وعاد بوش بخفي منتظر!
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فإن لرمية منتظر الزيدي المباركةِ لعبراً ودروساً، ولعلي أقف مع الحدث في عشر نقاط:
الأولى:
إنّ أمتنا بخير .
فلا يأس من رحمة الله، في هذه الأمر من تعلوه الغيرة على دينه وعلى أعراض إخوانه، الأمة بخير كما دلت عليه نصوص السنة النبوية، أما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم :«لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا. فَيَقُولُ: لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ؛ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ» [خرجه مسلم].
وإنّ الله قد وعد أن تكون كلمته هي العليا، ووعدَ بإظهار دينه، وهذا ما سيقوم به ويحمل عبأه المجاهدون من هذه الأمة الذين لا يخشون لومة لائم في سبيل إعزاز دين الله.
الثانية : علمتنا هذه الرمية المباركة أنّ كل واحد منّا يمكنه أن يقدم الكثير لدين الله تعالى.
الثالثة: أنّ المؤمن الشجاع القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ولا يمكن لراية الإسلام أن ترفرف عالية، ولا لدين الله أن يبقى إلا بالقوة والشجاعة، لقد استطاع هذا الفتى الشجاع أن يرقى درجاتٍ عاليةً بإذن الله بشجاعته وعزمه.
الرابعة:تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ولكن لا يقضي الله قضاء إلا وله فيه الحكمة البالغة.
فقد كنا نتمنى أن يصادف الحذاء ما أُريد له، فتبقى وصمة العار على جبين الطاغية الظالم إلى أبد الأبد.
ولكن .. تكفينا هذه الانحناءة ! الطاغية الذي يرسل بالقنابل العنقودية إلى نساء وأطفال العراق وأفغانستان ينحني لحذاء، ألا قبح الله الخوَرَ وأهله ! ولله درُّ القائل :
تشامخ العلج مزهواً فجُدتَ لهبفردةٍ فانحنى من تحتها حذرا
الخامسة: عتاب أوجهه لهذا البطل، لقد نعت الطاغية بقوله (كلب)، ولعله نسي أنّ الكلب يسبح بحمد الله تعالى.
السادسة : لقد أخطأ الحذاء الهدف.. ولكني يا منتظر أبشرك بأنّ من سعى لبرٍّ ولم ينله آتاه الله أجره كاملاً، فقد دلت كثير من نصوص الشرع على ذلك.
السابعة: أتمنى –ومن الأمانيِّ ما يصعب نيله-أن يقف هؤلاء القوم وقفة محاسبة مع أنفسهم، ويرجعوا إليها بهذا السؤال: لماذا يكرهوننا؟
الثامنة: بشارة أبشر بها منتظراً وغيره من ذوي الغيرة الصادقة، خرَّجها الإمام مسلم في صحيحه..
قال صلى الله عليه وسلم :«لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لَا وَاللَّهِ، لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا. فَيُقَاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ...».
التاسعة: من حق منتظر علينا ومن حق كل المأسورين أن نسعى لفك قيدهم وتخليصهم من عدوهم، وأن ندافع عنه بكل ما يمكن، وأن ندعو له في وقت السحر، وإنّ مما يشكر لكثير من المحامين استعدادهم للدفاع عنه؛ حسبةً للأجر من عند الله.
العاشرة: أسأل الله أن يقر أعيننا باستجابة دعاء المظلومين في طاغية أمريكا، وأن يعجِّل بذلك.
لقد طال انتظارك يا منتظر، فجئت ووسمت جبن العز بشامة لا يمكن لعين أن تخطئها ..
اللهم صل وسلم وبارك على نبي محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
د. مهران ماهر عثمان
مع بعض التصرف
تعليق