شَرّوط آلَمََزَّأَحَّ الشَرْعِيّ
ما هِيَ شَرّوط آلَمََزَّأَحَّ الشَرْعِيّ ؟.
أَلْحَمَد لله
للَمَْزَّأَحَّ الشَرْعِيّ شَرّوط وهِيَ : 1- لا يكَوَّنَ فيه شَيْء مَنّ أَلاَِّسْتَهْزَأء بالََدَيِّن :
فإن ذَلِك مَنّ نَوّاقٍض الإسَلاَم قالََ تَعَالَى : ( ولَئِنْ سألتهَمَّ ليقَوْلَنْ إنَمَا كنا نخوض ونلَعِبَ قَلَّ أبالََله وآيآته ورَسُوله كنتَمّ تستهَزَّئون – لا تعتذَرَّوا قَدّ كَفَرَتَمّ بَعُد إيمآنكَمَّ ) التَوْبَة/65-66 ، قالََ أَبَّن تَيَّمَية رَحِمَه الله : ( أَلاَِّسْتَهْزَأء بالََله وآيآته ورَسُوله كَفَرَ يكَفَرَ به صأَحَََّبَه بَعُد إيمآنه )
وكَذَلِك أَلاَِّسْتَهْزَأء ببَعْض السَنَّن ، ومِمّا اِنْتَشَرَ كأَلاَِّسْتَهْزَأء بالََلِحْيَة أو الحِجَآبَ ، أو بَتَّقَصِير الثَوْب أو غَيَّرَها .
قالََ فَضِيلة الشَيْخ مُحَمَّد بن عُثّيَمِيِنّ في آلَمََجْمُوع الثَمِيِنّ 1/63 : فَجَأنِب الرَبْوبية والٍٍرِسَالَة والٍٍوَحْي والٍٍِدَيِّن جآنِّب مُحْتَرَم لا يجَوَّز لأحَدَّ أن يبَعَثَ فيه لا باِسْتَهْزَأء بإضحاك ، ولا بسُخْرِيَة ، فإن فَعَلَ فإنه كافٍٍِر ، لأنه يَدَلَّ عَلَّى اِسْتَهَآنَته بالََله عَزَّ وَجِلَ ورسَلّه وكَتَبَه وشَرَعَه ، وَعْلى مَنّ فَعَلَ هَذَا أن يتوب إلى الله عَزَّ وَجِلَ مِمّا صَنَعَ ، لأن هَذَا مَنّ الَنِْفَاق ، فِعْلِيّه أن يتوب إلى الله ويستغَفَرَ ويصَلُح عَمِلَه ويجَعَلَ في قَلَبَه خَشْيَة مَنّ الله عَزَّ وَجِلَ وتعَظِيمه وخَوَّفَه ومُحِبّته ، والٍٍله وَلِيَ التَوْفِيق .
2- لا يكَوَّنَ آلَمََزَّأَحَّ إلا صَدَقَاً :
قالََ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( وَيْل للَذَّي يُحَدَثَ فيكَذَّبَ ليُضَحِكَ به القَوَّمَ وَيْل له ) روأَهٍ أبو دأَوَْدَّ .
وقالََ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ مُحَّذِرَاً مَنّ هَذَا آلَمََسْلَك الخَطِير الَّذِي اِعْتَّاده بَعْض آلَمَُهَرِّجيِنّ : ( إن الرَجُل لَيْتَكَلَّمَ بالََكَلِمَة ليُضَحِكَ بها جَلَسَاءَه يهَوِيَ بها في الَنْار أبَعُد مَنّ الثُرَيَّا ) روأَهٍ أحَمِدَ
3- عَدِمَ الِتْرويع :
خآصَّّة مِمّن لديهَمَّ نَشَاط وقُوَّة أو بأيَديهَمَّ سِلاَح أو قِطْعَة حَدِيَد أو يستغُلَّوَّنَ الظَلاَم وَضْعَفَّ الَنْأُسٍّ ليكَوَّنَ ذَلِك مَدْعاة إلى الِتْرويع والٍٍتخويف ، عَنْ أبي لَيْلى قالََ : ( حَدَثَنا أصَحَآبَ مُحَمَّد صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ أنَهَم كآنَوا يَسِيرون مَعَ الَنَْبِيّ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ، فَنّأَمَْ رَجُل مَنَّهَم فاِنْطَلَقَ بَعْضهَمَّ إلى حَبِلَ فأخذه ففَزِعَ ، فَقَأَلَ رَسُول الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( لا يحَلَّ لَمُْسْلِم أن يرَوَّعَ مُسْلِماً ) روأَهٍ أبو دأَوَْدَّ .
