السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
سامحني أخي في الله
امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)، متفق عليه من حديث أنس.
وإذا كان الله تعالى عذر عباده إذا أخطأوا، أو اجتهدوا فما بالنا نحجر واسعا..؟
- النحل يعيش جماعات جماعات..
- والنمل يعيش جماعات جماعات..
ونحن نعد هذين النوعين من خلق الله من الحشرات الراقية، لما بينها من التعاون والجد والألفة، فهي تشابه طبع بني الإنسان من هذا الوجه، واجتماعها ذلك مكنها من القيام بأدوار هامة في حياتها، كفلت لها العيش بسلام في كافة الظروف..
والحقيقة أن بني آدم أحوج من تلك المخلوقات للاجتماع والتآلف، لحاجة بعضهم إلى بعض في البقاء، فلا يتصور في إنسان أن يقدر على العيش بمفرده في مكان منعزل..
وإذا كان هذا هو الحكم في البشر عموما، فإنه في المؤمنين بالله منهم خصوصا أشد حاجة، وأعظم وجوبا، وذلك أن المسلم مأمور بأمر عظيم، لا يمكنه أن يقوم به وحده، ألا وهو القيام بهذا الدين في نفسه، وتبليغه إلى العالمين، يقول ربنا: { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس}..
وإذا تذكرنا أن أعداد البشر هائلة، وفي مقابل ذلك المؤمنون منهم جزء ضئيل، بدلالة قوله تعالى: -
{ وقليل من عبادي الشكور}.. و قوله سبحانه: { وما آمن معه إلا قليل}..
فإن المؤمنين بحاجة شديدة إلى الاتحاد ونبذ الفرقة والخلاف والهجر والتقاطع والتدابر والتباغض...
إذ كيف لهم أن يقوموا بهذا الواجب الثقيل وقلوبهم متنافرة متباغضة؟..
إذ كل من حولنا يحتاج إلى بلاغ :
- فالعصاة كثير وهم حولنا..
- والمنافقون بيننا..
- والكفار على أبوابنا..
- والمنافقون بيننا..
- والكفار على أبوابنا..
وإذا عددنا الأخيار في كل بيت أو حي أو مجتمع أو أمة لوجدناهم قلة قليلة، فما أحوج هذه القلة إلى أن تتعاون فيما بينها، وتدع الخلاف والتباغض، فإن نصرة دين الله فوق كل خلاف شخصي، له حظ من الهوى.
فإن تقاطع أهل الصلاح وتدابرهم يمنع من وصول الخير الذي عندهم إلى غيرهم:
- فتقاطع الصالحين
في البيت الواحد، يحرم أهل ذلك البيت ما عندهم من هداية..
- وتقاطع الصالحين
في الحي الواحد، يفوت على أهل الحي الاستفادة من جهودهم وإمكاناتهم مجتمعين..
- وتقاطع الصالحين
في الأمة الواحدة، يضيع عليها فرصة الهداية..
فكيف لهؤلاء الصالحين أن يُخرجوا غيرهم من الظلمات إلى النور، وهم لم يخرجوا بعد من ظلمات القطيعة والهجر؟؟!!..
إن دعواتهم المنفردة لن تتكلل بالنجاح، لأنها غير قائمة على التعاون على البر والتقوى، بل قائمة على حب الذات وحب الهوى.
لما بُعث رسول الله آخى بين مسلمي مكة،: فآخى بين أبي بكر وعمر، وعبد الرحمن بن عوف وعثمان.. السيرة النبوية الصحيحة 1/240.
ولما هاجر إلى المدينة كان أول شيء فعله أن أصلح ذات بين الأنصار، الأوس والخزرج..
تأمل كيف كان يصلح النبي صلى الله عليه و سلم بين أصحابه رضي الله عنهم:ـ
- سب أبو ذر بلالا، فقال له: " يا ابن السوداء"، فقال رسول الله: ( أعيرته بأمه! إنك امرؤ فيك جاهلية) البخاري في الإيمان باب المعاصي من أمور الجاهلية..
- فماذا فعل أبو ذر الذي تربى على سنة الحبيب صلى الله عليه و سلم
ندم أبو ذر، والتمس العذر من بلال، وقد قيل أنه وضع خده على الأرض وحلف ليطأها..
- وعن خالد بن الوليد قال: " كان بيني وبين عمار كلام فأغلظت له، فشكاني إلى رسول الله، فقال رسول الله: ( من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله)، فخرجت فما شيء أحب إلي من رضى عمار، فلقيت عمارا فرضي". السير 1/415، رواه أحمد..
- وقد كان عليه الصلاة والسلام يكره أن يأتيه الرجل ليذكر أن فلانا فعل كذا وكذا، ويقول لهم:
( لايبلغني أحد عن أحد شيئا، إني أحب أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)، البداية والنهاية شمائل الرسول6/38
وهذا فيه تعليم للمسلمين بترك كل ما يفضي إلى فساد ذات بينهم، كالغيبة والنميمة والتجسس وسوء الظن، حفاظا على أخوتهم.
ولما كان نشوء الصحابة على هذه التربية الأخوية فيما بينهم،
انطلقوا في الأرض ينشرون دين الإسلام،
ويخرجون الناس من الظلمات إلى النور..
بعد أن أخرجوا الهوى وحظوظ النفس والتقاطع من نفوسهم،
وصاروا عباد الله إخوانا..
ولولا ذلك لما دخل الناس في دين الله أفواجا، بل لما وصل إلينا، ولما نعمنا به واهتدينا..
فاتقوا الله إخوتي و أصلحوا ذات بينكم
*إلى حبيبي في الله / ..............................
من محبك في الله / .................................
من محبك في الله / .................................
جلسة صلح جمعها لكم
محبكم في الله
(حادي الطريق ـ عفا الله عنه ـ)
تعليق