كلمات تهز جبال
إن بعض الناس إذا مات لا يبكيه أهله ومدينته فقط، بل تبكيه الأمة بكاملها، لأن الأمة فقدته، لم يفقده أهله لوحدهم، ولم تفقده مدينته لوحدها، بل فقدته الأمة بكاملها، كل الأمة تبكي عليه، من أجل أي شيء هذا؟ لأن الرجل، كان رجلا ممتازا كان رجلا معطاءاً... كان رجلا عاملا نشيطا.
وبعض الناس إذا مات بكاه أهله أياما، و ربما قالوا في قرارة أنفسهم ( الحمد لله الذي أراحنا منه ) فهو كَل عليهم، بل ربما ضاقت به نفسه التي بين جنبيه بهمومها وغمومها و قلقها ومرضها و نفسيتها، نفسه ربما ضاقت عليه. لماذا؟ لأنه لا هم له إلا في شهواته و ملذاته فضاقت عليه نفسه، وضاق به أهله، وضاق به أهل مدينته. كم من رجل و كم من امرأة يتعوذ الناس من شره و من شرها؟
لعمرك ما الرزية فقدُ مال …… و لا شاة تموت و لا بعير
ولكن الرزية فقدُ فَذٍ ……. يموت بموته خلق كثيرُ
وشتان بين هذا وذاك، فإن من الناس من همته في الثرى أي في التراب، وإن من الناس من همته في الثريا، ولذلك كان إبراهيم ابن أدهم رحمه الله يردد هذه الأبيات الجميلة، اسمع لها أيها المحب، وأسمعي لها أيتها الغالية،
كان يقول رحمه الله:
إذا ما مات ذو علم و تقوى…فقد ثلمت من الإسلام ثلمة
وموتُ الحاكم العدل المولى...بحكم الأرض منقصة و نقمة
وموت فتى كثير الجود مَحْلٌ…فإن بقاءَه خصب و نعمة
وموت العابد القوَّام ليلٍ...يناجي ربه في كل ظلمة
و موت الفارس الضرغام هدمٌ...تشهد له بالنصر عزمة
فحسبك خمسة يُبكى عليهم...وباقي الناس تخفيف ورحمة
وباقي الخلق همج رعاع...و في إيجادهم لله حكمة
أترضى أن تكون من التخفيف والرحمة؟ أترضين أيتها الأخت المسلمة الغالية أن تكوني من الهمج الرعاع؟ والله لا نرضَ نحن لمسلم أن يكون تخفيفاً و رحمة، فضلا على أن يكون من الهمج الرعاع. كيف يرضى مسلم عاقل أن يقتله روتين الحياة و رتابتها؟ كيف يرضى مسلم عاقل أن تذهب الأيام والليالي والشهور و السنون و هو على حاله بدون تطور ولا تقدم؟
اسأل نفسك كم عمرك، كم بلغت من العمر الآن؟ عشرون سنة، ثلاثون سنة، أربعون سنة؟ أسألك بالله هل أنت راضٍ عن نفسك أيها الحبيب؟ ماذا قدمت خلال هذه السنوات؟ هل أنت في تطور أم أنك ما زلت على حالك، وعلى ما أنت فيه منذ سنوات طويلة؟
إن المسلم العاقل صاحب المبدأ، وصاحب اليقين لا يهدئ له بال ولا يقر له قرار حتى يقدم ما في وسعه، وحتى يتقدم، وحتى يكون غدُه أفضل من يومه.
اسمع لأبن الجوزي وهو يقول رحمه الله تعالى :( و لله أقوام ما رضوا من الفضائل إلا بتحصيل جميعها، فهم يبالغون في كل علم و يجتهدون في كل عمل،ويثابرون على كل فضيلة، فإذا ضعفت أبدانهم عن بعض ذلك قامت النيات نائبة وهم لها سابقون، و أكمل أحوالهم إعراضهم عن أعمالهم فهم يحتقرونها مع التمام، و يعتذرون من التقصير، ومنهم من يزيد على هذا فيَتشاغل بالشكر على التوفيق لذلك، و منهم من لا يرى ما عمل أصلا لأنه يرى عمله و نفسه لسيده.
و بالعكس من المذكور عن أرباب الاجتهاد حال أهل الكسل و الشَّره و الشهوات، فلئنِ ارتضَوا بعاجل الراحة لقد أوجبتْ ما يزيدُ على كل تعب من الأسف والحسرة، و من تلمس صبر يوسف عليه السلام، وعجلة ماعز - أي في التوبة- بانَ له الفرق و فهم الربح من الخسران، و لقد تأملت نيل الدرر من البحر فرأيته بعد معاناة الشدائد، و مَن تفكر في ما ذكرته مثلا بانت له أمثال، فالمُوَفق مَن إذا تلمح قِصَر الموسم المعمول فيه، وامتداد زمان الجزاء الذي لا آخر له، إنتهب - أي حرص - حتى اللحظة، و زاحم على كل فضيلة، فإنها إذا فاتت فلا وجه لاستدراكها، أوليس في الحديث يقال للرجل ( اقرأ و ارتق فمنزلك عند آخر آية تقرأها)
عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها
تحقيق الألباني :
حسن صحيح ، المشكاة ( 2134 )، فلو أن الفكر عمل في هذا حق العمل حفظ القرآن عاجلا) انتهى كلامه.
