السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة أبى قدامة الشامى مع الغلام
فى يوم من الأيام عندما دخل الروم بلاد الشام قام هذا العالم الجليل أبو قدامة الشامى لكى يوقظ الناس همة للجهاد فى سبيل الله والانفاق على المجاهدين فى سبيل الله وعندما خرج من المسجد نادت عليه امرأة وقالت:السلام عليك يا أبا قدامة
فقال:وعليك السلام
فقالت:والله لقد سمعتك وأنت تنادى فى الناس للانفاق فى سبيل الله وللجهاد فى سبيل الله فما وجدت عندى أغلى من ضفيرتى شعرى فقصصتهما لتجعلهما لجاما لفرسك فى سبيل الله-جل وعلا-
فلما أردنا ان ننصرف للجهاد فى اليوم التالى اعترض طريقى صبى صغير فقال:يا أبا قدامة سألتك بالله أن تجيزنى فى الجهاد فى سبيل الله
قال أبو قدامة:أنت صبى صغير لا تستطيع ان تحمل سلاحا
قال:سألتك بالله فلقد احتسبتنى أمى فى سبيل الله ولقد قدمتنى هدية لله-جل وعلا-فلا ترد الهدية
فقال:أجهزك فى الجهاد ولكن بشرط واحد
قال:ما هو؟
قال:ان قدر الله لك الشهادة أن تشفع لى عند الله يوم القيامة
فقال الغلام:لك ذلك يا أبا قدامة سأشفع لك ان قدر الله لى الشهادة
يقول أبا قدامة:وانصرفنا ومعنا هذا الغلام فكان يجهز لنا الطعام ويفرش لنا فى كل مكان ويجهز لنا كل أدوات الجهاد
وكان يخدمنا طوال الطريق وفى ليلة من الليالى ذهب هذا الغلام ليعد لنا الطعام فتأخر الغلام فذهبت لأطمأن عليه فوجدته قد أوقد النار وقد وضع عليه القدر فنام بجوار النار فنظرت اليه
فإذا بالغلام يبتسم ثم يبتسم ثم يضحك ثم استيقظ
فسألته قلت:ما شأنك يا غلام؟
قال:إنا لله وأنا اليه راجعون يا أبا قدامة والله لقد احتسبتنى أمى عند الله-عز وجل-فلقد استشهد أبى فى العام الماضى واستشهد عمى وأخى فى العام الذى قبله وقد احتسبتنى فى هذا العام هدية لله-جل وعلا-
وقالت:اذهب يا بنى فإنى أحتسبك عند الله فى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم
فلما نمت يا أبا قدامة رأيت فى المنام وكأن القيامة قد قامت وقد أمر الله-عز وجل- بى أن أدخل الجنة فلما دخلت الجنة
رأيت باقة عطرة من الحور العين والله لا أستطيع أن أصف جمال واحدة منهن أبدا يا أبا قدامة فرأيت واحدة منهن تشير الى
وتقول:هذا زوج المرضية هذا زوج المرضية فقلت لها:وما المرضية؟ قالت:ألا تعرف المرضية؟قلت:لا قالت:انها زوجتك فى الجنة
قلت:وأين هى المرضية؟ قالت:فى هذا القصر فادخله لترى المرضية
قال:فطرقت على باب القصر ودخلت القصر فرأيت حوراء والله يا أبا قدامة لو أن الله لم يكتب علينا العمى فى الجنة لعمى بصرى من شدة نور وجهها ولو أن الله لم يكتب علينا الجنون لجن عقلى من شدة حسنها وجمالها
فقلت لها:أنت المرضية؟قالت:أجل يا حبيبى أنا أربى لك فى خضور الجنة منذ خمسمائة عام قال:فلما مددت يدى اليها
قالت:لا أبعد الله عنك الخنى والفجور موعدى معك غدا بعد صلاة الظهر فى جنة الرب الرحيم الغفور الودود
وفى نفس الموعد الذى حددته الحوراء
قال:واذا بالغلام يقول لى:يا أبا قدامة سألتك بالله ثلاثة أسهم فقلت:تضيعها يا غلام قال:لن أضيعها ان شاء الله
