مذكرات تجربة
الحلقة العاشرة
(عالم من الحماس اللامحدود)!!
أعود بكم مجدداً إلى مسجد (السكة الحديد) بعدما اقتبسنا هذه اللمحة السريعة من سيرة الشيخ الحبيب/ عبد الفتاح فهمي (رحمه الله تعالى) خلال الحلقتين السابقتين.
فقد صارت مجموعة شباب مسجد (السكة الحديد) تمثل بالنسبة لي كياناً لا يمكنني الابتعاد عنه فترة طويلة من الزمن، على الرغم من كون مسجدهم هو الأكثر بعداً عن منزلي، إلا أنني لم أكن أسمح لنفسي بعدم الصلاة فيه فرضاً على الأقل يومياً، وغالباً ما يكون المغرب أو العشاء!!
فلقد كنت أشعر أنهم متقدمون بمراحل بعيدة في طريقة تفكيرهم وتحليلاتهم للأحداث، بل وحتى مستوى حماسهم لنصرة هذا الدين عن بقية المساجد، أو ربما اعتقدت ذلك؛ نظراً لتغذية طرحهم الدائم لروح الحماس المشتعلة في نفسي كأحد الشباب!!
رأيت فيهم ذوباناً عجيباً للأرواح تحت مظلة الحب في الله تعالى، لدرجة جعلتني أوقن أن أخوة الدين أولى من عرى النسب، فلقد كان ولاؤهم وبراؤهم لله واضح الدلالة، وكأنه ميثاقٌ مكتوب على جبين كل واحد منهم، وكان تطبيقهم لقول الله، وقول رسوله (صلى الله عليه وسلم) صارمٌ لا يقبل المهادنة أو التهاون، ويدل على مستوى عالٍ من المصداقية، تجعل كل ما يخالطهم يستقي تلك الروح العالية من الشفافية والمصداقية في أخذ أوامر الله تعالى بقوة!!
بلغت روحي في تلك الأجواء مرتبة سامية من الآمال والطموحات في بلوغ أعلى منازل النصرة لهذا الدين!! وكأن صوتاً يهتف بي من أعماق قلبي قائلاً : (من هنا سنعيد أمجاد الصحابة رضوان الله عليهم!! وانطلاقاً من تلك الأجواء سنضرب أروع الأمثلة؛ لكي يسود هذا الدين!! وبهذه النفوس الطاهرة، سنمهد الطريق لعودة الخلافة الإسلامية من جديد)!
فلقد كانت فعاليات هذا المسجد لا تهدأ أبداً، ففي الصباح وحتى صلاة الظهر، انتشار كبير لحلقات تحفيظ القرآن للأطفال، ومن صلاة العصر إلى المغرب، مختلف حلقات العلم، سواءً داخل المسجد أو فوق سطوحه، في مختلف أبواب العلم، ومن بعد صلاة المغرب وحتى العشاء، الدرس العام للجميع، وبعد العشاء تدريبات رياضية، أو عشاء جماعي كعقيقة أو وليمة أو غيره!! وربما تكون معركة جديدة لسبب أو لآخر!!
وأذكر ذات يوم أنني مرضت؛ ولم أتمكن من الحضور للمسجد أبام، فقرر الإخوة جميعهم بالمسجد زيارتي في وقت واحد بعد صلاة المغرب!! فكانوا يدخلون منزلنا مجموعات متوالية، وكان والدي (رحمه الله) يجلس في الصالة الخارجية للمنزل، ويشاهد دخول الإخوة للسلام عليَّ والدعاء لي أفواجاً أفواجاً، فكان منهم من هو في مثل عمري، والبعض الأخر أكبر مني، بل إن منهم من كان في عمر والدي أو يزيد!! كما كان منهم حتى الأطفال الصغار؛ مما أصاب والدي بالذهول التام من غرابة هذا المشهد الذي يراه لأول مرة في حياته!!
وأذكر تعليقه المضحك لوالدتي رحمها الله قائلاً : (ما شاء الله، الولد يعرف كل دول منين؟! طيب أصحابه اللي في مثل عمره وقلنا أصحابه، ولكن هذا الرجل اللي في عمر جده ده يعرفه منين؟! هو كمان صاحبه؟!)
