لا بد أن نضحي كما ضحى هؤلاء .
ـ إنها التضحية والجرأة والشعور بالمسئولية والتصدر ...
ـ إنهم فضلوا الموت وضحوا بأنفسهم لنحيا نحن حياة كريمة ... شكرا لهم ولأرواحهم الطاهرة الزكية ...
ـ اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد وتجاوز عنهم اللهم جازهم بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ... اللهم تقبل منهم عملهم هذا ...
ـ أعرفتم يا إخواني ... إنها التضحية ...التي تطلب من صاحبها أن يتنازل عن كل ما يملك حتى حياته ...
ـ أفلا نقتدي بهم ونفعل فعلهم ....
ـ إن الإسلام يطلبنا اليوم بشدة ويحتاج إلينا بقوة ويفتقر إلى خدماتنا بإلحاح شديد ... إنها الدعوة إلى الله تعالى يا إخواني والنزول بين المجتمع ... لا أقول للموت ولكن لنصيحة هؤلاء الناس مثلنا وتنبيههم ووعظهم بالحسنى والموعظة الحسنة ... ولا بأس بسماع السخرية والتهكم منهم ... فبفعلنا هذا نضحي ونشق بداية الطريق لمن خلفنا ليكمل هو الطريق بسهولة ويسر...
ـ فلا بد من كسر الحواجز بين المجتمع وبين العبادة لتصبح العبادة سهلة ميسورة محببة إلى المجتمع ...
ـ فكم من زيارة للمرضى في المستشفى كانت في بدايتها ثقيلة ومستغربة على الناس ... ثم بعد ذلك أصبح الأمر طبيعيا وميسورا...
ـ وكم من شخص دخل يدعو إلى الله في المقاهي والنوادي استغربه الناس وتهكموا به ... ثم بعد ذلك أصبح الأمر طبيعي ويتطور إلى تفهم كلامه وإقراره على ما يفعل.
ـ وكم من شخص نصح الناس في المساجد والطرقات ووزع عليهم النصائح والكتيبات مستغرب من قبل الناس ... ثم بعد ذلك أصبح الأمر طبيعي ويطلب الناس منه المزيد ... وهكذا ...
ـ إذن فلا بد من أن نضحي بالمال .... بالأوقات .... بالجهد .... كما ضحى إخواننا بالحياة ... ولكن مع الفارق ... فأرواحهم بإذن الله طاهرة نقية زكية .. وجهدهم وفعلهم بإذن الله محمود مأجور مشكور ...
ـ فلنبدأ الطريق ولنصبر على الصعاب .... فحتما سيحمد فعلنا من وراءنا ويكون لنا الأجر الوفير بإذن الله تعالى ... وسيتحرك من بعدنا بتحركنا ....
ـ فلنبدأ التحرك لأعظم عمل وأحسن قول .... (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) .... فلنبدأ الطريق.