السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يكون عنواناً متناقضاً بعض الشئ ... ذاك التضاد المعنوى بين ((أبشروا)) و ((لا حول ولا قوة إلا بالله)) ..
تبدأ أحداث موضوعي هذا من بوادر الخيوط الأولى لنور شمس هذا اليوم 13/12/2008 بل وما قبل تلك الخيوط بساعة أو ساعتين ..
تقريباً من بداية فجر اليوم .. حيث منّ الله جل وعلا على معظم شعب مصر بالهداية ، وذلك بقيامهم من نومهم _عن بكرة أبيهم_ مبكراً اليوم .. وتمكن أغلب المستيقظين من أداء صلاة الفجر حاضر على غير عادة ..
نعم لقد هدى الله جميع هؤلاء _المسلمين منهم وغير المسلمين_ فقد كانت سابقة من نوعها ما حدث اليوم ..
لم يكن سبب استيقاظ كم كبير من المواطنين وأكثرهم من الشباب اليوم إلا لشئ هام جدا بالتأكيد ..
لا ..
لا تتسرعوا ..
لا من أجل استيقاظ الضمير العربي المسلم بدوره ليسعى ذووه إلى التكتل والتدافع ضمن مسيرة حربية متجهة نحو القدس (والمسجد الأقصى) أو العراق لتحريرها أو إلى غزة لتلقين اليهود درساً فى الآداب الإنسانية العامة أو على أقل تقدير لتجديد نشاطهم لكي ينطلقوا إلى أشغالهم وأماكن عملهم ((وهذا أضعف الإيمان)) ..
لا ورب الكعبة لم تكن هذه هى الأهداف من ذاك الاستيقاظ المبكر ..
بل ليس سوى الانطلاق إلى المقاهى والأماكن العامة والميادين الشاسعة التى قام بعضهم بنشر شاشات كبيرة في أفنيتها من أجل تلك التجمعات البشرية القوية البنية الجسدية فقط لمشاهدة أولى مباريات النادى الأهلى ضمن مونديال اليابان لبطولة الأندية العالمية ..
المبارة كانت فى اليابان فى إحدى ساعات العصر ، ولفرق التوقيت بين بلادنا وبلادهم فقد وافق توقيتهم هذا السابعة إلا الربع بتوقيت القاهرة .
لا أخفيكم سراً مدى ما كنت أشعر به منذ قليل _بل حتى الآن_ أثناء سماعي لتعليقات بعض من هؤلاء المواطنين فى أحد البرامج الإخبارية عبر إحدى القنوات الفضائية من أسى وهم وشلل رعاش كاد أن يقضي علىّ ..
فبعضهم قد أجاب بقوله " النادى الأهلى أهم طبعاً من الشغل ومن أى حاجة فى الدنيا " حينما بدأه المذيع بسؤاله " أنت فى أجازة النهاردة من شغلك ولا هتروح بعد الماتش ..؟ "
وإجابة أخرى لمواطن آخر قال : " أنا مستعد أصحى وأجى للنادى الأهلى فى أى وقت حتى لو الدنيا متلجة "
ناهيكم عن إجابات وتصريحات مواطينينية أخرى أدعى للألم من هذين التصريحين .
وهكذا أصبحت الكورة _تلك التى يسمونها بالساحرة المستديرة_ أهم بملايين المرات من أي شئ آخر فى الحياة ..
حتى من لقمة العيش ولاسيما فى مثل تلك الظروف المعيشية القاسية التى تمر بها البلاد جراء غلاء الأسعار و فقر مدقع لمعظم طبقات الشعب وتدهور حالة مرتبات موظفيه و .... الخ .
فليجبنى أحدكم مشكوراً مأجوراً على سؤالى هذا ..
من أين يأتى النصر .. ؟؟
لا مانع لدى ممن يريد إجابتى بالاستعانة بصديق .. بل ولن أرشح له صديقاً أفضل من صلاح الدين الأيوبي رحمه الله .. فليستدعه إن أراد أحدكم من كتب التاريخ ليشهد أو ليكرر قولته الشهيرة التى قالها أثناء إحدى جولاته .. " من هنا يأتى النصر ، ومن هنا تأتي الهزيمة "
يرحمك الله أيها البطل ويرحم من كان معك من رجال نرجو من الله أن يرزق بلادنا ببذور من فصيلتهم لنصر المسلمين والمستضعفين .
إلى الله المشتكى .
تعليق