إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نحو تغيير إيجابي في حياتنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [هام] نحو تغيير إيجابي في حياتنا

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



    الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد


    الحمد لله الذي يُغير ولا يتغير ، ويُبدِّل ولا يتبدل ، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ الذي جاء بمنهج التغيير نحو الأفضل ، وعلى آله الأخيار ، وصحابته الأطهار ، وعنا معهم برحمتك وفضلك يا عزيز يا غفّار ، وبعد :
    فمما لاشك فيه أن دين الإسلام العظيم ، وتربيته الإسلامية السامية ، قد قرّرت قاعدة [ التغيير ] في حياة الإنسان المسلم ومن ثم في المجتمع المسلم ، وجعلتها مبنيةً على مدى قدرة الأفراد على تغييرهم لأنفسهم ، وهو ما يُشير إليه قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (سورة الرعد: من الآية 11) .
    ومعنى هذا أن حكمة الله تعالى وإرادته (جل جلاله) ، جعلت مسألة تغير المجتمع راجعةٌ إلى تغير ما في أنفس أفراده ، فإذا غيَّر الأفراد ما بأنفسهم نحو الأفضل تغير المجتمع نحو الأفضل ، وإن كان التغيير - والعياذ بالله - إلى الأسوأ كان تغير المجتمع نحو الأسوأ .

    وهذا يؤكد أن الله (عز وجل) جعل مسألة التغيير بيد الإنسان ، وأمرٌ راجعٌ إلى خياره وقراره لأنه صانع التغيير ، وصاحب القرار الذي بيده أن يمضي فيه ويُحققه . ولعل مما يُعزز هذا قوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (سورة الأنفال : من الآية 53) .


    وفي هذا الشأن يقول الدكتور / علي مدكور :
    " إن التغير الاجتماعي إنما يبدأ من الداخل ، أي من النفس ، وذلك بتغيير الأنماط العقائدية ، والمعيارية ، والقيميّة ، والفكرية للإنسان ؛ فإذا ما تغيّر ذلك ، فإنه ينعكس على السلوك الخارجي للفرد والمجتمع على السواء " (1) .

    ويؤكد هذا المعنى ما أورده الدكتور / محمد بن أحمد الرشيد بقوله :
    " فالتغيير إلى الأفضل أو إلى الأسوأ أمرٌ يقع في نطاق البشر ، وعليهم تقع مسؤولية اختيار أحد النجدين : نجد الهُدى والخير والصلاح ، أو نجد الضلال والشر والإفساد " . ثم يُضيف قوله :
    " إن تغيير ما بالأنفُس من أفكارٍ ومفاهيم واتجاهاتٍ وميول ، أمرٌ موكولٌ للبشر بقدَّر الله ، وذلك هو ما تُشير إليه الآيات الكريمة في قوله تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } (سورة الشمس : 7 - 10) " (2) .
    وتبعاً لرؤية بعض العلوم الحديثة التي ترى أن الإنسان مجموعةٌ من القدرات (جمع قُدرة Ability) ، التي تعني : " القوة التي تمكِّن من أداء فعل جسمي أو عقلي " (3) .
    أو التي قد يُقصد بها : الإمكانات العقلية والعضلية اللازمة لأداء مهمةٍ أو عملٍ ما .

    فإنه يمكن أن نُقسِّم مجموعة القدرات الإنسانية إلى عدة أقسام ، منها :

    = القدرات العقلية أو الفكرية .
    = القدرات الجسمية أو العضلية .
    = القدرات اللغوية أو اللسانية .
    = القدرات الانفعالية .
    = القدرات الاجتماعية .
    ولا شك أن هناك قدراتٍ أُخرى غير ما ذكرنا .

