<b>يا لفتور قلبي !!
إن سفر الدنيا يُقطع بسير الأبدان، بينما سفر الآخرة يُقطع بسير القلوب .. فالذي تحرك قلبه وزاد رصيد إيمانه، هو الذى بُلِغ وخاض في الطريق ..
وكأنّي بجوارحك هي مَن تَتَـحرّك دون قلبك .. هذا القلب الذي صار غافلاً، خربًا .. فلم يستطع أن يخطو خطوة إلى الله عز وجل ..
يقول ابن القيم في الفوائد " لَيْسَ الاعتِبَارُ بِأَعْمَالِ البِرِّ بِالجَوَارِحِ، إِنَّمَا الاعتِبَارُ بِبِرِّ القُلُوبِ وَتَقْوَاهَا، وَتَطْهِيرِهَا عَنِ الآثَامِ "
وقال ابن رجب الحنبلي "لَا يَصْلُحُ لِقُربِ اللّهِ إِلَّا طَاهِرٌ. فَإِنْ أرَدْتَ قُرْبَهُ وَمُنَاجَاتَهُ الْيَوْمَ فَطَّهِرْ ظَاهِرَكَ وبَاطِنَكَ لِتَصلُحَ لِذَلِكَ، وَإِنْ أَرَدْتَ قُرْبَهُ وَمُناجَاتَهُ غَدًا فَطَهِّرْ قَلْبَكَ مِنْ سِوَاهُ لِتَصْلُحَ لِمُجَاوَرَتِهِ {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88,89]"
فهل تشعر بقلبك؟ ..
هل تحس بقلبك ينبض بنبض الإيمان؟
يقول ابن القيم فى الفوائد " فما ضُرب عبد بعقوبه أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله تبارك وتعالى"
------
قف مع قلبك ..
فلابد للمرأ من جلسة مع نفسه كل فترة يُجدد فيها أحواله مع ربه سبحانه وتعالى، وإلا لصار قلبه خرب دون أن يدري ..
تعالوا لنتوقف مع قلوبنا، كي نُصلحها ونُداويها ..
الوقفة الأولى:
راقب الرب الجليل بقلبك .. فعليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة سبحانه وتعالى ..
وهذه المراقبة على منزلتين:
أولاً: مراقبة المقربين .. وهذه هي مراقبة التعظيم والإجلال، بأن يصير القلب مستغرقاً في هذا الجلال .. منكسرًا تحت هذه الهيبة العظيمة لله تبارك وتعالى ..
فعليك بتعظيم الله عز وجل .. وذلك بأن تتعرف على صفات جلاله وتجعل قلبك يتذوق هذه المعاني ..
فهو سبحانه القهار، العزيز، الجبار، الجليل، الكبيــــر، العظيــــــم ..
أدّخل هذه الأسماء في قلبك بتعلُمها .. وتوقف عند آيات التعظيم والإجلال لله تبارك وتعالى وأدمِّن قرائتها .. وصلّ بها وقفّ عندها وتبـــــــاكى معها .. واستشعر هذا الجلال والهيبة لله تبارك وتعالى وطأطأ لها رأسك وقل لهذا القلب ..
اسجد أيها القلب إنك الآن بحضرة الرب،،
ثانيًا: مراقبة الورعين .. فهؤلاء الذين قد غلب عليهم الحياء ويمتنعون عن كل ما يفتضحون به يوم القيامة ..
فقبل العمل .. يستحي من الله تعالى ويتورع عن أن يكون في نيته شائبة لغير الله تبارك وتعالى ...
وأثناء العمل .. يتعهد قلبه لعلمه بنظر الله إليه، فيُحسنّ نيته ويُحسنّ أدبه ويُحسنّ فعله، ليكون في أكمل صورة على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
------
الوقفة الثانية:
محاسبة قلبك .. عليك أن تُحاسب نفسك على كل صغيرة وكبيرة .. وانظر لنفسك دائمًا بعين التقصير، فمتى رضيت عن نفسك صرت على خطرٍ عظيم .. وعاقب نفسك على تقصيرها بما تستطيع، كما كان حال السلف ..
عن عبد الجبار ابن النظر السلامي قال: مر حسان ابن أبي سنان بغرفة، فقال "متى بُنيت هذه الغرفة؟"، ثم أقبل على نفسه فقال: "تسألين عما لا يعنيك؟ والله لأعاقبنك بصوم سنة" .. فصـــام.
حاسب نفسك قبل أن تُحاسب ولا تتوانى في إصلاح حالك، فهذا هو طريق النجاة ..