منَّ الله عليَّ بالشفاء والعافية برحمته، وحان وقت الدراسة، فانتقلت روح الحماس التي كانت تغمرني بالمسجد إلى ساحة مدرسة التوفيقية الثانوية العسكرية بشبرا، حيث كان معظم طلابها والكثير من معلمبها من الأقباط، حيث كانوا يحاولون إضفاء صبغتهم عليها، باعتبارها المدرسة الأشهر في تخريج أوائل المتفوقين بمنطقة القاهرة التعليمبة دائماً!!
غير أني اكتشفت بها مجموعة من الطلاب الملتزمين، كان من بينهم الأخ/ ناصر من مسجد (السكة الحديد) كان حافظاً لكتاب الله تعالى منذ صغره، وذا وجهه (ماشاء الله) يشع نوراً، وكان أكثرهم علماً، فلمَّا اقتربت من تلك المجموعة؛ فوجئت بأنهم يمثلون خلاصة المتفوقين بتلك المدرسة؛ كنوع من التحدي الصارم منهم للنصارى، بل عرفت أنهم جميعاً من حفظة كتاب الله تعالى (ماشاء الله تبارك الله)!!
فدفعتني طيبة قلوبهم وحسن أخلاقهم، مع ما استشعرته من تضييق بعض المعلمين والطلاب النصارى عليهم؛ لكي أكون (البودي جارد) الخاص بهم جميعاً في مواجهة أي احتكاك مع النصارى الذين كانوا يستقوون عليهم بالكثرة العددية، وفي مقدمتهم الضابط العسكري (منير) والطالب الشماس (فيكتور) والذي كان ضخم الجثة طولاً وعرضاً!! بالإضافة لمدرس الرياضيات الشماس (موريس ألفونس) لتبدأ معاركي الخاصة معهم ومع غيرهم من نصارى المدرسة، الواحد تلو الآخر!!
وأبرز تلك القصص كانت مع الضابط العسكري (منير) الذي وقف بجواري ذات يومٍ في الطابور المدرسي أثناء تحية العلم، فرآني أقف بشكل لا يتناسب مع تحية العلم، فسألني بتعنيف : (ليه مش واقف تحيي العلم يا خويا؟) فقلت له : (أنا مسلم ولا أعظم غير الله) يعني بمعنى أصح (حرام)!! فقال لي : (نعم يا خويا؟ حرام؟ روح استناني عند غرفة العسكرية) ذهبت وكلي حماس في المواجهة، لاسيما وأنه نصراني، ولا يمكنه أن يفرض عليَّ شيء مخالف لتعاليم ديني، وكان في نيتي التصعيد لو زاد عن الحد في الكلام، فتقدم نحوي فوجدني أنظر إليه بطريقة كلها تحدي، حيث لم يخالطها بفضل الله أي شعور بالتردد أو الخوف، فما كان منه إلا أن دخل مباشرة إلى الغرفة دون أن يهمس معي ولو بكلمة واحدة، ثم ما هي إلا دقائق حتى نادى عليَّ للدخول، فتخيلوا ماذا قال لي؟!
فوجئت به يقول : (على فكرة أنا معجب قوي بجسمك الرياضي وبنيك القوية، ولذلك قررت تعيينك قائداً لكتيبة الفتوة بالمدرسة، فما رأيك؟) كدت أن أقول له : (أنا جندي بكتيبة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا حاجة لي بتعيينك) ولكني تراجعت ليقيني بعدم فهمه لما سأقوله، فقلت له : (أياَ كان الأمر، فلن أقوم بتعظيم غير الله، ولن أحيي العلم، هذه عقيدة لدي)!! فقال لي بأسلوب هادئ، وقع في قلبي منه إيحاءً بأن الله قد ألقى في روعه مآثرة السلامة عن الخوض معي في خصومة شخصية، لاسيما وقد وجد من العبد الفقير إصراراً على موقفه بلا تردد!! فقال لي : ( يا ابني هذا احترام لعلم بلدك، وعلى العموم روح على حصتك دلوقتي وبعدين نتكلم في الموضوع ده)!!
