Tweet
مذكرات تجربة
(الحلقة الثامنة)
السلفية الجهادية !!
السلفية الجهادية !!
وقد أخذت رقعة تلك المناوشات تتسع؛ لتتعدى النصارى إلى البلطجية، فاليوم معركة مع تجار الحشيش في(حارة البكري) التي تعتبر وقراً لتجارة الحشيش في حي روض الفرج، وغداً معركة ثانية مع بلطجية (عزبة الصفيح) الذين قاموا بتمديد الكهرباء لحفل زفاف من كهرباء المسجد (عنوة) وكان بهذا الحفل من الرقص والمجون ما الله به عليم!! وفي اليوم الثالث معركة أخرى مع عصابة هذا البلطجي الذي غازل شقيقة الأخ (فلان) حتى صار (الشوال الذي يضعون فيه السيوف أو السنج) التي يستخدمونها في (معاركهم) ويضعونها آخر النهار فوق سطح المسجد (طالع نازل) دون ملل أو كلل !!
كل هذا يدور أمام عيني وأنا في حالة من الذهول والحماس في آن واحدٍ، حيث قسمت جماعة المسجد نفسها إلى قسمين، قسم منشغل بطلب العلم، ويدرس يومياً كتب علم الحديث على يد الشيخ/عقل فاروق، ومنها كتابي(تهذيب التهذيب) و(تقريب التهذيب) في أصول التخريج، والقسم الآخر يغير على البلطجية في أوكارهم، حينما يقومون بارتكاب حماقات في حق الملتزمين!!
كنت بنظرتي القاصرة أعتبر ما يدور درباً من دروب الجهاد في سبيل الله، وبحكم خبرتي السابقة في حراسة المرمى، فقد تخصصت في التقاط الحجارة التي يُلقيها علينا البلطجية؛ قبلما تصل إلى رأس أي أخ من الإخوة، المهم أنني وجدت لنفس وسط كل هذه المعارك دوراً لا بأس به، حيث لا سابقة لي قبل الالتزام بمثل هذه (المواجهات)!!
ومن الذكريات الطريفة في واقعة (عزبة الصفيح) أن قائدهم وهو المعلم (محروس) كان ممثلاً لمصر في بطولة كمال الأجسام الدولية، وحاصل على ميدالية عالمية، وكان جسمه مفتول العضلات (ما شاء الله) بحيث يسد الأبواب طولاً وعرضاً، ولكنهم حينما أبلغوه بخبر صدام أهل عزبته مع (السنية) وكانوا يتوقعون منه أن يهب على الفور لنصرتهم كعادته، فإذا بهم يفاجأون بقوله : (الله يخرب بيوتكم، هو أنتم وقعتم مع السنية؟! دول ما بيعرفوش يهوّشوا بالمطاوي زينا (مثلنا) ده الواحد منهم يدب السكينة في بطنك، ويقولك في سبيل الله)!! فبدلاً من أن يؤازرهم، أرسل على الفور لصديقه القديم الشيخ/ ياسر طالباً منه الصلح، ومن يومها أصبح (محروس) يمثل حماية إضافية (للسنية) في منطقة الجزيرة، بعدما صاروا أصحاباً!!
كنت أقضي معظم أوقاتي مع الإخوة بالمسجد، وعندما أرغب في الخروج لأتمشى؛ أذهب فقط إلى عربة (الفشار) بتاعة الشيخ/ يسري خليفة الذي كان يتاجر ببيع (الفشار) عبر مجموعة من العربات المنتشرة بالمنطقة، فكنت أتناول غدائي وعشائي كوجبة (فشار) لأنني حرَّمت على نفسي الأكل من المنزل، بعدما ساءت حالة والدي المادية، وأخذ شقيقي الأكبر (مؤلف المسرحيات الشهير) هو الذي يصرف على البيت!!
وقد حرمت أمواله على نفسي تحريماً قاطعاً، فحاول والداي إثنائي مراراً عن ذلك، وإجباري على الأكل بالمنزل دون جدوى، وكنت أجد المهرب في الخروج من البيت، حيث كانت دراجتي التي أتجول بها على المساجد هي كل ما أملك في حياتي، وكانت الدنيا تظلم في وجهي؛ حينما تتعطل؛ ويلزمني إصلاحها عند العجلاتي، حيث لم أكن أملك قيمة إصلاحها اليسيرة في جيبي من جهة، ولا أرغب في الاقتراض من جهة ثانية!!