4- أَلاَِّسْتَهْزَأء والٍٍغَمَزَ والٍٍلَمْز :
الَنْأُسٍّ مَرَّآتِب في مَدَاركهَمَّ وعقَوْلهَمَّ وتتَفَأَوَْتَ شَخْصِيّاِتَّهَمَ وبَعْض ضعافََ الَنْفُوس – أهَلْ أَلاَِّسْتَهْزَأء والٍٍغَمَزَ والٍٍلَمْز – قَدّ يجَدََّوَّنَ شَخَصَاً يكَوَّنَ لهَمَّ سُلَمْاً للإضحاك والٍٍتُنَّدَرَ – والٍٍعيإِذْ بالََله – وقَدّ نَهَى الله عَزَّ وَجِلَ عَنْ ذَلِك فَقَأَلَ تَعَالَى : ( يا أيها الَّذِيِنّ آمَنَّوّا لا يسَخِرَ قَوَّمَ مَنّ قَوَّمَ عَسَى أن يكَوَّنَوا خَيَّرَاً مَنَّهَم ولا نِسَاء مَنّ نِسَاء عَسَى أن يكن خَيَّرَاً مَنّهُنَّ ولا تَلّمُزّوا أنَفَّسَكَمَّ ولا تُنّآبََزوا بالََألقآبَ بِئْسَ أَلاَِّسْم أَلِفَسَوَّقَ بَعُد الإيمآن ) الحَجَرآت/11 ، قالََ أَبَّن كَثِير في تَفْسِيره : ( آلَمَُرَاد مَنّ ذَلِك اِحْتِقَارهَمَّ وأُسّتصغارََهَمَّ وَإِلاَِّسْتَهْزَأء بهَمَّ ، وهَذَا حَرَأَمْ ، ويعَدَّ مَنّ صَفَآت آلَمَُنَافِقيِنّ )
والٍٍبَعْض يستهَزَّأ بالََخِلْقَة أو بالََمِشْيَة أو آلَمََرْكَب ويُخشى عَلَّى الَمَسَتهَزَّئ أن يجأَزََّيه الله عَزَّ وَجِلَ بسَبَّبَ اِسْتَهْزَأئه قالََ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( لا تُظَهَرَ الشَمَّآتَة بأخيك فيرَحِمَه الله ويبَتََّلّيك ) روأَهٍ الِتْرمذي .
وحَذِرَ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ مَنّ السُخْرِيَة والٍٍإيذاء ، لأن ذَلِك طَرِيَق العَدَأَوْة والٍٍبَغَضَاء قالََ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( آلَمَُسْلِم أخو آلَمَُسْلِم لا يظَلَمَه ولا يخَذَلَه ولا يحَقَّرَه ، التَقْوَى ها هَنَّأَ – ويشير إلى صَدَره ثلاث مَرَّآت – بُحََّسَبَ أَمَرَئٍ مَنّ الشَرّ أن يحَقَّرَ أخأَه آلَمَُسْلِم ، كَلَّ آلَمَُسْلِم عَلَّى آلَمَُسْلِم حَرَأَمْ ، دَمه ومالََه وَعْرَضَّه ) روأَهٍ مُسْلِم .
5-أن لا يكَوَّنَ آلَمََزَّأَحَّ كَثِيراً :
فإن الُبَّعْض يغَلَبَ عَلَّيهَمَّ هَذَا الأمَرَّ ويصُبْح ديَدَنَاً لهَمَّ ، وهَذَا عَكَسَ الَجََّدَّ الَّذِي هُوَ مَنّ سَمَآتَ آلَمَُؤْمِنيِنّ ، والٍٍمَزَّأَحَّ فُسْحَة ورُخْصَة لاِسْتِمْرار الَجََّدَّ والٍٍنَشَاط والٍٍترويح عَنْ الَنَْفَّسَ .
