لا زلنا نتابع بذهول التغير المريع في السياسة المصرية تجاه القضية السورية , والتي تحولت من دعم كبير للثورة إلى مهادنة للقتلة الصفويين و تطبيع واضح للعلاقات معهم , و هو ما حدا بأمير موسوي , مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران,إلى القول : إن الرئيس مرسي عاد إلى صف دول الممانعة , ويقصد أبطال مسرحية "مقاومة اسرائيل" ايران و النظام السوري و حزب الله.
و لئن صحَّ توصيفه هذا ,فإن شؤم هذه الخطيئة التاريخية سيظل يلاحق الدكتور مرسي – ونخصه بالذكر لأهمية الدور المصري , ولعظم ما علقه عليه المسلمون من آمال- و جماعة الاخوان إلى يوم القيامة , كيف لا و هم يبيعون دماء اخوانهم و أعراض اخواتهم بثمن بخس, مليارات إيرانية!
ليعلم الدكتور مرسي أن تلك القلوب التي دعت له و تلك الحناجر التي هتفت له ضد مرشح الفلول , هي نفسها التي سوف تدعوا عليه و تترحم على عهد مبارك , الذي كان رغم فساده أكثر غيرة على الأمة العربية و أكثر ادراكاً للخطر الرافضي الفارسي.
[IMG][/IMG]
إننا نتفهم الظروف التي واجهها الرئيس الدكتور مرسي من تكالب فلولي داخلي و معاداة احدى الدويلات, و دعمها المالي للثورة المضادة , و لكن هذا لا يبرر بأي حال من الأحوال المتاجرة بدماء المسلمين.
يادكتور مرسي: إن صلاحك و ديانتك على المستوى الشخصي هي أمر فائدته لك وحدك , وإن خطيئة المداهنة للفرس القتلة الصفويين و عميلهم النصيري ,سفاح الشام, لهي كبيرة و مقت ستجر البلاء على الأمة بأسرها , وسيسألك الله عنها , و سيسجلك التاريخ في عداد أولئك الذين باعوا قضايا أمتهم بمصالح حزبية ضيقة و وعود صفوية "و ما يعدهم الشيطان إلا غرورا"
يا سيادة الرئيس: نعلم أن هناك تيار ايراني ضمن جماعة الاخوان , يقوده المرشد السابق للجماعة مهدي عاكف , و نعلم أن بعض مستشاريك على علاقة وطيدة بالنظام الايراني , كالدكتور محمد سليم العوا , و لكن يبقى أنك اليوم رئيسا لكل المصريين , و الذين بلا شك يعارض أكثريتهم الساحقة أي تقارب مع ايران وبشار , أو حتى السكوت على جرائمهم , تحت أي مبرر .
يا سيادة الرئيس : إن كنت تظن أنك بتخلّيك عن القضية السورية و التقارب مع ايران ستوطد حكمك و حكم جماعة الاخوان فأنت مخطئ.
يا سيادة الرئيس: إن في التاريخ من العبر و العظات ما يمنع العقلاء من تكرار الأخطاء القاتلة و فيه من الدروس ما يجنبهم السقوط في مستنقعات البراجماتية السياسية القذرة., فتأمل حفظك الله في حال من سبقك , وتأمل تحديداً في سيرة ذلك السلطان ,حاكم مصر, و الذي طرق في عصره الطاغية تيمورلنك بلاد الشام , وارتكب فيها من الجرائم و الفظائع ما لم يكن ينقصها سوى كاميرات هواتف "شبّيحة " بشار , وصدق من قال : لكل قوم وارث.
أخي في الله
تعليقك يهمني جدا ويزيد من عزيمتي لتقديم المزيد فأرجو كتابة رأيك
و لا تنسى تقييم الموضوع
أورد المؤرخ "ابن تغري بردي" في كتابه "النجوم الزاهرة" ,في وصف غزو الطاغية تيمورلنك لدمشق سنة 803هـ , ما ملخصه أنه و بينما كان تيمور فى غاية الاجتهاد فى محاصرة دمشق وفى عمل الحيلة فى أخذها , كان أمراء دولة المماليك –الذين اتوا للدفاع عنها-في صراعات سياسية و خلافات على السلطة, وكان كل جماعة من أولئك الأمراء تتحين الفرصة للهرب من دمشق و العودة إلى القاهرة لتنصيب من يهوون منهم سلطانا بدلاً عن السلطان الناصر فرج برقوق , الموجود في قلعة دمشق , والذي كان لوجوده أثراً كبيراً في الربط على قلوب المسلمين المحاصرين و رفع معنوياتهم .
