فــوائـــــــــــــــد (22)
· لقد أصاب النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقية في جوهرها؛ حينما أوصى بذات الدين!! إذ أن عديمة الدين لا تؤمن على عرضٍ أو مالٍ أو ولد!! فأغنى الأغنياء من البشر لا يساوره أدنى شك في أن زوجته قد تقلب له ظهر المجن بزاوية 180 درجة حال تبدل الأحوال عليه، مع فرصة الارتباط بغيره ممن هو أيسر حالاً!! أما ذات الدين فهي رفيقة اليسر والعسر، ومحل الثقة وموطن الائتمان على العرض والمال والولد!! تمنيت لو كان بوسعي أن أضع تاج الوقار على رأس كل صاحبة دين من المسلمات، وفي مقدمتهم زوجتي الكريمة، وقبل ذلك تقبيل قدم النبي صلى الله عليه وسلم على نصيحته الذهبية!!
· في بحر الفتن، يظن أهل الشاطيء - السالمون من مخاطره - أن مشاهيره في الأعماق من السعداء الفرحين، وأنهم من الخوف والقلائل سالمون، وأنهم للغوص في أعماقه من المحترفين، ولا يدرون أنهم مساكين ضائعون، وفي أعماق الوحشة مغمورون، وللأمان مفارقون، ولمعاني السكينة والرحمة مستوحشون، وعلى شهواتهم وملذاتهم غير آمنين، فاسلم بنفسك مما قد عفاك الله من خوضه من الفتن، واحمد الله على نعمة العافية والسلامة، وإياك أن تستشرف للفتن فتستشرف لك، ولا يلومن من وضع نفسه موضع الشبهات إلا نفسه!!
· كتلة الضيق والكآبة التي تستشعرها في نفسك حال وقوعك في المعصية؛ كانت نتاجاً لحومك حول الكبائر، فالحوم حول الكبائر قلَّ أن تسلم معه القدم من الانزلاق؛ مهما أوهمك الشيطان بقوة دينك، أو ألبس عليك بحسن الظن بنفسك!! فاهرب من مواطن الفتن ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، إذ أن النجاة لا تكون إلا بالابتعاد عن مواطنها من جهة، وتوثيق العلاقة والصدق مع الله من جهة أخرى، فاثبت ثبتك الله برحمته.
· ليست العبرة في التوبة بالاستغفار عن قلبٍ غافل لاهي!! وإنما العبرة بالاستغفار عن قلب، يكاد الندم أن يقطعه حسرة وألما!!
· خير ما يستثمره العبد في هذه الحياة؛ هي سعة رحمة الله تعالى، فبها يسعى لمغفرة ذنبه، وبها يرجو عظيم الأجر على عمله، وبها يرجو العفو عن تقصيره وزلاته؛ حال قدومه على ربه، وبها يحسن الظن بربه ألا يدخله النار وقد أحبه؟!
· روح خفية، بها من اليقظة والأمل والعزيمة والتحدي، ما يجعل العبد يحيا سعيداً في حياته، تنتج عن قرب العبد من ربه، وسعيه الحثيث على ابتغاء مرضاته، في حين تنبعث عن المعصية روح خبيثة، بها من الإحباط والكسل واليأس من الحياة، والقنوط من رحمة الله، ما يجعلها من أشد أسباب تعاسة العبد وشقاؤه!! فاللهم ارزقنا طاعتك وارحمنا بترك المعاصي أبداً ما أبقيتنا.
تعليق