بسم الله الرحمن الرحيم
الذكر حياة القلوب وجلاؤها
إن قلوب البشر طُرا، كغيرها من الكائنات الحية، التي لا غنى لها عن أي مادة من المواد التي بها قوام الحياة والنماء، ويتفق العقلاء جميعا، أن القلوب قد تصدأ كما يصدأ الحديد، وأنها تظمأ كما يظمأ الزرع، وتجف كما يجف الضرع؛ ولذا.
0فهي تحتاج إلى تجلية وري، يزيلان عنها الأصداء والظمأ، والمرء في هذه الحياة، محاط بالأعداء من كل جانب؛ نفسه الأمارة بالسوء، تورده موارد الهلكة، وكذا هواه وشيطانه.
فهو بحاجة ماسة، إلى ما يحرزه ويؤمنه، ويسكن مخاوفه، ويطمئن قلبه. وإن من أكثر ما يزيل تلك الأدواء، ويحرز من الأعداء، ذكر الله والإكثار منه لخالقها ومعبودها؛ فهو جلاء القلوب وصقالها، ودواؤها إذا غشيها اعتلالها.
قال ابن القيم رحمه الله: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون السمك إذا فارق الماء؟
عباد الله:
العلاقة بين العبد وبين ربه ليست محصورة في ساعة مناجاة في الصباح، أو في المساء فحسب، ثم ينطلق المرء بعدها، في أرجاء الدنيا غافلا لاهيا، يفعل ما يريد دون قيد ولا محكم؛ كلا هذا تدين مغشوش، العلاقة الحقة، أن يذكر المرء ربه حيثما كان، وأن يكون هذا الذكر مقيدا مسالكه بالأوامر والنواهي، ومبشرًا الإنسان بضعفه البشري، ومعينا له على اللجوء إلى خالقه في كل ما يعتريه.
لقد حث الدين الحنيف، على أن يتصل المسلم بربه، ليحيا ضميره، وتزكوا نفسه، ويطهر قلبه، ويستمد منه العون والتوفيق؛ ولأجل هذا، جاء في محكم التنزيل والسنة النبوية المطهرة، ما يدعوا إلى الإكثار من ذكر الله عز وجل على كل حال؛ فقال عز وجل: يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلًا [سورة الأحزاب:41-42].
وقال سبحانه: والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا ًعظيمًا [سورة الأحزاب:35]. وقال جل شأنه: واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون [سورة الأنفال:45]. وقال تعالى: فاذكروني أذكركم [سورة البقرة:152]. وقال سبحانه: ولذكر الله أكبر [سورة العنكبوت:45].
وقال: ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)) متفق عليه.
وقال: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: وذلك ما هو يا رسول الله، قال:. ذكر الله عز وجل)) رواه أحمد.
وقال: ((من قال: سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة)) رواه الترمذي وحسنه الحاكم وصححه.
عباد الله:
ذكر الله تعالى، منزلة من منازل هذه الدار، يتزود منها الأتقياء، ويتجرون فيها، وإليها دائما يترددون، الذكر قوت القلوب الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورا، وعمارة الديار التي إذا تعطلت عنه صارت دورا بورا، وهو السلاح الذي يقاتل به قطاع الطريق، والماء الذي يطفأ به لهب الحريق.
بالذكر أيها المسلمون، تُستدفع الآفات، وتستكشف الكربات، وتهون به على المصاب الملمات، زين الله به ألسنة الذاكرين، كما زين بالنور أبصار الناظرين.
فاللسان الغافل، كالعين العمياء، والأذن الصماء، واليد الشلاء.
الذاكر الله، لا تدنيه مشاعر الرغبة والرهبة من غير الله، ولا تقلقه أعداد القلة والكثرة، وتستوي عنده الخلوة والجلوة، ولا تستخفه مآرب الحياة ودروبها.
ذكر الله عز وجل، باب مفتوح بين العبد وبين ربه، ما لم يغلقه العبد بغفلته.
