يا غارة الله مهلاً . . فلقد أذعنَّا بأن الديمقراطية كفراً!!
والله الذي لا إله غيره، لا أجد أبداً أي غضاضة على من يُرجع أسباب المعاناة التي تواجهها مسيرة الدعوة الإسلامية في مصر إلى ما كان من سعي البعض لهذا التكييف المتردي للحقائق، بمحاولة إلباس الديمقراطية ثوب الإسلام، واستخلص منها مسمى الشرعية زوراً وبهتاناً!!
ولو نطقت كلماتي التي حررتها في خضم العشرات من مقالاتي على مدار أكثر من 3 أعوام بالمواقع السلفية؛ لأحدثت ضجيجاً من كثرة تردادها بكل الأساليب الترغيبية والترهيبية؛ لتحذير أصحاب المسيرة الدعوية من الانزلاق في هذا المنعطف الخطير؛ بالإقرار بها!!
وعليه فإن طوق النجاة الوحيد؛ قد تجلى الآن أمام أعين الجميع، متمثلاً في التوبة الصادقة إلى الله تعالى مما وقعنا فيه من تلك المأساة العقائدية الصارخة، وهذا ما يحتم علينا إعلان الكفر الظاهر الجلي بهذه الديمقراطية الخرقاء؛ لعل الله أن يرفع عنَّا ما نحن فيه من البلاء، وما أصاب ساحتنا من الفتن!! فالمسألة قضية عقدية بامتياز، والمواجهة بيننا وبينهم ركيزتها؛ موالاتنا لمنهج هذا الدين ومعاداتهم له!!
ليبق السؤال : هل آن لنا العودة للثغور التي استودعنا الله إياها، وسعينا لتوفيق تحركاتنا حسب المنهج الرباني الصافي النقي، وذلك بصياغة القضية عقائدياً في قلوب وعقول الناس، مستثمرين تلك الجموع الغاضبة التي تخرج عارية الصدور لمواجهة الرصاص، بإعادة توجيهها لما فيه نقاء عقائدها؛ من خلال ما يتردد من شعارات وما يلقى من خطب؛ وذلك قبلما يتخطف رصاص الأوغاد أرواحهم؟!
إن مسيرة المواجهة بين الشعب وطاغوته (قد أطلق لها الزمام) رضينا بذلك أم لم نرض!! والمطلوب الآن تصحيح مسارها؛ وليس محاولة إطفاء جذوتها وخذلانها لصالح الانقلابيين؛ لأن دعوة البعض لإيقافها في مثل هذه المرحلة الحرجة، لا يعني إلا شيئاً واحداً، ألا وهو تثبيت تمكين الطاغوت ودعم سلطانه!! فضلاً عن كونه سيلحق بالدعاة تهمة العمالة للطغمة الحاكمة، فضلاً عن الخيانة لعموم الشعب المصري المسلم الذي خرجت حشوده رافضة لهذا الانقلاب الذي يمكن عملاء الصهاينة من السيطرة على مقاليد الحكم؛ لصالح تنفيذ أجندة دولة بني صهيون في المنظقة!!
من أجل ذلك؛ فإنني أعتقد حتمية تحرك الدعاة في (الاتجاه التصحيحي) وليس (الاتجاه التخذيلي أو الاستسلامي) لأننا في مرحلة مفصلية من تأريخ مصر، بل وتأريخ الأمة الإسلامية بأسرها!! وعليه فإن ظني بالله تعالى، أننا بهذه النية التصحيحية السليمة، لو حدث وأصابنا مكروه ونحن نبذل مساعينا لتنقية عقائد الناس من كل ما يتنافى مع عقيدة التوحيد الخالص؛ فإن أجرنا سوف يقع على الله تعالى!!
فيا غارة الله مهلاً، فقد أذعنا بأن الديمقراطية كفراً!!
تعليق