) انتهى من "الشرح الممتع" (12/53)
(12) وهذا في كتاب تحرير الوسيلة لمؤلفه الهالك الخميني جزء رقم 2 ..مسألة رقم 12 واليكم صورة من الكتاب نفسه تبين هذه الفتوى الضالة: http://www.iraqup.com/up/20111217/Ik...7882455.jpg
(13) رواه البخاري ومسلم
(14) صحيح البخاري » كِتَاب : الْبُيُوعِ » بَاب : شِرَاءِ الْمَمْلُوكِ مِنَ الْحَرْبِيِّ وَهِبَتِهِ ... رقم الحديث: 2075
(15) قال ابن حجر رحمه الله في بيان فوائد الحديث[*]وفي الحديث مشروعية إخوة الإسلام[*]وإباحة المعاريض،[*]والرخصة في الانقياد للظالم والغاصب،[*] وقبول صلة الملك الظالم،[*] وقبول هدية المشرك،[*]وإجابة الدعاء بإخلاص النية،[*] وكفاية الرب لمن اخلص في الدعاء بعمله الصالح
(16) من كلام صاحب الظلال - رحمه الله – من كتابه دراسات إسلامية .
(17) رواه البخاري (6487) .
(18) رواه البخاري (6477) ومسلم (2988) .
(19) الفتح (11/ 311)
وكتبه امين بن عباس
أبو انس حادي الطريق
- التافهون والكذب على الله ورسله
(المتهوك خالد بري مثالا)(1)
لا تنبت بذرة الموهبة عند الكاتب و تؤتي ثمارها وسلافة فكر صاحبها إلا من تحت أطباق الكتب والمعاجم والقواميس وساعات طويلة من التأمل والبحث والمقارنة المنصفة، ومن ثم يخرج إبداعه في جمهرة كلماته التي تحمل ثقافته ورسالته التي يود إيصالها لجمهور من المفترض أنه يحترم عقولهم وانتماءاتهم.
فالكاتب المحترم لا يكتب لمجرد الكتابة وإنما ينظر حاجة وطنه أو آمال جيله ينمو ويطور مجتمعه،
والكاتب المحترم لا يتعال على القارئ ولا يستغفله أو يخدعه بمعلومة خاطئة أو رأي مضلل أو ادعاء وأقل ما يقال أن يحترم عقلية القارئ.
وكلما تأملنا في الصحف المصرية رأينا كمًّا من الهراء الفكري والشذوذ العقلي والتنصل من كل مقدس ولنضرب لذلك مثالا لنتأمل معا هذه المقالة التافهة (مصر علَّمت أبا الأنبياء تطور الأخلاق) بجريدة التحرير.
وفي البداية لا يسعني إلا أن أقول عن فحواها (تشخيصا لفكرة وفكر كاتبها): لا إبداع ولا حرفية ولا ثقافة شرعية فضلا عن غيرها، وهذا أقل ما توصف به كثير من كتابات هذا المتمرد على الله ورسله (خالد بري)، فهو في هذه المقالة (التافهة) يلفق ويلبس على الناس بصورة فجة لا تنطلي إلا على من شابهه في العقلية والثقافة؛ وذلك ليخلق صورة مكذوبة ينال بها عرض النبي الكريم إبراهيم عليه السلام؟
و متى كان التجرؤ والتجريح واتهام أعراض الأنبياء والرسل الكرام إبداعا ؟!
وانظر عنوان المقالة (التافه) (مصر علَّمت أبا الأنبياء تطور الأخلاق.. الآن تتوقف):
هل هذا عنوان لمقال يحترم عقلية غالبية مسلمة ... وهل يعقل عاقل أن مصر الوثنية (في هذا الوقت) تعلم النبي المعلم إبراهيم عليه السلام ... إنها اتهام ضمني لنبي كريم من أولي العزم من الرسل
يفتتح (بري) هراءه بقوله هذه قصة النبي إبراهيم وزوجته سارة حين نزلا إلى مصر، كما تُروى فى سِفْر التكوين
يقول: (كما تُروى فى سِفْر التكوين):
من تخاطب أيها المغيب الجهول ، أتخاطب أغلبية تزيد عن تسعين بالمائة من المسلمين الذين يعتقدون بتحريف التوراة والإنجيل.
