بصق الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يومًا في كفه فوضع عليها إصبعه ثم قال: ((قال الله عز وجل: ابن آدم، أنّى تعجِزني وقد خلقتُك من مثل هذه، حتى إذا سويتك وعدّلتك مشيتَ بين بردَين وللأرض منك وئيد، فجمعتَ ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت: أتصدق، وأنى أوان الصدقة))رواه أحمد فى مسنده بسند حسن .
فيا أيها الإنسان، تفكر في نفسك، تفكر في ضعفك وعجزك وافتقارك
وتفكر في عظمة الله وفي ملكوت الله
انظر
إلى السماء بلا عمد، انظر إلى الأرض في أحسن مدر
انظر من أجرى الهواء، ومن سير الماء، ومن جعل الطيور تناظم بالنغمات، ومن جعل الرياح غاديات رائحات من فجر النسمات، من خلقك في أحسن تقويم
أهذا يعصى؟!
أهذا يكفر؟!
أهذا يجحد؟!
والله، إنّ السماء بما فيها من ملكوت لا تعصِي الله
وإن الأرض لا تقوى على معصيته، وإن الجبال الرواسي الشامخات لا تعصي الله
وإن الشمس بحرارتها وقوتها لا تعصي
وإن القمر بجماله لا يعصي الله
لا إله إلا الله
كيف استطاع هذا الإنسان الضعيف الحقير أن يعصي ربه وخالقه ومولاه؟!
كيف تجرأ هذا الإنسان أن يعصي جبّار السموات والأرض الذي لا يعذّب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد؟!
والله ـ يا عبد الله ـ لن يبقى معك إلا ما قدمتَ من أعمال صالحة في الدنيا والآخرة
أما في الدنيا ::فيقول ربي وأحق القول قول ربي: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ[إبراهيم:27]
وأما في القبر::فسوف يرجع أهلك ومالك، ولن يبقى معك إلا عملك، فإن كان عملك صالحًا أتاك رجل حسن الوجه حسن الثياب حسن الريح، فتسأله: من أنت؟! فوجهك الذي يأتي بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح ولا أفارقك، وإن كان عملك خبيثًا فسوف يأتيك رجل قبيح الوجه قبيح الثياب قبيح الريح فتقول له: من أنت؟! فوجهك الذي يأتي بالشر، فيقول لك: أنا عملك السيئ ولا أفارقك.
وليت أن الأمر ينتهي عند هذا الحد
بل سوف تقف عاريًا حافيًا في يوم كان مقداره
خميس ألف سنة
يوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق على قدر ميل منهم
ويكون الناس في ذلك اليوم على قدر أعمالهم
فمنهم من يبلغ عرقه إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ عرقه ركبتيه
ومنهم من يبلغ عرقه حقويه، ومنهم من يبلغ حنجرته، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا.
فتفكر ـ يا عبد الله ـ ويا آمة الله
يوم تقف بين يدي الله ليس بينك وبينه ترجمان
فتتلفت يمينًا فلا تجد إلا ما قدمت
وتتلفت شمالاً فلا ترى إلا ما قدمت
فتتلفت أمامك فلا ترى إلا النار
قد غضب الربّ غضبًا لم يغضب قبله ولا بعده قط.
يوم تنصب الموازين
فيقول الله (جل جلال الله):
يا آدم، أخرِج بعث النار من ذريتك، فيقول آدم: وما بعث النار؟ فيقول الله: من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون، عندها تذهل كل مرضعة أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد.
فعجبًا لك يا ابن آدم
كيف تجتهد وتتعب وتنصب وتشقى
من أجل خمسين أو ستين سنة في هذه الحياة الدنيا
وهذا لمن بلغ الخمسين أو الستين، ولا تجتهد ولا تعمل من أجل يوم واحد فقط مقداره خمسون ألف سنة
ومن أجل موقف خطير ومصير مجهول
إما إلى نار وإما إلى جنة؟!
أمـا والله لـو علم الأنام لِما خلِقوا لما هجعوا وناموا
لقد خلِقوا ليـوم لو رأتـه عيون قلوبهم ساحوا وهاموا
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ،واشهد ان محمدا عبده ورسوله.