ولكن الله كان ييسرها بفضله ورحمته في كثير من الأحيان؛ وذلك بقدوم شقيقتي التي كانت تعمل معلمة بدولة الإمارات، حيث كانت تغدق عليَّ بكثيرٍ من المال، ورغم حاجتي الشديدة له، إلا أنه والله ما يمر عليه ليلة واحدة، حتى يكون الإخوة من حولي قد وسعوا على أنفسهم جميعاً منه، لنعود جميعاً بنفس راضية، وغير آبهة بمعاناة الأيام؛ لمسلسل الحرمان تباعاً، ونلتقي عند الشيخ/ يسري على وجبة(الفشار اللذيذ) حيث كانت قيمته بسيطة للغاية، ولكن لا بأس طالما أجرينا لأنفسنا عملية غسيل معدة منه خلال فترة تناولنا لبعض الوجبات المختلفة من المبلغ المذكور!!
كانت مجموعة الإخوة التي التقيت بها في مسجد الصوفية قديماً، وانتقلنا معاً إلى مسجد الجمعية الشرعية، قد تفرقت بين مختلف الاتجاهات والجماعات، فذهب العبد الفقير للسلفية الجهادية، وذهب كل من عماد ومحمد فؤاد للإخوان، في حين آثر كل من عادل وأحمد الذهاب إلى السلفية المذهبية، أما عصام وناصر وسامي ويحيى، فقد التفوا حول ظاهرة فريدة اسمها (الشيخ/ عبد الفتاح فهمي) حيث كان هذا الشيخ يمثل وحده بالفعل طرازاً خاصاً من أسلوب التفكير المتفتح على جميع الجماعات من جهة، مع عدم الانضواء تحت أي منها من جهة أخرى!! وقد استطاع بروحه الجميلة وآرائه الثاقبة أن يجمع بيننا جميعاً على اختلاف مدارسنا في أي لحظة شاء، وذلك لما يمتلكه من شخصية جذابة، وآراء أحسبها متجردة للحق!!
ولأنه من الصعب من وجهة نظري تكرار مثل هذه الشخصية في زمننا الحاضر، دعوني أعرج بكم عليها في استعراض غير مطول، لما فيها من روح الحيوية عالية، عسانا نقتبس ما يبعث نبض الحياة في قلوبنا من جديد لمعاني الخير والدعوة !!
فقد كان وحيد والدته، حيث توفي والده قبل ولادته بأيام، فعاش وحيداً مع أمه على معاش أبيه، وكان منذ التزامه طواقاً لنصرة هذا الدين، يتضح لك ذلك من جرأته في الحق؛ لدرجة أنك كنت تخشى في بعض الأحيان من إحراج بعض من ينتسبون إلى مختلف الجماعات الأخرى، حين مناقشتهم له، وقيامه بالرد عليهم بحجج صاعقة!!
ولكن سبحان الله، على الرغم من اختلافه مع كثير من الجماعات، إلا أن الكثير من أعضائها كانوا يحبون مناقشته، حيث كان لأسلوبه حلاوة في طرح وجهة نظره، فقد كان يرى الإسلام أعم وأشمل من أن تزعم جماعة واحدة، أنها تمثله بشموليته وعالميته، سواء كان الأمر متعلقاً بفكرها أو بوجهة نظر شيخها أو مرشدها، لذا كنت تراه في دعوته يتحرك بدقة علم أهل السلف، وجرأة أهل الجهاد، وحنكة الإخوان!!
فكنت والله أجد عنده الرأي إذا اختلطت الآراء، وكنت ألتمس عنده الرؤيا الناصعة إذا عتَّم على العقول الضباب، حيث كان يفاجئك بأفق أرحب بكثير في طريقة التفكير والتأصيل الشرعي، مقارنة بالحيز الضيق الذي اعتادت عليه معظم المدارس حينذاك!!
اضرب على ذلك مثالاً واضحاً بأول انتخابات برلمانية قرر الإخوان خوضها أيام الرئيس محمد أنور السادات، حيث انتشرت الفتاوى الصادرة حيينها من المدارس السلفية بالتحريم، ومن المدرسة الجهادية بالتكفير، ومن جماعة الإخوان بالوجوب، ومن مدرسة السلفية المذهبية بالعزلة، وصارت الساحة تعج بالاختلافات!!