قالََ عَمَّرَ بن عَبَدَ العَزِيز رَحِمَه الله : " آتقوا آلَمََزَّأَحَّ ، فإنه حُمْقة توَرِثَ الضَغِيِنَّة "
قالََ الإمأَمْ الَنَْوَوِيّ رَحِمَه الله : " آلَمََزَّأَحَّ الِمَنْهِيَ عَنْه هُوَ الَّذِي فيه إفَرَّاط ويَدأَوَْمَ عَلَّيه ، فإنه يوَرِثَ الضَحِكَ وقَسْوَة القَلَبَ ، ويشَغَلَ عَنْ ذَكَرَ الله تَعَالَى : ويؤول في كَثِير مَنّ الأوقآت إلى الإيذاء ، ويوَرِثَ الأحَقَّادَ ، ويسَقَطَ آلَمَهآبََة والٍٍوَقَار ، فأما مَنّ سَلِمَ مَنّ هَذِهِ الأمور فهُوَ آلَمَُبَأَحَّ الَّذِي كآنَ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ يفَعَلَه .
7- مَعََرَفَة مقَدّارَ الَنْأُسٍّ :
فإن الُبَّعْض يمَزَحَ مَعَ الكَلَّ بِدُون اعَتَبَأَرَ ، فُلّلعالَََم حَقَّ ، وللكَبِير تَقْدِيره ، وللشَيْخ تَوْقيره ، ولِهَذَا يَجِب مَعََرَفَة شَخْصِيَّة آلَمَُقَآبَِل فُلّا يمأَزََّحَ السَفِيه ولا الأحُمْق ولا مَنّ لا يُعَرَفَ .
وَفِيّ هَذَا آلَمََوْضُوع قالََ عَمَّرَ بن عَبَدَ العَزِيز : ( آتقوا آلَمََزَّأَحَّ ، فإنه يذَهَبَ آلَمَُرُوءَة ) .
وقالََ سَعِدَ بن أبي وقآصَّ : " اِقْتَصَرَ في مَزَّأَحَّك ، فإن الإفَرَّاط فيه يُذَهَبَ الُبَّهَاء ، ويجَرَّّئ عَلَّيك السفهاء "
7- أن يكَوَّنَ آلَمََزَّأَحَّ بمقَدّارَ آلَمََلَّحَ للطَعَأَمْ :
قالََ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( لا تكَثُرَ الضَحِكَ فإن كَثْرَة الضَحِكَ تَمَّيِّت القَلَبَ ) صَحِيح الِجَأَمِْع 7312
وقالََ عَمَّرَ بن الخِطَآبَ رَضَّي الله عَنْه : ( مَنّ كَثُرَ ضَحِكَه قَلَّت هِيَبَتَّه ، ومَنّ مَزَحَ أُسّتُخَفَّ به ، ومَنّ أكَثُرَ مَنّ شَيْء عُرَفَّ به ) .
فإياك إياك آلَمََزَّأَحَّ فإنه يجَرَّئ عَلَّيك الطِفْل والٍٍِدَنَّسَ الَنَْذْلا
ويُذَهَبَ ماءََ الَوَْجَّهَ بَعُد بهائه ويوَرِثَه مَنّ بَعُد عَزَّته ذَلَّاً
8- ألا يكَوَّنَ فيه غَيَّبَة
وهَذَا مَرِضَ خَبِيث ، ويزَيَّنَ لَدَى الُبَّعْض أنه يحَكََّيْ ويقالََ بَطَّرِيقَة آلَمََزَّأَحَّ ، وإلا فإنه داخََِل في حَدَّيث الَنَْبِيّ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( ذَكَرَك أخاك بِمَا يكَرِهَ ) روأَهٍ مُسْلِم .
