إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قسوة القلب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قسوة القلب



    ذكر ابن القيم رحمهالله بعض القصص التي تدلّ على رحمة الحيوان بعضه ببعض ، وعطف بعضه على بعض ، بلوحنوّ بعضه – أحيانا – على بعض بني البشر !

    فمن ذلك قوله عن الْحَمَام :
    ومن عجيب أمرها ما ذكره الجاحظ أن رجلا كان له زوج حمام مقصوص وزوج طيّار ،وللطيار فرخان قال : ففتحت لهما في أعلى الغرفة كوة للدخول والخروج وَزَقِّ فراخهما . قال : فحبسني السلطان فجأة فاهتممت بشأن المقصوص غاية الاهتمام ولم أشك في موتهمالأنهما لا يقدران على الخروج من الكوة وليس عندهما ما يأكلان ويشربان . قال : فلماخلّى سبيلي لم يكن لي همّ غيرهما ، ففتحت البيت فوجدت الفراخ قد كبرت ووجدت المقصوصعلى أحسن حال فعجبت ، فما لبث أن جاء الزوج الطيار فدنا الزوج المقصوص إلى أفواههمايستطعمانهما كما يستطعم الفرخ فزقّاهم . فانظر إلى هذه الهداية فإن المقصوصين لماشاهدا تلطف الفراخ للأبوين وكيف يستطعمانهما إذا اشتد بهما الجوع والعطش فعلا كفعلالفرخين فأدركتهما رحمة الطيارين فزقّاهما كما يَزقّان فرخيهما .

    ونظير ذلكما ذكره الجاحظ وغيره . قال الجاحظ : وهو أمر مشهور عندنا بالبصرة أنه لما وقعالطاعون الجارف أتى على أهل دار فلم يشك أهل تلك المحلّة أنه لم يبق منهم أحدفعمدوا إلى باب الدار فسدّوه ، وكان قد بقي صبي صغير يرضع ولم يفطنوا له ، فلما كانبعد ذلك بمدة تحول إليها بعض ورثة القوم ففتح الباب ، فلما أفضى إلى عرصة الدار إذاهو بصبي يلعب مع جراء كلبة قد كانت لأهل الدار فراعه ذلك ، فلم يلبث أن أقبلت كلبةقد كانت لأهل الدار فلما رآها الصبي حَبَا إليها فأمكنته من أطْبَائها ( أثدائها ) فمصّها ، وذلك أن الصبي لما اشتد جوعه ورأى جِراء الكلبة يرتضعون من أطْبَاء الكلبةحَبَا إليها فعطفت عليه ، فلما سقته مرة أدامت له ذلك ، وأدام هو الطلب ، ولايُستبعد هذا وما هو أعجب منه ، فإن الذي هَدَى المولود إلى مص إبهامه ساعة يولد ثمهداه إلى الْتقام حلمة ثدي لم يتقدم له به عادة كأنه قد قيل له هذه خزانة طعامكوشرابك التي كأنك لم تزل بها عارفا . اهـ .

    غير أن هناك من قلوب بعض البشرما تتجاوز الصخر قساوة
    {
    ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّنبَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَالْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَايَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْخَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}

    إنهليعتصر قلبك حينما تسمع قصة رجل قتل زوجته وأولاده

    أي رحمة نُزعت من قلبه؟
    ولا تُنـزع الرحمة إلا من شقي

    أو تقرأ قصص أطفال امتهنتهم زوجاتآبائهم حتى لكأنك تقرأ قصص فرعون مع أطفال بني إسرائيل !

    وربما شاب رأسكوأنت تتأمل في قصص أطفال لو نزلت على جبل لَـنَـاء بحملها !

    فتقف متسائلا :
    أي نوعية هؤلاء من البشر ؟
    أيصح أن يُقال إن لهم قلوباً ؟
    أيعقل أنهمعرفوا معنى الرحمة ؟
    أشك !