فلما اطلعت على الرسالة الموسومة بالدروس المهمة لعامة الامة لسماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز حفظه الله المفتى العام بالمملكة العربية السعودية ، ورئيس هيئة كبار العلماء ،فكرت بشرحها لاهميتها لكل مسلم بعينه فهى رساله الى جميع الامة من ذكر وانثى وعالم ومتعلم ، فاستخرت الله ، وشاورت بعض المشايخ الفضلاء ،فايدوا الفكرة فتحولت الفكرة بعد ذلك الى عزيمة على الشروع فى المهمة. فاستاذنت شيخنا ووالدنا فاذن لى مشكورا بذلك .
وهذه الرسالة على صغر حجمها جمعت بين دفتيها سائر العلوم الشرعية من احكام الفقه الاكبر والفقه الاصغر ، وما ينبغى ان يكون عليه المسلم من الاخلاق الشرعية والاداب الاسلامية ، وختم هذه الرساله بالتحذير من الشرك وانواع ال فاتت الرساله بما ينبغى ان يكون عليه المسلم عقيدة وعبادة وسلوكا ، ومنهجا ، فهذه الرساله اسم على مسمى فهى بحق الدروس المهمة لعامة الامة.
وقد وضعت شرحا على هذه الرساله ليس بالطويل الممل ،ولا بالقصير المخل ليكون عونا بعد توفيق الله ومرجعا سهلا لمن اراد ان يشرحها من الائمة فى مسجده ،او رب الاسرة فى منزله، او طالب العلم فى حيه ،او قريته ، وقد حرصت ان اقرن كل مساله بدليلها ما امكن وسميته ( الاحكام الملمة على الدروس المهمة...). وقد علق عليه سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز بعض التعليقات ووضعت تحتها خطوطا تمييزا لها.
وفى الختام امل من كل اخ كريم اطلع على هذه الرساله الا يبخل علينا بتوجيهاته وملاحظاته فالمرء قليل بنفسه كثير باخوانه.
هذا واسال الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ،ان ينفع بالرساله وشرحها ، وان يجعل عملى خالصا لوجهه الكريم، كما اساله ان يجزل الاجر والمثوبة لمؤلف الرساله ، وشارحها وناقلها خير الجزاء وان يجمعنا جميعا فى الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء، انه ولى ذلك والقادر عليه .
اخوانى فى الله الكرام الذى اسال لله تعالى ان يجمعنى مع صاحب فكرة مجلة البنيان المرصوص وكل من شارك بها وكل المسلمين فى الفردوس الاعلى مع خير المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد انه ولى ذلك والقادر عليه ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
وباذن الله تعالى نبدأ فى الرسائل القادمه ان شاء الله باولاها وهى
الدرس الاول:
( سورة الفاتحة وما امكن من قصار السور من سورة الزلزلة الى سورة الناس تلقينا وتصحيحا للقراءة وتحفيظا وشرحا لما يجب فهمه ...).
والله المستعان
يتبـــــــــــــــــع باذن الله.
اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ،واشهد ان محمدا عبده ورسوله.
فلما اطلعت على الرسالة الموسومة بالدروس المهمة لعامة الامة لسماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز حفظه الله المفتى العام بالمملكة العربية السعودية ، ورئيس هيئة كبار العلماء ،فكرت بشرحها لاهميتها لكل مسلم بعينه فهى رساله الى جميع الامة من ذكر وانثى وعالم ومتعلم ، فاستخرت الله ، وشاورت بعض المشايخ الفضلاء ،فايدوا الفكرة فتحولت الفكرة بعد ذلك الى عزيمة على الشروع فى المهمة. فاستاذنت شيخنا ووالدنا فاذن لى مشكورا بذلك .
