فــوائـــــــــــــــد (21)
· القنوط ثوب من قيحٍ مستقذر قبيح المشهد، مُنتن الرائحة، يُلبسه الشيطان للعبد بمجرد وقوعه في المعصية؛ ليشعره أنه مصنوع من خلاصة ما في نفسه من سوء!! وأنه لا فائدة منه على وجه الإطلاق؛ حتى يصل به إلى حالة من اليأس المطبق الذي لا تبقى معه أي بارقة من الأمل في التوبة وطهارة النفس!! في حين لو تأمل العبد؛ لعلم أن هذا الشعور؛ إنما هو مجرد استثمار من الشيطان الرجيم لشؤم توابع المعصية، وأن مادة هذا الثوب إنما هي من صنيعة الشيطان تماماً، ولا علاقة للعبد بها من قريب أو بعيد، وأكبر دليل على هذا؛ أن الله قد حذر من القنوط كله، ورغَّب في التوبة كلها، ووعد بمغفرة الذنب كله!!
· أنت مأجورٌ على مقاومة نفسك الأمارة بالسوء، ومأجورٌ على تراجعك عن ارتكاب المعصية قبل الولوج فيها، ومأجورٌ على استغفارك منها؛ حتى ولو لم تتراجع، ولكن الله قد حال بينك وبين الوقوع فيها برحمته، وكان هذا الاستغفار منك استدراكاً لقبح ما كنت ستقدم عليه؛ ولولا رحمة الله بك ما استفقت، ومأجورٌ على تمني فعل الخيرات وترك المنكرات، ومأجورٌ حتى على التوبة مما وقعت فيه من المعاصي، ومأجورٌ على قولك أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!! فهلا قدمت هذا الكشف من الحساب للشيطان اللعين؛ كلّما أراد أن يُغويك، لكي تلبسه أنت ثوب القنوط من إغوائك؟!
· والله أنَّ في الليل لمنح رائعة؛ لتأصيل صدق العلاقة بربك، وكلّما كان الصدق منك أنقى وأطهر؛ كلّما استشعرت أن الحياة بالطاعة أرحب وأجمل، فانهل ثم انهل من نفحات قيام الليل يرحمك الله، فإنما هي فرصتك لإضاءة قبرك، وسرعة تجاوزك لصراط ربك؛ يوم تعرض عليه سرائر عملك!!
· يارب ما أوسع رحمتك، تعامل بالرأفة والستر، من يتجرأ على معصيتك من أمثالنا، فلك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد بعد الرضى، ولك الحمد أبداً أبداً؛ على واسع كرمك وحلمك ورحمتك!!
· إذا علمت أن العاقبة للمتقين، وأن الشيطان قد يأس من المخلصين، فما الذي يمنعك من تزكية النفس بصفات المخلصين؛ لتسلك بها سبيل المتقين، فتبلغ الفوز بذروة النعيم يوم الدين؟!
· كلنا يبحث في أمر سياسة الدنيا عن صلاح الدين، فأين منَّا صدق الصديق في أمر الدين؟! فاللهم ارزقنا صدق أبي بكر، ونقاء عمر، وكرم عثمان، وحكمة عليّ، وزهد عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنهم أجمعين.
· إلا بُعداً لعبد بقي من عمره لحظة واحدة، فظن أن توبته فيها لن تدرك به رحمة الله!! فاللهم ارزقنا صدق التوبة وحسن الخاتمة بواسع رحمتك.
تعليق