أنقل لهذا الرويبض (خالد بري) الذي ينقل بجهل مركب من كتب حكم الله بتحريفها (2):
روى الإمام أحمد أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب ، فقرأه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب ، فقال : أمتهوّكون فيها يا ابن الخطاب ؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية . لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به ، أو بباطل فتصدقوا به . والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيّـاً ما وسعه إلا أن يتبعني (3). ومعنى ( متهوّكون ) أي متهوّرون وزناً ومعنى .
ثم يعقب هذا التافه على هذه القصة المحرفة بقوله:
(نفهم من تلك القصة أمرين مهمين. واحد، أن النبى إبراهيم كان متزوجا من أخته. اثنان، أنه كان متسامحا مع فكرة أن تنام زوجته مع رجل غريب مقابل أمانه الشخصى. لا تتعجلى، فتظنى أننى أريد أن أدين النبى إبراهيم أخلاقيا. بالعكس تماما. أريد أن ألفت نظرك إلى أن التطور الأخلاقى حقيقة راسخة. معيار الصواب والخطأ يتغير من عصر إلى عصر. بل ويتغير فى نفس العصر حسب «النشاط الإنتاجى» لكل مجتمع.)
يقول الكذاب: (كان متزوجا من أخته):
إنا لله وإنا إليه راجعون ... ما هذا الجهل المطبق؟
هل هذا كاتب يحترم عقول وثقافة القراء؟
هل هذا كاتب يحترم هوية ودين القراء؟
وقول: (...أنه كان متسامحا مع فكرة أن تنام زوجته مع رجل غريب مقابل أمانه الشخصي.)
وهل هذا كلام يقال عن نبي من أنبياء الله؟
والله ما أشبهك باليهود يا بري.
ثم يكمل (البري) تخرصاته بقوله: (رويت هذه القصة لأشرح - من القصص الديني- ماذا أعنى بأن الكود الأخلاقي فى مصر لا يزال فى مرحلة «القرية»، وأقصاها «المدينة»، لكنه لم يتطور إلى مرحلة الـ«سيتى» أو الموطن/الوطن/الدولة. الناظرة إلى أخلاق مجتمعنا بحيادية، ستراها بنفس «التخلف عن زماننا»، الذي ترين أنت به أخلاق مجتمع النبي إبراهيم. أو قولي بنفس التخلف الذي رأى به فرعون مصر، حسب القصة، أخلاق مجتمع النبي إبراهيم. لذلك عاتبه ورد إليه زوجته.)
الله المستعان ...
يقول (البري): (الناظرة إلى أخلاق مجتمعنا بحيادية، ستراها بنفس «التخلف عن زماننا»، الذى ترين أنت به أخلاق مجتمع النبى إبراهيم).
لا أعلم من يكلم بصيغة التأنيث ولا عجب فالمقالة مسروقة ... ،
ودعوني أسأل (البري) سؤالين:
هل التمسك بأخلاق القرآن تخلف أيها السفيه الجاهل؟
وهل أخلاق الإسلام خير أم أخلاق ابنة سيتي التي قلت في آخر مقالك أنها خير من أخلاق الإسلامجية (على حد تعبيرك)؟
ثم يقول التافه:
(لو قسنا الأمور بمنطق الإسلامجية لقلنا إنه فى زمن إبراهيم، كان الفراعنة «أفضل أخلاقا» من أبى الأنبياء.)
اللهم لا تؤاخذنا بما يقول السفهاء ...
