إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هتجاهد نفسك بصدق .. ؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هتجاهد نفسك بصدق .. ؟؟

    كيف تجاهد نفسك على المعصية




    إن للمعصية طعما حلوا يزينه الشيطان، فمن تركها خوفا من غضب ربه كان مجاهدا لنفسه وهواها

    يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}.

    ربنا -عز وجل- مسح بيديه على ظهر سيدنا آدم فخرج من ظهره كل البشر وسألهم الله: 'أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ'؟ فشهدنا جميعا بأنه الله الخالق الواحد الأحد. وهذه هي الفطرة السليمة، تلك الفطرة التي تملأ قلوبنا وتشدنا لرحاب الله، الفطرة التي تفرق بين حلال الأمر وحرامه والتي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: 'البر ما اطمئنت له النفس، والإثم ما حاك في الصدر وخشِيتَ أن يطلع عليه الناس'. هذه الفطرة التي خلقنا الله عليها.

    ويقول صلى الله عليه وسلم: 'ما من مولود إلا ويولد على الفطرة'أي على التوحيد وأنه منجذب لطاعة ربنا. ويولد مع الفطرة حاجَة بشرية تسمى الشهوة وهوى النفس. وعلى الإنسان أن يجاهد نفسه وهواه؛ لتستقيم حياته على هذه الفطرة السليمة ويعود إلى ربه سليم القلب مكتمل الإيمان فيكون مصيره الجنة.

    والشهوات يزينها الشيطان للإنسان؛ ليوقعه في معصية الله ويبعده عن حصنه الذي يتحصن به ويبعده عن جنة طاعة ربه. من هنا كان ولا بد من مجاهدة النفس ونهيها عما تهواه من المعاصي والمخالفات: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} .

    إن كل شهوة وهوى يخالف أمر الله إذا تركه الإنسان مخافة ربه عوّضه الله في الدنيا بحلاوة الإيمان والطاعة والتوفيق وبأن يظلله بظل رضاه من كل ما يكره وما يبعده عن ربه.

    ويقول رب العالمين: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} . أي أن الإنسان الذي يجاهد في سبيل الله نفسه وهواه سيهديه الله الطريق المستقيم ويوفقه لكل سبيل يقرب إليه سبحانه، ليكون بمجاهدته لنفسه وهواه وليًّا لله وتتحقق فيه الآية: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} . فلا يعتريه خوف، ولا يُشقي أيامه حَزَن.

    وجهاد النفس والهوى ليس أمرا هينا، بل هو أمر شاق وعظيم ولهذا كان الأجر عليه عظيما. ويعلمنا النبي أنه سيأتي على المسلمين زمن القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة من نار. لنعرف مدى عظم أمر جهاد النفس والهوى. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

    إن سيدنا 'أبا بكر الصديق' تولّى الخلافة وقبل أن يموت أراد أن يوصي سيدنا 'عمر بن الخطاب' فقال له: 'يا عمر أول ما أحذرك نفسك التي بين جنبيك؛ لأنك لو انتصرت عليها ستنتصر على أعداء الدين'.

    وعندما ذهب أحد الصالحين لزيارة 'ابن تيمية' في السجن رق قلبه وبكى لحاله فما كان من 'ابن تيمية' إلا أن قال له: 'يا بني أتبكي لحبسي. أتبكي لأسري؟!! إن المحبوس من حُبِس قلبه عن الله، وإن المأسور من أسره هواه، وشهوته'.

    ويقول الحق سبحانه وتعالى عن النفس البشرية: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} أي من جاهدها ليستقيم أمرها، {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} أي من اتَّبع شهواتها وكان طائعا لأمرها فهوى بها

    يا أحبائي، إن للمعصية طعما حلوا يزينه الشيطان، فمن تركها خوفا من غضب ربه كان مجاهدا لنفسه وهواها؛ فإن جهاد النفس يعني مخالفتها في إتيان ما نهى الله عنه، وإجبارها وتطويعها لكل ما أمر به. حتى وإن كرهت النفس ذلك في أول الأمر لما تجد من المشقة فإنها حتما ستستجيب للفطرة السليمة بمرور الوقت.

    ولهذا أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أفضل الأعمال'إسباغ الوضوء على المكاره'.

    كأن تكون في برد الشتاء فتقوم من نومك في فجرك تاركا الدفء؛ لتتوضأ وتتهيأ للصلاة وسط ما تكره النفس من البرد وترك الراحة.

    فهنيئا لمن يجاهد النفس في سبيل الله تعالى. هنيئا لمن يوفي بعهده الأول من يوم (ألست بربكم).. هنيئا لمن نظر لما في يد الله ووثق به وترك ما في يمينه من متعة زائلة ومتاع قليل.

    وقبل أن أختتم حديثي القصير عن جهاد النفس والهوى، أذكركم ونفسي بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ يقول:
    'إن المؤمن إذا أذنب ذنباً صار عنده كالجبل فوق رأسه، وإن المنافق إذا أذنب ذنباً صار عنده كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا'.

    وذلك ليعطينا علامات نتعرف بها على أنفسنا وهل هي أمّارة بالسوء أم نفوس مطمئنة..