    واللافت للنظر أن مجموعة القدرات الإنسانية يمكن أن تُصنف من حيث ظهورها إلى نوعين رئيسين ، هما :

    أ - قدرات ظاهرة : وهي القدرات الملاحظة أو الفاعلة التي يمكن مشاهدتها عند الإنسان على اختلاف أنواعها .
    ب - قدرات غير ظاهرة (كامنة) : وهي القدرات التي تكون موجودةً عند الإنسان ولكنها غيرُ مُفعّلة ؛ فهي في انتظار من يقوم بتحريرها وتفعيلها وتوفير البيئة والظروف المناسبة لظهورها .
    أما التغيير فيُقصد به : " التحول من حالةٍ إلى حالة " (4) .
    وقد يُقصد به : " إحداثُ شيءٍ لم يكن قبله " (5) .
    وهناك من يرى أن التغيُر يعني : " انتقال الشيء من حالةٍ إلى حالةٍ أُخرى " (6) .
    وقد يُقصد بالتغيير الأنشطة القولية أو الفعلية المختلفة التي تؤدي إلى جعل الواقع يختلف عن الوضع المعتاد .
    من هنا فإن المعنى الإجمالي للتغيير يُشير إلى التحول من واقع نعيشه إلى حالٍ آخر ننشده .

    وهنا يأتي سؤالٌ يطرح نفسه ويقول :
    = ما الداعي للتغيير ؟ وهل هناك ما يُبرر الدعوة إليه والحرص عليه ؟
    فيأتي الجواب ليوضح أن من دواعي التغيير ما يلي :

    1. أن التغيير سُنةٌ كونيةٌ ، وأمرٌ فطريٌ في هذه الحياة الدنيا ؛ إذ إن حياة الإنسان قائمةٌ على مبدأ التغيير .
    2. أن في التغيير إقتداءٌ بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وسنته الشريفة التي تُخبرنا في أكثر من موضعٍ أنه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم غيّر كثيراً من شؤون حياته وحياة أصحابه القولية والفعلية .
    3. أن التغيير سبيلٌ لبلوغ الكمال البشري المأمول ، وتحقيق الأهداف والغايات المنشودة ، وما دمنا لم نبلغ هذه الدرجة - ولن نبلغها - ؛ فإن علينا أن نحرص على التغيير الإيجابي المطلوب لنقترب قدر المستطاع منها .
    4. أن التغيير دليلٌ على الطموح والتطلع والرغبة في تحقيق الأفضل والأجمل والأكمل .

    أما المُبررات التي من أجلها يتم التغيير فكثيرةٌ جداً ، وتختلف باختلاف الحالات والظروف والزمان والمكان ، إلا أن من أبرزها ما نُلاحظه ونراه ونسمعه ونتفق جميعاً عليه ، ويتمثل في أننا نعلم أن هناك الكثير من الطاقات البشرية (المُهدرة) التي لم يُفد منها أصحابها ، ولا المجتمع من حولهم لأنها طاقاتٌ مُعطلة ، وقدراتٌ غير مُفعّلة ، وخير دليلٍ على ذلك تلك المواهب المدفونة عند الكثيرين في مختلف مجالات الحياة ، وتلك الأوقات الضائعة التي نهدرها جميعاً (إلا ما ندر) على مدار اليوم والليلة فيما لا فائدة فيه ، ولا نفع منه سواءً أكان ذلك من الأقوال أو الأفعال . إضافةً إلى مشكلة الخضوع والاستسلام لمختلف لعادات والتقاليد الخاطئة في المجتمع ، وعدم بذل أي محاولة إيجابية لتغييرها أو تعديلها أو تصحيحها أو التخلص منها .


    وإليكم (إخواني القراء) مجموعةً من الأمثلة للطاقات والأوقات المهدرة في حياة كثيرٍ من الناس في واقعنا :