رجعت تزهو بي خطاي للنجاح في تجاوز أول موقف ثبتني الله فيه برحمته لنصرة ما أعتقده من أمر الدين، فلما دخلت الصف، التف حولي الطلاب جميعاً؛ ليسألوني عما فعله معي، وبالأخص حينما رأوا وجهي يتهلل فرحاً، فلما أخبرتهم الخبر، ما كاد يصدقني منهم أحد من هول المفاجأة، حيث كانوا يتوقعون أن ينزل بي أشد العقاب!!
وكنوع من الاحتياط اللازم؛ خطرت على بالي فكرة (كأحد توابع استشعاري لقوة الردع من خلال إخوة السكة الحديد وحمايتهم لي بعد الله تعالى) أن أقوم بتتبع خط سير ذلك الضابط؛ لمعرفة مسكنه بالتحديد، تحسباً لأي إجراءات مستقبلية قد يتخذها ضدي، أو لصرفه عن محاولة إعادة ذلك الموقف مكرراً، حيث يكفيه (حسب تفكيري الصبياني حيينها) تحريض إخوة مسجد (السكة الحديد) عليه؛ ليمارسوا عليه إحدى تدريباتهم الليلية، فيلزم حدود الأدب مدى الحياة!!
وقد تعمدت أن يراني وأنا أراقبه، بل إنني وقفت على باب بيته لفترة من الزمن حتى يتأكد من أنني عرفت بيته، وذلك لما كنت أعتقد حيينها ولا أزال في نصارى مصر تحديداً (أن أولاد العظمة الزرقاء هؤلاء جبناء لأبعد الحدود ولا يمكنهم المجازفة بأرواحهم) وعليه فقد كفتني تلك المراقبة على ما يبدو، من مجرد تحديثه لنفسه مكرراً بالتعرض لي!!
أما الطالب الشماس (فيكتور) فقد كان حظه أسوداً معي، حيث كانت المواجهة معه مباشرة وصريحة؛ بأنه يحاول تشكيك المسلمين في عقيدتهم، وأن هذه المحاولات سوف تجلب عليه الوبال، حيث هددته في المرة الأولى بأنه لو وصل إلى مسامعي مكرراً قيامه بمثل هذا الأنشطة وسط المسلمين، فسيكون آخر يوم في عمره، فتظاهر بالابتسامة الصفراء وحاول التهرب في الحديث، فأعدت على مسامعه الكلام مكرراً بكل حزم!!
وكنت أتساءل في قرارة نفسي، كيف سيمكنني ضرب هذا الهجمة الذي يفوق حجمه حجمي ثلاث مرات؟! ولكن الحماس المشتعل في جنبات نفسي، جعلني لا أكترث مطلقاً بهذا الأمر، وكنت على يقين بفضل الله من أنني وقت الحاجة؛ سوف ألقنه درساً لن ينساه في حياته لكماً وشوطاً وتلطيشاً، بل وبكل ما تطاله يدي مما يصلح للضرب والتنكيل !!
وبالفعل جاء اليوم الموعود، حيث رأيت مجموعة من الطلاب تهرول نحوي مسرعة، وهم يقولون بصوت عالٍ : إلحق (فيكتور أعطى هذه الورقة لإيهاب؛ علشان يخليه مسيحي) لم أتحامل سماع تلك الكلمات، وصعدت على الفور إلى الدور العلوي حيث يقع الصف الدراسي لهذا الخنزير، وأتيت به من قفاه وسط زفة من الطلاب، وسبحان ما جعله في يدي مثل البالون المنتفخ هواءً!! حيث قمت بجره من ملابسه، ثم انهلت عليه باللكمات في وجهه، بعدما وضعته على الحائط، وكانت جميع اللكمات مزدوجة، بحيث كان يأخذ اللكمة من يدي، فترتد رأسه على الجدار ليتلقى الضربة الثانية وهكذا!! وطبعاً كل لكمة كان يرافقها قفزة عالية؛ حتى أطول وجهه؛ نظراً لأنه كان أطول مني بكثير!! فلما رأيت أن الله قد كبل يديه من الخوف والرعب؛ لدرجة أنه لم يحاول حتى المقاومة، طرحته أرضاً وسط صياح الجماهير، وأكملت عليه بقية الوجبة من اللكمات!!
