قال الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" التحريم
وقال تعالى "فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين" البقرة
وقال تعالى "واتقوا النار التي أعدت للكافرين " آل عمران
وقال تعالى "فأنذرتكم نارا تلظى" الليل
وقال تعالى "لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون" الزمر
وقال تعالى "وما هي إلا ذكرى للبشر كلا والقمر والليل إذ أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر نذيراً للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر" المدثر
قال الحسن في قوله تعالى"نذيراً للبشر" قال والله ما أنذر العباد بشيء قط أدهى منها خرجه ابن أبي حاتم وقال قتادة في قوله تعالى "إنها لإحدى الكبر" يعني النار
وعن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "اتقوا النار" قال وأشاح ثم قال "اتقوا النار" ثم أعرض وأشاح ثلاثا حتى ظننا أنه ينظر إليها ثم قال "اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة" خرجاه في الصحيحين
وخرج البيهقي باسناد فيه جهالة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "يا معشر المسلمين ارغبوا فيما رغبكم الله فيه واحذروا وخافوا ما خوفكم الله به من عذابه وعقابه ومن جهنم فإنها لو كانت قطرة من الجنة معكم في دنياكم التي أنتم فيها حلتها لكم ولو كانت قطرة من النار معكم في دنياكم التي أنتم فيها خبثتها عليكم"
وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها"
وفي رواية لمسلم "مثلى كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها" قال "فذلكم مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني وتقتحمون فيها"
وفي رواية للإمام أحمد "مثلي ومثلكم أيتها الأمة كمثل رجل أوقد نارا بليل فأقبلت إليها هذه الفراش والذباب التي تغشى النار فجعل يذبها ويغلبنه إلا تقحما في النار وأنا آخذ بحجزكم أدعوكم إلى الجنة وتغلبوني إلا تقحما في النار"
وقال يوسف بن عطية عن المعلي بن زياد كان هرم بن حيان يخرج في بعض الليالي وينادي بأعلى صوته عجبت من الجنة كيف نام طالبها وعجبت من النار كيف نام هاربها ثم يقول "أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون... الآية" الأعراف
تخويف أصناف الخلق بالنار وخوفهم منها
النار خلقها الله تعالى لعصاة الجن والإنس وبهما تمتلئ
قال الله تعالى "ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أذان لا يسمعون بها" الأعراف
وقال تعالى "وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين" هود وقال تعالى "ولكن حق القول منى لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين" السجدة
وقال تعالى "ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس" الآية إلى قوله تعالى "قال النار مثواكم خالدين فيها" الأنعام
وقال تعالى حاكيا عن الجن الذين استمعوا القرآن "وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا" الجن
وقال تعالى "سنفرغ لكم أيها الثقلان فبأي آلاء ربكما تكذبان الرحمن يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران" إلى قوله "فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان فبأي آلاء ربكما تكذبان يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام" الآيات الرحمن ولهذا روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ هذه السورة على الجن وأبلغهم إياها لما تضمنت ذكر خلقهم وموتهم وبعثهم وجزائهم وأما سائر الخلق فأشرفهم الملائكة وهم متوعدون على المعصية بالنار وهو خائفون منها
قال الله تعالى "وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين" الأنبياء
وأما غير الحيوان من الجمادات وغيرها فقد أخبر الله سبحانه أنها تخشاه قال تعالى "وإن من الحجارة لما يتفجر منها الأنهار وإن منا لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله" البقرة قال ابن أبي نجيح عن مجاهد كل حجر يتفجر منه الماء ويتشقق عن ماء أو يتردى عن رأس جبل فهو من خشية الله عز وجل نزل بذلك القرآن
البكاء من خشية النار ينجي منها وأن التعوذ بالله من النار يوجب الإعاذة منه
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع" خرجه النسائي والترمذي وقال صحيح
وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول "عينان لا تمسهما النار عين بكت في جوف الليل من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله عز وجل" خرجه الترمذي وقال حسن وعن أبي ريحانة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "حرمت النار على عين دمعت أو بكت في جوف الليل من خشية الله وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله وذكر عينا ثالثة" خرجه الامام أحمد وهذا لفظه والنسائي والحاكم وقال صحيح الاسناد وخرجه الجوزجاني ولفظه "حرمت النار على عين سهرت بكتاب الله وحرمت النار على عين دمعت من خشية الله وحرمت النار على عين غضت عن محارم الله أو فقئت في سبيل الله" وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال "ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه دموع ولو كانت مثل رأس الذباب من خشية الله ثم تصيب شيئا من حر وجهه إلا حرمه الله على النار" أخرجه ابن ماجه
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به الاسلام والمسلمين.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
تعليق