    = كم من ساعةٍ يقضيها الكثير من الناس ولاسيما الشباب أمام شاشات التلفزيونات وأجهزة الحاسب الآلي ؟
    = كم من ساعةٍ يقضيها الشباب - على وجه الخصوص - وهم يتجولون بسياراتهم هنا وهناك بلا فائدةٍ ولا مصلحة ؟
    = كم من المكالمات يجريها كثيرٌ من الناس بلا داعٍ ولا ضرورة ؟
    = كم من الساعات الزائدة ينامها كثيرٌ من الناس على مدار اليوم والليلة ؟
    = كم من الفرائض تؤخر عن وقتها وربما تضيع تساهلاً وتهاونًا والعياذ بالله ؟
    = كم من الكلمات التي يُطلقها الإنسان وهو لا يدري أهي محسوبةٌ له أم عليه ؟
    = كم من النقود تُصرف في أشياء ليست ضرورية ولا تدعو إليها الحاجة ؟
    = كم من الساعات تقضيها النساء وبعض الرجال في القيل و القال ؟
    = كم من الأوقات ضاعت في ألوانٍ من اللهو والغفلة ولم يستفد منها معظم الناس في حياتهم ؟
    = كم من الملابس والأثاث والممتلكات التي لم نعد نحتاج إليها في دورنا ومنازلنا ؟
    = كم من النصائح والمواعظ والمواقف التي سمعناها وعرفناها وتأثرنا بها في حينها ثم نسيناها بعد ذلك ؟
    = كم من الأوقات تضيع منا في كثيرٍ من المناسبات والحفلات والاجتماعات ؟
    = كم من الأوقات نُهدرها في تصفح الصحف والمجلات وغيرها من المطبوعات التي لا نفع فيها ولا فائدة منها ؟
    = كم الفائض من أصناف الأطعمة والمشروبات على موائدنا في الحفلات والمناسبات العامة والخاصة ؟

    ثم ماذا بعد هذا كله ؟!
    - هل تغير وضعنا ؟
    - وهل تعدّل نمط حياتنا ؟
    - وهل يمكن أن نُحدث تغييراً ولو يسيراً في واقع حياتنا ؟
    - وهل حدث فرقٌ بين ما كان عليه حالنا وما هو عليه الآن ؟

    إن هذا الموضوع سيُركِّز على مسألة التغيير الإيجابي ، وأقصد به التغيير نحو الأفضل والأجمل والأحسن والأكمل ، وهو ما سيعتمد على محاولة تحقيق ذلك التغيير من خلال زيادة بعض التصرفات الإيجابية ولو بمقدارٍ يسيرٍ عند كل فردٍ منا ، والتقليل من بعض التصرفات السلبية قدر المُستطاع .


    وإليك - أخي القارئ - مجموعة من الأمثلة التي أقترح عليك القيام بها ، والتي يمكن - متى تم تطبيقها أو تطبيق بعضها لمدة أسبوعٍ مثلاً - أن يتحقق جزءٌ كبيرٌ من التغيير الإيجابي المطلوب في حياتك ، ومنها ما يلي :