جمعنا الشيخ/عبد الفتاح حيينها في منزله الذي صار مركزاً لتجمعنا؛ بعدما قررت والدته (رحمها الله) الهجرة منه، والالتحاق بمنزل إحدى أخواتها، وذلك بسبب كثرة زواره بالنهار من الإخوة، وبالليل من زوار الفجر لاعتقاله!! فقالت له والدته : (يبدو يابني أنك اخترت طريقك دون رجعة، وأنا ما صار عندي صحة لخدمة أحد، ولم أعد أحتمل هجوم زوار الفجر كل ليلة، لذا فسوف أنتقل للعيش مع إحدى شقيقاتي) فتركت له المنزل، وقضت عند شقيقتها بقية عمرها الذي قضاه هو في المقابل بين المطاردات والسجون والمعتقلات، حتى توفيت (رحمها الله) وأحسب أنها كانت راضية عنه، نظراً لأنه ولدها الوحيد من جهة، وأنه شكل لديها القناعة بحتمية التضحية في سبيل هذه الدعوة من جهة أخرى.
المهم أنه جمعنا لمناقشة هذا الموضوع، بسبب أن الكاتب الليبرالي المجرم الهالك عليه من الله ما يستحق (فرج فودة) الذي كان يسب الصحابة رضوان الله عليهم، ويتهمهم بارتكاب اللواط والفواحش، قرر خوض الانتخابات عن دائرة شبرا، وكان يرمي من وراء ذلك؛ لتقنين قانون جديد في مجلس الشعب، يقضي على الأزهر بإعلان وثيقة فكرية عن الإسلام، بحيث لو ثبت على أي فرد أن فكره مخالف لتلك الوثيقة، فإنه يعاقب بالإعدام شنقاً باعتباره من الخوارج، أو الأشغال الشاقة المؤبدة، وذلك في محاولة منه للتضييق على الدعوة، بل والقضاء على كافة الجماعات الإسلامية بمختلف توجهاتها!!
دار نقاشنا له حول شرعية الدخول لهذا البرلمان، وكيف يمكن أن تعرض أحكام الله على تصويت النواب، فهذا يمثل في حد ذاته كفراً صريحاً، وبأي دليل يبيح الإخوان لأنفسهم الإقدام على مثل هذا العمل الغير شرعي، والذي سوف يضفون به الشرعية على هذا النظام الفاسد والمجلس الباطل، فتركنا حتى أنهينا جميعاً كلامنا، ثم قال : كل ما تقولونه له وجهته الشرعية، ولكن دعونا الآن ننظر إلى الأمور من زاوية مختلفة تماماً، أتدرون أن هذا المجرم فرج فودة لو نجح في تلك الانتخابات؛ فسوف يغلق مجال الدعوة أمام الدعاة إلى الله تماماً؟!
هل تدرون أن هذا الأفاك يرمي إلى تجريم الفكر لأول مرة في مصر، ويساويه من ناحية العقوبة بمن يحمل المتفجرات أو الديناميت؟! فوجئنا بهذا الكلام، وتبين لنا بالفعل مدى صحته، وهو الأمر الذي غفلنا عنه تماماً!! فسألناه : وما العمل؟!
فقال لابد من الحيلولة بينه وبين تحقيق ذلك المخطط الخبيث؛ ولن يكون هذا إلا بإسقاطه في تلك الانتخابات بكافة الوسائل المتاحة، وعندي الحل، فقلنا له وما هو؟!
قال لقد قمت بتجميع كل مؤلفاته، وانتقيت منها العبارات الشاذة التي تؤلب عليه رجل الشارع العامي، وذكرتها برقم السطر ورقم الصفحة، ووضعتها في نشرة من صفحة واحدة، ثم صغت هذا البيان في الظهر الآخر من النشرة، فاطلعنا على ما قام به، فوجدنا أسطراً، تم انتقاؤها بالفعل بعناية فائقة، منها على سبيل المثال : (الحسين رجل عديم الإحساس) (إذاعة برامج الشعراوي في التلفاز خطر عظيم) (الشريعة الإسلامية لا تصلح لهذا الزمان) وغير ذلك الكثير من العبارات الإجرامية التي تستفز عامة المسلمين!!
