ما يحدث فى وسائل الاعلام من ظهور اناس يتحدثون فى امور الدين بجميع فروعه امر غاية فى الخطورة .كم سمعنا عن شيخ افتى بفتوى ثم اخر يفتى بعكسها وهكذا .
القضية هنا تكمن فى نقطتان بغاية الخطورة .
الاولى .هى عدم الدقة فى اختيار المتحدث فى وسائل الاعلام باسم الدين .وهذا الاختيار يكون له اغراض واهداف غير نظيفة .فقد يتم اختيار المتحدث فى الدين نظرا لكونه شخصية اشتهرت بين الناس .او لانه مشهور عنه اسلوبه اللاذع .
النقطة الثانية .انه قد تم تجهيل الناس حتى لا يعرفوا صفة المتحدث وامكاناته .فلانه رجل دين يمكن ان يتحدث فى كل شىء فى الدين وهذا امر فى منتهى الخطورة .
دعونى اضرب مثالا للتوضيح .لو ان انسانا اصيب فى قدمه واراد الذهاب الى طبيب ليعالجه فهل سيذهب الى طبيب عيون ام طبيب امرض باطنه ؟ بالطبع سيذهب الى طبيب متخصص فى العظام والا كان معتوها .
اذا وبالرغم من انهم جميعا اطباء الا ان هناك ما يسمى بالتخصص .
نفس الامر فى العلم الدينى .فهناك من تخصص بالفقه والفتاوى وهناك من تخصص بالحديث وعلومه واخر بالتفسير وهكذا .
مصيبة هذا العصر ان كل من يتحدث فى الدين يلغى هذه القاعدة تماما .والنتيجة بلبلة الامة بين فتاوى مجهولة او مغلوطة .
وفى المقابل يتم تجهيل الناس بعلماء لهم فى العلوم الشرعية باع طويل لا ينكره الا اعمى البصر والبصيرة .
اذا المطلوب منا البحث حتى نعرف صاحب كل تخصص ولا نسمح لاذاننا ان تسمعه فى غير تخصصه .
ربما كانت كلماتى تلك صادمة للبعض بيد ان هذا هو الواقع الذى نعيشه وعلينا ان نواجهه ولا نهرب منه .
وكما قيل قديما العلم لا يعرف بالرجال ولكن الرجال هم الذين يعرفون بالعلم
تعليق