معجزة نفض الفراش
لم يحدثنا النبي الكريم بحديث إلا وأثبت العلماء صدقه وهذا يشهد على أنه لا ينطق عن الهوى......
جاء على موقع سي إن إن مقالة بعنوان: "جحافل من الكائنات المجهرية قد تغزو فراشك"، حيث لفتت كثير من الدراسات إلى وجود أعداد هائلة من الكائنات المجهرية ترتع تحت طبقات الفراش، إلا أن الأبحاث الأخيرة حذرت من تزايد مشكلة حشرات الفراش، من عث أو بق، التي تتغذي على البقايا الجافة من دم، أو لعاب أو عرق أو أي من مخلفات الجسم في الأسرة.
ويشير تقرير "الرابطة الوطنية لإدارة الآفات" في الولايات المتحدة، إلى ارتفاع بنسبة 81 في المائة في انتشار البق السريري منذ عام 2000 ، جرت معالجة 67 ٪ من المناطق الموبوءة في الفنادق.
ويقول الخبراء إن جهود دحر حشرات البق والتخلص منها قد نجحت في ذلك خلال الخمسينات من القرن الماضي، إلا أنها عادت اليوم وبقوة، ويعلل انتشارها الجديد بسبب الاستخدام لأنواع حديثة من المبيدات الحشرية، إلى جانب كثرة السفر في الولايات المتحدة.
البق هي حشرات ذات ست أرجل مزعجة ومؤذية لا يتعدى طولها ربع بوصة وتقتات ليلاً، وتترك لدغتها علامة قد تستدعي الحك ويمكن أن يؤدي إلى الحساسية لدى بعض الناس. يقول العلماء: كون هذه الطفيليات تتكيف جيداً.. فمن الصعوبة بحق تجويعها.
إن البق ليس "الآفة" الوحيدة التي قد تغزو فراشك، فهناك أيضاً عثة الغار الذي تثير حساسية حوالي 10 في المائة من الناس، كما أن قد تثير ردود فعل أقوى بين من يعانون من الربو، وفق د. كليفورد باسيت ، أخصائي أمراض الحساسية في نيويورك.
كما لو أن "تطفل" تلك الحشرات المجهرية ذات الأرجل ثمانية، ليس مقززاً بما يكفي، فالعث بذاته ليس المسبب للسعال أو العطس، بل مخلفاتها "برازها" هو المسبب لذلك، بحسب الخبراء. ويوصي باسيت باستخدام أغطية فراش "مضادة للحساسية" لمنع تسلل العثة إلى طيات الأغطية أو الوسائد، وغسلها بماء ساخن بدرجة حرارة 130 درجة فهرنهايت.
الإعجاز في الحديث النبوي
إن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يغفل عن مثل هذه الظاهرة فأشار إليها في حديث يشهد على صدق نبوّته، فقال: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فِراشه بِدَاخِلة إزاره، فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه) [رواه البخاري ومسلم].
ففي هذا الحديث تنبيه لمخلوقات لا نراها ولا ندري بها، وهذه المخلوقات كان من غير الممكن رؤيتها في ذلك الزمن ولكن النبي الأعظم نبّه إلى ذلك، وهو أراد أن يعلمنا قاعدة من فواعد الطب الوقائي من خلال هذا الإجراء: نفض الفراش.
طبعاً اليوم يستخدم العلماء مواد للتعقيم وينصحون بغسل الفراش وتبريده وتهويتة وتعريضه للشمس، والنبيّ في ذلك الزمن أعطانا إجراء عملياً سهلاً ومناسباً ... وأشار إلى أهمية الاعتناء بنظافة الفراش، ونحن اليوم لدينا وسائل حديثة في التعقيم والنظافة والتخلص من هذه الحشرات المزعجة، فينبغي استخدامها.
ومع ذلك ينبغي على المؤمن أن يتبع الهدي النبوي فينفض الفراش قبل النوم، لأن هذا الإجراء يساهم في تخليص الفراش من نسبة كبيرة من الكائنات المزعجة ... فكم من طفل لدغه عنكبوت منزلي سام فكان سبباً في هلاكه، لأن مثل هذه العناكب تختبئ في زوايا المنزل وتحت الفراش... وكم من إنسان تأذى بسبب هذه الحشرات الصغيرة وعدم مراعاته للهدي النبوي الشريف.
ولا نملك إلا أن نصلي ونسلم على هذا النبي الأمي الذي علم المتعلمين، وكان حريصاً على أن يقدم لأمته ما ينفعهم وأن يبعد عنهم ما يضرهم، ولذلك قال تعالى في حقه: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة: 128-129].
تعليق