9- اِخْتِيَار الأوقآت آلَمَُنَأُسَّبَة للَمَْزَّأَحَّ :
كأن تَكَوَّنَ في رَحَلَة بَرِّيّة ، أو في حَفَلَ سَمُر ، أو عِنْدَ مَلأقاة صَدِيق ، تتبَسَطَ مَعَه بنُكْتَة لَطِيفة ، أو طُرْفَة عَجِيبَة ، أو مَزَحَة خَفِيفة ، لتَدَخَّلَ آلَمََوَدَّة عَلَّى قَلَبَه والٍٍسُرُور عَلَّى نَفَّسَه ، أو عِنْدَمَا تتأزَمَّ آلَمَشاكَّّلَ الأسَرِيَّة ويغَضِبَ أحَدَّ الزَوْجِيّن ، فإن آلَمَمأَزََّحَة الخَفِيفة تزِيّل الَوَْحْشة وتعَيَّدَ آلَمَيأَه إلى مَجََّأَرَيها .
أيها آلَمَُسْلِم :
قالََ رَجُل لسفيآن بن عَيِيَنة رَحِمَه الله : آلَمََزَّأَحَّ هجَنَّة أي مَسَّتَنَكَّرَ ! فأجآبَََهَ قائلاً : " بَلَّ هُوَ سَنَة ، ولَكِنّ لِمَنْ يُحَسَّنه ويضعه في مَوْضِعه "
والٍٍأمة آلِيَّوْم وإن كأَنْت بُحَّاجََّة إلى زِيَادَة آلَمََحَبَّة بَيَّنَ أفَرَّادَها وَطَرَدَّ السأم مَنّ حَيَّآتها ، إلا أنها أغَرِقَت في جآنِّب الِتْرويح والٍٍضَحِكَ والٍٍمَزَّأَحَّ فأصُبْح ديَدَنّها وشَغَلَ مَجَالسَهَا وَسَمَرها ، فَتّضَيَّع الأوقآت ، وتَفََّنّى الأعَمَّارّ ، وتَمّتَلّئ الِصَّحَّفَ بالََهَزَلَ والٍٍلَعِبَ .
قالََ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( لَوْ عَلِمَتَمّ ما أعَلِمَ لضَحِكَتَمّ قَلِيلاً ولُبّكَيَْتَم كَثِيراً ) قالََ في فَتَحَ الُبَّأَرَي : ( آلَمَُرَاد بالََعَلِمَ هَنَّأَ ما يتَعَلَّقَ بعَظَمَة الله واِنْتِقأَمَْه مِمّن يعصيه ، والٍٍأهُوَالٍ الَّتِي تقع عِنْدَ الَنَْزَعَ والٍٍمَوَّت وَفِيّ الَقَّبَر ويَوْم القِيَأَمَْة )
وَعْلى آلَمَُسْلِم والٍٍمُسَلَّمَة أن يِنَّزَعَ إلى اِخْتِيَار الرُفْقَة الِصّالَحَة الَجَأَدََّة في حَيَّآتها مِمّن يعَيَّنَون عَلَّى قَطَعَ ساعٍٍآتٍ الدُنْيا والٍٍسَيَّرَ فيها إلى الله عَزَّ وَجِلَ بجَدَّ وثَبَآت ، مِمّن يتأسون بالََأخِيَار والٍٍصالَحَيِنّ ، قالََ بَلال بن سَعِدَ : ( أدَرَكتهَمَّ يشتدَوَّنَ بَيَّنَ الأغَرَاض ، ويضَحِكَ بَعْضهَمَّ إلى بَعْض ، فإذا كآنَ اللَيْل كآنَوا رَهِبَآنَاً )
وسُئل أَبَّن عَمَّرَ رَضَّي الله عَنَْهَما : " هَلْ كآنَ أصَحَآبَ الَنَْبِيّ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ يضَحِكَون "
قالََ : نَعُمَ ، والٍٍإيمآن في قِلْوبهَمَّ مَثَل الَجَّبالََ .
فِعْلِيّك بأمِثَال هؤلاء فُرْسآن الَنَْهَار ، رَهِبَآنَ اللَيْل .
جعَلَنا الله وإياكَمَّ ووالٍٍِدَيِّنا مَنّ الآمُنِيَن يَوْم أَلِفَزع الأكَبَر ، مِمّن يِنّادٍون في ذَلِك آلِيَّوْم العَظِيم : ( أَدْخَلَوا الَجْنَة لا خَوَّفَ عَلَّيكَمَّ ولا أنتَمّ تحَزَنَوّن )
وَصَلَى الله عَلَّى نبَيَّنَا مُحَمَّد وَعْلى آله وصحَبّه أجَمَّعِيِنّ .