كانت الروح المعنوية للطلاب المسلمين مرتفعة للغاية؛ بسبب مشاهدتهم لهزيمة هذا العلج الصليبي الضخم أمام من يصغره حجماً من المسلمين بمراحل كبيرة، وسادت الهتافات الموقف؛ حتى جاء العقيد حسين وفرق الجميع!!
ومنذ ذلك الحين لم نسمع لهذا الشماس عن أي نشاط يذكر، بل كان يتجنب حتى مجرد المرور بحواري في الفسحة أو أثناء الانصراف من المدرسة، فكنت أقول في نفسي . . سبحان الله . . (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)!!
كنت أعتبر بتفكيري الشبابي حيينها أن هذه التصرفات، تعتبر خير تمثيل لمندوب جماعة (مسجدالسكة الحديد التي لا تعرف حلولاً وسطاً) في مدرسة التوفيقية!! وكان الأخ/ ناصر يمازحني أمام الإخوة؛ حينما نلتقي في صلاة المغرب أو العشاء قائلا : (ما شاء الله الفتوة بتاعنا اليوم أبلى بلاءً حسناً)!! فكنت أضحك على هذه التسمية الجديدة التي ما تصورت أن يلقبني بها أحدٌ يوماً من الأيام!!
وبما أن المعلم الشماس (موريس ألفونس) كان من أنشط المعلمين في عملية التنصير، فقد كانت خطتي في التعامل معه محكمة، حيث تظاهرت له فيها بأنني وزميلي نريد منه إعطائنا درساً خاصاً في الرياضيات؛ وكان ذلك مني بقصد معرفة عنوان مسكنه لا أكثر، حيث كان على يقين من أنني أشد الطلاب تطرفاً؛ فنظر إليَّ نظرة يشوبها الحذر والريبة من هذا المطلب الغريب، فلطالما رآني أرمقه بعين ملؤها التحدي والاستحلاف بالانتقام كلما مر أمامي؛ مما جعل هذا المطلب مني محل ريبة وشك كبير لديه!!
ولكنه تحت تأثير الرغبة العارمة في حب المال على ما يبدو وافق على مطلبي، فقمت بالتنسيق الفوري منذ اليوم الأول مع أخوين (متوسطي العمر) من مسجد (السكة الحديد) على إعطائه الطريحة المحترمة بمجرد ما أوافيهم بالعنوان وأوقات دخوله وخروجه، فوافقا دون تردد، فراقبنا لهم الرجل، حتى وافيناهم بأنسب الاوقات للقيام بهذه العملية، فلاحظ الرجل على ما يبدو ما نخطط له، حيث لم آخذ عنده سوى حصة واحدة لزوم معرفة العنوان، وبعدها رأني مع صاحبي نتردد دون حاجة على منطقته، ونحوم خصيصاً حول منزله وسيارته بشكل متكرر؛ فعلم أن في الأمر نية سوء، وأظنه عاش في أجواء رعب طوال هذه الفترة، لاسيما وأن الإعلام حيينها كان يتناول قضية التكفير والهجرة وقتلهم للشيخ الذهبي من علماء الأزهر؛ مما أضفى على جميع الإسلاميين وقتها صبغة حب القتل والدماء!!
كنت أتوقع في كل يومٍ آتي فيه إلى المدرسة صباحاً أن أرى في وجهه آثار الطريحة التي من المفترض أن ينالها على أيدي الإخوة كما اتفقنا، ولكني علمت فيما بعد أن تسرب الخبر للأخ/ ناصر، حال دون إتمام هذه العملية، حيث أقنع الإخوين في غيابي بعدم جدوى مثل هذا التصرفات، لما يمكن أن يترتب عليه من مفاسد أعظم، فلقد كان برغم عمره تاصغير كبيراً في عقله وطريقة تفكيره (ما شاء الله عليه) وكان دوماً يقول لي : (اهدئ يا بني الله يهديك، حماسك ده لازم يتقيد، وإلا سوف يتسبب لنا في مشاكل كثيرة)!!
