فــوائـــــــــــــــد (23)
· غريب الدنيا يشعر بالمهانة بعيدأ عن أهله وصحبه الذين يعرفون له قدره، أما غريب الآخرة، فهو ذاك الذي غرَّبه عمله، فلم يجعل له بين يدي الله من الخير رصيداً، ولا بين المؤمنين شاهداً وشفيعاً!! فما أقسى غربة الآخرة التي تودي بصاحبها إلى قعر نارٍ، نزع الله منها الرحمة، فاللهم لا تجمع علينا غربة الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين!!
· سبحان من جعل الليل لعباده لباساً، فقامه الصالحون سجداً وركوعاً، ليجعلوا منه بدموع مقلهم قناديلاً تنير قبورهم يوم الظلمة، في حين بارز العاصون فيه ربهم بالفواحش، ليلهبوا به أجسادهم نيراناً وسعيراً يوم الحسرة!!
· ربي عرفتك رحيماً غفوراً، وعرفت نفسي غافلاً جهولاً، فاللهم أدخل عظيم جرمي في عظيم عفوك، وعاملني بما أنت أهله ولا تعاملني بما أنا أهله، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة، برحمتك يا أرحم الراحمين.
· يكفيني أن يكون ربي هو رب العالمين، فلن أعدم مغفرة من يرزق الكافر به، ويمهل العاصي لأمره، ويتجاوز عن المسيء بعفوه، فاللهم يا من وسعت رحمته كل شيء، ماذا يساوي ذنبي في جناب سعة رحمتك، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما؟!
· اللهم يامن خلقتني . . اهدني لصراطك المستقيم، ويا من رزقتني . . علمني التأدب في شكر نعمتك يا كريم، ويا من إليه مرجعي . . أحسن وفادتي إليك . . فإنني وعزتك وجلالك أذل مسكين!! وإلى رحمتك من أشد المحتاجين!!
· تزهو الدنيا بعض الأحيان في أعيننا، حتى إذا ما رأينا مبتلى، قد فارقته جميع ألوان السعادة وأسبابها، عرفنا أن دنيانا حقيرة ولا تساوي شيئاً، وأنها قرينة النقصان، ليرتد السؤال تلقائياً إلى نفوسنا : فعلام الزهو بها إذاً؟!
· يأبى العزيز سبحانه إذا تعالى عابدٌ بطاعته إلا ردها، ولا غنيٌ بماله إلا أحوجه، ولا قويٌ بصحته إلا أسقمه، ولا مختالٌ في مشيته إلا أذله، ولا صاحب منصب بسلطته إلا أزال عنه سلطانه، ولا صاحب نسب إلا وضعه، ولا مرائٍ بعلمه إلا فضحه!! فتأدب مع الله، كي لا تعلمك العواقب حقيقة الأدب!!
· من يمنُّ الله عليه بكرمه؛ يمزج تجارة الدنيا بتجارة الآخرة بتسخير دنياه في أوجه العمل الصالح، فيربح الاثنين معاً!!
· تهب على روحك رياح فتن الدنيا من كل جانب، وبين جنباتها قلبك يتقلب، والنفس يلهبها الهوى رغبة وجهلاً، ألا تستحق تلك الأمواج العالية من الفتن أن تحتمي منها بمركب الصحبة الصالحة؟! فوالله لا نجاة للعبد إلا بصحبة تقربه من ربه، وبيئة تخمد نوزاغ الشر في نفسه، وتذكير بالله يسبح بروحه بعيداً، حيث روضات الجنان، وأحضان الحور الحسان، ورؤية وجه الرحمن!!
· لن تنجح في اختبار الدنيا، إلا إذا استحضرت دائماً أنك بالفعل في فترة اختبار، وعليك تهيئة نفسك دائماً للإجابة على تساؤلاته، بصفاء توحيدك، وصدق مقصدك، وحسن عملك، ثم تخلص الدعاء أملاً في نيل رحمة ربك!!
تعليق