انظروا ماذا يقول هذا الرويبضة: (كان الفراعنة «أفضل أخلاقا» من أبى الأنبياء)
أي ميزان هذا أيها الجهول ومتى قعد الإسلاميون لهذا الكفر ... بل أنت وأمثالك من التافهين من تسبون وتسخرون وتنتقصون من أنبياء الله يا أشباه اليهود ولننقل هنا بعض أقوال العلماء في تكفير من تنقص أحد الأنبياء :
قال ابن نجيم الحنفي رحمه الله :
" ويكفر بعيبه نبياً بشيء " انتهى من "
وقال القاضي عياض رحمه الله :
" من استخف به – يعني بنبينا صلى الله عليه وسلم - أو بأحد من الأنبياء ، أو أزرى عليهم ، أو آذاهم ، أو قتل نبيا ، أو حاربه : فهو كافر بإجماع "(5)
وقال الدردير المالكي :
" من سب نبياً مجمعاً على نبوته ، أو عرَّض بسب نبي فقد كفر " انتهى من " (6)
وقال الشربيني رحمه الله :
" من كذب رسولاً أو نبياً أو سبه أو استخف به أو باسمه ... فقد كفر " (7)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" مِن خصائص الأنبياء أنَّ مَن سبَّ نبيًّا مِن الأنبياء قتل باتفاق الأئمة وكان مرتداً ، كما أنَّ مَن كفر به وبما جاء به كان مرتداً ، فإن الإيمان لا يتم إلا بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله " (8)
هذا من أصول أهل السنة والجماعة أيها الرويبض التافه فأنت بين خيارين إما أنك جاهل وإما أنك كافر؟
مفاجأة:
والمفاجأة القاتلة والقادحة في أمانة كاتب هذا المقال التافه أنه سرقه من كاتب أتفه منه يدعى (أحمد لطفي) والكاتب بشبكة أخبار المصري الإلكترونية .
هل يعلم هؤلاء الرويبضة من نبي الله إبراهيم عليه السلام؟
فلتنظروا إذا ما ثبت عن جُنْدَب بنِ عَبْدِ الله البَجَلي رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ وَهُوَ يَقُولُ : (إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا ، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا) (9).
قال ابن القيم رحمه الله :
مرتبة الخلة التي انفرد بها الخليلان : إبراهيم ، ومحمد ، صلى الله عليهما وسلم ، كما صح عنه أنه قال : (إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلاً) ، وقال : (لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن صاحبكم خليل الرحمن) ، والحديثان في الصحيح ، وهما يبطلان قول من قال : "الخلة لإبراهيم ، والمحبة لمحمد ، فإبراهيم خليله ومحمد حبيبه" . " (10)
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى فيه: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ) النحل/ 120، 122 .
والأمّة هو الإمام الجامع لخصال الخير الذي يُقتدى به . والقانت هو الخاشع المطيع لربه دائماً . والحنيف هو المنحرف قصداً عن الشرك إلى التوحيد ، ولهذا قال : (وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) و (شَاكِراً لأَنْعُمِهِ) أي : قائماً بشكر نعمة ربه عليه .
فكان نتيجة هذه الخصال الفاضلة أن (اجْتَبَاهُ) ربه واختصه بخلته وجعله من صفوة خلقه، وخيار عباده المقربين.
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى فيه: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) النجم/37 . أي : قام بجميع ما أمره الله به . تفسير السعدي .
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى فيه: (إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) هود/ 75 . و(حَلِيمٌ) "أي : ذو رحمةٍ ، وصفحٍ عما يصدر منهم إليه من الزلات ، لا يستفزه جهل الجاهلية ، ولا يقابل الجاني عليه بجرمه" . تفسير السعدي .
و(أَوَّاهٌ) أي : كثير التضرع والذكر والدعاء والاستغفار .
و(مُّنِيبٌ) "أي : راجع إلى الله بمعرفته ومحبته والإقبال عليه والإعراض عما سواه" .
تفسير السعدي .
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى في كرمه وسخائه ، قال الله تعالى : (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ . إذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًاً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ . فَرَاغَ إلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ . فَقَرَّبَهُ إلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ) الذاريات/ 24 – 27 .