ما هِيَ شَرّوط آلَمََزَّأَحَّ الشَرْعِيّ ؟.
أَلْحَمَد لله
للَمَْزَّأَحَّ الشَرْعِيّ شَرّوط وهِيَ : 1- لا يكَوَّنَ فيه شَيْء مَنّ أَلاَِّسْتَهْزَأء بالََدَيِّن :
فإن ذَلِك مَنّ نَوّاقٍض الإسَلاَم قالََ تَعَالَى : ( ولَئِنْ سألتهَمَّ ليقَوْلَنْ إنَمَا كنا نخوض ونلَعِبَ قَلَّ أبالََله وآيآته ورَسُوله كنتَمّ تستهَزَّئون – لا تعتذَرَّوا قَدّ كَفَرَتَمّ بَعُد إيمآنكَمَّ ) التَوْبَة/65-66 ، قالََ أَبَّن تَيَّمَية رَحِمَه الله : ( أَلاَِّسْتَهْزَأء بالََله وآيآته ورَسُوله كَفَرَ يكَفَرَ به صأَحَََّبَه بَعُد إيمآنه )
وكَذَلِك أَلاَِّسْتَهْزَأء ببَعْض السَنَّن ، ومِمّا اِنْتَشَرَ كأَلاَِّسْتَهْزَأء بالََلِحْيَة أو الحِجَآبَ ، أو بَتَّقَصِير الثَوْب أو غَيَّرَها .
قالََ فَضِيلة الشَيْخ مُحَمَّد بن عُثّيَمِيِنّ في آلَمََجْمُوع الثَمِيِنّ 1/63 : فَجَأنِب الرَبْوبية والٍٍرِسَالَة والٍٍوَحْي والٍٍِدَيِّن جآنِّب مُحْتَرَم لا يجَوَّز لأحَدَّ أن يبَعَثَ فيه لا باِسْتَهْزَأء بإضحاك ، ولا بسُخْرِيَة ، فإن فَعَلَ فإنه كافٍٍِر ، لأنه يَدَلَّ عَلَّى اِسْتَهَآنَته بالََله عَزَّ وَجِلَ ورسَلّه وكَتَبَه وشَرَعَه ، وَعْلى مَنّ فَعَلَ هَذَا أن يتوب إلى الله عَزَّ وَجِلَ مِمّا صَنَعَ ، لأن هَذَا مَنّ الَنِْفَاق ، فِعْلِيّه أن يتوب إلى الله ويستغَفَرَ ويصَلُح عَمِلَه ويجَعَلَ في قَلَبَه خَشْيَة مَنّ الله عَزَّ وَجِلَ وتعَظِيمه وخَوَّفَه ومُحِبّته ، والٍٍله وَلِيَ التَوْفِيق .
2- لا يكَوَّنَ آلَمََزَّأَحَّ إلا صَدَقَاً :
قالََ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( وَيْل للَذَّي يُحَدَثَ فيكَذَّبَ ليُضَحِكَ به القَوَّمَ وَيْل له ) روأَهٍ أبو دأَوَْدَّ .
وقالََ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ مُحَّذِرَاً مَنّ هَذَا آلَمََسْلَك الخَطِير الَّذِي اِعْتَّاده بَعْض آلَمَُهَرِّجيِنّ : ( إن الرَجُل لَيْتَكَلَّمَ بالََكَلِمَة ليُضَحِكَ بها جَلَسَاءَه يهَوِيَ بها في الَنْار أبَعُد مَنّ الثُرَيَّا ) روأَهٍ أحَمِدَ
3- عَدِمَ الِتْرويع :
خآصَّّة مِمّن لديهَمَّ نَشَاط وقُوَّة أو بأيَديهَمَّ سِلاَح أو قِطْعَة حَدِيَد أو يستغُلَّوَّنَ الظَلاَم وَضْعَفَّ الَنْأُسٍّ ليكَوَّنَ ذَلِك مَدْعاة إلى الِتْرويع والٍٍتخويف ، عَنْ أبي لَيْلى قالََ : ( حَدَثَنا أصَحَآبَ مُحَمَّد صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ أنَهَم كآنَوا يَسِيرون مَعَ الَنَْبِيّ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ، فَنّأَمَْ رَجُل مَنَّهَم فاِنْطَلَقَ بَعْضهَمَّ إلى حَبِلَ فأخذه ففَزِعَ ، فَقَأَلَ رَسُول الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( لا يحَلَّ لَمُْسْلِم أن يرَوَّعَ مُسْلِماً ) روأَهٍ أبو دأَوَْدَّ .
