أثارت الصورة التى نشرت للشيخ ياسر برهامى مع الممثل هانى رمزى عاصفة من النقد الموجه للشيخ من أبناء الدعوة السلفية قبل غيرهم و دافع الشيخ عن
نفسه بأنه لم يكن يعلم شيئا عن حال المذيع و أن الأخ الوسيط أخبره فقط بأنه مذيع نصرانى يريد أن يناقش الشيخ حول تخوفات النصارى من الحركة
الاسلامية(بالمناسبة أعرف اسم ذلك الوسيط و هو ممن يوثق بعلمه و أمانته و إطلاعه على الحالة الإعلامية و استغرب عدم قيامه بتوضيح الملابسات للشيخ )
إلا أن الشيخ عاد و قرر فى مداخلته مع الشيخ خالد عبد الله أنه على استعداد لتلبية دعوة أى مذيع و لو كان باسم يوسف طالما سوف يلتزم الأدب مما اثار موجة
ثانية من الاعتراضات
: وتعليقا على هذة الموقف أقول
جزى الله كل غيور على الدعوة السلفية وعلى نقائها من المنتمين إليها و من غيرهم خير الجزاء على غيرتهم و نصيحتهم الصادقة
و مع هذا يوجد لوم و عتاب على كل من قبل من غير الشيخ ياسر مثل هذا الموقف أو استنكره بطريقة اكثر لطفا بكثير مما تم مع الشيخ مما يوغر الصدور بلا
شك و مع هذا يبقى علينا أن نتدبر فى أى نصيحة و إن صدرت بطريقة غير لطيفة
خرج بعض الفضلاء المسألة على عيادة المريض الكافر و هذا يحتاج إلى إعادة توصيف "علاقة الضيف بمذيع التوك شو" و أظنها ليست من باب الزيارة و
إنما من باب الدعوة و أظن أن أى إسلامى يذهب إلى أى قناة يذهب و هو يعلم أنه ضيف ثقيل ما طلبوه إلا لإحراجه أو إدعاء الحياد على الأقل و الجميع يوافق على
الذهاب من حيث المبدأ مع تفاوت بينهم فى هذا الباب
و أظن أن الذى ساعد على هذا التصور هو (كمين) نشر الصورة قبل الحلقة (التى لم تذاع حتى كتابة هذة السطور) و أكاد أجزم أنه لو تزامن الأمران لما
أثارت الحلقة أية اعتراضات أو على الاقل لخرجت الاعتراضات هادئة من الفريق الذى يفضل مقاطعة كل أو بعض القنوات العالمانية
على أن مسألة التزاور مع الكافر علقها الشرع على المصالح الشرعية المعتبرة و بهذا الاعتبار يمكن وصفها بأنها ليست من مسائل الموالاة (أى ليست موالاة
مطلقا و لا مشاح فى الاصطلاح) فكيف بلقاءات تكييفها الأدق أنها من باب الدعوة و البلاغ و لا شك أن هناك صنف من المدعويين سيكون من هؤلاء المستهزئين
و قد استدل الشيخ فى حواره مع الشيخ خالد عبد الله بقوله تعالى لموسى و هارون "اذهبا إلى فرعون إنه طغى" و من الواضح أنه يستدل بباب الدعوة و هو
يريدها و يقصدها و من هنا تعلم أن الجلوس مع المستهزئ بغرض البيان لا ينافى نهى الله عن الجلوس معهم لأن الله قيد النهى بحال الاستهزاء فقال "فلا تقعدوا
معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره"
بالطبع ثمة أدلة أخرى يستفاد منها هجر أمثال هؤلاء و من ثم يمنه معه صورا مباحة مع غيره و لكن يبقى باب "الدعوة" مفتوحا غبر مقيد حتى مع فرعون
و هذا لا يعنى إطلاق الجواز فضلا عن المشروعية و لكن يبقى هذا هو الأصل ما لم ينقدح فى النفس أو يعلم بالتجربة وجود مفسدة أكبر(و أنا شخصيا أفضل
مقاطعة غلاة المذيعين المشهورين بالفسق أو الافراط فى السخرية و إلا فلا يكاد يوجد من يسلم من شئ من ذلك و الاتجاه الاسلامى بصفة عامة يعانى من ضعف
إعلامه كما يؤكد الجميع و بالتالى يضطرون إلى الاستفادة من المساحة الضيقة التى يعطيها لهم الإعلام المضاد)
كما أن البعض يستدعى موقفا قديما كان معظم الدعاة (خاصة ذوى التوجه السلفى) نتخذونه من وجود برنامج دينى أو مقال دينى فى مجلة عالمانية مع تماهى صاحب
البرنامج مع القناة أو الجريدة فلا يعرض من الدين إلا مساحة محدودة فتكون النتيجة هى ترويج العالمانية
و أظن أن الصورة فى برامج التوك شو مختلفة لا سيما و أنها هجومية فى معظمها و يعرض فيها الضيف (الإسلامى خاصة السلفى) رؤية مخالفة لما تعرضه القناة شكلا
و موضوعا
