وسائل دفاعية للنجاة من الانزلاق في المعاصي والوساوس الشيطانية!!
(الحلقة الثانية)
تحدثنا في الحلقة الأولى عن مثالين، أحدهما لعبد أحاطته مؤثرات الخير، وآخر لعبد غافلٍ لاهي، وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً، دعونا نفنِّد مؤثرات الخير التي أحاطت بالعبد في المثال الأول، مؤثراً تلو الآخر؛ لما في ذلك من أهمية بالغة في تأصيل معرفة مواطن تلك المؤثرات، وبيان آثارها الطيبة على النفس.
وذلك لأن مثل هذا التفنيد سوف يفيدنا كثيراً في صياغة طريقة التفكير الصحيح لمواجهة مكائد الشيطان، وإفشال حيله المتنوعة الساعية لإضعاف عزيمة العبد، والسيطرة على مشاعره بهواجس اليأس والإحباط والهزيمة!!
وحتى نيسر على أنفسنا الفهم، دعونا نصنف هذه المؤثرات على النحو التالي :
مؤثرات داخلية، ومنها :
· ما يتولد في قلب العبد من صدق النية في التوبة والإنابة، واجتهاده في تنقية النفس وصفائها من شوائبها، وصدق العزيمة في الإقبال على الله تعالى، وهذا العامل من أهم وأشد العوامل تأثيراً؛ لأنه بمثابة الوقود الحقيقي الذي لا غنى عنه في مسيرة العبد إلى الله تعالى؛ فهو (أكسير حياة الروح) فكلما زاد معياره في قلب العبد، كلما انتشت روحه، وسمت طموحاته وأمنياته، واستعلت همته وترفعت عن نواقصها، فأحدثت حالة من النفور التلقائي عن الدونيات، ليغلق على إثر ذلك العديد من منافذ وثغرات النفس في وجه الشيطان تلقائياً، بعدما أقامت في وجهه حواجز منيعة؛ بسبب هذه الحالة الرائعة من السمو والانتشاء الإيماني، والتطلع لما عند الله من ذروة النعيم في الجنة!!
· النفور النفسي من حالة الضيق والاكتئاب التاتجة عن الذنوب والمعاصي، بعدما تعاظمت في قلب العبد، وصارت كالعقبة الكؤود التي يحاول وسعه إزالتها، وإزالة جميع الآثار الناتجة عنها، هروباً من شؤمها، وطلباً للسكينة والراحة والطمانينة!!
· النفس اللوامة التي دائماً ما تحث العبد على التزود بالخيرات، وتوقظه إذا تجاوز الخطوط الحمراء، وتكون له بمثابة المؤنب الدائم على وقوع أي تقصير.
مؤثرات خارجية بشرية، ومنها :· النفور النفسي من حالة الضيق والاكتئاب التاتجة عن الذنوب والمعاصي، بعدما تعاظمت في قلب العبد، وصارت كالعقبة الكؤود التي يحاول وسعه إزالتها، وإزالة جميع الآثار الناتجة عنها، هروباً من شؤمها، وطلباً للسكينة والراحة والطمانينة!!
· النفس اللوامة التي دائماً ما تحث العبد على التزود بالخيرات، وتوقظه إذا تجاوز الخطوط الحمراء، وتكون له بمثابة المؤنب الدائم على وقوع أي تقصير.
· صلاة الجماعة وبيئة المسجد، والشعور بروح التآزر اللاإرادية في نبذ كل ما هو شر والتنافس في جميع سبل الخير.
· أوساط العمل ومحاولة تجنب المنكرات بالانشغال بالدعوة، وتحصين النفس من مخالطة الأشرار باحتلال موقع الهجوم وليس الدفاع، من خلال حمل راية دعوة الغير للخير، وليس الاستكانة والضعف ومجرد الاستسلام لتلقي طعنات أهل الشر من خلال دعوتهم لمختلف ألوان الشهوات والغفلات.
· مخالطة الصالحين، وتبادل أطراف الحديث معهم عن هموم الأمة، مما يثقل النفس ويسمو بمنزلة اهتمامتها من حيز الشخصنة إلى حيز حمل هموم الآخرين.
مؤثرات خارجية ربانية، ومنها :· أوساط العمل ومحاولة تجنب المنكرات بالانشغال بالدعوة، وتحصين النفس من مخالطة الأشرار باحتلال موقع الهجوم وليس الدفاع، من خلال حمل راية دعوة الغير للخير، وليس الاستكانة والضعف ومجرد الاستسلام لتلقي طعنات أهل الشر من خلال دعوتهم لمختلف ألوان الشهوات والغفلات.
· مخالطة الصالحين، وتبادل أطراف الحديث معهم عن هموم الأمة، مما يثقل النفس ويسمو بمنزلة اهتمامتها من حيز الشخصنة إلى حيز حمل هموم الآخرين.
· ما ينتج عن السجود من قرب العبد لربه، وانشراح صدره باستشعاره الأمان في جنب الله تعالى.
· أذكار الصباح والمساء وتوابع حفظ الله وصيانته للعبد، وموعودات الله بتوابع تلك الأدعية من ثواب أخروي وأجر عظيم، يسعد به العبد في دنياه بمجرد استشعاره حسن المآل في الآخرة بإذن الله.
· ما يفيض الله على قلب العبد من الرحمة بسبب بره لوالديه. وما يحظى به من خير دعائهما له.
· ما يكتسبه العبد من شحنة إيمانية؛ نتيجة حضوره لدرس أو موعظة بالمسجد، يبقى أثرها في قلبه لفترة زمنية ليست بالقصيرة.
· معايشة العبد لحياته الأسرية، محاولاً صياغتها وفق أوامر الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأثر ذلك على الدعوة اللاإرادية لبقية أفراد الأسرة، والتحول بها؛ لجعلها كسفينة نجاة للعبد يعبر بها إلى مرضاة الله تعالى.
وفي الحلقة القادمة بإذن الله، سوف نستعرض المثال الثاني، وما يصيب العبد من مؤثرات الغفلة والبعد عن الله تعالى، ثم نختمها بحلقة أخيرة، تتفرد بالأسلوب الأمثل في مواجهة حيل الشيطان ووساوسه؛ الرامية للانزلاق بالعبد في مستنقعات المعاصي عياذاً بالله تعالى.· أذكار الصباح والمساء وتوابع حفظ الله وصيانته للعبد، وموعودات الله بتوابع تلك الأدعية من ثواب أخروي وأجر عظيم، يسعد به العبد في دنياه بمجرد استشعاره حسن المآل في الآخرة بإذن الله.
· ما يفيض الله على قلب العبد من الرحمة بسبب بره لوالديه. وما يحظى به من خير دعائهما له.
· ما يكتسبه العبد من شحنة إيمانية؛ نتيجة حضوره لدرس أو موعظة بالمسجد، يبقى أثرها في قلبه لفترة زمنية ليست بالقصيرة.
· معايشة العبد لحياته الأسرية، محاولاً صياغتها وفق أوامر الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأثر ذلك على الدعوة اللاإرادية لبقية أفراد الأسرة، والتحول بها؛ لجعلها كسفينة نجاة للعبد يعبر بها إلى مرضاة الله تعالى.
والله ولي التوفيق . . تابعونا
تعليق