قال الحسن البصري رحمه الله: تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن، فإن وجدتم، وإلا فاعلموا أن الباب مغلق.
إن الذنوب كبائرها وصغائرها لا يمكن أن يرتكبها بنو آدم، إلا في حال الغفلة والنسيان لذكر الله عز وجل؛ لأن ذكر الله تعالى، سبب للحياة الكاملة التي يتعذر معها أن يرمي صاحبها بنفسه في أتون الجحيم، أو غضب وسخط الرب العظيم، وعلى الضد من ذلك، التارك للذكر، والناسي له، فهو ميت، لا يبالي الشيطان أن يلقيه في أي مزبلة شاء.
قال تعالى: ومن يعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين [سورة الزخرف:36]. وقال تعالى: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى [سورة طه:124].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خنس.
وكان رجل رديف النبي على دابة، فعثرت الدابة بهما، فقال الرجل: تعس الشيطان؛ فقال له النبي: ((لا تقل: تعس الشيطان؛ فإنه عند ذلك يتعاظم حتى يكون مثل البيت، ولكن قل: بسم الله. فإنه يصغر عند ذلك حتى يكون مثل الذباب)) رواه أحمد وأبو داود وهو صحيح.
وحكى ابن القيم رحمه الله عن بعض السلف، أنهم قالوا: إذا تمكن الذكر من القلب، فإن دنا منه الشيطان صرعه الإنسي، كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان، فيجتمع عليه الشياطين، فيقولون: ما لهذا؟ فيقال: قد مسه الإنسي.
الإكثار من ذكر الله، براءة من النفاق، وفكاك من أسر الهوى، وجسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه، وما أعده له من النعيم المقيم، بل هو سلاح مقدم، من أسلحة الحروب الحسية التي لا تثلم، فقد ثبت عن النبي في فتح القسطنطينية: ((فإذا جاءها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر؛ فيسقط أحد جانبيها، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا.. الحديث)) رواه مسلم في صحيحه.
أيها الناس:
ذكر الله تعالى أشرف ما يخطر بالبال، وأطهر ما يمر بالفم، وتنطق به الشفتان، وأسمى ما يتألق به العقل المسلم الواعي، والناس بعامة قد يقلقون في حياتهم أو يشعرون بالعجز أمام ضوائق أحاطت بهم من كل جانب.
وهم أضعف من أن يرفعوها إذا نزلت، أو يدفعوها إذا أوشكت، ومع ذلك فإن ذكر الله عز وجل، يحيي في نفوسهم استشعار عظمة الله، وأنه على كل شيء قدير، وأن شيئا لن يفلت من قهره وقوته، وأنه يكشف ما بالمعنى إذا ألم به العناء، حينها يشعر الذاكر بالسعادة وبالطمأنينة يغمران قلبه وجوارحه الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب [سورة الرعد:28].
أيها المسلم:
لا تخش غما، ولا تشك هما، ولا يصبك قلق، ما دام قرينك هو ذكر الله. يقول جل وعلا في الحديث القدسي: ((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)) رواه البخاري ومسلم.
واشتكى علي وفاطمة رضي الله عنهما إلى رسول الله، ما تواجهه من الطحن والعمل المجهد، فسألته خادما، فقال رسول الله: ((ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم، إذا أويتما إلى فراشكما، فسبحا الله ثلاثا وثلاثين، واحمداه ثلاثا وثلاثين. وكبراه أربعا وثلاثين؛ فتلك مائة على اللسان وألف في الميزان)).
فقال علي: ما تركتها بعدما سمعتها من النبي، فقال رجل: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين. رواه أحمد وليلة صفين: ليلة حرب ضروس دارت بينه وبين خصومه رضي الله عنهم أجمعين.
عباد الله:
لو كلف كل واحد منا نفسه، في أن يحرك جفنيه، ليرى يمنة ويسرة، مشاهد متكررة، من صرعى الغفلة وقلة الذكر، أفلا ينظر إلى ظلمة البيوتات الخاوية من ذكر الله تعالى، أولا ينظر إلى المرضى المنكسرين، أوكلهم الله إلى أنفسهم لما نسوه، فلم يجبروا عظما كسره الله.
