Tweet
ردا على من زعم أنه يرد على الشيخ أبي إسحاق وشيوخ السلفية في حكم تهنئة النصارى
أولا
من أعظم المحرمات القول على الله بلا علم
فقد ذكر الله تعالى المحرمات بطريقة متصاعدة وجعل أعلا ها القول على الله بلا علم في قوله
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
فإذا أراد مثل هذا الشاب أن يتكلم في دين الله تعالى
حرم عليه ذلك حتى يتعلم أولا الدين حتى لا يضل هو ولا يضل الناس تبعا له
حرم عليه ذلك حتى يتعلم أولا الدين حتى لا يضل هو ولا يضل الناس تبعا له
ثانيا
لولا أن هذا الكلام انتشر وشاهده الآلاف ما رددت على مثل هذا الهراء
وأعجب من ذلك أني وجدت من الشباب الاسلامي من لم يستطع الرد عليه ويطلب ردا على هذا السخف والجهل
ثالثا الرد
أولا
بدأ الكلام بأنه لا يوجد تحليل ولا تحريم إلا بآية أو حديث ثم جعل يرد على الآيات والأحاديث التي استدل بها العلماء على تحريم التهنئة
فإن لم يكن هناك آيات ولا أحاديث فعلام ترد!!
ثانيا
تكلم عن مسألة تكفير النصارى
وهي محل إجماع من جميع علماء المسلمين بلا شك
من أصرح أدلة ذلك
قوله تعالى : { لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة : 17]
قوله تعالى :{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْعَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة :73] .
قال تعالى :{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران :19] .
ومن الأدلة :{ وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّىتَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَاللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [البقرة:120] . فسمَّى الله ما هم عليه (هوى)،
ولا يكون الهوى ديناً مقبولاً عند الله .
قوله تعالى :{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85]
ومن السنة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ :((وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ))[صحيح مسلم] .
فهل يؤمن النصارى بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم أم يكذبونه
ومن الحديث القدسي
قال الله تعالى شتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني أما شتمه إياي فقوله إن لي ولدا وأنا الله الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد وأما تكذيبه إياي فقوله ليس يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته .
الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 4323 في صحيح الجامع.
فهل لو كان الشتم لأبيك أو لأمك كنت تهنئه بعيده فكيف إذا كان الشتم والسب لله تعالى
فكفر النصارى أوضح من أن يستدل له
أما تفريقه بين النصارى والذين قالوا إنا نصارى
فتفريق لا طائل من ورائه
إذ الفرق بينهما على قولين
الاول
الذين قالوا إنا نصارى
دليل على أنهم ادعوا هذا الدين وابتدعوه فهو من قولهم وليس من عند الله
والثاني
أن قولهم إنا نصارى
هو وصف لهم حين قالوا لعيسى عليه السلام (نحن أنصار الله)
فذكرهم الله بقولهم ذلك حتى ينصروا الله ويتبعوا الحق الذي بشرهم به سيدنا عيسى عليه السلام ( ومبشرا برسولا يأتى من بعدي اسمه أحمد) ويتبعوا الحق الذي جاء به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولا يتبعوا أهواءهم
فما علاقة هذا التفريق بالحكم بكفرهم أو عدمه
وهو لم يذكر الفرق إذ لو ذكره لاستبان لكل ذي عينين أنه تفريق لا فائدة منه في المسألة
لكنها كقنبلة من الدخان يلقيها المخالف ليدخل من ورائها ما يشاء من المفاهيم
ثالثا
قال ( أنت عايز تفهمني إنك عندك دليل بيقول إن إحنا ميبقاش بينهم وبينا مودة ورحمة على فكرة أنا عندي دليل يعكس كلامك خالص)
هذا نص كلامه
فالآيتان هما
لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواإِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
فزعم أن المودة من البر وأن المودة غير منهي عنها
هو كلام باطل بلا شك
فأين هو من قوله تعالى
(ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَاأَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ
وقوله
لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواآبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُخَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وقوله
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَابِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًاحَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ
فعداوة الكافرين القلبية والبراء منهم لا تنتهي حتى يؤمنوا بالله
ومع الولاية والمودة غير معنى البر والقسط
ويعرف ذلك من لغة العرب التى نزل بها القرآن
فالولي
الولي: يطلق على كل من ولي أمراً أو قام به، والنصير، والمحب،والصديق، والحليف، والصهر، والجار، والتابع، والمعتق، والمطيع يقال: المؤمنولي الله، والمطر يسقط بعد المطر، والولي ضد العدو، والناصر والمتولي لأمور العالم والخلائق، ويقال للقيِّم على اليتيم الولي، وللأمير الوالي. قال الراغب الأصفهاني: الولاء والتوالي يطلق على القرب من حيث المكان ومن حيث النسب ومن حيث الدين، ومن حيث الصداقة، ومن حيث النصرة، ومن حيث الاعتقاد، والولاية النصرة، والولاية تولي الأمر..
فمن معاني الولاية كما ذكر ولاية العقيدة
ومن معانيها أيضا
الحب والنصرة والصداقة والاتباع وغيرها وليس فقط ولاية العقيدة
والنهي في الاية يشمل الجميع بلا استثناء
ثم ذكر في النهاية التفريق بين النصارى والذين قالوا إنا نصارى وقد ذكرناه
وبينا أنه تفريق لا أثر له في الحكم عليهم
وذكر الفرق بين الأهل الكتاب والذين أوتوا الكتاب
وهو أيضا تفريق لا فائدة منه
فالذين أوتوا الكتاب هم العلماء منهم و أهل الكتاب عوامهم
وكذلك أقسام اليهود المذكورة (بني اسرائيل الذين هادوا اليهود)
أيضا تفريق لا فائدة منه هنا
فالذين هادوا أي تابوا بعد عبادة العجل
أو تهودوا من العرب على قولين فيها
وبني اسرائيل هي نسبة لهم لسيدنا يعقوب عليه السلام
وهم اليهود من ذريته غير المتهودون من غيرهم
واليهود اسما جامعا لهم جميعا
وعلى كل حال أيا كان التقسيم
فكلهم من الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ :((وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ))[صحيح مسلم] .
فكلهم كفار وكلهم من أهل النار
وكما أسلفت
فهو لم يذكر الفرق إذ لو ذكره لاستبان لكل ذي عينين أنه تفريق لا فائدة منه في المسألة
لكنها كقنبلة من الدخان يلقيها المخالف ليدخل من ورائها ما يشاء من المفاهيم
هذا وإن كان من خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء
تعليق