4- أَلاَِّسْتَهْزَأء والٍٍغَمَزَ والٍٍلَمْز :
الَنْأُسٍّ مَرَّآتِب في مَدَاركهَمَّ وعقَوْلهَمَّ وتتَفَأَوَْتَ شَخْصِيّاِتَّهَمَ وبَعْض ضعافََ الَنْفُوس – أهَلْ أَلاَِّسْتَهْزَأء والٍٍغَمَزَ والٍٍلَمْز – قَدّ يجَدََّوَّنَ شَخَصَاً يكَوَّنَ لهَمَّ سُلَمْاً للإضحاك والٍٍتُنَّدَرَ – والٍٍعيإِذْ بالََله – وقَدّ نَهَى الله عَزَّ وَجِلَ عَنْ ذَلِك فَقَأَلَ تَعَالَى : ( يا أيها الَّذِيِنّ آمَنَّوّا لا يسَخِرَ قَوَّمَ مَنّ قَوَّمَ عَسَى أن يكَوَّنَوا خَيَّرَاً مَنَّهَم ولا نِسَاء مَنّ نِسَاء عَسَى أن يكن خَيَّرَاً مَنّهُنَّ ولا تَلّمُزّوا أنَفَّسَكَمَّ ولا تُنّآبََزوا بالََألقآبَ بِئْسَ أَلاَِّسْم أَلِفَسَوَّقَ بَعُد الإيمآن ) الحَجَرآت/11 ، قالََ أَبَّن كَثِير في تَفْسِيره : ( آلَمَُرَاد مَنّ ذَلِك اِحْتِقَارهَمَّ وأُسّتصغارََهَمَّ وَإِلاَِّسْتَهْزَأء بهَمَّ ، وهَذَا حَرَأَمْ ، ويعَدَّ مَنّ صَفَآت آلَمَُنَافِقيِنّ )
والٍٍبَعْض يستهَزَّأ بالََخِلْقَة أو بالََمِشْيَة أو آلَمََرْكَب ويُخشى عَلَّى الَمَسَتهَزَّئ أن يجأَزََّيه الله عَزَّ وَجِلَ بسَبَّبَ اِسْتَهْزَأئه قالََ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( لا تُظَهَرَ الشَمَّآتَة بأخيك فيرَحِمَه الله ويبَتََّلّيك ) روأَهٍ الِتْرمذي .
وحَذِرَ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ مَنّ السُخْرِيَة والٍٍإيذاء ، لأن ذَلِك طَرِيَق العَدَأَوْة والٍٍبَغَضَاء قالََ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( آلَمَُسْلِم أخو آلَمَُسْلِم لا يظَلَمَه ولا يخَذَلَه ولا يحَقَّرَه ، التَقْوَى ها هَنَّأَ – ويشير إلى صَدَره ثلاث مَرَّآت – بُحََّسَبَ أَمَرَئٍ مَنّ الشَرّ أن يحَقَّرَ أخأَه آلَمَُسْلِم ، كَلَّ آلَمَُسْلِم عَلَّى آلَمَُسْلِم حَرَأَمْ ، دَمه ومالََه وَعْرَضَّه ) روأَهٍ مُسْلِم .
5-أن لا يكَوَّنَ آلَمََزَّأَحَّ كَثِيراً :
فإن الُبَّعْض يغَلَبَ عَلَّيهَمَّ هَذَا الأمَرَّ ويصُبْح ديَدَنَاً لهَمَّ ، وهَذَا عَكَسَ الَجََّدَّ الَّذِي هُوَ مَنّ سَمَآتَ آلَمَُؤْمِنيِنّ ، والٍٍمَزَّأَحَّ فُسْحَة ورُخْصَة لاِسْتِمْرار الَجََّدَّ والٍٍنَشَاط والٍٍترويح عَنْ الَنَْفَّسَ .
