Tweet
السلام عليكم
الحمدُ لله و الصلاةُ والسلامُ على رسول الله:
أكيد أنك كنتَ تائها بعيداً عن الطريق إلى الله... أو ربما أنك نشأتَ منذ طفولتك مُلتزما... مهما كان ماضيك نريدك أن تقص علينا قصة التزامك، أو أكثر شيء أكثر بك و دفعك للإلتزام أو زادَ التزامك بالإسلام... يا ليت جميع الإخــــوة يشاركوا بارك الله لهم... فربما ينتفع بقصتك آخرين... و سأبدأ إن شاء الله بقصتي...
نشأتُ في عائلة مُلتزمة... التزامها كان المُحافظة على الصلاة... و لكن كان يطغى عليها العادات و التقاليد منها الحسن و كثير منها سيء و يُناقض الشرع... أدَّى ذلك إلى حدوث مشاكل كبيرة و تفكك أُسري... حتى تطلقت أمي و كنتُ ما زلت وقتها طفلا... ترعرعتُ مع أبي و جدتي و كان ممنوعٌ علي الاتصال بأمي و إلا فالضرب و الشتم هو الجواب... أكثر ما أثّر بي كانت ثلاثة أحداث...
الحدثُ الأول...بارك الله بأبي و جدتي فقد اهتموا بالصلاة جدَّا... كان ممنوع علي أن أخرج خارج البيت إلا للمسجد ثم الرجوع للبيت بسرعة... و إن شوهدتُ أُكلم أحدا أو إن تأخرتُ قليلا... فالنتيجة أليمة... لكن جدتي –غفر الله لها- و قد كانت قوية جدا ما شاء الله مُصارِعة" بدأتْ بضربي بعد أن كانت السبب في طلاق أمي... و بدأت القسوة تزداد و كنتُ وقتها أبلغ ستة أعوام... تطورت الامور حتى أصبح الضربُ تعذيباً... و لم يُقصر أبي بمُساعدتها... تم منع الطعام و الماء عني... و تقييد يداي ورجلاي ثم ضربي بأسلاك الكهرباء... و أخيرا التعذيب بالنار... كل هذا دفعني للجوء إلى الله... كنت وقتها صغيراً جدا و لكن بسبب الظلم الذي علي أحسستُ أنه يرى كل ما يحدث لي... و لم يُنجدني أحد من البشر... لم أكن وقتها تعلمتُ الصلاة جيدا و لكن كنت أسجد و أدعو الله... و عندما يرجع أبي من العمل يصل قلبي لحُنجرتي من الرعب... ثم تبدأ الجُرعة اليومية من التعذيب... استمر هذا الحال لعام و نصف حتى فرَّج الله كربي و له الحمد و المنة... و انتهت فترة التعذيب...
تلك الحادثة الأولى و قد تأثرتُ نفسيا منها لسنوات طويلة... حتى كبرت و لله الحمد كان بيتي الثاني المسجد و هذا من فضل الله أولا ثم من فضل أبي –حفظه الله- فقد ربَّاني وإخوتي على المحافظة على الصلاة... كان الناس ينظرون لنا بغرابة لما نخرج جميعا من البيت مع أبي للمسجد... ثم نرجع معا بنفس الطريقة... دون أن نكلم أحدا بالطريق مما جعل البعض يضحك علينا و يُطلق ألقابا علينا ^_^
الحادثة الثانية حصلتْ لما بلغتُ الخامسة عشرة من عمري... و قدَّر الله لي الذهاب لزيارة بيته الحرام لأداء العمرة مع شباب بجمعية للمحافظة على القرآن الكريم بمنطقتنا... و مشاعرُ زيارة بيت الله الحرام و حرمَ نبيه الحبيب –صلى الله عليه و سلم- الجميع يعلمها... بعدها التزمتُ بشكل كبير و أطلقتُ لحيتي... وتمنّعتُ من أمور كنت أُبيحها من قبل... هنا بدأت المشاكل مع الأهل مرة أخرى... و هي ربما تحصل لكل ملتزم في أول التزامه، حتى تم التهديد بمنعي من الصلاة بالمسجد... و أن أحدا أعطاني حبوب مُخدرة ^_^ و استمر الحال هذا فترة و لكن الحمد لله بعدها تعود الأهل... و ربما كان السبب وراء ذلك هو خوف أبي علي من الإعتقال من جانب الجيش الإسرائيلي... بالنهاية يا جماعة الأب و الأم اثنان مهما فعلا و الله على العين و الرأس... حتى إن أساء لك أو ظلمك أحدهما أو كلاهما... فهما من أكثر الناس حبا لك و خوفا عليك... و حقُّهما بعد حق الله... غفر الله لي ولهما...
الحادثة الأخيرة...بنفس العام الذي ذهبت به للعمرة تقريبا قد ابتلاني الله بشيء و هذا أدَّى إلى تغير مُجريات حياتي كلها... و له الحمد و المنَّة و أسأله أن يُثبتني و إياكم فوالله إن الحياة مُنقضية و كل ما هو لك الآن ستخسره لا محالة إلا زادُ القبور... من الناس تزود به و كثير نسيه و انشغل بالسَّراب... أسأل الله أن يكون بقصتي النفع لي ولكم بالدارين...
تعليق