وازدادوا مرضا إلى مرضهم، أولا ينظر إلى المسحورين والمسحورات، وقد تسللت إليهم أيدي السحرة والمشعوذين، والدجاجلة الأفاكين، فانتشلوا منهم الهناء والصفاء، واقتلعوا أطناب الحياة الهادئة، فخر عليهم سقف السعادة من فوقهم.
أو لا يتفكر الواحد منكم في أولئك المبتلين بمس الجان ومردة الشياطين يتوجعون، ويتقلبون تقلب الأسير على الرمضاء، تتخبطهم الشياطين من المس فلا يقر لهم قرار، ولا يهدأ لهم بال، أرأيتم عباد الله، لو كلف كل واحد منكم نفسه بهذا، أفلا يُسائل نفسه أين هؤلاء البؤساء من ذكر الله عز وجل؟!
أين هم جميعا من تلك الحصون المكينة، والحروز الأمينة، التي تعتقهم من عبودية الغفلة والأمراض الفتاكة؟!!
أما علم هؤلاء جميعا، أن لدخول المنزل ذكرا وللخروج منه؟! أما علموا أن للنوم ذكرا وللاستيقاظ منه؟! أو ما علموا أن للصباح من كل يوم ذكرا، وللمساء منه؟!
بل حتى في مواقعة الزوج أهله، بل وفي دخول الخلاء – أعزكم الله – والخروج منه؟ بل وفي كل شيء ذكر لنا منه الرسول أمرا، علمه من علمه وجهله من جهله.
والواقع أيها الناس، أنه إنما خذل من خذل من أمثال هؤلاء الغافلين، لأنهم على عجزهم وضعفهم، ظنوا أنفسهم شيئا مستقلا، لا سباق لهم في ميدان ذكر الله، بينما نجد آخرين عمالقة في قوتهم، وهم من ذلك، يرون أنفسهم صفرا من دون ذكر الله تعالى، فكانت النتيجة أن طرح الله البركة واليمن على من ذكروه، فنجوا وأفلحوا، ورفع رضوانه وتأييده عمن اعتز بنفسه، فتركه مكشوف السوءة عريان العورة.
وفي حضارتنا المعاصرة، كثر المثقفون، وشاعت المعارف الذكية، ومع ذلك كله، فإن اضطراب الأعصاب وانتشار الكآبة داء عام. ما الأمر وما السبب في ذلك؟ إنه خواء القلوب من ذكر الله، إنها لا تذكر الله كي تتعلق به وتركن إليه، بل كيف تذكر، من تتجاهله؟!!!
إن الحضارة الحديثة، والحياة المادية الجافة، مقطوعة الصلة بالله إلا من رحم الله، والإنسان مهما قوي فهو ضعيف، ومهما علم فعلمه قاصر وحاجته إلى ربه أشد من حاجته إلى الماء والهواء، وذكر الله في النوازل عزاء للمسلم ورجاء الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب [سورة الرعد:28]. ولو تنبه المسلمون لهذا، والتزموا الأوراد والأذكار، لما تجرأ بعد ذلك ساحر، ولا احتار مسحور، ولا قلبت بركة، ولا تكدر صفو، ولا تنغص هناء.
عباد الله:
هناك من الناس من يذكرون الله، ولكنهم لا يفقهون معنى الذكر، فتصبح قلوبهم بعيدة عن استشعار جلال الله، وقدره حق قدره، وذكر الله عز وجل، كلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، غير أن الناس مما ألفوا منه.
وما جهلوا من معناه، لا يرددونه إلا كما يرددون كلاما تقليديا، وإلا فهل فكر أحد في كلمة ((الله أكبر)) التي هي رأس التكبير وعماده، وهي أول ما كلف به الرسول حين أمر بالإنذار يـا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر [سورة المدثر:1-3].