أما في الواجهة الأخرى من النشرة، فقد كتب بياناً رائعاً في التوحيد، ولكن بأسلوب شرعي وحماسي بديع، وكان بعنوان : (وطفح الإلحاد من جديد) متمثلاً في كذا وكذا . . ثم استطرد بكلمات بسيطة تصل إلى أفهام العوام بسهولة ويسر، حيث ألقى الضوء فيها على فكر هذا الرجل المجرم، ومخالفته لعقيدة الإسلام، وقد كان بالفعل بياناً موفقاً بكل المقاييس!!
ثم طلب منا العمل فوراً على التحرك في كل اتجاه؛ لتوفير قيمة طباعته، ثم البحث عن المطبعة المناسبة؛ لطباعته سراً، وبعيداً عن أعين أجهزة أمن الدولة، ثم المشاركة الفعلية في توزيعه على كافة مساجد شبرا الجمعة القادمة بالتحديد!!
كانت خطته القاضية بصيانة حصن الدعوة وإنقاذها عن مخطط التضييق القانوني عليها، قضية عاجلة لا تحتمل النقاش ولا تقبل التسويف، فخرجنا من عنده تشتعل قلوبنا حماساً، وأيم الله ليس في جيب أحدنا ما يُطعم به نفسه، غير أننا كنَّا على يقين من أن تجميع قيمة الطباعة أمرٌ مقضي، وعملية الطباعة نفسها منتهية، بل وتوزيع تلك النشرة على كافة مساجد حي شبرا أمر محسوم لا ريب فيه بعون الله وقدرته!!
وبدأ المجرم (فرج فودة) حملته الدعائية باستخدام أوراق (الاستكر اللامع) التي تبهر الإنظار، وتجذب الجميع لقراءتها لأول مرة في مصر، مقابل الدعاية الأخرى التي كانت تستخدم ورق الصحف البالي والنشا في عملية اللصق على الجدران!! حيث كانت السفارة الإسرائيلية تمول حملته الانخابية جهاراً نهاراً، وكان الوحيد الذي يسمح له بدخول منزل السفير الإسرائيلي دون إذن مسبق؛ حسبما تبين فيما بعد!!
وفقنا الله برحمته لجمع قيمة طباعة مئات الآلاف من تلك النشرة، وقام الشيخ/ عبد الفتاح بتولي عملية طباعتها مخاطراً بنفسه في التفاوض مع المطابع المختلفة، حتى لا يعرض أحد إخوانه للخطر، ثم كانت ساعة الصفر، بحلول التسليمة الثانية من صلاة الجمعة بجميع مساجد شبرا، حيث بدأت عملية التوزيع كلمح البصر، وكنت بمفردي مع الشيخ/ عبد الفتاح نوزع النشرة أمام مسجد محطة رمسيس، فكان ينادي بصوت عالٍ : (اقرأ فتوى الشيخ الشعراوي في الملحدين)!! وذلك حتى يقبل الناس علينا بسرعة، ونتمكن من توزيع الكم الهائل الذي بين أيدينا؛ قبلما يكبس علينا الأمن!!
وقد نجحنا بفضل الله ورحمته في ذلك، ولكننا لم نسلك عند عودتنا طريقاً اعتيادياً، حيث نزلنا مشياً على الأقدام في مزلقان شبرا، الذي لا يسير فيه عادة إلا السيارات، حتى نتأكد من أنه لا يتبعنا أحد، ولا زلت أتذكر منذ ذلك الحين أنني لم أستطع المشي من شدة الضحك على ابتكار الشيخ المفاجئ لتلك العبارة، حيث بدا من طريقة ترديده لها، وكأنه بائع صحف مخضرم، قد اعتاد النداء على الناس كل صباح!! فلما رآني أضحك بهذه الطريقة الهيستيرية، قال لي وهو يبتسم : نعمل إيه بس أنت عاوزهم يمسكونا؟! لازم نفبرك الموضوع علشان العملية تمشي!!