    ألم تسمع عن أخبار تعذيب العاملات من الخدم؟!
    ألم تسمع عن تعذيب النساء ؟
    حيث يُعذّب الرجل زوجته ويسومها سوء العذاب
    حينما تسمع تلك القصص تشكّ أن أولئك يحملون قلوبا تجري فيها الدماء
    هليُعقل أن توجد هذه الطِّـبـاع في بني آدم ؟؟؟

    أيبلغ الأمر إلى حد الشقاوةفتُـنـزع الرحمة من قلبه ؟؟؟

    هـب أن المودة ماتت بين الزوجين .. أين ذهبتالرحمة ؟؟

    التي قال عنها رب العزة سبحانه : {وَجَعَلَبَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}

    لنفترض أن الرحمة هي الأخرىنُـزِعـت .. فأين الخوف من الله ؟


    أين الإنسانية في التصرف .. بل أينالرحمة البهيمية ؟؟ التي جعلها الله في قلوب الحيوانات حتى إن الدابة لترفع حافرهاعن ولدها خشية أن تصيبه . كما في الحديث .

    روى البخاري ومسلم من حديث أبيهريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «جعلالله الرحمة في مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا ، وأنزل في الأرض جزءاواحدا ، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه . »

    أوَ ما سمعت عن أُناس تمتصّ عرق الآخرين لتعيش كـ مصاصة الدماء؟
    !

    أيصح أن قلوب بعض بني آدم تبلغ هذا الحد من القساوة ؟! حتى لكأنها تهزأبالصخر ، أو تَسْخَر بالحَجَر !

    ولذا فإن القلب القاسي متوعّد بالويل ليلينرغما عن صاحبه !
    قال سبحانه وتعالى : {فَوَيْلٌلِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ}

    وقال عليه الصلاةوالسلام : «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلامبغير ذكر الله قسوة للقلب ، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي . » رواهالترمذي
    .

    ويكفي في ذمّ قسوة القلب أن جعلها الله عز وجل وصفـاً لليهود ،فقال : {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْوَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِوَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ}

    إن القلوب التي لم تلِنللخطاب الرباني ، ولم ترحم عباد الله لا ريب أن النار أولى بها
    .

    أما تأملتما سمعت مِراراً ؟!

    {
    نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ . الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ . إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ . فِيعَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} [6-9]

    فهذا بعض وصف النار – أجارك الله – وهيتبلغ القلوب القاسية


    قال ثابت البناني : تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء ، ثميقول : لقد بلغ منهم العذاب ، ثم يبكي .

    قال غير واحد من المفسِّرين : وخَصّ الأفئدة لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه ، أي إنه في حال من يموت ،وهم لا يموتون . اهـ .

    فنعوذ بالله من قسوة القلب
    وقد كان من دعائهعليه الصلاة والسلام :
    «
    اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسلوالجبن والبخل والهرم وعذاب القبر ، اللهم آتِ نفسي تقواها وزكِّها أنت خير منزكاها أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ،ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها . » رواه مسلم .

    فقداستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من قلبٍ لا يخشّع ، ولا يتأثّـر بموعظة ، ولايرِقّ لضعيف أو يتيم أو مسكين .

    فنعوذ بك اللهم من قلبٍ لا يخشع .
    أسأل الله الإخلاص فى هذا العمل وأن ينفع به الاسلام والمسلمين.
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
    التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 11-01-2012, 03:52 AM. سبب آخر: التنسيق


    هذا التوقيع افتراضيا لأى عضو جديد لذا يمكنك تغييره من لوحة التحكم او بالضغط على الصورة بأعلى

  • #2
    رد: قسوة القلب

    نسال الله ان يثبتنا
    وان يجعلنا من الربانيين
    اللهم امين
    وجزاكم الله خيرا
    اللهم يا مقلب القلوب
    ثبت قلوبنا على دينك
    ...............
    اللهم ارزقنا الأخلاص

    تعليق


    • #3
      رد: قسوة القلب

      جزاكم الله خيرًا أخي الحبيب
      بارك الله فيكم
      ونفع بكم
      ضل الطريق من ترك الطريق . عودة من جديد

      يامن خذلتنا وخذلت إخوانك .. في وقت احتاجوا فيه نصرتك وعونك لهم .. ولكنك تركتهم ولم تلتفت لهم .!
      ابشر بالخذلان .

      حزب العار

      تعليق

      يعمل...
      X