إنها كلمة عظيمة، تحيي موات الأرض الهامدة، لصوتها هدير كهدير البحر المتلاطم، أو هي أشد وقعا.
إنها كلمة، ينبغي أن تدوي في أذن كل سارق وناهب؛ لترتجف يده، ويهتز كيانه. وكذا تدوي، في أذن كل من يهم بإثم أو معصية، ليقشعر ويرتدع، وينبغي أن تدوي في أذن كل ظالم معتد متكبر، ليتذكر إن كان من أهل الذكرى، أن هناك إلها أقوى منه، وأكبر من حيلته واستخفافه ومكره، أخذه أقوى من أخذ البشر ومكرهم وخديعتهم، فالله أكبر، الله أكبر كبيرا.
فاتقوا الله أيها المسلمون، واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، واتق الله أيها المسلم الغافل، فإن كنت بعد هذا، قد أحسست أنك ممن قد فقد قلبه بسبب غفلته، فلا تيأس من وجوده بذكر الله،
فقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون [سورة المنافقون:9].
فاتقوا الله معشر المسلمين، واعلموا وفقكم الله، أن لسائل أن يسأل: ما بال ذكر الله سبحانه، مع خفته على اللسان وقلة التعب منه، صار أنفع وأفضل، من جملة العبادات مع المشقات المتكررة فيها؟
أن الله سبحانه جعل لسائر العبادات مقدارا، وجعل لها أوقاتا محدودة، ولم يجعل لذكر الله مقدارا ولا وقتا، وأمر بالإكثار منه بغير مقدار، لأن رؤوس الذكر هي الباقيات الصالحات؛ لما ثبت عن النبي أنه قال: ((خذوا جُنتكم. قلنا: يا رسول الله، من عدو قد حضر؟ قال: لا، جنتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. فإنهن يأتين يوم القيامة منجبات ومقدمات وهن الباقيات الصالحات)) رواه الحاكم وصححه.
ثم ليعلم كل مسلم صادق، أن المؤثر النافع، هو الذكر باللسان على الدوام، مع حضور القلب؛ لأن اللسان ترجمان القلب، والقلب خزانة مستحفظة الخواطر والأسرار، ومن شأن الصدر، أن ينشرح بما فيه من ذكره، ويلذ إلقاءه على اللسان.
ولا يكتفي بمخاطبة نفسه به في خلواته حتى يفضي به بلسانه، متأولا قول الله عز وجل: واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين [سورة الأعراف:205].
فأما الذكر باللسان، والقلب لاه، فهو قليل الجدوى، قال رسول الله: ((اعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه)) رواه الحاكم والترمذي وحسنه.
وكذا حضور القلب في لحظة بالذكر، والذهول عنه لحظات كثيرة، هو كذلك قليل الجدوى؛ لأن القلب لا يخلو من الالتفاف إلى شهوات الدنيا، ومن المعلوم بداهة أن المتلفت لا يصل سريعا؛ ولذا فإن حضور القلب على الدوام أو في أكثر الأوقات هو المقدم على غيره من العبادات؛ بل به تشرف سائر العبادات وهو ثمرة العبادات العملية.
ولذا فإن رسول الله حذر من أن تنفض المجالس دون أن يذكر الله عز وجل فيها بقوله: ((ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة)) رواه أبو داود والحاكم.
فهذا رسول الله يمقت مجالس الغافلين، وينهى عن كل تجمع خلا من ذكر الله، وأن المجالس التي ينسى فيها ذكر الله، وتنفض عن لغط طويل، حول مطالب العيش، وشهوات الخلق، في تهويش وتشويش، وهمز ولمز؛ هي مجالس نتنة، لا شيء فيها يستحق الخلود.
إنما يخلد ما اتصل بالآخر سبحانه وتعالى، ولذا فقد قال صلوات الله وسلامه عليه: ((من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك)) رواه الترمذي وابن ماجة.
فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، اتقوه في السر والعلن، اتقوه واعبدوه، واسجدوا له وافعلوا الخير لعلكم تفلحون.
