Tweet
لا تحسبوه شراً لكم . . بل هو خيرٌ لكم!!
يبدو أن التجربة الجزائرية ومن بعدها الغزاوية لم يكونا كافيتين لاستيعاب الدرس، وأخذ العبرة من أن النظام العالمي يأبى وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم مهما كلفه ذلك؛ حتى ولو رضخ الإسلاميون في المقابل لما يتعارض مع مبادئهم، ويصطدم مع عقيدتهم، سواءً كانت بموافقتهم على مبادئ الديمقراطية الخرقاء، أو قبولهم التعامل حسب قواعد اللعبة السياسية الصفراء!!
فالأمر بالنسبة لأهل الكفر لا يقبل التنازل أو المفاوضة، إلا أن الكثيرين من الإسلاميين البسطاء قد تصوروا الأمر على غير حقيقته، فمنهم من توهم إمكانية الالتقاء معهم في منتصف الطريق، ومنهم من تصور إمكانية استثمار عوار مبادئهم في تحقيق نصر خاطف للإسلام، أو الوصول من خلالها إلى الحكم أو التمكين، ومنهم من اعتبرها فترة مرحلية يمكن للإسلاميين بعدها تعديل قواعد اللعبة بما يتوافق مع القواعد الشرعية، وللأسف كان الجميع واهمين!!
فالكفر والإيمان لا يلتقيان، والطريق الذي رسمه الله للنصر والتمكين؛ يبدأ بالدعوة الشاملة إلى التوحيد الخالص الصافي، وينتهي بتنزل النصر الإلهي على الصفوة الصادقة المؤمنة، (بأسباب ومجريات أحداث يهيئها الله وحده بقدرته)!! فالذين شربوا من النهر (بدخول الأحزاب وممارسة اللعبة السياسية العوراء، ثم دبت بينهم الخلافات بعد ذلك) هم من تخلفوا عن ركب طالوت، أما القلة التي ثبتت على مبادئها واحترزت لعقيدتها من أن تتلوث بتلك القاذورات، فهم الفئة القليلة التي ستغلب الفئة الكثيرة بإذن الله، طالما صبرت وثبتت على هذا الطريق؛ وإن لم يبد لهم في الأفق أي انفراجة أو بارقة أمل؛ وذلك لأن الله مع الصابرين!!
وعليه، فالذي حدث بالأمس من انقلاب الجيش على الرئيس/ مرسي، إنما هو إشارة واضحة على الطريق لتصحيح مسار الإسلاميين، حيث لن يسمح الكفر أبداً بتمكين الإسلام إلا مغلوباً مقهوراً، ومن يتصور قيامه بذلك مختاراً مسروراً؛ فهو غارقٌ في أوهامه، بل ومسترسل في أحلامه!!
وما على المسيرة الإسلامية الآن سوى استدراك أخطائها، بهدف الرجوع إلى الطريق الصحيح في الدعوة إلى الله تعالى، وأولى خطوات ذلك؛ إنما يكون بالتوبة الصادقة والاستغفار على ما كان من الزلل، والسعي حثيثاً لبلورة الصراع الدائر (لدى العامة) ووضعه في دائرته الصحيحة، كونه صراعاً بين الحق والباطل، وبين الكفر والإسلام، وحشد الناس نصرةً لعقيدتهم وإسلامهم، وليس لما يطلقون عليه (شرعية أو ديمقراطية)لاسيما وقد تبين بما لا يدع مجالاً للشك؛ أنه لا بواكي لهم (حتى ممن زعموا نصرتهم لتلك المعاني والمسميات من أهل الكفر)!!
فالحق منصور بالله، وأهل الحق هم من التزموا منهج الله، حتى تتنزل عليهم نصرة الله، وعليه فلا ينبغي لمن أراد الله به خيراً بتصويب مسيرته نحو النصر في الحياة الدنيا، والرضوان في جنان الآخرة، أن يحسب ذلك شراً له . . بل هو خير له . . ولكن أكثر الناس لا يعلمون!!
تعليق