ذاع صيتي لا إرادياً (بسبب كثر ةالمشاكل مع النصارى) بين جميع الطلاب والمدرسين أنني فتوة السنية في المدرسة، مما جعلني أقوم بتوزيع المشاكل على ما يمكن التعامل معه داخل أسوار المدرسة (بعلقات خفيفة) وما يستلزم الصبر عليه حتى الخروج من المدرسة من خلال (العلقات الثقيلة) المهم أنني في خضم هذه الأجواء الحماسية التي طغت على عقلي ونفسي، لم يفتني التعامل فيها مع كافة المشاكل صغيرها وكبيرها، وإنما فاتني شيء واحد فقط، هو أهم شيء بالنسبة لأسرتي ووالداي، ألا وهو الاهتمام بمذاكرتي ودراستي!!
حيث جاءت نتيجة آخر العام صادمة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معانٍ، وحدث ما لم يحدث لي في تاريخ دراستي، حيث رسبت في جميع المواد الدراسية قاطبة للصف الثاني الثانوي دون استثناء!! ولم أحظ حتى بدور ثان، وإنما هي الإعادة للسنة الدارسية كاملة، وكانت هذه الكارثة نتيجة طبيعية، لانشغالي التام عن الدراسة من جهة، وافتعال المشاكل مع الصغير والكبير من النصارى بالمدرسة والحي من جهة أخرى!!
وكل هذا كان في خضم تلك الموجة العارمة من الحماس المطلق!!
وقع هذا الخبر كالصاعقة على والداي وأسرتي، بعدما كنت من المتفوقين في المرحلتين الابتدائية والإعدادية!! وكانت العواقب التوبيخية أكثر من أن تُحتمل، ولكنني اعتبرتها نوعاً من الابتلاء؛ حيث كان عزائي الوحيد أنني ما ضيعت تلك السنة، وما أذهبت وقتي في لهوٍ أو لعبٍ، وإنما كان تفاعلاً مع أحداث استوجبت في قرارة نفسي التحرك الفوري لنصرة الدين ومواجهة الأعداء، حسب حدود فهمي آنذاك!!
المهم أن هذه الحادثة لم تفت في عضدي، ولم تصيبني بأي نوع من الإحباط أو التراجع، بل ولم تجعلني حتى أندم على ما قمت به، ولكنها جعلتني أصرف القدر اللازم من الوقت والجهد في الانتباه لدراستي، وبالفعل نجحت بفضل الله في تجاوز سنة الإعادة بنجاح كبير، ولكن جاءت السنة الثالثة من الدراسة الثانوية، لتحمل في طياتها ملامح عالم جديد، لا يُقارن في أحداثه بكل ما مر بنا في الحلقات الماضية من أحداث وفعاليات!! حيث اكتملت في أحداثها مسيرة الدعوة وضوحاً وجلاءً ، وشكلت في مجملها معالم على الطريق!!
هذه المرحلة، ستكون محور حديثنا في الحلقة القادمة إن شاء الله، فتابعونا مشكورين
خلاصة ما جاء في هذه الحلقة من العبر والدروس!!
· الأجواء الحماسية وحدها لا تكفي لتزكية النفوس ومنحها التربية الإسلامية الشمولية الخالصة؛ التي تمكنها من حمل راية هذا الدين، وتبليغ رسالته على النحو الأمثل، وإنما هي إحدى عوامل التهيئة الحافزة التي يستفاد منها في حدودها الشرعية، كالجهاد ومواجهة أعداء الله إذا اقتضت الضرورة!!
· ارتباط يقين القلب بالله تعالى، يصدق إذا وافق نية خالصة من العبد في القيام بعمل موافق لأحكام الشرع!!
· امتزاج العلم الشرعي، مع الخبرة الدعوية، وبعد الأفق في التفاعل مع الأحداث المختلفة، يولد البصيرة الحقيقية لما يسمى بفقه الواقع!! وهو من أسباب رحمة الله تعالى بالدعاة من عباده!!
· أيام الحياة تمر سريعاً بذكرياتها، فننسى منها الكثير، ولكن الله يحصي منها الذر والقطمير، فنسأل الله أن يتغمدنا بواسع عفوه ومغفرته ورحمته!!
وإلى لقاءٍ قريب بإذن الله مع الحلقة الحادية عشر من مذكرات تجربة
تعليق