كتب رجل من إخوان سفيان الثوري إلى سفيان الثوري "أن عظني فأوجز" فكتب إليه "عافانا الله وإياك من السوء كله يا أخي، إن الدنيا غمها لا يفنى وفرحها لا يدوم وفكرها لا ينقضي فاعمل لنفسك حتى تنجو ولا تتوان فتعطب والسلام"
الوقفة الثالثة:
المُرابطة ..
وهي الثبات في مواطن الطاعات وعند القربات .. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200] ..
فعليك بمجاهدة النفس حتى تصل إلى المُراد ..
فهذا القلب لن ينصلح ولن يذوق طعم الإيمان حتى تُداويه بهذا التُرياق:
1) كثرة الدعاء بإصلاح القلب وتعاهده وتنقيته من كل ما به من الملوثات .. عليك بصدق اللُجأ والتضرع إلى من يجيب المضطر إذا دعــــاه ..
سلّ ربك أن يُجدد الإيمان في قلبك .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم" [صحيح الجامع (1590)]
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم .. ".. وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا .." [السلسلة الصحيحة (3228)]
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم مصرف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك" [صحيح مسلم] ..
و".. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها" [صحيح مسلم]
وكان يدعو فيقول "اللهم اغسل عني خطاياي بالماء والثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .." [متفق عليه]
و عن بن حميد قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله علمني تعوذًا أتعوذ به، قال فأخذ بكتفي فقال "قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيي ـ يعني فرجه ـ"[رواه الترمذي وصححه الألباني]
وكان أغلب دعائه صلى الله عليه وسلم "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
2) الإجتهاد في الطاعة والتصبّر عليها والتدرج فيها .. اثبت وصابر على ورد معين، لتصل لمقام المُرابطة .. وحاول الوصول إلى القمة في مواسم الطاعات .. كلٌ يبحث عما يصلحه ويفتح في كل باب، ليكون شاكرًا لله تبارك وتعالى .. ثم يأخذ قرار يثبت عليه بعد ذلك.
هذه وقفات مع القلب لإصلاحه .. فلنجعلها وقفات التصحيح الحقيقية لنا ..
اللهم إنا نسألك قلبًا سليما ولساناً صادقًا،،</b>
إن سفر الدنيا يُقطع بسير الأبدان، بينما سفر الآخرة يُقطع بسير القلوب .. فالذي تحرك قلبه وزاد رصيد إيمانه، هو الذى بُلِغ وخاض في الطريق ..
وكأنّي بجوارحك هي مَن تَتَـحرّك دون قلبك .. هذا القلب الذي صار غافلاً، خربًا .. فلم يستطع أن يخطو خطوة إلى الله عز وجل ..
يقول ابن القيم في الفوائد " لَيْسَ الاعتِبَارُ بِأَعْمَالِ البِرِّ بِالجَوَارِحِ، إِنَّمَا الاعتِبَارُ بِبِرِّ القُلُوبِ وَتَقْوَاهَا، وَتَطْهِيرِهَا عَنِ الآثَامِ "
وقال ابن رجب الحنبلي "لَا يَصْلُحُ لِقُربِ اللّهِ إِلَّا طَاهِرٌ. فَإِنْ أرَدْتَ قُرْبَهُ وَمُنَاجَاتَهُ الْيَوْمَ فَطَّهِرْ ظَاهِرَكَ وبَاطِنَكَ لِتَصلُحَ لِذَلِكَ، وَإِنْ أَرَدْتَ قُرْبَهُ وَمُناجَاتَهُ غَدًا فَطَهِّرْ قَلْبَكَ مِنْ سِوَاهُ لِتَصْلُحَ لِمُجَاوَرَتِهِ {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88,89]"
فهل تشعر بقلبك؟ ..
هل تحس بقلبك ينبض بنبض الإيمان؟
يقول ابن القيم فى الفوائد " فما ضُرب عبد بعقوبه أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله تبارك وتعالى"
متى كانت آخر مرة رقّ فيها قلبك وبكت فيها عينك ؟؟
قال ابن القيم "مَتَى أُقْحِطَتِ العَينُ مِنَ البُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللّه ِ؛ فَاعْلَمْ أَنَّ قَحْطَهَا مِنْ قَسْوَةِ القَلْبِ، وَأَبْعَدُ القُلُوبِ مِنَ اللّهِ القَلْبُ القَاسِي "------
قف مع قلبك ..
فلابد للمرأ من جلسة مع نفسه كل فترة يُجدد فيها أحواله مع ربه سبحانه وتعالى، وإلا لصار قلبه خرب دون أن يدري ..
تعالوا لنتوقف مع قلوبنا، كي نُصلحها ونُداويها ..
الوقفة الأولى:
راقب الرب الجليل بقلبك .. فعليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة سبحانه وتعالى ..
