بيت الشفاء!!
تخيلوا معي امرأة عجوزاً صالحة، تعيش في بيت متواضع الحال بأطراف المدينة، قد عرف عنها دعوتها المستجابة؛ نظراً لصلاحها وتقواها، فتوافد عليها الناس من كل حدبٍ وصوب؛ أملاً في الفوز بدعائها ونيل الشفاء من الأمراض بإذن الله!!
وكلما دخل عليها صاحب حالة مرضية أمرته بوضع ما تيسر له من الصدقة في صندوق لا تأخذ منه لنفسها فلساً واحداً، وإنما تقوم بتوزيعه بالكامل نهاية كل يوم على الفقراء والمساكين، وتواصل هي العيش بما تيسر من المأكل والمشرب في بيتها الفقير المتهالك!!
حتى اصبحت سبباً في عمار الكثير من بيوت الفقراء والمحتاجين، وأحبها الناس حباً جماً لما تقوم به من فعل الخير وبذل المعروف للفقراء والمساكين!!
وكانت تشترط على المتصدق ثلاثة شروط، هي :
· أن يخلص النية في صدقته لله تعالى.
فهذا أرجى لاستجابة دعائها له، وشفائه بإذن الله من مرضه، فإن صدق في تلبية هذا الشروط على النحو الأمثل؛ فسوف يرى بإذن الله أثراً عاجلاً في شفائه، وإن لم يصدق، فلربما لا يرى أي أثر على الإطلاق!!· وأن يخرج الصدقة من مالٍ حلال خالص.
· وأن يكون حجم صدقته متوافقاً مع حالته المادية، فلا يضن على الفقراء بكثير صدقته إن كان ميسوراً.
· وأن يكون حجم صدقته متوافقاً مع حالته المادية، فلا يضن على الفقراء بكثير صدقته إن كان ميسوراً.
وبالفعل أضحى الكثير من الذين صدقوا في تلبية تلك الشروط، يروا نتائج عجيبة وفعالة في شفائهم من الأمراض، في حين باء الكثير أيضاً من الناس بالفشل والخيبة، بسبب عدم مصداقيتهم في تلبية تلك الشروط الثلاث، فمنهم من أعاد المحاولة؛ وأفلح في نيل مبتغاه، ومنهم من حجبه بخله، وسيطر عليه شح نفسه، فأعرض عن معاودة المحاولة!!
وقد تتعجبون أحبتي إذا ما أخبرتكم أن هذه المرأة الصالحة موجودة بيننا بالفعل في هذا العصر، بل وتشترط نفس الشروط التي ذكرتها بالتحديد، بل وقد عاين الناس بسببها الشفاء من أمراض مستعصية، عجز أمهر الأطباء عن علاجها!! ولعل البعض منكم الآن يكاد يقول لي : (عجل بذكر عنوانها وبياناتها؛ كي نسارع بالذهاب إليها وطلب الدعاء منها)!!
فأبشركم أن الأمر أيسر من أن تسافروا إليها هنا أو هناك، إذ إنها بين أيديكم صباح مساء!!
إنها الصدقة يا عباد الله!!
فلكم عافى الله بها مريضاً من مرضه، وحال بها دون وقوع البلاء على كثير من عباده المتصدقين، فهلا سارعنا بتلبية شروطها الثلاث؟!
وهذه خمس قصص واقعية عن أثر الصدقة فى شفاء الامراض
(نقلاً عن شبكة مشكاة الإسلامية)
القصة الأولى :
ابتليت امرأة بالعقم وقد أيسها الأطباء من إمكانية الحمل وأنه لا علاج لها !! فوفقها الله تعالى إلى التصدق على امرأة فقيرة ، وبعدما تصدقت عليها طلبت منها أن تدعو لها بالولد الصالح، فوالله ما مضت ثلاثة أشهر إلا وهي حامل بتوأم ولدين!!
القصة الثانية :كان صبي صغير يلعب مع أخته وبيده سكيناً، وفجأة ضرَبها في عينها؛ فَنُقِلت على الفور إلى المستشفى، ولخطورة الإصابة حُوِّلت منه إلى (الرياض) حيث الأطباء الاستشاريين،وبعد الفحوصات والأشعة قرَّر الأطباء أن إعادة (قرنية) عينها أمرٌ شبه مستحيل، والأمل برجوع بصرها ضئيل!! وفي يوم تذَكَّرت الأم المرافقة مع ابنتها فضلَ الصدقة؛ فطلبت من زوجها أن يُحضِر لها تلك القطعة من الذهب التي لا تملك غيـرَها وتصدقت بها على الرغم من ضَعف حالتها المادية، ودَعت ربها الكريم الرحيم قائلةً : ( ربي إنك تعلم أني لا أملك غيرها فاجعل صَدَقتي بها سبباً في شفاء ابنتي ) .وفي الغَدِ جاءَ الطبيب فَعُرِضَت عليه حالةُ البنتِ فكان قوله كسابقيه وأنه لا أمل في الشفاء، وبعد أيامٍ جاء طبيب آخرفعُرِضت عليه ففكَّر وتأمَّل وكانت المفاجأة أن أجريت العملية ونجحت بفضلٍ من الله تعالى، ثم عادت الطفلة سليمة دون أي أثَرٍ على وجهها وقد رجع بصرها كما كان بحمد الله تعالى!!
