هم القوم لا يِشقى بهم جليسهم " من عنبر الحياة "

[( فارس الحق )]

من عنبر الحياة (الإعدام سابقا )

قال أبو عبد الرحمن هو شاب ليس من الإعدام ،لكنه حجز فيه للتأديب لعدة أيام وكان شديد الجزع لدخوله هذا المكان لدرجة أنه اضرب عن الطعام والشراب حتى أوشك على الهلاك ..هذا حاله فى بداية الأمر .

فماذا كان حاله فى النهايته ؟؟ لقد أحب هذا المكان حبا شديدا لما رأى فيه من كثره ذكرالله عزوجل ففى كل يوم بعد صلاة العشاء يسمع خطبة صادقة من أحدهم تدعوه إلى الله عزوجل فكان يفرح بذلك جدا حتى شرح الله صدره للعبادة والذكر


وكان يسكن بجوارى فطلب مصحفا فأعطيته وبمجرد أن أمسك به حتى شرع فى قراءته فكنت أسمع تاليا لكتاب ربه فى أى ساعة من ساعة الليل أو النهار

فأخد يتشبه بالقوم الذين يحيا بينهم فى عنبر الإعدام " الحياة "
فكان يقوم الليل مثلهم ويختم القرآن كل ثلاث ، بعد أن كان فى بداية الأمر لا يصلى وبل وأصبح من الصوامين
فقد مررت عليه يوما فقال : يا شيخ لقد قتلت صاحبا لى مشاجرة فهل على صيام شهريين متتابعين ؟؟

فقلت له : نعم وعليك بالتوبة والاستغفار وكلمته عن رحمة الله الواسعة فقال لى سأصوم بإذن الله من الغد وصدق فيما قال فكان يعجبنى وفاؤه بعهده وصدق كلامه

ولقد مكث فى عنبر الحياة أكثر من شهر وكان قد بقى على انتهاء العقوبة ثلاثة أشهر فقال لى : أتمنى من الله أن أبقى تلك الأيام الباقية فى هذا المكان ولا أريد أن أعود إلى عنبرى

فقلت فى نفسى : سبحان مغير الأحوال !!


أليس هذا الذى كان يريد أن يقتل نفسه بالأمس ليخرجوه من هذا المكان فسبحان من غير حاله وصدق الله إذ يقول فى الحديث القدسى :

" هم القوم لا يشقى بهم جليسهم "
رواه مسلم

[أبومصعب محمود ابراهيم]

رد: هم القوم لا يِشقى بهم جليسهم " من عنبر الحياة "

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبحان مغير الأحوال
__
بارك الله فيك أخى الحبيب