قال:فأعطيته ثلاثة أسهم فأخذ سهما ووضعه فى كبد القوس وقال:السلام عليك يا أبا قدامة فضرب سهما فقتل روميا.....السلام عليك يا أباقدامة وضرب سهما ثانيا فقتل روميا فى المرة الثالثة....السلام عليك يا أبا قدامة سلام مودع فضرب سهما ثالثا فقتل روميا فانتبه الروم له و ضربه ضربة بسهم فى ركبته فوقع صريعا من على فرسى فلما رآه أبا قدامة مضمخا بدماء الشهادة سقط من على فرسه خلف الغلام وقال:يا غلام سألتك بالله-جل وعلا-لاتنسى الوصية لا تنسى الوصية فقال الغلام:لن أنساها وسأشفع لك عند ربى-جل وعلا-ثم قال له:يا أبا قدامة سألتك بالله-جل وعلا-أن تأخذ هذا القميص المضمخ بدم الشهادة وأن توصله الى أمى
فقال له أبو قدامه:ومن هى أمك يا غلام؟ قال:أمى صاحبة الضفيرتين (ذرية بعضها من بعض تربوا على طاعة الله وعلى العز وعلى نصرة دين الله-جل وعلا-وعلى اتباع حبيبنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-)
قال أبو قدامة :فلما انتهى الجهاد ذهبت الى تلك القرية التى فيها أم هذا الفتى قالت:بشرنى بكل خير
قال:والله لقد مات مقبلا لقد مات وهو يضرب ثلاثة من الروم فقتلهم ثم قتلوه رحمه الله رحمة واسعة وقد أرسل لك بهذا القميص المدمخ بدم الشهادة
وقال لك:أبشرى يا أماه فلقد قبلت الهدية وزفت المرضية الي فى جنة رب البرية-جل وعلا- فسقطت أخته ميتة فنظرت الأم لابنتها
وقالت:الحمد لله الذى لم يخرج من نسلى نسلا الى نار جهنم ثم حمدت ربها –جل وعلا-واسترجعت
قال-تعالى-
((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))
قصة أبى قدامة الشامى مع الغلام
فى يوم من الأيام عندما دخل الروم بلاد الشام قام هذا العالم الجليل أبو قدامة الشامى لكى يوقظ الناس همة للجهاد فى سبيل الله والانفاق على المجاهدين فى سبيل الله وعندما خرج من المسجد نادت عليه امرأة وقالت:السلام عليك يا أبا قدامة
فقال:وعليك السلام
فقالت:والله لقد سمعتك وأنت تنادى فى الناس للانفاق فى سبيل الله وللجهاد فى سبيل الله فما وجدت عندى أغلى من ضفيرتى شعرى فقصصتهما لتجعلهما لجاما لفرسك فى سبيل الله-جل وعلا-
فلما أردنا ان ننصرف للجهاد فى اليوم التالى اعترض طريقى صبى صغير فقال:يا أبا قدامة سألتك بالله أن تجيزنى فى الجهاد فى سبيل الله
قال أبو قدامة:أنت صبى صغير لا تستطيع ان تحمل سلاحا
قال:سألتك بالله فلقد احتسبتنى أمى فى سبيل الله ولقد قدمتنى هدية لله-جل وعلا-فلا ترد الهدية
فقال:أجهزك فى الجهاد ولكن بشرط واحد
قال:ما هو؟
قال:ان قدر الله لك الشهادة أن تشفع لى عند الله يوم القيامة
فقال الغلام:لك ذلك يا أبا قدامة سأشفع لك ان قدر الله لى الشهادة
يقول أبا قدامة:وانصرفنا ومعنا هذا الغلام فكان يجهز لنا الطعام ويفرش لنا فى كل مكان ويجهز لنا كل أدوات الجهاد
وكان يخدمنا طوال الطريق وفى ليلة من الليالى ذهب هذا الغلام ليعد لنا الطعام فتأخر الغلام فذهبت لأطمأن عليه فوجدته قد أوقد النار وقد وضع عليه القدر فنام بجوار النار فنظرت اليه
فإذا بالغلام يبتسم ثم يبتسم ثم يضحك ثم استيقظ
فسألته قلت:ما شأنك يا غلام؟
