الصيام في شعبان:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر
ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان
وما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان" رواه البخاري برقم ( 183) ومسلم برقم
(1956)، وفي رواية لمسلم برقم ( 1957) : " كان يصوم شعبان كله، كان
يصوم شعبان إلا قليلا "، وقد رجح طائفة من العلماء منهم ابن المبارك وغيره
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شعبان، وإنما كان يصوم أكثره،
ويشهد له ما في صحيح مسلم برقم ( 1954 ) عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
" ما علمته - تعني النبي صلى الله عليه وسلم - صام شهرًا كله إلا رمضان " وفي
رواية له أيضا برقم (1955) عنها قالت: " ما رأيته صام شهرًا كاملًا منذ قدم
المدينة إلا أن يكون رمضان "، وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: " ما صام
رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا كاملًا غير رمضان " أخرجه البخاري رقم
1971 ومسلم رقم 1157، وكان ابن عباس يكره أن يصوم شهرًا كاملًا غير
رمضان، قال ابن حجر رحمه الله: كان صيامه في شعبان تطوعًا أكثر
من صيامه فيما سواه وكان يصوم معظم شعبان.
قال ابن رجب رحمه الله: صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل
التطوع ما كان قريب من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة
السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام
ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة
فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه.
تعليق