إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ابتلاءات الصالحين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابتلاءات الصالحين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ·الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
    ·أما بعد: فَاعْلَمْ -أَيُّهَا الحَبِيبُ- أَنَّ سُنَّةَ الابْتِلاَءِ مِنْ سُنَنِ اللهِ فِي كَوْنِهِ، وَهِيَ وَاقِعَةٌ لاَ مَحَالَةَ؛ لِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِينَ؛ لِيَتَمَيَّزَ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ مِمَّنْ يَعْبُدُ الطَّاغُوتَ، قِيلَ لِلشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ لِلرَّجُلِ! أَنْ يُمَكَّنَ لَهُ أَوْ يُبْتَلَى! فَقَالَ: لاَ يُمَكَّنُ لَهُ حَتَّى يُبْتَلَى؛ فَاقْرَأْ مَا شِئْتَ قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}[السجدة24] فَإِذَا أَرَدْتَ الإِمَامَةَ فِي الدِّينِ وَالتَّمْكِينِ فَاصْبِرْ للهِ تَعَالَى!.
    ·قال الله تعالى في كتابه العزيز:- {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }آل عمران142
    ·ويقول سبحانه:- {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ }البقرة214
    ·وفي الحديث الصحيح من قول الحبيب e{أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه و إن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض و ما عليه خطيئة .
    ·تحقيق الألباني:- ( صحيح ) انظر حديث رقم : 992 في صحيح الجامع} .
    ·وقوله e {عن خباب بن الأرت قال : شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلنا : الا تدعو الله فقعد وهو محمر وجهه وقال : " كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بمنشار فيوضع فوق رأسه فيشق باثنين فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون } . رواه البخاري
    . فإذا أبتلي المسلم فليحمد الله رب الأرض والسماء فإن هذا طريقالأنبياء والصالحين الأتقياء أ
    من أعظم فوائد الابتلاء أن يحقق لك مقام العبودية إن كنت عبداًفهذا هو الابتلاء فاصبر له فإن الذي كتب عليك الابتلاء هو الذي كتب عليك النعم .
    **فيا أخي في الله : يا من ابتلاه الله .. أعلم انالله ماابتلاك الا لأنه يحبك فأحب مااحب الله لك
    **
    بعد هذه المقدمه نود التعرض برسالتنا الى ما تعرض له سلفنا الصالح إبتداء بالأنبياء وبعدهم من الصحابه الكرام ،ثم الذين يلونهم من الإبتلاءات والمحن والتي هي سنة كونيه.
    اولا:-
    ·أبونا آدم أكل من الشجرة وعصى ربه فأهبطه إلى الجنة ، فظاهر المسألة أن آدم ترك الأحسن والأصوب ووقع عليه المكروه ، ولكن عاقبة أمره خير عظيم وفضل جسيم ، فإن الله تاب عليه وهداه واجتباه وجعله نبياً وأخرج من صلبه رسلاً وأنبياء وعلماء وشهداء وأولياء ومجاهدين وعابدين ومنفقين ، فسبحان الله كم بين قوله(اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ )(البقرة: من الآية35)، وبين قوله( ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى)(طـه:122) فإن حالة الأول سكن وأكل وشرب وهذا حال عامة الناس الذين لا هم لهم ولا طموحات ، وأما حاله بعد الاجتباء والاصطفاء والنبوة والهداية فحال عظيمة ومنزلة كريمة وشرف باذخ.
    • نوح عليه السلام يُؤذى ألف عام إلا خمسين عاماً في سبيل دعوته, فيصبر ويحتسب ويستمر في نشر دعوته إلى التوحيد ليلاً ونهاراً, سراً وجهراً, حتى ينجيه ربه ويهلك عدوه بالطوفان.
    ·إبراهيم عليه السلام يُلقى في النار فيجعله الله عليه برداً وسلاماً, ويحميه من النمرود وينجيه من كيد قومه وينصره عليهم ويجعل دينه خالداً في الأرض.
    ·موسى عليه السلام يتربص به فرعون الدوائر ويحيك له المكائد ويتفنن في إيذائه ويطارده, فينصره الله عليه ويعطيه العصا تلقف ما يأفكون, ويشق له البحر ويخرج منه بمعجزة ويهلك الله عدوه ويخزيه.
    ·عيسى عليه السلام يحاربه بنو إسرائيل ويؤذونه في سمعته وأمه ورسالته, ويريدون قتله فيرفعه الله إليه وينصره نصراً مؤزراً ويبوء أعداؤه بالخسران.
    وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم ظاهرة باهرة, فإن كل مكروه وقع له صار محبوباً مرغوباً, فإن تكذيب قومه له ومحاربتهم إياه كان سبباً في إقامة سوق الجهاد ومناصرة الله والتضحية في سبيله, فكانت تلك الغزوات التي نصر الله فيها رسوله, وفتح عليه, واتخذ فيها من المؤمنين شهداء جعلهم من ورثة جنة النعيم, ولولا تلك المجابهة من الكفار لم يحصل هذا الخير الكبير والفوز العظيم, ولما طرد صلى الله عليه وسلم من مكة كان ظاهر الأمر مكروهاً ولكن في باطنه الخير والفلاح والمنة, فإنه بهذه الهجرة أقام صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام ووجد أنصاراً وتميز أهل الإيمان من أهل الكفر, وعرف الصادق في إيمانه وهجرته وجهاده من الكاذب. ولما غُلب عليه الصلاة والسلام وأصحابه في أحد كان الأمر مكروهاً في ظاهره شديداً على النفوس لكن ظهر له من الخير وحسن الاختيار ما يفوق الوصف, فقد ذهب من بعض النفوس العجب بانتصار يوم بدر والثقة بالنفس والاعتماد عليها, واتخذ الله من المسلمين شهداء أكرمهم بالقتل كحمزة سيد الشهداء, ومصعب سفير الإسلام, وعبدالله بن عمر والد جابر الذي كلمه الله وغيرهم, وامتاز المنافقون بغزوة أحد وفضح أمرهم وكشف الله أسرارهم وهتك أستارهم. . وقس على ذلك أحواله صلى الله عليه وسلم ومقاماته التي ظاهرها المكروه وباطنها الخير له وللمسلمين.
    ·رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يؤذيه المشركون واليهود والنصارى أشد الإيذاء, ويذوق صنوف البلاء من تكذيب ومجابهة ورد واستهزاء وسخرية وسب وشتم واتهام بالجنون والكهانة والشعر والسحر والافتراء, ويُطرد ويُحارب ويُقتل أصحابه ويُنكل بأتباعه, ويُتهم في زوجته ويذوق أصناف النكبات ويهدد بالغارات ويمر بأزمات, ويجوع ويفتقر ويجرح وتكسر ثنيته ويشج رأسه ويفقد عمه أبا طالب الذي ناصره, وتذهب زوجته خديجة التي واسته, ويحصر في الشعب حتى يأكل هو وأصحابه أوراق الشجر, وتموت بناته في حياته وتسيل روح ابنه إبراهيم بين يديه, ويُغلب في أحد, ويُمزق عمه حمزة, ويتعرض لعدة محاولات اغتيال, ويربط الحجر على بطنه من الجوع ولا يجد أحياناً خبز الشعير ولا رديء التمر, ويذوق الغصص ويتجرع كأس المعاناة, ويُزلزل مع أصحابه زلزالاً شديداً وتبلغ قلوبهم الحناجر, وتعكس مقاصده أحياناً ويبتلى بتيه الجبابرة وصلف المتكبرين وسوء أدب الأعراب وعجب الأغنياء وحقد اليهود ومكر المنافقين وبطء استجابة الناس, ثم تكون العاقبة له والنصر حليفه والفوز رفيقه فيظهر الله دينه وينصر عبده ويهزم الأحزاب وحده ويخذل أعداءه ويكبتهم ويخزيهم, والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
    ·ومن الصحابه والتابعين ومن تبعهم:-
    ·هذا أبو بكر يتحمل الشدائد ويستسهل الصعاب في سبيل دينه وينفق ماله ويبذل جاهه ويقدم الغالي والرخيص في سبيل الله حتى يفوز بلقب الصديق.
    ·وعمر بن الخطاب يضرج بدمائه في المحراب بعد حياة ملؤها الجهاد والبذل والتضحية والزهد والتقشف وإقامة العدل بين الناس.
    ·وعثمان بن عفان ذُبح وهو يتلو القرآن, وذهبت روحه ثمناً لمبادئه ورسالته.
    ·وعلي بن أبي طالب يُغتال في المسجد بعد مواقف جليلة ومقامات عظيمة من التضحية والنصر والفداء والصدق.
    ·والحسين بن علي يرزقه الله الشهادة ويقتل بسيف الظلم والعدوان.
    ·وسعيد بن حبير العالم الزاهد يقتله الحجاج فيبوء بإثمه.
    ·وابن الزبير يكرمه الله الشهادة في الحرم على يد الحجاج بن يوسف الظالم.
    ·ويُحبس الإمام أحمد بن حنبل في الحق ويُجلد فيصير إمام أهل السنة والجماعة.