    = عوّد نفسك المحافظة على بعض الأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم على مدار اليوم والليلة .
    = اغتنم فترة قيادتك للسيارة (ذهاباً و إياباً) في إشغال لسانك بذكر الله تعالى تسبيحًا ، وتهليلاً ، وحمدًا ، واستغفارًا ، وتكبيرًا .
    = اجعل من ضمن برنامجك الأُسبوعي زيارة أحد الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران للسلام والاطمئنان عليه .
    = مارس رياضة المشي أو الجري الخفيف لمدة عشر دقائق يوميًا .
    = عوّد نفسك الجلوس مع والديك ، أو مع أفراد أسرتك وتبادل الحديث الودي معهم ولو لوقتٍ قصيرٍ يومياً .
    = احرص على التبكير في حضور مواعيدك خلال هذا الأسبوع .
    = جرِّب أن تنام مبكراً خلال هذا الأسبوع .
    = جرب ألاّ تزيد سرعة قيادتك للسيارة عن (80) كيلو متر في الساعة .
    = احرص على أن تبدأ بالسلام على والديك يومياً وتقبيل أيديهما .
    = تلطف في كلامك مع إخوانك وأصدقائك وجيرانك وكل من هم حولك .
    = تصدق ولو بريالٍ واحدٍ يوميًا خلال هذا الأسبوع .
    = حافظ على ذكر الله تعالى (تسبيحًا وتحميدًا وتهليلاً وتكبيرًا واستغفارًا) في أوقات الفراغ بدلاً من الصمت ، أو الغناء ، أو نحو ذلك .
    = حافظ على استعمال السواك باستمرار ، أو قم بتنظيف أسنانك ثلاث مرات في اليوم والليلة .
    = احرص على جمال المظهر والأناقة المعقولة والمقبولة في الملبس والمظهر والشكل العام .
    = تعود على سماع وجهات نظر الآخرين وتقبُلها وإن كانت مُخالفة لوجهة نظرك الخاصة .
    = قلل من فترة استماعك للأغاني والموسيقى ونحوها إن كنت من المبتلين بسماعها .
    = أعد النظر في قائمة القنوات التلفزيونية التي تُشاهدها في بيتك .
    = حاول تنظيم وقتك وأداء ما عليك من واجباتٍ في حينها دون تأخير .
    = أعد ترتيب محتويات غرفتك أو مكتبك أو سيارتك حتى تبدو أكثر نظاماً .
    = حاول زيارة المستشفى للسلام على المرضى من إخوانك المسلمين وإن لم تعرفهم .
    = حافظ على زيارة المقابر والسلام على أموات المسمين والدعاء لهم .
    = قم بتلبية الدعوات التي توجَّه لك ، ولاسيما من الأهل والأقارب والجيران .
    = شارك في حضور المناسبات المختلفة التي تُدعى إليها .
    = اجتهد أن تُصلي كل الفروض مع جماعة المسلمين في المسجد .
    = زد معدل تلاوتك للقرآن الكريم في اليوم الواحد بضع آيات .
    = حاول أن تقرأ عدة صفحات من كتابٍ مفيدٍ في اليوم الواحد .
    = أعد النظر في محتويات رسائل الجوال المكتوبة والمرئية عندك ، وتخلّص مما لا يرضاه الله تعالى منها .
    = استمع لشريطٍ إسلاميٍ واحدٍ في كل يوم لأحد الدعاة .
    = قلل عدد السجائر التي تُدخنها يومياً إن كنت ممن ابتلوا أنفسهم بالتدخين .
    = حافظ على أداء صلاة الوتر قبل أن تأوي إلى فراشك .
    = احرص على أداء صلاة الضحى ولو ركعتين .


    أخي القارئ الحبيب : لا شك أن تطبيقك لهذه الأمثلة في حياتك والمحافظة عليها ستؤدي إلى نتائج مُدهشة قد لا تتوقعها ، والتجربة أكبر برهان كما يُقال . ولاسيما أنك ستشعر - بإذن الله تعالى - بتجدد حياتك ، وتبدُل أحوالك ، وتغير قناعاتك ، وزيادة التصرفات الإيجابية في أدائك اليومي ؛ وبذلك يتحقق التغيير الإيجابي المطلوب .

    وفيما يلي عددٌ من القناعات التي طالعتها في بعض الكتب ، والمطبوعات ، والمواقع الإنترنتية المختلفة ، والتي يمكن أن تُسهم إلى حدٍ ما في تحقيق التغيير الإيجابي عند الإنسان متى استوعبها وأدرك معناها و اقتنع بها ، ومنها ما يلي :




    الإنسان الإيجابي يفكر في الحل
    والإنسان السلبي يفكر في المشكلة .
    =-=
    الإنسان الإيجابي لا تنضب أفكاره
    و الإنسان السلبي لا تنضب أعذاره
    =-=
    الإنسان الإيجابي يساعد الآخرين
    و الإنسان السلبي يتوقع المساعدة من الآخرين
    =-=
    الإنسان الإيجابي يرى أن هناك حلاً لكل مشكلة
    و الإنسان السلبي يرى مشكلة في كل حل
    =-=
    الإنسان الإيجابي يرى الحل صعبًا لكنه ممكن
    و الإنسان السلبي يرى الحل ممكنًا لكنه صعب
    =-=
    الإنسان الإيجابي لديه آمالٌ يحققها
    و الإنسان السلبي لديه أوهام وأضغاث أحلام يبددها
    =-=
    الإنسان الإيجابي يرى في العمل أمل
    و الإنسان السلبي يرى في العمل ألم
    =-=
    الإنسان الإيجابي ينظر إلى المستقبل ويتطلع إلى ما هو ممكن
    و الإنسان السلبي ينظر إلى الماضي ويتطلع إلى ما هو مستحيل
    =-=
    الإنسان الإيجابي يناقش بقوةٍ وبلغةٍ لطيفة
    و الإنسان السلبي يناقش بضعفٍ وبلُغةٍ فظة
    =-=
    الإنسان الإيجابي يتمسك بالقيم ويتنازل عن الصغائر
    و الإنسان السلبي يتشبث بالصغائر ويتنازل عن القيم
    =-=
    الإنسان الإيجابي مُتفائل في نظرته للحياة ومجرياتها
    و الإنسان السلبي متشائم ونظرته للحياة سوداوية
    =-=