*هذا المقطع الاكثر من الرائع جزء من شريط للشيخ(ابراهيم الدويش) حفطه الله من شريط (الرجل الصفر)
*الرجاءنشرها على شكل رساله او مقاله او نشرة او غيرها من الافكار ماجورين*
إن بعض الناس إذا مات لا يبكيه أهله ومدينته فقط، بل تبكيه الأمة بكاملها، لأن الأمة فقدته، لم يفقده أهله لوحدهم، ولم تفقده مدينته لوحدها، بل فقدته الأمة بكاملها، كل الأمة تبكي عليه، من أجل أي شيء هذا؟ لأن الرجل، كان رجلا ممتازا كان رجلا معطاءاً... كان رجلا عاملا نشيطا.
وبعض الناس إذا مات بكاه أهله أياما، و ربما قالوا في قرارة أنفسهم ( الحمد لله الذي أراحنا منه ) فهو كَل عليهم، بل ربما ضاقت به نفسه التي بين جنبيه بهمومها وغمومها و قلقها ومرضها و نفسيتها، نفسه ربما ضاقت عليه. لماذا؟ لأنه لا هم له إلا في شهواته و ملذاته فضاقت عليه نفسه، وضاق به أهله، وضاق به أهل مدينته. كم من رجل و كم من امرأة يتعوذ الناس من شره و من شرها؟
لعمرك ما الرزية فقدُ مال …… و لا شاة تموت و لا بعير
ولكن الرزية فقدُ فَذٍ ……. يموت بموته خلق كثيرُ
وشتان بين هذا وذاك، فإن من الناس من همته في الثرى أي في التراب، وإن من الناس من همته في الثريا، ولذلك كان إبراهيم ابن أدهم رحمه الله يردد هذه الأبيات الجميلة، اسمع لها أيها المحب، وأسمعي لها أيتها الغالية،
كان يقول رحمه الله:
إذا ما مات ذو علم و تقوى…فقد ثلمت من الإسلام ثلمة
وموتُ الحاكم العدل المولى...بحكم الأرض منقصة و نقمة
وموت فتى كثير الجود مَحْلٌ…فإن بقاءَه خصب و نعمة
وموت العابد القوَّام ليلٍ...يناجي ربه في كل ظلمة
و موت الفارس الضرغام هدمٌ...تشهد له بالنصر عزمة
فحسبك خمسة يُبكى عليهم...وباقي الناس تخفيف ورحمة
وباقي الخلق همج رعاع...و في إيجادهم لله حكمة
أترضى أن تكون من التخفيف والرحمة؟ أترضين أيتها الأخت المسلمة الغالية أن تكوني من الهمج الرعاع؟ والله لا نرضَ نحن لمسلم أن يكون تخفيفاً و رحمة، فضلا على أن يكون من الهمج الرعاع. كيف يرضى مسلم عاقل أن يقتله روتين الحياة و رتابتها؟ كيف يرضى مسلم عاقل أن تذهب الأيام والليالي والشهور و السنون و هو على حاله بدون تطور ولا تقدم؟
اسأل نفسك كم عمرك، كم بلغت من العمر الآن؟ عشرون سنة، ثلاثون سنة، أربعون سنة؟ أسألك بالله هل أنت راضٍ عن نفسك أيها الحبيب؟ ماذا قدمت خلال هذه السنوات؟ هل أنت في تطور أم أنك ما زلت على حالك، وعلى ما أنت فيه منذ سنوات طويلة؟
إن المسلم العاقل صاحب المبدأ، وصاحب اليقين لا يهدئ له بال ولا يقر له قرار حتى يقدم ما في وسعه، وحتى يتقدم، وحتى يكون غدُه أفضل من يومه.
اسمع لأبن الجوزي وهو يقول رحمه الله تعالى :( و لله أقوام ما رضوا من الفضائل إلا بتحصيل جميعها، فهم يبالغون في كل علم و يجتهدون في كل عمل،ويثابرون على كل فضيلة، فإذا ضعفت أبدانهم عن بعض ذلك قامت النيات نائبة وهم لها سابقون، و أكمل أحوالهم إعراضهم عن أعمالهم فهم يحتقرونها مع التمام، و يعتذرون من التقصير، ومنهم من يزيد على هذا فيَتشاغل بالشكر على التوفيق لذلك، و منهم من لا يرى ما عمل أصلا لأنه يرى عمله و نفسه لسيده.
و بالعكس من المذكور عن أرباب الاجتهاد حال أهل الكسل و الشَّره و الشهوات، فلئنِ ارتضَوا بعاجل الراحة لقد أوجبتْ ما يزيدُ على كل تعب من الأسف والحسرة، و من تلمس صبر يوسف عليه السلام، وعجلة ماعز - أي في التوبة- بانَ له الفرق و فهم الربح من الخسران، و لقد تأملت نيل الدرر من البحر فرأيته بعد معاناة الشدائد، و مَن تفكر في ما ذكرته مثلا بانت له أمثال، فالمُوَفق مَن إذا تلمح قِصَر الموسم المعمول فيه، وامتداد زمان الجزاء الذي لا آخر له، إنتهب - أي حرص - حتى اللحظة، و زاحم على كل فضيلة، فإنها إذا فاتت فلا وجه لاستدراكها، أوليس في الحديث يقال للرجل ( اقرأ و ارتق فمنزلك عند آخر آية تقرأها)
عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها
تحقيق الألباني :
حسن صحيح ، المشكاة ( 2134 )، فلو أن الفكر عمل في هذا حق العمل حفظ القرآن عاجلا) انتهى كلامه.
*هذا المقطع الاكثر من الرائع جزء من شريط للشيخ(ابراهيم الدويش) حفطه الله من شريط (الرجل الصفر)
*الرجاءنشرها على شكل رساله او مقاله او نشرة او غيرها من الافكار ماجورين*
تعليق