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى فيه وعظم صبره: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) الأحقاف/ 35 ، وإبراهيم عليه السلام من أولي العزم من الرسل ، فهم المذكورون في قوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) الشورى/13 .
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى فيه براءته من الشرك والمشركين ، وإعلانه ذلك: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ والَّذِينَ مَعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وممَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ والْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وحْدَهُ ...) الممتحنة/ 4 .
هذا هو نبي الله إبراهيم عليه السلام :
الذي قال الله تعالى في قيامه بجميع ما أمره الله به على أتم وجه: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة/124 .
وغير ذلك من الصفات والأفعال ، التي بمجموعها استحق عليه السلام أن يكون خليلاً لله تعالى.
ثم يقول اللص التافه (خالد بري): (ومشكلة الإسلامجية أنهم أسبغوا قداسة على نمط أخلاقى، ينتمى إلى مكان وزمان معينين. قد يكون متطورا عما قبله. لكنه متخلف عما يعرفه العالم الآن. هذه طبيعة الأمور. هم مثلا ينتقدون زواج القربى، أوكيه، لكنهم يدافعون عن مفاخذة الصغيرة. لماذا؟! لأنهم ثبّتوا الزمن عند أخلاق تنتمى إلى القرية القبلية.)
تأملوا بعين الإنصاف ماذا يقول التافه عن أهل الإسلام: (... أسبغوا قداسة على نمط أخلاقى، ينتمى إلى مكان وزمان معينين. قد يكون متطورا عما قبله. لكنه متخلف عما يعرفه العالم الآن)
وهل التمسك بالثوابت الشرعية في قوله تعالى: ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ...) النساء/23 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ، فهذه سبع محرمات بالنص والإجماع ، ولم يخالف في هذا أحد من أهل العلم " وهن :
1- الأم . وتشمل الجدات من جهة الأب والأم .
2- البنت . وتشمل الحفيدات .
3- الأخت . سواء كانت شقيقة أم لأب أم لأم .
4- العمة ، وتشمل عمة الأب وعمة الأم .
5- الخالة . وتشمل خالة الأب وخالة الأم .
6- بنت الأخ . وتشمل حفيداته .
7- بنت الأخت . وتشمل حفيداتها .
وما سوى ذلك من نساء الأقارب فهن حلال ، ولهذا قال تعالى في الآية التي بعدها : (وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ) النساء/24 . (11)
ثم يقول الرويبضة التافه (خالد بري): (... لكنهم يدافعون عن مفاخذة الصغيرة. لماذا؟! لأنهم ثبّتوا الزمن عند أخلاق تنتمى إلى القرية القبلية).
الله المستعان ... وهذا أيضا من الكذب والافتراء الذي يهوي به التافه (البري) فهذا الجاهل لا يعلم أن هذا الهراء ليس من منهج أهل السنة والجماعة وغنما من منهج الشيعة الضالين فقد أفتاهم المضل الهالك الخميني: بتحليل مفاخذة الطفلة الرضيعة ... (12)
أقول لهذا الرويبضة الجاهل:
إن في ديننا ما يُغني عنه ، فمالك وغير دين المسلمين أيها المتهوك الضال...؟
فما حقيقة ما حدث لإبراهيم وزوجه عليهما السلام - مع جبار مصر؟
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لم يكذب إبراهيم النبيّ عليه السلام قط إلا ثلاث كذبات ؛ ثنتين في ذات الله قوله : ( إني سقيم ) ، وقوله : ( بل فعله كبيرهم هذا ) وواحدة في شأن سارة ، فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة ، وكانت أحسن الناس ، فقال لها : إن هذا الجبار إن يعلم إنك امرأتي يغلبني عليك ، فإن سألك فأخبريه إنك أختي ، فإنك أختي في الإسلام ، فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك ، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار أتاه فقال له : لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي لها أن تكون إلا لك ، فأرسل إليها فأتي بها ، فقام إبراهيم عليه السلام إلى الصلاة ، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها ، فقُبضت يده قبضة شديدة فقال لها : ادعي الله أن يطلق يدي ولا أضرك ، ففعلت ، فعاد ، فقُبضت أشد من القبضة الأولى ، فقال لها مثل ذلك ، ففعلت ، فعاد ، فقُبضت أشد من القبضتين الأوليين ، فقال : ادعي الله أن يطلق يدي فلك الله أن لا أضرك ، ففعلت ، وأُطلِقت يده ، ودعا الذي جاء بها فقال له : إنك إنما أتيتني بشيطان ! ولم تأتني بإنسان ، فأخرِجها من أرضي ، وأعطها هاجر . قال : فأقبلت تمشي فلما رآها إبراهيم عليه السلام انصرف فقال لها : مهيم ؟ قالت : خيراً . كفّ الله يد الفاجر ، وأخدم خادما . انتهى (13)