    ·وشيخ الإسلام ابن تيمية يُسجن ويُمنع من أهله وأصحابه وكتبه, فيرفع الله ذكره في العالمين.
    ·وقد جلد الإمام أبو حنيفة من قبل أبو جعفر المنصور.
    ·وجُلد سعيد بن المسيب العالم الرباني, جلده أمير المدينة.
    ·ولو ذهبت أعدد من ابتلى بعزل أو سجن أو جلد أو قتل أو أذى لطال المقام ولكثر الكلام, وفيما ذكرت كفاية.
    ·ومن عرف حسن اختيار الله لعبده هانت عليه المصائب وسهلت عليه المصاعب, وتوقع اللطف من الله واستبشر بما حصل ثقة بلطف الله وكرمه وحسن اختياره حينه يذهب حزنه وضجره وضيق صدره, ويسلم الأمر لربه جل في علاه فلا يتسخط ولا يعترض ولا يتذمر بل يشكر ويصبر حتى تلوح له العواقب وتنقشع عنه سحب المصائب.
    ·يَقُولُ ابنُ القَيِّم/ فِي كِتَابِهِ القَيِّمِ (الفَوَائِدِ): أَيْنَ أَنْتَ؟! وَالطَّرِيقُ: طَرِيقٌ تَعِبَ فِيهِ آدَمُ، وَنَاحَ لأجْلِهِ نُوحٌ، وَرُمِيَ فِي النَّارِ الخَلِيلُ، وَاضْطُجِعَ لِلذَّبْحِ إِسْمَاعِيلُ، وَبِيعَ يُوسُفُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ، وَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ، وَنُشِرَ بِالِمنْشَارِ زَكَرِيَّا، وَذُبِحَ السَّيِّدُ الحَصُورُ يَحْيَى، وَقَاسَ الضُّرَّ أَيُّوبُ، وَزَادَ عَلَى المِقْدَارِ بُكَاءُ دَاوُدَ، وَسَارَ مَعَ الوَحْشِ عِيْسَى، وَعَالَجَ الفَقْرَ وَأَنْوَاعَ الأَذَى مُحَمَّدٌe.
    فالسعيد من اتبع طريقهم، واقتفى منهجهم القويم، والشقي من عدل عن طريقهم.