رجعنا لمنزله، واجتمع حولنا كل الشباب الذين شاركوا في عملية التوزيع، وكانت الأخبار سارة ومفرحة، فقد نفدت جميعها؛ لدرجة أنه لم يتبق لدينا نشرة واحدة لم توزع، وبدأت الأخبار تتوالى علينا؛ لتثلج والله صدورنا، سواء تلك العبارات التي تلفظ بها الناس أثناء قراءتهم للنشرة، أو بعدم المساس بأي أخ من الذين قاموا بعملية التوزيع، وأتذكر من تلك العبارات قول احد الناس : (يابن الكلب، الحسين رجل عديم الإحساس؟! تبقى قابلني لو نجحت) وآخر يقول : (والله لنلطخ كل بوستراته بالقاذورات) أما التصريح الذي أثلج صدورنا بالفعل، فقد كان من أحد الضباط وهو يسأل أحد كبار الإخوة بالحي أثناء الاستدعاء، ويبدو أن هذا الضابط كان رجل أمن محنكاً بالفعل، حيث سأله قائلاً : (تُرى يا شيخ من الذي يقف وراء هذه النشرة التي لم تتبناها أي جهة حتى الآن؟! فالصياغة سلفية، وجرأة التوزيع جهادية، والتوقيت والحبكة إخوانية)!! فقال له الشيخ : والله ما أعرف، وكان بالفعل صادقاً.
وما هي إلا ساعات، حتى تلطخت كافة دعايات وبوسترات هذا المجرم في الشوارع بالمازوت والقاذورات، ومزقت لوحاته القماشية، وجاءت نتائج الانتخابات خيالية في قلب دائرة شبرا التي اكتظت بمؤيديه من النصارى، حيث لم يصوت له سوى 100 فرد فقط!!! في مفاجأة أثلجت والله منا الصدور، حيث لم يكن يتوقعها منًّا أحد!!
واستشعرنا بالفعل مع صغر أعمارنا، أننا نمضي وراء قائد صغير يقارب عمره أعمارنا، غير أنه يرى بنظره الثاقب وقت العتمة، ويعرف كيف يتحين الفرصة، ويصوب الهدف بدقة بالغة!! فكان أسلوبه لنا جذاباً، حيث أذاب بحسن تخطيطه وتحركاته الخلافات الفكرية بيننا، حين وضعنا جميعاً على محك نصرة هذا الدين، والدين فحسب، فشكل لدينا بشخصيته استثناءً من تقيدنا بجماعاتنا وحدود توجهاتنا الفكرية!!
أعلنت الصحف في اليوم التالي للنتائج أن هذا الوغد المسمى (فرج فودة) قد أصيب بنكسة صحية، بسبب هزيمته الفادحة، وقرر على إثرها مغادرة البلاد للعلاج بالخارج، حيث كان أحد العملاء الليبراليين الذين تمت تربيتهم بحظائر الخنازير بالخارج، تماماً كالذين نشاهدهم على شاشات إعلامنا الفاسد صباح مساء في الوقت الحالي!!
غير أنه وبعد سنوات طويلة قرر العودة إلى مصر؛ ليواصل مسلسله الدنيئ بالتطاول الرخيص على عقيدة الإسلام والمسلمين، فكان في ذلك حتفه!! حيث قرر أحد الإخوة الجهاديين، وبقرار وإرادة شخصية منه التقرب إلى الله تعالى بهذا الخنزير، فتمكن من قتله شر قتلة (ولله الحمد والمنة) فأراح الدنيا من سواد وجهه القبيح، نسأل الله أن يحشره في أسفل سافلين، وأن يجعل قتلة براءة لقاتله من النار، حيث لا يجتمع كافر وقاتله في النار كما ورد في الحديث.
نكمل مسيرتنا في الحلقة القادمة بإذن الله، مع قبس آخر من حياة الشيخ الصغير حيينها، الشيخ/ عبد الفتاح فهمي، حيث حفلت بالعديد من الفعاليات الاستثنائية.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ما جاء في هذه الحلقة من العبر:
· التوجهات الفكرية تلقي بظلالها على ردة فعل صاحبها، وتفسر له الأحداث من زاوية منظوره الخاص فحسب، فيحرم بذلك من شمولية النظرة، وبالتالي من شمولية التقييم !!
· أكاد أستشعر أن للشباب روحاً أضافية، غير الروح الاعتيادية التي تسري بالجسد، لأنها فترة العطاء (إما لله وإما لغيره) لذا خصها الله بسؤال العبد عنها يوم القيامة دون سائر العمر (وعن شبابه فيما أفناه)!!
· الفتح الرباني، يكون بحسب إخلاص العبد وتجرده لربه، ولا يرتبط بعمر ولا بقدم منزلة عند الخلق، وإنما هو شرف يمن الله به على من يشاء من عباده لخدمة هذا الدين!!
واستودعكم الله إلى لقاء قريب مع الحلقة التاسعة إن شاء الله
تعليق