التعلق بغير الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حال المسلمين حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثواكم
قد جاء في الإسلام أنه لا يجوز التعلق بغير الله لأن ذلك هو الشرك بعينه مع الله فهذا لا يجوز
فالأولى من العبد ان يتعلق بالله فقط لأن الله هو الذي أنعم عليه
قال الله تعالى في سورة الفاتحة (( إياك نعبد وإياك نستعين )) ثم قال في آخر السور
(( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) لأن اليهود والنصارى قد اتخذوا غير الله إلهاً وغير طريق الإسلام سبيلاً وغير القرآن كتاباً وغير النبي صلى الله عليه وسلم نبياً فذمهم الله على فعلهم هذا المشين ولعنهم على أفعالهم وأقوالهم
وقال الإمام اين القيم في
كيف حال المسلمين حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثواكم
قد جاء في الإسلام أنه لا يجوز التعلق بغير الله لأن ذلك هو الشرك بعينه مع الله فهذا لا يجوز
فالأولى من العبد ان يتعلق بالله فقط لأن الله هو الذي أنعم عليه
قال الله تعالى في سورة الفاتحة (( إياك نعبد وإياك نستعين )) ثم قال في آخر السور
(( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) لأن اليهود والنصارى قد اتخذوا غير الله إلهاً وغير طريق الإسلام سبيلاً وغير القرآن كتاباً وغير النبي صلى الله عليه وسلم نبياً فذمهم الله على فعلهم هذا المشين ولعنهم على أفعالهم وأقوالهم
وقال الإمام اين القيم في
التعلق بغير الله تعالى، هذا هو المفسد الثالث الذي يذكره الإمام ابن القيم رحمه الله من مفسدات القلب الخمسة، فبعد الإشارة إلى السببين، الأول: كثرة المخالطة، والثاني: التعلق بالأماني، يؤكد ابن القيم أن هذا المفسد هو من أعظم مفسدات (القلب) على الإطلاق، فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره، والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل... قال تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً . كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً) (مريم:82،81)، وقال تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ . لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ) (يس:75،74). فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله. فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه، أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات..".
فهذه هي مصيبة المتعلقين بغير الله، أنهم يتعلقون بزائل، وينتصرون بمهزوم، ويستقوون بضعيف، ويعتزون بذليل.. ويرجون من لا يرجى، وإذا سئل سرعان ما يملّّ أو ينسى، على قلة السائلين..
فمن تعلق بمن هذا شأنه، أو لاذ بحمى من كان هذا وصفه، حطّ ركابه في حسرات الخذلان، وقطَّع نفسه في متاهات الأحزان والأوهام.. والأدهى من ذلك أنه أحلى قلبه دار البوار، حيث الضياع والموت والفساد.. فقلب متعلق بغير الله، قلب ميت، لأنه تعلق بما يموت، أو يزول.. فموته يكمن بموت ما تعلق به، وزواله بزوال ما اتصل به.. فمن اتصل بزائل زال، ومن اتصل بخالد دام، ومن اتصل بضعيف ذليل، ضعف وذلّ حتماً.. لذا نؤكد أن أعظم القلوب حياة، وأكرمها عيشاً، وأكثرها طمأنينة، وأحسنها عطاءً.. هي القلوب التي اتصلت بالله، وتعلقت بهداه، وأدامت السجود بين يديه، وأحسنت التعرف به وإليه..
ويضرب الإمام لمن تعلق قلبه بغير الله مثلاً، بقوله: "ومثل المتعلق بغير الله: كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت، أوهن البيوت". إنه مثل رائع يجسد حقيقة هؤلاء القوم، حقيقة نفوسهم الخائفة المرتجفة، وأجسادهم العارية المتكشفة، وإن بدا للبعض أنها قوية ثابتة، أو كاسية عامرة.. إن حقائق الحياة تؤكد خواءها، وضعفها، وأن انتفاخها لا يعدو أن يكون ورماً وداءً قد أصابها..
إن بيت العنكبوت هو بيت من تعلق بغير الله قلبه، وهوأشد البيوت وهناً وضعفاً.. من أوى إليه، بدت سوءته، وانكشفت عورته، ولفحته الشمس ولوحته بلهيبها، ولسعه البرد بشدته وصقيعه..
ويختم الإمام حديثه عن السبب الخطير في موت القلوب وفسادها، بقوله: "وبالجملة: فأساس الشرك وقاعدته التي بني عليها: التعلق بغير الله. ولصاحبه الذم والخذلان، كما قال تعالى: (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً). (الإسراء:22) مذموماً لا حامد لك، مخذولاً لا ناصر لك. إذ قد يكون بعض الناس مقهوراً محموداً كالذي قهر بباطل، وقد يكون مذموماً منصوراً كالذي قهر وتسلط بباطل، وقد يكون محموداً منصوراً كالذي تمكن وملك بحق. والمشرك المتعلق بغير الله قسمه أردأ الأقسام الأربعة، لا محمود ولا منصور".
نعم، أردأ الأقسام، وأسوأ المنازل، هي تلك الأقسام المنازل التي يحل بها من تعلق قلبه بغير الله، فلا يحمد ولا ينصر.. وصدق الله العظيم: (ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصراً) (الكهف 43).
تعليق