قال لي صاحبي يوما
ضقت ذرعا بغدر الناس و آلمني ان يكون الغادرون اصدقاء كنت أثق فيهم و أنخدع بظاهرهم. فهل هناك وسيلة للخلاص من الغدر بين الناس ؟
فأجبته لقد طلبت محالا.فهذه طبيعة البشر منذ القدم وما بالذات لا يتخلف وما في الطبع لا يتبدل الا من رحم ربك..وقليل ما هم.
انك تشكو داءا قد استوطن في الانسان وتمكن وليست الشكوى منه جديدة او بنت اليوم ولكنها قديمة قدم الانسان نفسه.
انها قديمة منذ عاش ابنا آدم لصلبه هابيل وقابيل وبدأ بينهما أول فصل من فصول الغدر ..حينما تنازع الاخوان على زوجة. فكل منهما يريدها لنفسه.. فتخلص أبوهما آدم من المأزق بأن قال لهما ليقرب كل منكما الى ربه قربانا فمن قبل الله منه قربانه تزوجها.
وكان الحكم عادلا وقدم قابيل ما قدم فلم يقبل منه وقدم هابيل قربانه فنزلت نار من السماء كما تقول الرواية فأكلته فكان ذلك دليلا على قبوله.
وبدا الفصل الاول من رواية الغدر التي لا تزال وستظل تمثل على وجه الارض..فقتل قابيل اخاه كما وردت قصة ذلك في القرآن الكريم.
وانت اذا قرأت وجدت الادباء العرب والكتاب في القديم و الحديث يبدئون في ذلك الامر و يعيدون.منهم المفصح المصرح ومنهم الرامز الملمح ومنهم المعلل الشارح و منهم الآسف النائح..وتتكرر فصول المأساة ويتكرر العويل و البكاء و لا ختام للمأساة و لا انتهاء.
حتى الذين نهيم بحبهم ونحرص على ودهم ونغفر لهم زلاتهم ويخطئون فنعتذر عنهم ..يغدرون و ينقضون..يقول ابن زيدون :
أيوحشني الزمان و أنت أنسي ... ويظلم لي النهار و انت شمسي ؟
و أغرس في محبتك الاماني ... فأجني الموت من ثمرات غرسي
لقد جازيت غدرا عن وفائي... و بعت مودتي ظلما ببخس
ولو أن الزمان أطاع حكمي ... فديتك من مكارهه بنفسي
ليس يا صاحبي من حيلة أو وسيلة في هذا الامر سوى الاحتراس في الحب و البغض.لا تسرف في بغض من تكرهه اليوم فربما جرت المقادير بما ليس في الحسبان فأصبح لك صديقا في الغد..ولا تسرف في الحب فانت لا تأمن القلوب المتقلبة.وقد تسرف اليوم في حب من أحببت فاذا جفوة وفراق وغدر..واذا انت كالنهب المقسم بين يديه.
ثم هناك الاصطبار لعجلة الاقدار..انها العجلة العجيبة التي لا نلحظ من دوراتها وجولاتها الا اقل القليل..اذا دارت هذه العجلة عليك فاصابتك اليوم ببلية غادرة فكن على ثقة بأنها ستدور على الغادر بعد حين لتجعله حصادا مغدورا به.
وما رأى الحكماء أمرا كانتقام الاقدار..فانه لا يتخلف وان اختلف ..وانه لا يضيع وان تأخر.
والسلام.
ضقت ذرعا بغدر الناس و آلمني ان يكون الغادرون اصدقاء كنت أثق فيهم و أنخدع بظاهرهم. فهل هناك وسيلة للخلاص من الغدر بين الناس ؟
فأجبته لقد طلبت محالا.فهذه طبيعة البشر منذ القدم وما بالذات لا يتخلف وما في الطبع لا يتبدل الا من رحم ربك..وقليل ما هم.
انك تشكو داءا قد استوطن في الانسان وتمكن وليست الشكوى منه جديدة او بنت اليوم ولكنها قديمة قدم الانسان نفسه.
انها قديمة منذ عاش ابنا آدم لصلبه هابيل وقابيل وبدأ بينهما أول فصل من فصول الغدر ..حينما تنازع الاخوان على زوجة. فكل منهما يريدها لنفسه.. فتخلص أبوهما آدم من المأزق بأن قال لهما ليقرب كل منكما الى ربه قربانا فمن قبل الله منه قربانه تزوجها.
وكان الحكم عادلا وقدم قابيل ما قدم فلم يقبل منه وقدم هابيل قربانه فنزلت نار من السماء كما تقول الرواية فأكلته فكان ذلك دليلا على قبوله.
وبدا الفصل الاول من رواية الغدر التي لا تزال وستظل تمثل على وجه الارض..فقتل قابيل اخاه كما وردت قصة ذلك في القرآن الكريم.
وانت اذا قرأت وجدت الادباء العرب والكتاب في القديم و الحديث يبدئون في ذلك الامر و يعيدون.منهم المفصح المصرح ومنهم الرامز الملمح ومنهم المعلل الشارح و منهم الآسف النائح..وتتكرر فصول المأساة ويتكرر العويل و البكاء و لا ختام للمأساة و لا انتهاء.
حتى الذين نهيم بحبهم ونحرص على ودهم ونغفر لهم زلاتهم ويخطئون فنعتذر عنهم ..يغدرون و ينقضون..يقول ابن زيدون :
أيوحشني الزمان و أنت أنسي ... ويظلم لي النهار و انت شمسي ؟
و أغرس في محبتك الاماني ... فأجني الموت من ثمرات غرسي
لقد جازيت غدرا عن وفائي... و بعت مودتي ظلما ببخس
ولو أن الزمان أطاع حكمي ... فديتك من مكارهه بنفسي
ليس يا صاحبي من حيلة أو وسيلة في هذا الامر سوى الاحتراس في الحب و البغض.لا تسرف في بغض من تكرهه اليوم فربما جرت المقادير بما ليس في الحسبان فأصبح لك صديقا في الغد..ولا تسرف في الحب فانت لا تأمن القلوب المتقلبة.وقد تسرف اليوم في حب من أحببت فاذا جفوة وفراق وغدر..واذا انت كالنهب المقسم بين يديه.
ثم هناك الاصطبار لعجلة الاقدار..انها العجلة العجيبة التي لا نلحظ من دوراتها وجولاتها الا اقل القليل..اذا دارت هذه العجلة عليك فاصابتك اليوم ببلية غادرة فكن على ثقة بأنها ستدور على الغادر بعد حين لتجعله حصادا مغدورا به.
وما رأى الحكماء أمرا كانتقام الاقدار..فانه لا يتخلف وان اختلف ..وانه لا يضيع وان تأخر.
والسلام.
تعليق