المراقبه
مراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والإعلان، في أعمال القلب والجوارح واللسان، وهذه المنزلة العظيمة لا تقل شأنًا عن المنازل الأخرى التي رأيناها فيما سبق.واعلموا ـ إخوتي الكرام ـ أن لله سبحانه وتعالى في ذكر أسمائه وصفاته في القرآن الكريم حكما عظيمة، ومن ذلك أنه تعالى ذكر لنا أسماءه وصفاته لنتعرفه بها، وندنو بها إليه، ندبنا ودعانا لمعرفة أسمائه وصفاته لنتعبَّده بها ونسير إليه بمقتضاها ومدلولها.
والمراقبة تشمل أسماء حسنى كثيرة منها: الرّقيب والحفيظ والعليم والسميع والبصير. فمن عقل هذه الأسماء وتعبّد الله بمقتضاها حصلت له المراقبة لا ريب في ذلك.
قال تعالى: وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى أَنفُسِكُمْ فَٱحْذَرُوهُ [البقرة:235]، وقال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1]، وقال: وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَىْء رَّقِيبًا [الأحزاب:52]، وقال: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ [الحديد:4]، وقال: يَعْلَمُ خَائِنَةَ ٱلأعْيُنِ وَمَا تُخْفِى ٱلصُّدُورُ [غافر:19].
وفي حديث جبريل المشهور أنه سأل النبي عن الإحسان فقال: ((أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)).
كل هذه النصوص تمر عليك ـ أيها المسلم ـ لتذكرك بأن الله سبحانه مطلع على جميع أعمالك ونواياك، كل وقت، وكل لحظة، وكل نفس، وكل طرفة عين، فكيف يليق بك بعد ذلك كله أن تعيش في ظلمات الغيّ والهوى؟!
المراقبة هي دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق عليه؛ على ظاهره وباطنه.
تعليق