القصة الثالثة :يقول الشيخ / سليمان المفرج - وفقه الله - : هذه قصة يرويها صاحبها لي حيث يقول : ( لي بنت صغيرة أصابها مرض في حلقها، فذهبت بها للمستشفيات وعرضتها على كثير من الأطباء ، ولكن دون فائدة ، فمَرَضها أصبح مستعصياً، وكدت أن أكون أناالمريض بسبب مرضها الذي أرَّق كل العائلة، وأصبحنا نعطيها إبراً للتخفيف فقط من آلامها حتى يئسنا من كل شيء إلا من رحمة الله تعالى، إلى أن جاء الأمل وفتح باب الفرج، فقد اتصل بي أحد الصالحين وذكرني قائلاً :(داووا مرضاكم بالصدقة) (1) فقلت له : " قد تصدقت كثيراً " فقال : "تصدق هذه المرة بنية شفاء ابنتك"وفِعلاً تصدقت بصدقة متواضعة لأحد الفقراء ولم يتغير شيء، فأخبرته فقال : "أنت ممن لديهم نعمة ومال كثير، فلتكن صدقتك بحجم مالك " ،فذهبت للمرة الثانية وملأت سيارتي من الأرز والدجاج والخيرات بمبلغ كبير ووزعتهاعلى كثير من المحتاجين، ففرحوا بصدقتي ووالله لم أكن أتوقع أبداً أن آخر إبرةأخذتها ابنتي هي التي كانت قبل صدقتي، فشُفِيت تماماً بحمد الله تعالى!!
القصة الرابعة :وهذه امرأة أخرى أصيبت بفشَل كلوي، نسأل الله السلامة والعافية لنا ولجميع المسلمين من كل بلاء وداء، وقد عانت الأخت من مرضها هذا كثيراً بين مراجعات وعلاجات، فطَلَبَت مَن يتبرع لها بكلْيَة بمكافأة قدرها عشرون ألف ريال، وقد تناقل الناس الخبر، ومن بينهن امرأة فقيرة، وقد حضَرت للمستشفى موافقة على كافة الإجراءات وفي اليوم الْمُحَدَّد دخلت المريضة على المتبرعة، فإذا هي تبكي ، فتعجبت وسألتها عن حالها ما إذا كانت مُكْرَهَةً ؟!فقالت : ( ما دفعني للتبرع بكليتي إلا فقري وحاجتي للمال ) ثم أجهشت بالبكاء،فهدَّأتها المريضة وقالت : ( المال لكِ ولا ريد منكِ شيئاً ) ولا تسأل عن فرحةالفقيرة بذلك!! وبعد أيام جاءت المريضة للمستشفى وعند الكشف عليها كانت المفاجأةالمدوية التي أذهلت الأطباء، حيث لم يجدوا أي أثرٍ للمرض!! فقد شفاها الله تعالى، وله الحمد والمنة
القصة الخامسة :تقول إحدى الداعيات المشهورات : ( كنتُ في الحرم منذ عدة سنوات، فآلمني ضرسي الذي أجلت معالجته وحشوه، وكنت سعيدة بوجودي في الحرم وأريد أن أشتغل بالقرآن، ولكن لو استمر الألم فسوف أذهب للطبيبة وسيضيع وقتي، فَخَطَرت في بالي فكرة أن أدفع هذا الألم بالصدقة، فتصدقت على واحدة من البنات في الحرم، فوالله ما هو إلاوقت قصير حتى سَكَن ألَمِي، ومنذ تلك السنة وإلى هذه الساعة لم أحتج إلى الطبيب لأجله لأنه لم يعُد يؤلمني أبداً!!
لم ينتهِ حديثُ تلك النساء عن فضْل الصدقةحتى خلعت واحدة من الحاضرات عِقْدها الغالي الثمن وأعطته إحداهن لتقوم ببيعه وإعطاء ثمنه لعائلات فقيرة ، فلما ذهبت به لبائع الذهب واراد وزنه أخرج ( فُصًّا ) في وسَطالعِقد فأذهله ما رأى وتعجب حيث شاهد شيئاً من عمل السحر داخل ( الفُصّ )، فأخرجه وتعافت المرأة مما كانت تعاني منه ولله الحمد والمنة .__________________________
(1) رواه أبوداود في المراسيل (105) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/3 رقم 816)- عن محمد بن سليمان الأنباري، نا كثير بن هشام، عن عمر بن سليم الباهلي، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع».
وعزاه في كنز العمال (43305) للعسكري.
قلت: سنده حسن إلى الحسن.
وقال البيهقي في السنن (3/382) بعد إيراد حديث ابن مسعود: وإنما يُعرف هذا المتن عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.
وقال المنذري: إنه رُوي عن جماعة من الصحابة مرفوعا متصلاً، والمرسل أشبه. (الترغيب والترهيب 1/301)
وقال ابن الجوزي بعد أن روى المرفوع: إنما رُوي هذا مرسلاً.
وضعّف ابن رشد المرفوعات، كما سيأتي.
قلت: وهذا المرسل هو أقوى ما في الباب، إلا مراسيل الحسن خصوصاً من أوهى المراسيل.
تعليق