بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .ـ
أما بعد ..ـ
هكذا كان( محمد ) ، السن لم يتجاوز العشرين ، السمت سمت الصالحين ( نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا ) ، كان حريصًا على حضور درس ( مسجد الشاعر ) ، وكنت يركب معي السيارة ، ويتحفني عادة بالعطور ، وكنت أقول له مداعبًا : ربنا يطيبك بطيب الجنة ، وأقولها له باللغة الدارجة ( ربنا يريحك ) أي
( يطيبك ) ، ولكن لعله الآن قد ارتاح الراحة الأبدية .ـ
فها هي الدنيا لا تبقي لك حبيب ،روى الطبراني في الأوسط وإسناده حسن عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال : جاء جبريل إلى النبي فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه " ـ
قضى حبيبي في الله ( محمد) رمضان في منتهى النشاط ، صائما قائما ، يتهجد إلى قرابة الفجر ، واعتكف في العشر الأواخر ، وخرج من المعتكف إلى القبر ، خرج يلقى حتفه في حادث سيارة ، وكان سيذهب مع أصدقائه إلى الأسكندرية ليقابل أحد إخوانه المحبوبين إليه هناك ، ولكن الموعد اختلف ، واللقاء صار مع من هو أحن عليه وأرحم به من كل الخلق أجمعين .
لقي حتفه يوم الجمعة وتلك من المبشرات ، ودفن اليوم ( السبت ) وقت الضحى ، واجتمع عدد كبير من الإخوة لتشييع جنازته ، فاللهم ارحم عبدك محمد بن النيل فإنه صار عندك ، وأنت أهل التقوى وأهل المغفرة ، يا رب انت أكرم الأكرمين وأجود الأجودين فأكرمه برفقة خير النبيين في الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا .
انظروا لأحد الإخوة وقد أرسل لي يخبرني فقال :" أسالك يا شيخ بالله عليك أن تدعو له ، وتجعل الناس يخلصوا في دعائهم فإنى أشهد - وأحسبه عند الله كذلك ولا أزكي عليه أحد - أنه كان يحب الله ورسوله ، وفعل كثير من الخير، ودلني أنا على كثير من الخير ، وكان دائما يخبرني بقصص جميلة تقولها ، وقصص عن موت الفجاة التي تحدثت عنه أنت كثيرا، لكنى لم أتوقع أبدا أنه سيكون واحد من هؤلاء الذين يموتون فجأة"ـ
هذه القصة يمكن تكون أنت بطلها في يوم من الأيام ، في القريب العاجل ، يمكن أن تكون سمعت عنها ، أو تصورتها في خيالك ، لكن لم تتصور أن تكون أنت من سيشرب من كأسها .
موت محمد في هذا التوقيت ( بعد رمضان )رسالة تذكير لنا جميعًا
أقول : لعله صُفي ، ونال المنزلة عنده فاصطفاه بحسن الخاتمة .
وأنا وأنت ، هل لا زالت قلوبنا بأسقامها ؟ هل ما زلنا متعلقين بالدنيا مع فنائها ؟ هل موت محمد سيجعلك تتخذ القرار لتصحح توبتك ؟ هل موت محمد سيجعلك تفهم ( حقيقة الدنيا ) فتعمل عمل الآخرة ؟
تذكر فجأة الموت" كل نفس ذائقة الموت " فهل تخيلت أن الموت قد يأتيك وأنت بعيد ؟؟ وأنت شارد ؟؟ وأنت متلهف على الدنيا ؟؟ وأنتنائم عن الصلاة ؟ وأنت غافل عن ذكر الله ؟؟ فلماذا لا نتوب ؟!!
استحلفكم بالله أن تخلصوا في الدعاء لأخيكم محمد ، عسى أن تجدوا من يدعو لكم ساعتها ، وما يدريك لعل الساعة قريب .
اسمعوا هذه المحاضرات ففيها رسالة نذير ، وترحموا على حبيبي في الله ( محمد نيل ):ـ
( لعل الساعة قريب )
http://www.manhag.net/ola/details.php?file=218
( حكاية كريم )
http://www.manhag.net/ola/details.php?file=143
والله من وراء القصد
وكتبه
هاني حلمي
ـ5 شوال 1429 هـ
تعليق