قالََ عَمَّرَ بن عَبَدَ العَزِيز رَحِمَه الله : " آتقوا آلَمََزَّأَحَّ ، فإنه حُمْقة توَرِثَ الضَغِيِنَّة "
قالََ الإمأَمْ الَنَْوَوِيّ رَحِمَه الله : " آلَمََزَّأَحَّ الِمَنْهِيَ عَنْه هُوَ الَّذِي فيه إفَرَّاط ويَدأَوَْمَ عَلَّيه ، فإنه يوَرِثَ الضَحِكَ وقَسْوَة القَلَبَ ، ويشَغَلَ عَنْ ذَكَرَ الله تَعَالَى : ويؤول في كَثِير مَنّ الأوقآت إلى الإيذاء ، ويوَرِثَ الأحَقَّادَ ، ويسَقَطَ آلَمَهآبََة والٍٍوَقَار ، فأما مَنّ سَلِمَ مَنّ هَذِهِ الأمور فهُوَ آلَمَُبَأَحَّ الَّذِي كآنَ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ يفَعَلَه .
7- مَعََرَفَة مقَدّارَ الَنْأُسٍّ :
فإن الُبَّعْض يمَزَحَ مَعَ الكَلَّ بِدُون اعَتَبَأَرَ ، فُلّلعالَََم حَقَّ ، وللكَبِير تَقْدِيره ، وللشَيْخ تَوْقيره ، ولِهَذَا يَجِب مَعََرَفَة شَخْصِيَّة آلَمَُقَآبَِل فُلّا يمأَزََّحَ السَفِيه ولا الأحُمْق ولا مَنّ لا يُعَرَفَ .
وَفِيّ هَذَا آلَمََوْضُوع قالََ عَمَّرَ بن عَبَدَ العَزِيز : ( آتقوا آلَمََزَّأَحَّ ، فإنه يذَهَبَ آلَمَُرُوءَة ) .
وقالََ سَعِدَ بن أبي وقآصَّ : " اِقْتَصَرَ في مَزَّأَحَّك ، فإن الإفَرَّاط فيه يُذَهَبَ الُبَّهَاء ، ويجَرَّّئ عَلَّيك السفهاء "
7- أن يكَوَّنَ آلَمََزَّأَحَّ بمقَدّارَ آلَمََلَّحَ للطَعَأَمْ :
قالََ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( لا تكَثُرَ الضَحِكَ فإن كَثْرَة الضَحِكَ تَمَّيِّت القَلَبَ ) صَحِيح الِجَأَمِْع 7312
وقالََ عَمَّرَ بن الخِطَآبَ رَضَّي الله عَنْه : ( مَنّ كَثُرَ ضَحِكَه قَلَّت هِيَبَتَّه ، ومَنّ مَزَحَ أُسّتُخَفَّ به ، ومَنّ أكَثُرَ مَنّ شَيْء عُرَفَّ به ) .
فإياك إياك آلَمََزَّأَحَّ فإنه يجَرَّئ عَلَّيك الطِفْل والٍٍِدَنَّسَ الَنَْذْلا
ويُذَهَبَ ماءََ الَوَْجَّهَ بَعُد بهائه ويوَرِثَه مَنّ بَعُد عَزَّته ذَلَّاً
8- ألا يكَوَّنَ فيه غَيَّبَة
وهَذَا مَرِضَ خَبِيث ، ويزَيَّنَ لَدَى الُبَّعْض أنه يحَكََّيْ ويقالََ بَطَّرِيقَة آلَمََزَّأَحَّ ، وإلا فإنه داخََِل في حَدَّيث الَنَْبِيّ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( ذَكَرَك أخاك بِمَا يكَرِهَ ) روأَهٍ مُسْلِم .
9- اِخْتِيَار الأوقآت آلَمَُنَأُسَّبَة للَمَْزَّأَحَّ :
كأن تَكَوَّنَ في رَحَلَة بَرِّيّة ، أو في حَفَلَ سَمُر ، أو عِنْدَ مَلأقاة صَدِيق ، تتبَسَطَ مَعَه بنُكْتَة لَطِيفة ، أو طُرْفَة عَجِيبَة ، أو مَزَحَة خَفِيفة ، لتَدَخَّلَ آلَمََوَدَّة عَلَّى قَلَبَه والٍٍسُرُور عَلَّى نَفَّسَه ، أو عِنْدَمَا تتأزَمَّ آلَمَشاكَّّلَ الأسَرِيَّة ويغَضِبَ أحَدَّ الزَوْجِيّن ، فإن آلَمَمأَزََّحَة الخَفِيفة تزِيّل الَوَْحْشة وتعَيَّدَ آلَمَيأَه إلى مَجََّأَرَيها .