وهذه الرسالة على صغر حجمها جمعت بين دفتيها سائر العلوم الشرعية من احكام الفقه الاكبر والفقه الاصغر ، وما ينبغى ان يكون عليه المسلم من الاخلاق الشرعية والاداب الاسلامية ، وختم هذه الرساله بالتحذير من الشرك وانواع ال فاتت الرساله بما ينبغى ان يكون عليه المسلم عقيدة وعبادة وسلوكا ، ومنهجا ، فهذه الرساله اسم على مسمى فهى بحق الدروس المهمة لعامة الامة.
وقد وضعت شرحا على هذه الرساله ليس بالطويل الممل ،ولا بالقصير المخل ليكون عونا بعد توفيق الله ومرجعا سهلا لمن اراد ان يشرحها من الائمة فى مسجده ،او رب الاسرة فى منزله، او طالب العلم فى حيه ،او قريته ، وقد حرصت ان اقرن كل مساله بدليلها ما امكن وسميته ( الاحكام الملمة على الدروس المهمة...). وقد علق عليه سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز بعض التعليقات ووضعت تحتها خطوطا تمييزا لها.
وفى الختام امل من كل اخ كريم اطلع على هذه الرساله الا يبخل علينا بتوجيهاته وملاحظاته فالمرء قليل بنفسه كثير باخوانه.
هذا واسال الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ،ان ينفع بالرساله وشرحها ، وان يجعل عملى خالصا لوجهه الكريم، كما اساله ان يجزل الاجر والمثوبة لمؤلف الرساله ، وشارحها وناقلها خير الجزاء وان يجمعنا جميعا فى الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء، انه ولى ذلك والقادر عليه .
اخوانى فى الله الكرام الذى اسال لله تعالى ان يجمعنى مع صاحب فكرة مجلة البنيان المرصوص وكل من شارك بها وكل المسلمين فى الفردوس الاعلى مع خير المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد انه ولى ذلك والقادر عليه ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
وباذن الله تعالى نبدأ فى الرسائل القادمه ان شاء الله باولاها وهى
الدرس الاول:
( سورة الفاتحة وما امكن من قصار السور من سورة الزلزلة الى سورة الناس تلقينا وتصحيحا للقراءة وتحفيظا وشرحا لما يجب فهمه ...).
والله المستعان
يتبـــــــــــــــــع باذن الله.
اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً
يخبر تعالى عن حقيقة الدنيا وما هي عليه، ويبين غايتها وغاية أهلها، بأنها لعب ولهو، تلعب بها الأبدان، وتلهو بها القلوب، وهذا مصداقه ما هو موجود وواقع من أبناء الدنيا، فإنك تجدهم قد قطعوا أوقات أعمارهم بلهو القلوب، والغفلة عن ذكر الله وعما أمامهم من الوعد والوعيد، وتراهم قد اتخذوا دينهم لعبا ولهوا، بخلاف أهل اليقظة وعمال الآخرة، فإن قلوبهم معمورة بذكر الله، ومعرفته ومحبته، وقد أشغلوا أوقاتهم بالأعمال التي تقربهم إلى الله، من النفع القاصر والمتعدي.
{وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُم} أي: كل واحد من أهلها يريد مفاخرة الآخر، وأن يكون هو الغالب في أمورها، والذي له الشهرة في أحوالها،
{وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} أي: كل يريد أن يكون هو الكاثر لغيره في المال والولد، وهذا مصداقه، وقوعه من محبي الدنيا والمطمئنين إليها.
بخلاف من عرف الدنيا وحقيقتها، فجعلها معبرا ولم يجعلها مستقرا، فنافس فيما يقربه إلى الله، واتخذ الوسائل التي توصله إلى الله وإذا رأى من يكاثره وينافسه بالأموال والأولاد، نافسه بالأعمال الصالحة.
ثم ضرب للدنيا مثلا بغيث نزل على الأرض، فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام، حتى إذا أخذت الأرض زخرفها، وأعجب نباته الكفار، الذين قصروا همهم ونظرهم إلى الدنيا جاءها من أمر الله [ما أتلفها] فهاجت ويبست، فعادت على حالها الأولى، كأنه لم ينبت فيها خضراء، ولا رؤي لها مرأى أنيق، كذلك الدنيا، بينما هي زاهية لصاحبها زاهرة، مهما أراد من مطالبها حصل، ومهما توجه لأمر من أمورها وجد أبوابه مفتحة، إذ أصابها القدر بما أذهبها من يده، وأزال تسلطه عليها، أو ذهب به عنها، فرحل منها صفر اليدين، لم يتزود منها سوى الكفن، فتبا لمن أضحت هي غاية أمنيته ولها عمله وسعيه.