الذكر حياة القلوب وجلاؤها
إن قلوب البشر طُرا، كغيرها من الكائنات الحية، التي لا غنى لها عن أي مادة من المواد التي بها قوام الحياة والنماء، ويتفق العقلاء جميعا، أن القلوب قد تصدأ كما يصدأ الحديد، وأنها تظمأ كما يظمأ الزرع، وتجف كما يجف الضرع؛ ولذا.
0فهي تحتاج إلى تجلية وري، يزيلان عنها الأصداء والظمأ، والمرء في هذه الحياة، محاط بالأعداء من كل جانب؛ نفسه الأمارة بالسوء، تورده موارد الهلكة، وكذا هواه وشيطانه.
فهو بحاجة ماسة، إلى ما يحرزه ويؤمنه، ويسكن مخاوفه، ويطمئن قلبه. وإن من أكثر ما يزيل تلك الأدواء، ويحرز من الأعداء، ذكر الله والإكثار منه لخالقها ومعبودها؛ فهو جلاء القلوب وصقالها، ودواؤها إذا غشيها اعتلالها.
قال ابن القيم رحمه الله: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون السمك إذا فارق الماء؟
عباد الله:
العلاقة بين العبد وبين ربه ليست محصورة في ساعة مناجاة في الصباح، أو في المساء فحسب، ثم ينطلق المرء بعدها، في أرجاء الدنيا غافلا لاهيا، يفعل ما يريد دون قيد ولا محكم؛ كلا هذا تدين مغشوش، العلاقة الحقة، أن يذكر المرء ربه حيثما كان، وأن يكون هذا الذكر مقيدا مسالكه بالأوامر والنواهي، ومبشرًا الإنسان بضعفه البشري، ومعينا له على اللجوء إلى خالقه في كل ما يعتريه.
لقد حث الدين الحنيف، على أن يتصل المسلم بربه، ليحيا ضميره، وتزكوا نفسه، ويطهر قلبه، ويستمد منه العون والتوفيق؛ ولأجل هذا، جاء في محكم التنزيل والسنة النبوية المطهرة، ما يدعوا إلى الإكثار من ذكر الله عز وجل على كل حال؛ فقال عز وجل: يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلًا [سورة الأحزاب:41-42].
وقال سبحانه: والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا ًعظيمًا [سورة الأحزاب:35]. وقال جل شأنه: واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون [سورة الأنفال:45]. وقال تعالى: فاذكروني أذكركم [سورة البقرة:152]. وقال سبحانه: ولذكر الله أكبر [سورة العنكبوت:45].
وقال: ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)) متفق عليه.
وقال: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: وذلك ما هو يا رسول الله، قال:. ذكر الله عز وجل)) رواه أحمد.
وقال: ((من قال: سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة)) رواه الترمذي وحسنه الحاكم وصححه.
عباد الله:
ذكر الله تعالى، منزلة من منازل هذه الدار، يتزود منها الأتقياء، ويتجرون فيها، وإليها دائما يترددون، الذكر قوت القلوب الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورا، وعمارة الديار التي إذا تعطلت عنه صارت دورا بورا، وهو السلاح الذي يقاتل به قطاع الطريق، والماء الذي يطفأ به لهب الحريق.
بالذكر أيها المسلمون، تُستدفع الآفات، وتستكشف الكربات، وتهون به على المصاب الملمات، زين الله به ألسنة الذاكرين، كما زين بالنور أبصار الناظرين.
فاللسان الغافل، كالعين العمياء، والأذن الصماء، واليد الشلاء.
الذاكر الله، لا تدنيه مشاعر الرغبة والرهبة من غير الله، ولا تقلقه أعداد القلة والكثرة، وتستوي عنده الخلوة والجلوة، ولا تستخفه مآرب الحياة ودروبها.
ذكر الله عز وجل، باب مفتوح بين العبد وبين ربه، ما لم يغلقه العبد بغفلته.
قال الحسن البصري رحمه الله: تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن، فإن وجدتم، وإلا فاعلموا أن الباب مغلق.
