سلسلة مفسدات القلوب الخمسة
الحلقة الأولى
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
( بتصرف كثير وتقديم و تأخير) :
وأما مفسدات القلب الخمسة ،
فهي
كثرة الخلطة ،
والتمني ،
والتعلق بغير الله ،
والشبع ،
والمنام .
فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب .
الحلقة الأولى
قال ابن القيم رحمه الله تعالى
( بتصرف كثير وتقديم و تأخير) :
وأما مفسدات القلب الخمسة ،
فهي
كثرة الخلطة ،
والتمني ،
والتعلق بغير الله ،
والشبع ،
والمنام .
فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب .
المفســــــد الأول / كثرة المخالطة :
فأما ما تؤثره كثرة الخلطة :
* فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود ويوجب له تشتتاً وتفرقاً وهماً وغماً وضعفاً وحملاً لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء وإضاعة مصالحه والاشتغال عنها بهم وبأمورهم وتقسيم فكره في أودية مطالبهم وإرادتهم،
فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة ؟
* هذا وكم جلبت خلطة الناس من نقمة
ودفعت من نعمة ،
وأنزلت من محنة ،
وعطلت من منحة ،
وأحلت من رزية ،
وأوقعت في بلية ،
وهل آفة الناس إلا الناس ؟
* هذا وكم جلبت خلطة الناس من نقمة
ودفعت من نعمة ،
وأنزلت من محنة ،
وعطلت من منحة ،
وأحلت من رزية ،
وأوقعت في بلية ،
وهل آفة الناس إلا الناس ؟
قال تعالى : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) [الزخرف : 67 ] ،
وقال خليله إبراهيم لقومه : ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً ومأواكم النار ومالكم من ناصرين ) [ العنكبوت : 25]
* وهل كان على أبي طالب عند الوفاة أضر من قرناء السوء لم يزالوا به حتى حالوا بينه وبين كلمة واحدة توجب له سعادة الأبد
* وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا وقضاء وطر بعضهم من بعض تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة،
ويعض المخلط عليها يديه ندما كما قال تعالى : ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً ، يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلاً ، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً ) الفرقان [ 27-29 ] ،.
وهذا شأن كل المشتركين في غرض يتوادون ما داموا متساعدين على حصوله فإذا انقطع ذلك الغرض أعقب ندامة وحزنا وألما وانقلبت تلك المودة بغضاً ولعنةً وذماً من بعضهم لبعض .
والضابط النافع في أمر الخلطة :
* أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة ، والأعياد والحج وتعلم العلم والجهاد والنصيحة ،
* ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات .
* فإذا دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر ولم يمكنه اعتزالهم :
فالحذر الحذر أن يوافقَهم ،
وليصبر على أذاهم ،
فإنهم لا بد أن يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر .
ولكنه أذى يعقبُه عزٌّ ومحبة له وتعظيم ، وثناء عليه منهم ومن المؤمنين ، ومن رب العالمين ،
وموافقتهم يعقبها ذُلُّ وبُغْضٌ له ، ومقتٌ وذمٌّ منهم ، ومن المؤمنين ومن رب العالمين . فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة وأحمد مآلاً .
وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه .
إنه والله نور يتلألأ على قلب ولسان ابن القيم رحمه الله
قلت (أبو أنس):
ولتستحضر دائماً قول الله تعالى: { والله ورسوله أحق أن يُرضُوه إن كانوا مؤمنين } .
ولتتذكركلام حبيبك ـ صلى الله عليه وسلم ـ والذي رواه الترمذي بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أرضى الناس بسخط الله، وكله الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس "، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
ولله در من قال:
مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَاتَ غَمّاً ...
ويكفيك قوله تعالى:
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب) [الطلاق: 2- 3]،
أسأل الله العظيم
أن يحيي قلوبنا
وأن يثبتنا على ما يحبه ويرضاه
إنه ولي ذلك والقادر عليه
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
وعدٌ بلقاء على طاعة الله قريبا في الحلقة الثانية
بمشيئة الله تعالى
أعاننا الله على طاعته
أن يحيي قلوبنا
وأن يثبتنا على ما يحبه ويرضاه
إنه ولي ذلك والقادر عليه
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
وعدٌ بلقاء على طاعة الله قريبا في الحلقة الثانية
بمشيئة الله تعالى
أعاننا الله على طاعته
تعليق