    فعَلِمْنا أن من علامات النفس الأمّارة بالسوء التمتع بما تجنيه من حلاوة المعصية.. وعدم الانشغال كثيرا بما وقعت فيه من ذنب.

    ومن علامات النفس المطمئنة أن فِعل الخطأ يكون على رأس صاحبها كالجبل، فيبيت مهموما محزونا مستغفرا ربه إلى أن يأذن الله بأن يحجب عنه آثار هذا الذنب، أو يغفره له ويمحوه من كتابه فيصبح منشرح الصدر موصولا بربه

    فاللهم انصرنا على أنفسنا وشهواتنا وعلى كل شيطان يوسوس لنا. اللهم هب لنا قلبا خاشعا وعلما نافعا وكيانا على البلاء صابرا. وصِلْنا بك ولا تقطعْنا عنك أبداً

    آداب مراقبة النفس
    ينبغي للمسلم أن يأخذ نفسه بمراقبة الله تبارك وتعالى ، ويلزمها إياها في كل لحظة من لحظات الحياة حتى يتم لها اليقين بأن الله مطلع عليها ، عالم بأسرارها ، رقيب على أعمالها ، قائم عليها وعلى كل نفس بما كسبت ، وبذلك تصبح مستغرقة بملاحظة جلال الله وكماله ، شاعرة بالأنس في ذكره ، واجدة الراحة في طاعته ، راغبة في جواره ، مقبلة عليه ، معرضة عما سواه .

    وهذا معنى إسلام الوجه في قوله تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ) سورة النساء

    وقوله سبحانه وتعالى : ( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) سورة لقمان

    وهو عين ما دعا إليه الله تبارك وتعالى في قوله : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ) سورة البقرة

    وقوله عز وجل : ( وَكَانَ اللهُ عَلَيكُمْ رَقِيبا )

    وقوله سبحانه وتعالى : ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ) سورة يونس

    وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) متفق عليه .

    وهو نفس ما درج عليه السابقون الأولون من سلف هذه الأمة الصالح إذ أخذوا به أنفسهم حتى تم لهم اليقين ، وبلغوا درجة المقربين وها هي ذي آثارهم تشهد لهم :

    1 ـ قيل للجنيد رحمه الله : بم يستعان على غض البصر ؟
    قال : بعلمك أن نظر الناظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور له.

    2 ـ قال سفيان الثوري : عليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية ، وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء ، وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة .

    3 ـ قال ابن المبارك لرجل : راقب الله يا فلان ، فسأله الرجل عن المراقبة فقال له : كن أبداً كأنك ترى الله عز وجل .

    4 ـ قال عبد الله بن دينار : خرجت مع عمر بن الخطاب إلى مكة فتحرَّسْنَا ببعض الطريق فانحدر علينا راع من جبل فقال له عمر : يا راعي بعنا شاة من هذه الغنم فقال الراعي : إنه مملوك.
    فقال له عمر : قل لسيدك : أكلها الذئب ، فقال العبد : أين الله ؟. فبكى عمر ، وغدا على سيد الراعي فاشتراه منه ، وأعتقه .

    5 ـ حُكيَ عن يعض الصالحين أنه مر بجماعة يترامون ، وواحد جالس بعيداً عنهم فتقدم إليه وأراد أن يكلمه ، فقال : ذكر الله أشهى ، قال : أنت وحدك ؟ فقال : معي ربي وملكاي ، قال له : من سبق من هؤلاء ؟ فقال : من غفر الله له ، قال : أين الطريق ؟ فأشار نحو السماء ، وقام ومشى .



  • #2
    رد: هتجاهد نفسك بصدق .. ؟؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك اخي
    موضوع طيب

    جعله الله فى ميزان حسناتك
    ونسال الله تعالي ان يثبتنا واياكم على الحق
    أحبك فى الله
    جزاك ربى خيراً

    اللهم إنك تعلم حاجتي وغني عن سؤالي فاقض يارب حاجتي وأمن روعتي
    2/2/2012 فى هذا اليوم دخلت المنتدى وفى 1/10/2013 خرجت من المنتدى بلا رجعة
    فاى احد اخطأت فى حقه اعتذر لك وللجميع جزاكم الله خيراً .. استودعكم الله .. أحبكم فى الله
    www.pylon-group.com/e-seb7a

    تعليق


    • #3
      رد: هتجاهد نفسك بصدق .. ؟؟

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيراً أخى الحبيب ورفع قدركم
      موضوع قييييم
      جعله الله فى موازين حسناتكم
      ---------
      وفى انتظار ابداعاتكم

      أحبك فى الله
      [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
      [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]

      تعليق


      • #4
        رد: هتجاهد نفسك بصدق .. ؟؟

        اللهم ارزقنا اخلاص وصدق المجاهدة يارب

        جزاكم الله خير في ميزان حسناتكم

        كم يستر الصادقون أحوالهم وريح الصدق ينم عليهم






        تعليق


        • #5
          رد: هتجاهد نفسك بصدق .. ؟؟

          جزاكم الله خيراً

          تعليق


          • #6
            رد: هتجاهد نفسك بصدق .. ؟؟


            وجزاكم الله عنى كل خير وبارك فيكم

            تعليق

            يعمل...
            X