وأما العمل للآخرة فهو الذي ينفع، ويدخر لصاحبه، ويصحب العبد على الأبد،
ولهذا قال تعالى: {وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ} أي: حال الآخرة، ما يخلو من هذين الأمرين: إما العذاب الشديد في نار جهنم، وأغلالها وسلاسلها وأهوالها لمن كانت الدنيا هي غايته ومنتهى مطلبه، فتجرأ على معاصي الله، وكذب بآيات الله، وكفر بأنعم الله.
وإما مغفرة من الله للسيئات، وإزالة للعقوبات، ورضوان من الله، يحل من أحله به دار الرضوان لمن عرف الدنيا، وسعى للآخرة سعيها.
فهذا كله مما يدعو إلى الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، ولهذا قال: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} أي: إلا متاع يتمتع به وينتفع به، ويستدفع به الحاجات، لا يغتر به ويطمئن إليه إلا أهل العقول الضعيفة الذين يغرهم بالله الغرور.
يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته (رواه البخاري ومسلم).
يكاد لا يخفى على أحد منا مضمون هذا الحديث النبوي الذي ربط بين الايمان بالقلب وآفات يقع فيها بعضنا للأسف .
فقوله عليه الصلاة والسلام يا معشر من آمن بلسانه تجعلنا نتدبر كثيرًا عندها ، حيث الايمان عندما يستقر في قلب العبد فإنه يصل لمرحلة تجاوزت هذه الآفات ..
يا عبد الله لا تجعل إيمانك هو إيمان لسان فقط ،، بل إحرص أن تجعل من قلبك موطنـًا لساكن أبدي ألا وهو الايمان ..
آفة الغيبة وتتبع عورات المسلمين من الآفات السيئة والمذمومة والتي يترتب عليها آثار خطيرها ويفضح الله صاحبها ولو كان في جوف بيته !!
في الحقيقة إبتلي البعض بآفة اللسان والتي قد تطرح صاحبها والعياذ بالله في نار جهنم ففي حديث معاذ في آخره كف عليك هذا فقلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذنا بما نتكلم به؟ قال: ثقلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم- أو قال: على مناخرهم-، إلا حصائد ألسنتهم (أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت بسند حسن).
البعض أحيانا يتساهل بكثرة الكلام الذي يسيء للآخرين ولا يراعي خصوصياتهم و أسرارهم بل تصل أحيانا إلى درجة التلذذ بنقل تلك الأخبار وجعلها موضوعا دسما للمجالس ، ولا ينتج عن ذلك إلا التباغض والحسد بين الناس.
ومن هنا كان الحديث إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام (رواه أحمد وأبو داود وسنده حسن).
فإطلاق الحديث في عورات المسلمين عواقبه كبيرة في تفرقة الصف المسلم وتوسيع رقعة الهوة بينهم ويزيد من الضغائن بين أبناء الصف الواحد.
مما لا شك فيه أن الصمت أفضل في كثيرٍ من الأحيان مما لو خاض الإنسان في كلام لا يعنيه.. أو استرسل في كلام لا طائل منه خاصة إذا كان هذا الكلام يتعلق بالآخرين.. فيؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى معصية يصيبها أو ذنب يقترفه
يقول تعالى ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ (النساء: الآية 114)، فالخوض في أعراض الناس والتحدث عنهم أمر مرفوض في الصف المسلم والجماعة المسلمة الذين يصفهم القرآن بأنهم كالبنيان المرصوص يقول تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ (الصف:4)
وفي هذا أحاديث كثيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت
فلاحظ أخي في الله كيف يكون الربط في أحاديثه صلى الله عليه وسلم بين الايمان وقول الخير ..
