مـوضة إحــراق الــذات
توقيع : سعيدة الرغـيـوي
بتنا نعيش التناقض في أبعاده الصارخة..كل عاجز،كل من وقفت في وجهه الصعاب والمحن،يفكر في أبشع الحلول للتخلص منها،ينتصر للغة الاستسلام والخنوع والانتظار ..فيبادر إلى الموضة التي كانت وراء اندلاع ثورة الياسمين بتونس، فيُقْدم على إحراق ذاته ،حتى يُنعت بالبطل المغوار، أو حتى يتردد اسمه في كل محفل ..هي إذن موضة إحراق الذات التي لا تجسر على مقاومة كرور الدهر، وتلاعبات مرضى الضمير.
إنها صور مقززة تطل علينا من خلال المواقع الإلكترونية ،أو غيرها من وسائل الإعلام التي تعمل على تجميلها وتقديمها لنا في طبق أنيق يليق بالمقام،نسمع عن فلان بن علان هذا الذي أقدم على إحراق ذاته ،أو لازال في طور التهديد بإحراقها أمام الملأ وفي ساحة عمومية، وفي حضور نخبة المجتمع مُعتقدا المسكين بأنه سيحقق منجزا حضاريا هاما، أو سيكرس لثقافة ربما ستصير مع الأيام التهديد لأصحاب القرار،والسلاح الأنجع لتحقيق المكاسب المشروعة ،والحقوق المهضومة والمستلبة،أو لا ربما بتصرفه هذا سيبصم التاريخ ببصمات البطولة والإقدام .
والله إننا لا نبكي هؤلاء المتعللين بهكذا أسباب للدفاع عن حقوقهم واسترجاعها،فهذه الموضة الجديدة ما هي إلا كشف عن ضعف الذات وعجزها،إنه العبث بالأرواح والمهج الغالية،إنه بئس الملاذ والحل.
وهيهات إذن بين بطولات أجدادنا التي ظلت متجذرة في التاريخ، يستحضرها القاصي والداني، وتعبق برائحة الشهامة والنخوة التي تأبى الاحتضار والاحتراق، وبين موضة إحراق الذات التي هي سراب بات يتربص بنا وبربيع مُسْتَقْبَلِنا، فلنحذر إذن هذه الموضة وهذ ا الأسلوب في التعاطي مع المشاكل والأزمات، ونسعى للبحث عن بدائل حضارية واعية ترتقي بالكائن البشري العاقل. فمتى كان الهروب هو الحل لخضاتنا وأزماتنا ؟؟ !.
توقيع : سعيدة الرغـيـوي
بتنا نعيش التناقض في أبعاده الصارخة..كل عاجز،كل من وقفت في وجهه الصعاب والمحن،يفكر في أبشع الحلول للتخلص منها،ينتصر للغة الاستسلام والخنوع والانتظار ..فيبادر إلى الموضة التي كانت وراء اندلاع ثورة الياسمين بتونس، فيُقْدم على إحراق ذاته ،حتى يُنعت بالبطل المغوار، أو حتى يتردد اسمه في كل محفل ..هي إذن موضة إحراق الذات التي لا تجسر على مقاومة كرور الدهر، وتلاعبات مرضى الضمير.
إنها صور مقززة تطل علينا من خلال المواقع الإلكترونية ،أو غيرها من وسائل الإعلام التي تعمل على تجميلها وتقديمها لنا في طبق أنيق يليق بالمقام،نسمع عن فلان بن علان هذا الذي أقدم على إحراق ذاته ،أو لازال في طور التهديد بإحراقها أمام الملأ وفي ساحة عمومية، وفي حضور نخبة المجتمع مُعتقدا المسكين بأنه سيحقق منجزا حضاريا هاما، أو سيكرس لثقافة ربما ستصير مع الأيام التهديد لأصحاب القرار،والسلاح الأنجع لتحقيق المكاسب المشروعة ،والحقوق المهضومة والمستلبة،أو لا ربما بتصرفه هذا سيبصم التاريخ ببصمات البطولة والإقدام .
والله إننا لا نبكي هؤلاء المتعللين بهكذا أسباب للدفاع عن حقوقهم واسترجاعها،فهذه الموضة الجديدة ما هي إلا كشف عن ضعف الذات وعجزها،إنه العبث بالأرواح والمهج الغالية،إنه بئس الملاذ والحل.
وهيهات إذن بين بطولات أجدادنا التي ظلت متجذرة في التاريخ، يستحضرها القاصي والداني، وتعبق برائحة الشهامة والنخوة التي تأبى الاحتضار والاحتراق، وبين موضة إحراق الذات التي هي سراب بات يتربص بنا وبربيع مُسْتَقْبَلِنا، فلنحذر إذن هذه الموضة وهذ ا الأسلوب في التعاطي مع المشاكل والأزمات، ونسعى للبحث عن بدائل حضارية واعية ترتقي بالكائن البشري العاقل. فمتى كان الهروب هو الحل لخضاتنا وأزماتنا ؟؟ !.
تعليق