وهذه المراقبة على منزلتين:
أولاً: مراقبة المقربين .. وهذه هي مراقبة التعظيم والإجلال، بأن يصير القلب مستغرقاً في هذا الجلال .. منكسرًا تحت هذه الهيبة العظيمة لله تبارك وتعالى ..
فعليك بتعظيم الله عز وجل .. وذلك بأن تتعرف على صفات جلاله وتجعل قلبك يتذوق هذه المعاني ..
فهو سبحانه القهار، العزيز، الجبار، الجليل، الكبيــــر، العظيــــــم ..
أدّخل هذه الأسماء في قلبك بتعلُمها .. وتوقف عند آيات التعظيم والإجلال لله تبارك وتعالى وأدمِّن قرائتها .. وصلّ بها وقفّ عندها وتبـــــــاكى معها .. واستشعر هذا الجلال والهيبة لله تبارك وتعالى وطأطأ لها رأسك وقل لهذا القلب ..
اسجد أيها القلب إنك الآن بحضرة الرب،،
ثانيًا: مراقبة الورعين .. فهؤلاء الذين قد غلب عليهم الحياء ويمتنعون عن كل ما يفتضحون به يوم القيامة ..
فقبل العمل .. يستحي من الله تعالى ويتورع عن أن يكون في نيته شائبة لغير الله تبارك وتعالى ...
وأثناء العمل .. يتعهد قلبه لعلمه بنظر الله إليه، فيُحسنّ نيته ويُحسنّ أدبه ويُحسنّ فعله، ليكون في أكمل صورة على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
------
الوقفة الثانية:
محاسبة قلبك .. عليك أن تُحاسب نفسك على كل صغيرة وكبيرة .. وانظر لنفسك دائمًا بعين التقصير، فمتى رضيت عن نفسك صرت على خطرٍ عظيم .. وعاقب نفسك على تقصيرها بما تستطيع، كما كان حال السلف ..
عن عبد الجبار ابن النظر السلامي قال: مر حسان ابن أبي سنان بغرفة، فقال "متى بُنيت هذه الغرفة؟"، ثم أقبل على نفسه فقال: "تسألين عما لا يعنيك؟ والله لأعاقبنك بصوم سنة" .. فصـــام.
حاسب نفسك قبل أن تُحاسب ولا تتوانى في إصلاح حالك، فهذا هو طريق النجاة ..
كتب رجل من إخوان سفيان الثوري إلى سفيان الثوري "أن عظني فأوجز" فكتب إليه "عافانا الله وإياك من السوء كله يا أخي، إن الدنيا غمها لا يفنى وفرحها لا يدوم وفكرها لا ينقضي فاعمل لنفسك حتى تنجو ولا تتوان فتعطب والسلام"
الوقفة الثالثة:
المُرابطة ..
وهي الثبات في مواطن الطاعات وعند القربات .. قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200] ..
فعليك بمجاهدة النفس حتى تصل إلى المُراد ..
فهذا القلب لن ينصلح ولن يذوق طعم الإيمان حتى تُداويه بهذا التُرياق:
1) كثرة الدعاء بإصلاح القلب وتعاهده وتنقيته من كل ما به من الملوثات .. عليك بصدق اللُجأ والتضرع إلى من يجيب المضطر إذا دعــــاه ..
سلّ ربك أن يُجدد الإيمان في قلبك .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم" [صحيح الجامع (1590)]
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم .. ".. وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا .." [السلسلة الصحيحة (3228)]
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم مصرف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك" [صحيح مسلم] ..
و".. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها" [صحيح مسلم]
وكان يدعو فيقول "اللهم اغسل عني خطاياي بالماء والثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .." [متفق عليه]
و عن بن حميد قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله علمني تعوذًا أتعوذ به، قال فأخذ بكتفي فقال "قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيي ـ يعني فرجه ـ"[رواه الترمذي وصححه الألباني]
وكان أغلب دعائه صلى الله عليه وسلم "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
2) الإجتهاد في الطاعة والتصبّر عليها والتدرج فيها .. اثبت وصابر على ورد معين، لتصل لمقام المُرابطة .. وحاول الوصول إلى القمة في مواسم الطاعات .. كلٌ يبحث عما يصلحه ويفتح في كل باب، ليكون شاكرًا لله تبارك وتعالى .. ثم يأخذ قرار يثبت عليه بعد ذلك.
هذه وقفات مع القلب لإصلاحه .. فلنجعلها وقفات التصحيح الحقيقية لنا ..
اللهم إنا نسألك قلبًا سليما ولساناً صادقًا،،</b>
تعليق