إن الذنوب كبائرها وصغائرها لا يمكن أن يرتكبها بنو آدم، إلا في حال الغفلة والنسيان لذكر الله عز وجل؛ لأن ذكر الله تعالى، سبب للحياة الكاملة التي يتعذر معها أن يرمي صاحبها بنفسه في أتون الجحيم، أو غضب وسخط الرب العظيم، وعلى الضد من ذلك، التارك للذكر، والناسي له، فهو ميت، لا يبالي الشيطان أن يلقيه في أي مزبلة شاء.
قال تعالى: ومن يعْشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين [سورة الزخرف:36]. وقال تعالى: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى [سورة طه:124].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله خنس.
وكان رجل رديف النبي على دابة، فعثرت الدابة بهما، فقال الرجل: تعس الشيطان؛ فقال له النبي: ((لا تقل: تعس الشيطان؛ فإنه عند ذلك يتعاظم حتى يكون مثل البيت، ولكن قل: بسم الله. فإنه يصغر عند ذلك حتى يكون مثل الذباب)) رواه أحمد وأبو داود وهو صحيح.
وحكى ابن القيم رحمه الله عن بعض السلف، أنهم قالوا: إذا تمكن الذكر من القلب، فإن دنا منه الشيطان صرعه الإنسي، كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان، فيجتمع عليه الشياطين، فيقولون: ما لهذا؟ فيقال: قد مسه الإنسي.
الإكثار من ذكر الله، براءة من النفاق، وفكاك من أسر الهوى، وجسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه، وما أعده له من النعيم المقيم، بل هو سلاح مقدم، من أسلحة الحروب الحسية التي لا تثلم، فقد ثبت عن النبي في فتح القسطنطينية: ((فإذا جاءها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر؛ فيسقط أحد جانبيها، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا.. الحديث)) رواه مسلم في صحيحه.
أيها الناس:
ذكر الله تعالى أشرف ما يخطر بالبال، وأطهر ما يمر بالفم، وتنطق به الشفتان، وأسمى ما يتألق به العقل المسلم الواعي، والناس بعامة قد يقلقون في حياتهم أو يشعرون بالعجز أمام ضوائق أحاطت بهم من كل جانب.
وهم أضعف من أن يرفعوها إذا نزلت، أو يدفعوها إذا أوشكت، ومع ذلك فإن ذكر الله عز وجل، يحيي في نفوسهم استشعار عظمة الله، وأنه على كل شيء قدير، وأن شيئا لن يفلت من قهره وقوته، وأنه يكشف ما بالمعنى إذا ألم به العناء، حينها يشعر الذاكر بالسعادة وبالطمأنينة يغمران قلبه وجوارحه الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب [سورة الرعد:28].
أيها المسلم:
لا تخش غما، ولا تشك هما، ولا يصبك قلق، ما دام قرينك هو ذكر الله. يقول جل وعلا في الحديث القدسي: ((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)) رواه البخاري ومسلم.
واشتكى علي وفاطمة رضي الله عنهما إلى رسول الله، ما تواجهه من الطحن والعمل المجهد، فسألته خادما، فقال رسول الله: ((ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم، إذا أويتما إلى فراشكما، فسبحا الله ثلاثا وثلاثين، واحمداه ثلاثا وثلاثين. وكبراه أربعا وثلاثين؛ فتلك مائة على اللسان وألف في الميزان)).
فقال علي: ما تركتها بعدما سمعتها من النبي، فقال رجل: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين. رواه أحمد وليلة صفين: ليلة حرب ضروس دارت بينه وبين خصومه رضي الله عنهم أجمعين.
عباد الله:
لو كلف كل واحد منا نفسه، في أن يحرك جفنيه، ليرى يمنة ويسرة، مشاهد متكررة، من صرعى الغفلة وقلة الذكر، أفلا ينظر إلى ظلمة البيوتات الخاوية من ذكر الله تعالى، أولا ينظر إلى المرضى المنكسرين، أوكلهم الله إلى أنفسهم لما نسوه، فلم يجبروا عظما كسره الله.