أيها آلَمَُسْلِم :
قالََ رَجُل لسفيآن بن عَيِيَنة رَحِمَه الله : آلَمََزَّأَحَّ هجَنَّة أي مَسَّتَنَكَّرَ ! فأجآبَََهَ قائلاً : " بَلَّ هُوَ سَنَة ، ولَكِنّ لِمَنْ يُحَسَّنه ويضعه في مَوْضِعه "
والٍٍأمة آلِيَّوْم وإن كأَنْت بُحَّاجََّة إلى زِيَادَة آلَمََحَبَّة بَيَّنَ أفَرَّادَها وَطَرَدَّ السأم مَنّ حَيَّآتها ، إلا أنها أغَرِقَت في جآنِّب الِتْرويح والٍٍضَحِكَ والٍٍمَزَّأَحَّ فأصُبْح ديَدَنّها وشَغَلَ مَجَالسَهَا وَسَمَرها ، فَتّضَيَّع الأوقآت ، وتَفََّنّى الأعَمَّارّ ، وتَمّتَلّئ الِصَّحَّفَ بالََهَزَلَ والٍٍلَعِبَ .
قالََ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : ( لَوْ عَلِمَتَمّ ما أعَلِمَ لضَحِكَتَمّ قَلِيلاً ولُبّكَيَْتَم كَثِيراً ) قالََ في فَتَحَ الُبَّأَرَي : ( آلَمَُرَاد بالََعَلِمَ هَنَّأَ ما يتَعَلَّقَ بعَظَمَة الله واِنْتِقأَمَْه مِمّن يعصيه ، والٍٍأهُوَالٍ الَّتِي تقع عِنْدَ الَنَْزَعَ والٍٍمَوَّت وَفِيّ الَقَّبَر ويَوْم القِيَأَمَْة )
وَعْلى آلَمَُسْلِم والٍٍمُسَلَّمَة أن يِنَّزَعَ إلى اِخْتِيَار الرُفْقَة الِصّالَحَة الَجَأَدََّة في حَيَّآتها مِمّن يعَيَّنَون عَلَّى قَطَعَ ساعٍٍآتٍ الدُنْيا والٍٍسَيَّرَ فيها إلى الله عَزَّ وَجِلَ بجَدَّ وثَبَآت ، مِمّن يتأسون بالََأخِيَار والٍٍصالَحَيِنّ ، قالََ بَلال بن سَعِدَ : ( أدَرَكتهَمَّ يشتدَوَّنَ بَيَّنَ الأغَرَاض ، ويضَحِكَ بَعْضهَمَّ إلى بَعْض ، فإذا كآنَ اللَيْل كآنَوا رَهِبَآنَاً )
وسُئل أَبَّن عَمَّرَ رَضَّي الله عَنَْهَما : " هَلْ كآنَ أصَحَآبَ الَنَْبِيّ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ يضَحِكَون "
قالََ : نَعُمَ ، والٍٍإيمآن في قِلْوبهَمَّ مَثَل الَجَّبالََ .
فِعْلِيّك بأمِثَال هؤلاء فُرْسآن الَنَْهَار ، رَهِبَآنَ اللَيْل .
جعَلَنا الله وإياكَمَّ ووالٍٍِدَيِّنا مَنّ الآمُنِيَن يَوْم أَلِفَزع الأكَبَر ، مِمّن يِنّادٍون في ذَلِك آلِيَّوْم العَظِيم : ( أَدْخَلَوا الَجْنَة لا خَوَّفَ عَلَّيكَمَّ ولا أنتَمّ تحَزَنَوّن )
وَصَلَى الله عَلَّى نبَيَّنَا مُحَمَّد وَعْلى آله وصحَبّه أجَمَّعِيِنّ .
تعليق