بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد :
فعن أبي هريرة أنه قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ "(صحيح مسلم _ 1 / 350 )
وفي رواية أخري صحيحة
" فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي "(سنن الترمذي _ 9 / 219 )
أن المتأمل لحال أمتنا لا يستطيع أن ينكر أن ما نعيشه الأن هو زمان الفتن ومن هذه الفتن الشبهات التي أصبحت تأتينا ليل نهار وأصبح التشكيك في كل شيء
تشكيك في المصادر الأصلية لهذا الدين من قرآن وسنه
وتشكيك في السلف وخصوصاً الصحابة
ووصل للتشكيك في أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم
بل قد يصل للتشكيك في النبي صلي الله عليه وسلم وفي دين الإسلام
ولما كان خطر الشبهات اكبر واشد من خطر الشهوات فكان لابد من فرسان يقفون حرس علي حدود هذا الدين يدافعون عنه ويردون تلك الشبهات عن أمته .
وإن شبابنا الذي يريد الإلتزام في هذه الايام تجده يقف علي الكثير من الشبهات والاسئلة متحيراً لانه لم يجد عليها إجابات او ردود مقنعة تريح باله وتشفي صدره مما قد يؤثر علي إلتزامه بل إن شأت قل إسلامه ككل .
و قد بدأت حملات إثارة الشبهات منذ زمن البعثة و قد أثبت القرآن الكريم بعض الشبهات التى كان يعرضها المشركون على المسلمين و من أمثلاتها .
ما ردده المشركون لما نزل تحريم الأكل من الذبائح التى تذبح لغير الله
وما زعموه فى قضية الجبر والاختيار وغيرها من الامور التي لا يتسع المقام لذكرها .
ثم ظهرت بعد ذلك أجيال المستشرقين لتطرح شبهات خبيثة وهمية اصطنعوا لها تلاميذ من المسلمين (إن جاز تسميتهم بالمسلمين ) تلقفوا أفكارهم و زادوا عليها من عندهم و تصوروا أن هذا من التحرر الفكرى اللازم للحاق بركب الحضارة الغربية .
و قد يرى البعض أن هذه الشبهات ينبغى عدم الحديث عنها وكتمانها وعدم محاورة أهلها وأن هجرهم يحد من فتنتهم و يحجم من خطرهم .
ولكن النتائج التى نراها بعيوننا الآن من سقوط العديد من الشباب فى حبائل الشبهات ليرد علي هذا الرأى ويثبت أنه فاشلا فى قطع دابر الفتنة ،
و يحتم علينا مقارعة الحجة بالحجة حتى يظهر زيف هذه الشبهات و يفضح الباطل الذى يخطط لها و يكشف السخف العلمى الذى تستند إليه و يجعل الناس يطمأنون لدينهم .
فالكثير من الشباب إذا تعرض لمثل هذه الشبهات تبقى آثارها فى نفوسهم تؤلمهم و تصدهم عن الدين و تضعف تركيزهم عند سماع أى توجيه دينى لانها ما زالت تطن فى آذانهم و تتردد فى عقولهم لانهم لم يجدوا ردود مقنعة عليها .
وللأسف الشديد فالكثير من أبناء هذه الصحوة المباركة لا يملكون العلم الكافي في الرد على هذه المغالطات وتلك الشبهات .
لكننا نقول رغم كل هذا: إن الإسلام يشبه الكرة المطاطية التي كلما وُجهت إليها الضربة بشدة، كلما كان رد الفعل العكسي وعلوها وارتفاعها أشد.. كذلك الإسلام كلما إجتهد أعدائه، وأعدوا واستعدوا،وكادوا ودبروا.. كلما كان نصره أعلى وظهوره أتم !!
ألم يقل ربنا جل جلاله: { لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } [النور : 11]
وأني أري - إذا جاز ان تكون لي رؤية - إن تلمس العلل في داخل أمة الإسلام وإبرازها حتى ينكشف الأمر ويتجلى لمن يبحث عن الحقائق من أعظم أسباب العلاج لأمراض الأمة ومن أعظم الاسباب لرجوع الامة إلي دين ربها .
إن امتنا في افتقار لمن ينزل بخطابه وأسلوبه للشباب ليوضح لهم هذه المسائل ببساطة ويسر وسهولة وبخطاب يفهمهم ويقنعهم
لذلك ارجوا من الله عز وجل ان يكرمنا بقسم في هذا الموقع الممتاز الذي يلجأ إليه الكثير من الشباب لتناول إسئلتهم والرد علي شبهاتهم وافكارهم حتي يكون إلتزامهم إلتزاما حقيقياً ليس مجرد إلتزام مظهرياً أجوفاً يسقط عندما يعرض عليه شيء من هذه الشبهات
وأتمني من الله ان تجعلوني جندياً أعمل بينكم في هذا القسم مع علمي بعجزي عن الخوض في تلك المسالك وأن هذا الامر يحتاج للأكابر من العلماء ولا استحي ان اعترف صراحة للجميع أني من اصغر الأصاغر وإني لست بعالم ولا حتي طالب علم وإنما أنا طويلب علم في بداية الطريق ولكني :
أسير خلف ركاب النجب ذا عرج مؤملا كشف ما لا قيت من عوج
فإن لحقت بهم من بعد ما سبقوا فكم لرب الورى في ذاك من فرج
وإن بقيت بظهر الأرض منقطعا فما على عرج في ذاك من حرج
والذي دفعني لخط هذا الكلام :
اولاً أخشي ان ينطبق علينا المعني
{ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } [محمد : 38]
ثانيا ً كان أبو هريرة رضي الله عنه يقول:- لولا آيةٌ من كتاب الله ما حدَّثتكم وتلا
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } [البقرة : 159]
وعنه ايضاً قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (من ما من رجل يحفظ علما فكتمه إلا أتى يوم القيامة ملجما بلجام من نار ) (صحيح)
وفي رواية لأبن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال:( أيما رجل آتاه الله علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار) (صحيح) .
ولأطمئن قلوبكم فإن كل كلامي- إن شاء الله - سيكون مستنداً علي القرآن والسنة بفهم الصحابة وسلف الأمة متبع فيه منهجنا السلفي في التحري عن الصدق والبعد عن كل أثر ضعيف أو موضوع والبحث عن المعني الصحيح للنصوص بدون تأويل أو تحريف مما تعلمناه علي أيدي علمائنا ومشايخنا ومما أجازونا في تدريسه وشرحه .
سامحوني علي الاطالة ولكن الامر هام
تعليق