وازدادوا مرضا إلى مرضهم، أولا ينظر إلى المسحورين والمسحورات، وقد تسللت إليهم أيدي السحرة والمشعوذين، والدجاجلة الأفاكين، فانتشلوا منهم الهناء والصفاء، واقتلعوا أطناب الحياة الهادئة، فخر عليهم سقف السعادة من فوقهم.
أو لا يتفكر الواحد منكم في أولئك المبتلين بمس الجان ومردة الشياطين يتوجعون، ويتقلبون تقلب الأسير على الرمضاء، تتخبطهم الشياطين من المس فلا يقر لهم قرار، ولا يهدأ لهم بال، أرأيتم عباد الله، لو كلف كل واحد منكم نفسه بهذا، أفلا يُسائل نفسه أين هؤلاء البؤساء من ذكر الله عز وجل؟!
أين هم جميعا من تلك الحصون المكينة، والحروز الأمينة، التي تعتقهم من عبودية الغفلة والأمراض الفتاكة؟!!
أما علم هؤلاء جميعا، أن لدخول المنزل ذكرا وللخروج منه؟! أما علموا أن للنوم ذكرا وللاستيقاظ منه؟! أو ما علموا أن للصباح من كل يوم ذكرا، وللمساء منه؟!
بل حتى في مواقعة الزوج أهله، بل وفي دخول الخلاء – أعزكم الله – والخروج منه؟ بل وفي كل شيء ذكر لنا منه الرسول أمرا، علمه من علمه وجهله من جهله.
والواقع أيها الناس، أنه إنما خذل من خذل من أمثال هؤلاء الغافلين، لأنهم على عجزهم وضعفهم، ظنوا أنفسهم شيئا مستقلا، لا سباق لهم في ميدان ذكر الله، بينما نجد آخرين عمالقة في قوتهم، وهم من ذلك، يرون أنفسهم صفرا من دون ذكر الله تعالى، فكانت النتيجة أن طرح الله البركة واليمن على من ذكروه، فنجوا وأفلحوا، ورفع رضوانه وتأييده عمن اعتز بنفسه، فتركه مكشوف السوءة عريان العورة.
وفي حضارتنا المعاصرة، كثر المثقفون، وشاعت المعارف الذكية، ومع ذلك كله، فإن اضطراب الأعصاب وانتشار الكآبة داء عام. ما الأمر وما السبب في ذلك؟ إنه خواء القلوب من ذكر الله، إنها لا تذكر الله كي تتعلق به وتركن إليه، بل كيف تذكر، من تتجاهله؟!!!
إن الحضارة الحديثة، والحياة المادية الجافة، مقطوعة الصلة بالله إلا من رحم الله، والإنسان مهما قوي فهو ضعيف، ومهما علم فعلمه قاصر وحاجته إلى ربه أشد من حاجته إلى الماء والهواء، وذكر الله في النوازل عزاء للمسلم ورجاء الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب [سورة الرعد:28]. ولو تنبه المسلمون لهذا، والتزموا الأوراد والأذكار، لما تجرأ بعد ذلك ساحر، ولا احتار مسحور، ولا قلبت بركة، ولا تكدر صفو، ولا تنغص هناء.
عباد الله:
هناك من الناس من يذكرون الله، ولكنهم لا يفقهون معنى الذكر، فتصبح قلوبهم بعيدة عن استشعار جلال الله، وقدره حق قدره، وذكر الله عز وجل، كلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، غير أن الناس مما ألفوا منه.
وما جهلوا من معناه، لا يرددونه إلا كما يرددون كلاما تقليديا، وإلا فهل فكر أحد في كلمة ((الله أكبر)) التي هي رأس التكبير وعماده، وهي أول ما كلف به الرسول حين أمر بالإنذار يـا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر [سورة المدثر:1-3].