    وختامًا : هذه بعض النقاط الرئيسة التي أرى - من وجهة نظري الخاصة - أنه لا بد من مراعاتها وتحققها عند الرغبة في التغيير ، ومنها ما يلي :

    (1) استعن بالله وحده عند شروعك في مشوار التغيير ؛ فهو الذي له الأمر كُله ، وهو الذي يُقدِّر الأقدار ، وهو الذي يشاءُ ويختار .
    (2) ليكن أول تغييرٍ تحرص عليه - أخي الشاب - أن تعمل على مضاعفة إيمانك بالله تعالى ، وتقويته عن طريق زيادة الأعمال الصالحة التي ترضيه سبحانه .
    (3) تذكّر أن كل إنسانٍ موفّق إلى عملٍ صالحٍ من أعمال الخير ، فمن الناس من وفّق إلى الصلاة ، ومنهم من وفق إلى الصدقة ، ومنهم من وفق إلى الصيام ، ومنهم من وفق إلى الدعوة إلى الله تعالى ، ومنهم من وفق إلى الخُلق الحسن ، ومنهم من وفق للإصلاح بين الناس ، وهكذا .
    (4) التغيير لا يمكن أن يكون إلاّ من الداخل ، ولا بُدأن ينبع من قناعةٍ داخل النفس ، و مهما قام الآخرون بمساعدتنا ، فلن يحدث التغيير إلا إذا رغبه الإنسان وبدأه .
    (5) التغيير يحتاج إلى البدء الفوري فيه ، وسرعة المبادرة إليه ، و عدم التسويف أو التأجيل و التأخير . قال تعالى : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } (سورة آل عمران : الآية 133) . (6) تأكد أن تحقيق التغيير المطلوب (لا ولم ولن) يحصُل بخطوةٍ واحدةٍ عملاقةٍ أو ضخمة ، ولكنه يحصل بمجموعة خطواتٍ صغيرة .
    (7) لا تنس أنه حتى يكون التغيير إيجابيا ، فلابد أن يكون صادقاً ، ومستمراً ، ومنتظماً ، وشاملاً .
    (8) التغيير ممكن للجميع ويناسب جميع الأعمار .
    (9) إن إحداث التغيير يجب أن يُراعي قدرات الإنسان واستعداداته ، حتى لا يُحمِّل نفسه ما لا تطيق . وحتى يكون التغيير منسجمًا مع عقل الإنسان ، فلا يجنح به إلى ما يضر بمصالحه، أو يتعارض مع رغباته ، فلا يحرمه المتاع الحلال ، أو يتنافى مع أخلاقه وسلوكياته الثابتة .
    (10) ليكن في علمك أنه ليس هناك تغيير إيجابي دون عناءٍ أو مشقة ، وهنا تكمن اللذة والاستمتاع بالانتصار على هوى النفس . وهذا يعني أن علينا أن نُردد العبارة الشهيرة :


    " كلمة مستحيل ليست في قاموس حياتي " .

    ومثلها عبارة :


    " لا شيء مستحيل " .




    وفي الختام : أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لتغيير أقوالنا ، وأعمالنا ، ونوايانا ، وجميع شأننا إلى ما فيه الصلاح ، والفلاح ، والنجاح ، والحمد لله رب العالمين .

    المصدر موقع : صيد الفوائد





    ُتعرف الامور بخواتيمها !!

  • #2
    رد: نحو تغيير إيجابي في حياتنا


    جزاك الله على النقل

    تعليق


    • #3
      رد: نحو تغيير إيجابي في حياتنا


      اللهمّ صلّ على محمد
      عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون
      اللهم اغفر لي ولأبي ولأمي ولجميع المسلمين والمسلمات


      تعليق

      يعمل...
      X