تصور نفسك يا مسكين وقد حل الموت بساحتك.. وملك الموت واقف عند رأسك..
حشرج صدرك .. تغرغرت روحك .. ثقل منك اللسان .. وانهدت الأركان .. وشخصت العينان ..
أغلق باب التوبة دونك .. عرق منك الجبين .. وكثر حولك البكاء ومنك الأنين .. وأنت في كرب شديد .. لا منجى منه ولا محيد ..
تعاين هذا الأمر العظيم بعد اللذة والنعيم ..
قد حل بك القضاء .. ثم عرج بروحك إلى السماء .. فيا لها من سعادة أو شقاء ..
فَلَوْلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَآ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ﴿٨٧﴾ فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَـٰمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ ﴿٩١﴾ وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾
نعم أخي.. كفى بالموت واعظا .. كفى بالموت مقرحاً للقلوب.. ومبكياً للعيون .. ومفرقاً للجماعات .. وهادماً للذات وقاطعاً للأمنيات ..
فيا مغروراً بدنياه .. ويا معرضا ً عن الله .. ويا غافلاً عن طاعة مولاه ..
يا من كلما نصحه الناصحون صده عن قبول النصيحة هواه.. يا من ألهته الشهوات وغره طول الأمل..
هل تفكرت في هذه اللحظات إذا بقيت على ما أنت عليه؟
هل تدري ماذا سيحصل لك عند الموت ؟؟
متأكد أنك الآن تقول في نفسك سأقول: لا إله إلا الله .
لا يا أخي ..
إذا بقيت على ضياعك وفي غفلتك وإعراضك حتى لحظة الموت فلن تستطيع أن تقولها بل ستتمنى الرجعة :
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ( 99 ) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( 100 ) )
ولكنه قالها بعد فوات الأوان ..
أخي : هل تدري متى ستموت؟ وأين ستموت؟
لا والله إنك لا تدري. إذاً لماذا تؤجل التوبة وتسوف الأوبة..
هي دعوة صادقة من الله عز وجل حيث يقول :
{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]
وفي الختام أقول لك ما قاله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
إن اللهَ عز وجل يبسطُ يدَه بالليلِ ، ليتوبَ مسيءُ النهارِ . ويبسطُ يدَه بالنهارِ ، ليتوبَ مسيءُ الليلِ . حتى تطلعَ الشمسُ من مغربِها
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2759
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إلهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني
فكم من زلة لي في البرايا وأنت علي ذو فضل ومني
إذا فكرت في ندمي عليها عضضت أناملي وقرعت سني
ومالي حيلة إلا رجائي وعفوك إن عفوت وحسن ظني
يظن الناس بي خيراً وإني لشر الناس إن لم تعفو عني
تعليق