يقول: ( فوقع الاختلاف عند ذلك بين الأمراء، وعادوا إلى ما كانوا عليه من التشاحن فى الوظائف والإقطاعات والتحكّم فى الدولة، وتركوا أمر تيمور كأنه لم يكن، وأخذوا فى الكلام فيما بينهم بسبب من اختفى من الأمراء وغيرهم) * "النجوم الزاهرة"
و بينما كان تيمور يتجهز للرحيل عن دمشق , بسبب ما ووجه به من مقاومة شرسة , وردته الأخبار بما بين الأحزاب الحاكمة من التنافس ,يقول:( ثم أشيع بدمشق أن الأمراء الذين اختفوا توجّهوا جميعا إلى مصر ليسلطنوا الشيخ لاچين الچركسى أحد الأجناد ؛ فعظم ذلك على مدبّرى المملكة لعدم رأيهم، وكان ذلك عندهم أهمّ من أمر تيمور، واتّفقوا فيما بينهم على أخذ السلطان ، والعوده إلى الديار المصرية في الليل, ولم يكن أمر لاچين يستحقّ ذلك، بل كان تمراز نائب الغيبة بمصر يكفى السلطان أمرهم، وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا(* "النجوم الزاهرة"
و هكذا آثر السلطان و جماعته المحافظة على الملك على الحفاظ على أرواح المسلمين , (وتركوا –عليهم من الله ما يستحقونه- العساكر والرعيّة من المسلمين غنما بلا راع، و تركوا دمشق أُكْلة لتيمور، وكانت يوم ذاك أحسن مدن الدنيا وأعمرها( فكان نتيجة ذلك احتلال تيمور لها ( وحينئذ حلّ بأهل دمشق من البلاء ما لا يوصف، وأجرى عليهم أنواع العذاب من الضّرب والعصر والإحراق بالنار، والتعليق منكوسا، وغمّ الأنف بخرقة فيها تراب ناعم كلّما تنفّس دخل فى أنفه حتى تكاد نفسه تزهق، ومع هذا كلّه تؤخذ نساؤه وبناته وأولاده الذكور، فيشاهد الرجل المعذّب امرأته أو بنته وهى توطأ، وولده وهو يلاط به، وكل ذلك من غير تستّر فى النهار بحضرة الملأ من الناس. ورأى أهل دمشق أنواعا من العذاب لم يسمع بمثلها؛ منها أنهم كانوا يأخذون الرجل فتشدّ رأسه بحبل ويلويه حتى يغوص فى رأسه، ومنهم من كان يضع الحبل بكتفى الرجل ويلويه بعصاه حتى تنخلع الكتفان، ومنهم من كان يربط إبهام يدى المعذّب من وراء ظهره ثم يلقيه على ظهره ويذرّ فى منخريه الرّماد مسحوقا،فلا يزال يكرّر عليه العذاب حتى يموت، ويعاقب ميّتا مخافة أن يتماوت. ومنهم من كان يعلّق المعذّب بإبهام يديه فى سقف الدار ويشعل النار تحته، ويطول تعليقه، فربمّا يسقط فيها , واستمرّ هذا البلاء والعذاب بأهل دمشق تسعة عشر يوما، آخرها يوم الثلاثاء ثامن عشرين شهر رجب من سنة ثلاث وثمانمائة، فهلك فى هذه المدّة بدمشق بالعقوبة والجوع خلق لا يعلم عددهم إلّا الله تعالى.
فلما علمت أمراء تيمور أنه لم يبق بالمدينة شىء خرجوا إلى تيمور، فسألهم: هل بقى لكم تعلّق فى دمشق؟ فقالوا: لا؛ فأنعم عند ذلك بمدينة دمشق على أتباع الأمراء فدخلوها يوم الأربعاء آخر رجب، ومعهم سيوف مسلولة مشهورة وهم مشاة، فنهبوا ما قدروا عليه من آلات الدّور وغيرها، وسبوا نساء دمشق بأجمعهنّ، وساقوا الأولاد والرجال، وتركوا من الصغار من عمره خمس سنين فما دونها، وساقوا الجميع مربوطين فى الحبال ثم.م طرحوا النار فى المنازل والدّور والمساجد، وكان يوم عاصف الريح، فعمّ الحريق جميع البلد حتى صار لهيب النار يكاد أن يرتفع إلى السحاب، وعملت النار فى البلد ثلاثة أيّام بلياليها آخرها يوم الجمعة.