وفي الحديث المرفوع بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام بِسَارَةَ ، فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ ، أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ ، فَقِيلَ : دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِنْ أَحْسَنِ النِّسَاءِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ، مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ ؟ قَالَ : أُخْتِي ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : لَا تُكَذِّبِي ، حَدِيثِي فَإِنِّي أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتِي ، وَاللَّهِ إِنْ عَلَى الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ ، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ ، فَقَامَ إِلَيْهَا ، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي ، فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي ، فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ ، فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ ،
قَالَ الْأَعْرَجُ : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَتِ : اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ ، يُقَالُ : هِيَ قَتَلَتْهُ فَأُرْسِلَ ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا ، فَقَامَتْ تَوَضَّأُ تُصَلِّي ، وَتَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي ، فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ هَذَا الْكَافِرَ فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ ،
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ ، فَيُقَالُ : هِيَ قَتَلَتْهُ ، فَأُرْسِلَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَرْسَلْتُمْ إِلَيَّ إِلَّا شَيْطَانًا ارْجِعُوهَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ ، وَأَعْطُوهَا آجَرَ فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام ، فَقَالَتْ : أَشَعَرْتَ أَنَّ اللَّهَ كَبَتَ الْكَافِرَ وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً " .(14) (15)
هذا بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
فهل هذا الرويبض التافه (خالد بري) أصدق من رسول الله؟
أجيبوا أيها العاقلون.
وأخيرا:
نصيحة لوجه الله
لكل كاتب يريد أن يتفرد بكتاباته وبشخصيته المتفردة:
أيها الكاتب المحترم : جمل نزعتك الإبداعية بالجمال والحق والعدالة.
أيها الكاتب المحترم : رقِّ موهبتك الفنية بالتغيير والتعديل منحازا للحق.
أيها الكاتب المحترم : استقبح المظالم وكن محايدا ولا تكن عونا للظالمين.
أيها الكاتب المحترم : اسعَ لتجميل وجه العالم بكلماتك.
أيها الكاتب المحترم : " و لضربةٌ من كاتب بمداده = أمضى و أنفذ من غُرر الحسام" (رحم الله القائل).
أيها الكاتب المحترم :
إن السر العجيب ليس فى بريق الكلمات وموسيقى العبارات ؛ إنما هو كامن في قوة الإيمان بمدلول الكلمات وما وراء المدلولات إنه في ذلك التصميم الحاسم على تحويل الكلمة المكتوبة إلى حركة حية والمعنى المفهوم إلى واقع ملموس .
فى هذا يكمن سر الكلمة وفى شيء آخر : في استمداد الكلمات من ضمائر الشعوب , ومن مشاعر الإنسان , ومن صرخات البشرية, ومن دماء المكافحين الأحرار .
ليس كل كلمة تبلغ إلى قلوب الآخرين فتحركها , وتجمعها وتدفعها .
إنها الكلمات التي تقطر دما لأنها تقتات قلب إنسان حي .
كل كلمة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان.