إنها كلمة عظيمة، تحيي موات الأرض الهامدة، لصوتها هدير كهدير البحر المتلاطم، أو هي أشد وقعا.
إنها كلمة، ينبغي أن تدوي في أذن كل سارق وناهب؛ لترتجف يده، ويهتز كيانه. وكذا تدوي، في أذن كل من يهم بإثم أو معصية، ليقشعر ويرتدع، وينبغي أن تدوي في أذن كل ظالم معتد متكبر، ليتذكر إن كان من أهل الذكرى، أن هناك إلها أقوى منه، وأكبر من حيلته واستخفافه ومكره، أخذه أقوى من أخذ البشر ومكرهم وخديعتهم، فالله أكبر، الله أكبر كبيرا.
فاتقوا الله أيها المسلمون، واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، واتق الله أيها المسلم الغافل، فإن كنت بعد هذا، قد أحسست أنك ممن قد فقد قلبه بسبب غفلته، فلا تيأس من وجوده بذكر الله،
فقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون [سورة المنافقون:9].
فاتقوا الله معشر المسلمين، واعلموا وفقكم الله، أن لسائل أن يسأل: ما بال ذكر الله سبحانه، مع خفته على اللسان وقلة التعب منه، صار أنفع وأفضل، من جملة العبادات مع المشقات المتكررة فيها؟
أن الله سبحانه جعل لسائر العبادات مقدارا، وجعل لها أوقاتا محدودة، ولم يجعل لذكر الله مقدارا ولا وقتا، وأمر بالإكثار منه بغير مقدار، لأن رؤوس الذكر هي الباقيات الصالحات؛ لما ثبت عن النبي أنه قال: ((خذوا جُنتكم. قلنا: يا رسول الله، من عدو قد حضر؟ قال: لا، جنتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. فإنهن يأتين يوم القيامة منجبات ومقدمات وهن الباقيات الصالحات)) رواه الحاكم وصححه.
ثم ليعلم كل مسلم صادق، أن المؤثر النافع، هو الذكر باللسان على الدوام، مع حضور القلب؛ لأن اللسان ترجمان القلب، والقلب خزانة مستحفظة الخواطر والأسرار، ومن شأن الصدر، أن ينشرح بما فيه من ذكره، ويلذ إلقاءه على اللسان.
ولا يكتفي بمخاطبة نفسه به في خلواته حتى يفضي به بلسانه، متأولا قول الله عز وجل: واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين [سورة الأعراف:205].
فأما الذكر باللسان، والقلب لاه، فهو قليل الجدوى، قال رسول الله: ((اعلموا أن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاه)) رواه الحاكم والترمذي وحسنه.
وكذا حضور القلب في لحظة بالذكر، والذهول عنه لحظات كثيرة، هو كذلك قليل الجدوى؛ لأن القلب لا يخلو من الالتفاف إلى شهوات الدنيا، ومن المعلوم بداهة أن المتلفت لا يصل سريعا؛ ولذا فإن حضور القلب على الدوام أو في أكثر الأوقات هو المقدم على غيره من العبادات؛ بل به تشرف سائر العبادات وهو ثمرة العبادات العملية.
ولذا فإن رسول الله حذر من أن تنفض المجالس دون أن يذكر الله عز وجل فيها بقوله: ((ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة)) رواه أبو داود والحاكم.
فهذا رسول الله يمقت مجالس الغافلين، وينهى عن كل تجمع خلا من ذكر الله، وأن المجالس التي ينسى فيها ذكر الله، وتنفض عن لغط طويل، حول مطالب العيش، وشهوات الخلق، في تهويش وتشويش، وهمز ولمز؛ هي مجالس نتنة، لا شيء فيها يستحق الخلود.
إنما يخلد ما اتصل بالآخر سبحانه وتعالى، ولذا فقد قال صلوات الله وسلامه عليه: ((من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك)) رواه الترمذي وابن ماجة.
فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، اتقوه في السر والعلن، اتقوه واعبدوه، واسجدوا له وافعلوا الخير لعلكم تفلحون.
تعليق