وكان تيمور- لعنه الله- سار من دمشق فى يوم السبت ثالث شهر شعبان بعد ما أقام على دمشق ثمانين يوما، وقد احترقت كلّها وسقطت سقوف جامع بنى أميّة) * "النجوم الزاهرة"
فهل حقق الله لذلك السلطان ما تمنى من دوام الملك ؟
كلا و الله , فما هي إلا سنوات حتى عاقبه الله , وشاء الله أن تكون عقوبته في نفس المكان الذي تخلى فيه عن دماء المسلمين " دمشق" , حيث انتزع منه السلطان , نتيجة انقلاب مسلح قام به بعض حاشيته , و نتج عن ذلك حبسه ثم قتله بطريقة بشعة , و الأسوأ من ذلك أنه (سحب برجليه حتى ألقى على مزبلة مرتفعة من الأرض تحت السّماء، وهو عارى البدن، يستر عورته وبعض فخذيه سراويله، وعيناه مفتوحتان، والنّاس تمرّ به ما بين أمير وفقير ومملوك وحر. قد صرف الله قلوبهم عن دفنه ومواراته. وبقيت الغلمان والعبيد والأوباش تعبث بلحيته وبدنه واستمرّ على المزبلة المذكورة طول نهار السبت المذكور، فلما كان الليل من ليلة الأحد حمله بعض أهل دمشق وغسّله وكفّنه. ودفنه , ولم تكن جنازته مشهودة، ولا عرف من تولّى غسله ومواراته.) انتهى, * "النجوم الزاهرة"
و هل كان هذا فقط؟ لا , بل بقي له الذكر القبيح في كتب التاريخ , قال المقريزي في تاريخه في ترجمته لهذا السلطان : ( وكان النّاصر أشأم ملوك الإسلام؛ فإنّه خرّب بسوء تدبيره جميع أراضى مصر وبلاد الشّام من حيث يصبّ النّيل إلى مجرى الفرات، وطرق الطاغية تيمور بلاد الشّام فى سنة ثلاث وثمانمائة، وخرّب حلب وحماة وبعلبكّ ودمشق، حتىّ صارت دمشق كوما ليس بها دار وقتل من أهل الشام مالا يحصى عدده)
فهل يسرك يا سيادة الرئيس الدكتور مرسي أن يكون مصيرك مثل مصيره؟ وهل يسر غيرك من زعماء العرب حلول نقمة الله بمن خذل المسلمين منهم ؟ أعيذك و أعيذهم بالله من ذلك و أسأل الله أن يردك إلى الحق و أن يصرف عنك مستشاري السوء و عملاء ايران .
**********
هذا و ما كان من توفيق فمن الله و حده و ما كان من خطئاً أو سهواً أو نسيان فمنى ومن الشيطان و الله و رسوله منه براء و أعوذ بالله أن أذكركم به و أنساه ثم أعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون به إلى الجنة و يرمى به فى جهنم
وقد ذكرت الذى تقدم عملاً بقوله تعالى (فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمرى إلى الله..الآية)و قوله تعالى (ليهلك من هلك عن بينة و يحيى من حى عن بينة و إن الله لسميع عليم ...الآية) و قوله سبحانه ( معذرة إلى ربكم و لعلهم يتقون..الآية)
لاتــنـــســونـــــا مـــن صــالـــح دعـــاءكــــــم !!!
[فــوالله لأَن يــهــديَ اللهُ بـــك رجـــلاً واحـــداً ، خـــــيــــرٌ لــكــــ مـــــن أن يــــكونَ لـــــكــــ حـــُمــــْرُ الــــنــــَّعــــَم]صـــحــيــــح الــــبــــخــــــارى
الــــــــــــــــــــــدال علــــــــــــــى الـخـيـر كـفـاعـلـــة (صحيح مسلم )
انشــــــــــــــر علــى أوســـع نـطـاق ... تـــؤجـــــــــــــــــر يوم الحساب ..إن شــــاء الــعــزيـــز الـــوهـــــاب !!!!
لا تـبـخــــــــل بالـنـشـــــر لكـــــــى لايـضيـع الأجـــــــــر
جــــــــــــــــــــــــــــــــزاكــــــــم اللــــــــــــــــــــــــه خــــــــيـرا ؟؟!!
سبحانك اللهم و بحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نسغفرك و نتوب إليك
ومن بركة العلم أن نذكر أهله
مصدر هذه المادة
************************************************** **************
تعليق