أما الكلمات التي ولدت في الأفواه , وقذفت بها الألسنة , ولم تتصل بذلك النبع الإلهى ... , فقد ولدت ميتة , ولم تدفع بالبشرية شبرا واحدا إلى الأمام . إن أحدا لن يتبناها , لأنها ولدت ميتة . والناس لايتبنون الأموات .
إن أصحاب الأقلام يستطيعون أن يصنعوا شيئا كثيرا . ولكن بشرط واحد : إن يموتوا هم لتعيش أفكارهم .
أن يطعموا أفكارهم من لحومهم ودمائهم . أن يقولوا ما يعتقدون أنه حق , ويقدموا دمائهم فداءا لكلمة الحق .
إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة , حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء , انتفضت حية , وعاشت بين الأحياء .
فإلى الذين يجلسون في مكاتبهم , يكدون قرائحهم , لينتقوا اللفظ الأنيق , وينمقوا العبارة الرنانة , ويلفقوا الأخيلة البراقة.
إلى هؤلاء أتوجه إليهم بالنصيحة : وفروا عليكم كل هذا العناء ؛
فان ومضة الروح , وإشراق القلب , نار الإيمان بالفكرة ....... هو وحده سبب الحياة . حياة الكلمات وحياة العبارات. انتهى (16)
أيها الكاتب المحترم : تذكر كم من كاتب عاش بكلمة وكم من كاتب مات بكلمة.
وأن الكلمة سوف تدخل معك القبر.
ولنتذكر جميعا:
قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ) (17)
كما جاء في الرواية الأخرى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ) (18)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (11/ 311) : "قوله : (لا يلقي لها بالا) أي : لا يتأملها بخاطره ولا يتفكر في عاقبتها ولا يظن أنها تؤثر شيئا ، وهو من نحو قوله تعالى : (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) (19)
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد..
..........................
(1) نشر: 27/12/2012 9:45 م – تحديث 28/12/2012 بجريدة التحرير
(2) فلتراجعوا هذا الرابط : http://www.ebnmaryam.com/alta7reef2/alta7reef2.htm
(3) قيل حديث صحيح رواه أحمد (3/387) عن جابر بن عبد الله، وحسنه الألباني في الإرواء (1589( والحديث فيه نظر عندي فطرقه لا تخلو من كلام وأقربها مرسل.
(4) البحر الرائق " (5/130)
(5) " الشفا بتعريف حقوق المصطفى " (2/284)
(6) حاشية الدسوقي على الشرح الكبير " (4/309)
(7) " مغني المحتاج " (5/429)
(8) " الصفدية " (1/262)
(9) رواه مسلم (532)
(10) مدارج السالكين" (3/30)
(11) انتهى من "الشرح الممتع" (12/53)
(12) وهذا في كتاب تحرير الوسيلة لمؤلفه الهالك الخميني جزء رقم 2 ..مسألة رقم 12 واليكم صورة من الكتاب نفسه تبين هذه الفتوى الضالة: http://www.iraqup.com/up/20111217/Ik...7882455.jpg
(13) رواه البخاري ومسلم
(14) صحيح البخاري » كِتَاب : الْبُيُوعِ » بَاب : شِرَاءِ الْمَمْلُوكِ مِنَ الْحَرْبِيِّ وَهِبَتِهِ ... رقم الحديث: 2075
(15) قال ابن حجر رحمه الله في بيان فوائد الحديث[*]وفي الحديث مشروعية إخوة الإسلام[*]وإباحة المعاريض،[*]والرخصة في الانقياد للظالم والغاصب،[*] وقبول صلة الملك الظالم،[*] وقبول هدية المشرك،[*]وإجابة الدعاء بإخلاص النية،[*] وكفاية الرب لمن اخلص في الدعاء بعمله الصالح
(16) من كلام صاحب الظلال - رحمه الله – من كتابه دراسات إسلامية .
(17) رواه البخاري (6487) .
(18) رواه البخاري (6477) ومسلم (2988) .
(19) الفتح (11/ 311)
وكتبه امين بن عباس
أبو انس حادي الطريق
تعليق