و أظن أن بعض الاسلاميين قد غير وجهة نظره فى الكتابة للصحف حتى المعروف عنها علمانيتها طالما قبلوا منه أن يتحدث برؤية اسلامية شاملة و هو موقف له حظ كبير
من النظر(ملاحظة:بالنسبة لى فما زلت أتحفظ على الانضمام إلى كتاب أى جريدة حتى و لو كانت من جرائد الرأى تغليبا لقاعدة سد الذرائع التى أميل إلى تغليبها)
بالنسبة لمؤسسة الدعوة السلفية فقد ناقش مجلس إدارة الدعوة المؤقت و الذى كان يضم آنذاك المؤسسين الستة هذة القضية و انتهى لعدد من الضوابط (أهمها أن
المعول الرئيسى على ما تقوله أنت و ليس على المنبر الذى تتحدث منه أو المذيع الذى يدير الحوار) و أظن أن الهجمة إلاعلامية الشرسة جدا آنذاك جعلت كل المتابعين
يرون ذلك نوعا من الجهاد فى سبيل الله و لم يتطرق أحد إلى تصور أن يكون ذلك نوع من التطبيع مع هذة الوسائل و تقبل ابناء التيار الاسلامى عامة هذة اللقاءات بانشراح
كبير سواء ما قام به ممثلوا الدعوة السلفية أو غيرهم كالشيخ حازم صلاح ابو إسماعيل
و بعد أن استقرت الأمور نسبيا بدأت الاصوات تخرج بين الحين و الآخر بعضها ينادى بالاقتصار على القنوات الاسلامية و بعضها يطالب بمقاطعة قنوات بعينها و البعض
يطالب بمقاطعة أعلاميين بعينهم و المسألة تحتاج إلى إعادة تقييم بين الحبن و الآخر و لأن الجميع لا يتفقون على رأى واحد
(من باب بيان مدى هذا الاختلاف أذكر أننى أتلقى كثير من الرسائل التى تعاتبنى عتابا يصل إلى حد الهجوم أحيانا و الاتهام بالتخاذل لمجرد أننى اصبحت مقلا فى الظهور و
هذا الإقلال بطبيعة الحال فرع على إعمال بعض الضوابط التى ينادى بها غيرهم من الإسلاميين)
بالنسبة للمؤسسية داخل الدعوة السلفية فأنا لا أجد حرجا فى أن اعترف أننا حتى الان لم نطبق منها إلا اعادة الهيكلة و مؤسسية اتخاذ القرار و جميع من يظهر فى
الاعلام أو فى غيره ملزم بالتعبير عن قرارات الدعوة و سياستها و أما أن تدير المؤسسة افرادها أو قياداتها بأن تجعل لكل منهم مستشارين خاصين و سكرتارية و غير ذلك
فغير مطروح لدينا فى هذة المرحلة و مع هذا فهذة المواقف تستدعى إعادة النظر فى بعض هذة الجوانب
(ملاحظة : (من الطبيعى أن يحظى الحزب بدرجة مؤسسية أعلى لكونه تنظيم سياسى
و أخيرا و بعيدا عن آحاد المواقف أدعو جميع المتابعين أن يقوموا بعمل دراسات حول الظهور فى وسائل الاعلام المعادية بين المصالح و المفاسد و من كان عنده فى ذلك
وجهة نظر يتفضل بارسالها الينا حتى نستفيد منها فى إعادة تقييم الموقف و من وجهة نظرى أن هناك بعض القضايا نحتاج إلى إعادة تقييمها دوريا على رأسها هذة القضية
--------------------------
والحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين و الآل و الصحب و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمرى إلى الله
أشهد الله أنى احبكم فى الله يا إخوانى و أسأل الله أن يجمعنا بهذا الحب فى ظله يوم لا ظل إلا ظله يا ذا الجلال و الإكرام هذا و ما كان من توفيق فمن الله واحده و ما كان من خطئاً او سهواً او نسيان فمنى و من الشيطان و الله و رسوله منه براء و أعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون به إلى الجنة ثم يرم به فى جهنم ثم أعوذ به أن اذكركم به و انساه و جزاكم الله خيراً على حسن قراءتكم للموضوع و أسأل الله أن ينفع به كل من قرأه و ارجو ممن قرأه أن ينشره على قدر إستطاعته لكى تعم الفائدة و له الأجر و الثواب ففى الحديث الصحيح قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) : " من دعا إلى هدى فله أجره و أجر كل من تبعه و من دعا إلى ضلالة فله وزرهم و ووزر كل من تبعه إلى يوم القيامة " أو كما قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
ومن بركة العلم أن نذكر أهله
مصدر هذه المادة
انا السلفي
تعليق