فالكلام بلا ضوابط أو إلقائه على عواهنه والإفتراء على الناس لمجرد هموم نفسية في الشخص يريد تفريغها ،كل هذا يلقي بظلاله على قطع الصلات والروابط بين الناس و تدمير القيم الحسنة.
فيا عبد الله يا من لم ترك لسانه سائبًا يتكلم في أعراض المسلمين ألم يبلغك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه (رواه أحمد والترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي حديث حسن صحيح).
فكيف إذا أعالج آفة لساني ؟!
أخي في الله وأختي في الله
فكر قليلا في نعمة اللسان وإنظر إلى من حولك ممن حرم نعمة الكلام ..
وإسألهم إن إستطعت عن شعورهم
يا أخي الا تعتقد معي انهم أفضل ممن يتكلمون ويأكلون في لحوم المسلمين ؟!
إحرص يا أخي على تعويد لسانك بذكر الله ولا تتكلم إلا بكلام حسن وجاهد نفسك على إقتناء الكلمات التي تبعث على الطمأنينة وإبتعد عن الكلام البذيء و إقرأ كثيرا عن مخاطر آفة اللسان ، وإحرص أن يكون سلوكك مستقيم .
لا تزرع في قلوب الآخرين الحقد والكره إتجاهك ، لا تفشي لأحدًا سرا ولا تتكلم فيما يكرهه الناس من امور ..
يا أخي تدبر في الذين قال فيهم جل ّ وعـلا ( أيُحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ً فكرهتموه )
والقـائـل ( أم يحسبُون أنّـا لانسمع ُ سرّهم ونـجـواهم . بلـى ورُسُلنا لديهم يكتُبُون )
وأُخاطبُك بـقـول ِ مـن ْ إرتـضـيـتـه ُ نبيا ً ورسولا ً ( إن ّ العبد َ ليتكلم بالكلمة ِ ما يتبيّن ما فيها يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب )
فـاتّـقِـي الله أُخـي ّ ولا تجحد نعمة اللسان والبيان ..
صـُـــن ِ الـنِّـعـمـة وارعها ....
واشـكـر مـن ْ تـفـضّـل ووهـب ...
(أخي) لاتُـرخ ِ العنان َ للِّســان .... فيسلك بك الشيطان في كل ِّ ميدان ....
ويسوقك إلى شفا جُرُف ٍ هار ٍ إلى أن يضطرك َ إلى البـوار ...
قـيِّـد لسانك بلجام الشرع .
ولا تـُـطلقه ُ إلا ّ فيما ينفعك في الدنيا والآخرة
( فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
وآتـِـي للناس الذي تُحب ّ أن يُـؤتُـوه لك كما قال صلى الله عليه وسلم ( فمن أحب ّ أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأتِه منيته وهو يُـؤمن بالله واليوم الآخر .. وليأت ِ للناس الذي يُحب أن يُؤتَى إليه ) أخرجه مسلم ..
وهـاهـو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول
( والله الذي لاإله إلا ّ هو ليس شيء أحوج من طول ِ سجن ٍ من لسان ) .
أو َ ما سمعت ـ أخي ـ قول الله عز وجل ّ ( سنكتب ما قالوا ) ؟
ثقِّل ميزانك وتحبب إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده . سبحان الله العظيم .
اغرس بساتين في الجنان : سبحان الله العظيم وبحمده ..
اكسب ألف ٌ من الحسنات في دقائق ولحظات : سبحان الله ( مئة مرة )
يقول صلى الله عليه وسلم لما عُرِج بي مررت ُ بقوم ٍ لهم أظفار من نحاس يخمـشُون
وجوههم وصدورهم ..
فقلت ُ :
من ْ هـؤلاء ِ يا جبريل ؟؟
قال : هــؤلاء ِ الذين يأكلون لحوم الناس ويقـعـُـون في أعراضــهـم ) .!
يامن ْ سرى حب ّ الإسلام في عروقك :
ينادي ربك ومولاك ( وتُـــــوبُـوا إلى الله جميـعــــا ً أيها المؤمنون )
تعليق