قال:إنا لله وأنا اليه راجعون يا أبا قدامة والله لقد احتسبتنى أمى عند الله-عز وجل-فلقد استشهد أبى فى العام الماضى واستشهد عمى وأخى فى العام الذى قبله وقد احتسبتنى فى هذا العام هدية لله-جل وعلا-
وقالت:اذهب يا بنى فإنى أحتسبك عند الله فى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم
فلما نمت يا أبا قدامة رأيت فى المنام وكأن القيامة قد قامت وقد أمر الله-عز وجل- بى أن أدخل الجنة فلما دخلت الجنة
رأيت باقة عطرة من الحور العين والله لا أستطيع أن أصف جمال واحدة منهن أبدا يا أبا قدامة فرأيت واحدة منهن تشير الى
وتقول:هذا زوج المرضية هذا زوج المرضية فقلت لها:وما المرضية؟ قالت:ألا تعرف المرضية؟قلت:لا قالت:انها زوجتك فى الجنة
قلت:وأين هى المرضية؟ قالت:فى هذا القصر فادخله لترى المرضية
قال:فطرقت على باب القصر ودخلت القصر فرأيت حوراء والله يا أبا قدامة لو أن الله لم يكتب علينا العمى فى الجنة لعمى بصرى من شدة نور وجهها ولو أن الله لم يكتب علينا الجنون لجن عقلى من شدة حسنها وجمالها
فقلت لها:أنت المرضية؟قالت:أجل يا حبيبى أنا أربى لك فى خضور الجنة منذ خمسمائة عام قال:فلما مددت يدى اليها
قالت:لا أبعد الله عنك الخنى والفجور موعدى معك غدا بعد صلاة الظهر فى جنة الرب الرحيم الغفور الودود
وفى نفس الموعد الذى حددته الحوراء
قال:واذا بالغلام يقول لى:يا أبا قدامة سألتك بالله ثلاثة أسهم فقلت:تضيعها يا غلام قال:لن أضيعها ان شاء الله
قال:فأعطيته ثلاثة أسهم فأخذ سهما ووضعه فى كبد القوس وقال:السلام عليك يا أبا قدامة فضرب سهما فقتل روميا.....السلام عليك يا أباقدامة وضرب سهما ثانيا فقتل روميا فى المرة الثالثة....السلام عليك يا أبا قدامة سلام مودع فضرب سهما ثالثا فقتل روميا فانتبه الروم له و ضربه ضربة بسهم فى ركبته فوقع صريعا من على فرسى فلما رآه أبا قدامة مضمخا بدماء الشهادة سقط من على فرسه خلف الغلام وقال:يا غلام سألتك بالله-جل وعلا-لاتنسى الوصية لا تنسى الوصية فقال الغلام:لن أنساها وسأشفع لك عند ربى-جل وعلا-ثم قال له:يا أبا قدامة سألتك بالله-جل وعلا-أن تأخذ هذا القميص المضمخ بدم الشهادة وأن توصله الى أمى
فقال له أبو قدامه:ومن هى أمك يا غلام؟ قال:أمى صاحبة الضفيرتين (ذرية بعضها من بعض تربوا على طاعة الله وعلى العز وعلى نصرة دين الله-جل وعلا-وعلى اتباع حبيبنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-)
قال أبو قدامة :فلما انتهى الجهاد ذهبت الى تلك القرية التى فيها أم هذا الفتى قالت:بشرنى بكل خير
قال:والله لقد مات مقبلا لقد مات وهو يضرب ثلاثة من الروم فقتلهم ثم قتلوه رحمه الله رحمة واسعة وقد أرسل لك بهذا القميص المدمخ بدم الشهادة
وقال لك:أبشرى يا أماه فلقد قبلت الهدية وزفت المرضية الي فى جنة رب البرية-جل وعلا- فسقطت أخته ميتة فنظرت الأم لابنتها
وقالت:الحمد لله الذى لم يخرج من نسلى نسلا الى نار جهنم ثم حمدت ربها –جل وعلا-واسترجعت
قال-تعالى-
((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))
تعليق