    وفي الختام:-
    اللهم يا حي يا قيوم يا من لا تأخذه سنة ولا نوم يا ذا الجلال والإكرام يا واحد أحد يا فرد صمد يا بديع السموات والأرض نسألك أن تنصر الإسلام والمسلمين وأن تعلى كلمة الحق والدين وأن تشمل بعنايتك وتوفيقك كل من نصر الدين وأن تملأ قلوبنا بمحبتك ومحبة رسلك وأوليائك وأن تلهمنا ذكرك وشكرك.
    اللهم وفقنا لصالح الأعمال وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

  • #2
    رد: ابتلاءات الصالحين


    جزاكم الله خيرا أخي...

    تعليق


    • #3
      رد: ابتلاءات الصالحين

      جزاك الله خيرا اخى الحبيب على النقل القيم
      سبحان الله وبحمده ::. . .:: سبحان الله العظيم
      الحمد لله عدد ما خلق . الحمد لله ملء ما خلق . الحمد لله عدد ما في السموات و ما في الأرض . الحمد لله عدد ما أحصى كتابه و الحمد لله ملء ما أحصى كتابه . و الحمد لله عدد كل شيئ والحمد لله ملء كل شيئ



      تعليق


      • #4
        رد: ابتلاءات الصالحين

        جزاك الله خيرا أخ الحبيب
        نفع الله بكم
        اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة
        إن كـان تـابـع أحمـدٍ متـوهِّباً * * * فـأنـا المقـرُّ بـأننـي وهَّـابـي
        أنفي الشـريك عـن الإله فليس لي * * * ربٌّ سـوى المتفـرِّد الـوهَّـابِ
        لا قبـةٌ تُــرجـى ولا وثنٌ ولا * * * قبـرٌ لـه سبـب مـن الأسبـابِ
        كـلا ولا شجـرٌ ولا حجـرٌ ولا * * * عيـنٌ ولا نصـبٌ من الأنصابِ

        تعليق

        يعمل...
        X