لم نكن نحن أول من إبتكر بدلات الغوص, بل سبقنا إليها العنكبوت!
هو العنكبوت الوحيد من بين آلاف الأنواع من العناكب الذي يقضي معظم حياته في الماء! انه “عنكبوت الجرس الغواص \ Diving Bell Spider” وإسمه العلمي “أرجيرونيتا أكواتيك \ Argyroneta aquatic”. إعتقد العلماء في البداية أن هذا النوع من العناكب يخرج الى السطح لأخذ حاجته من الأكسجين, لكنه أثبت لهم انه على قدر أكبر من الذكاء والحرفية فهو قادر على البقاء في الماء ليوم أو أكثر بفضل فقاعة هوائية على شكل جرس يطلق عليها اسم “جرس الغوص” يصنعها العنكبوت بكل ذكاء و مهارة, وهي عبارة عن شبكة ينسجها العنكبوت على شكل جرس ثم يقوم بتثبيت فقاعات الهواء التي يمسكها من على سطح الماء بطريقة مدهشة وتجميعها على الشبكة ليصل بها الى الحجم المطلوب وذلك لتأمين حاجته من الأكسجين الذائب في الماء ولمسك فريسته وغيرها من الوظائف!
تمثل هذه الفقاعة دور الخياشيم بالنبسبة للعنكبوت كما أنها جحر الاختباء الذي يختبيء فيه بعيدا عن مفترسيه من الطيور والمصيدة التي يحبس فيها فريستها من الأسماك الصغيرة تماما مثل الشبكة بالنسبة لعنكبوت اليابسة. أنثى عنكبوت فقاعة الجرس تنتج فقاعة أكبر لتتسع لبيوضها معها.
مع الوقت تضمر الفقاعة بسبب تسرب النيتروجين منها الى الماء و بذلك يكون على العنكبوت الخروج الى السطح لنسج شبكة جديدة لإنتاج فقاعة جرس جديدة.
لقد سبقنا هذا العنكبوت بكثير في إبتكاره هذا, فهو يستخدم هذه التقنية منذ مدة زمنية غير محددة كأسلوب حياة بينما في الجهة المقابلة بدأ البشر في شق غمار البحار عبر إستعمال معدات الغوص في عام 1837وكان في ذلك الحين أحد الإنجازات العلمية والعملية التي مرت بالعديد من التطورات حيث مهدت الطريق لإبتكارات الغوص المتوفرة في هذه الأيام حيث بدأت معداتنا تتشابه مع معدات العنكبوت في بداية الستينات من القرن الماضي حيث أصبح الإنسان يحمل مؤونته من الأكسجين (كما يفعل العنكبوت). الصورة التالية لرسم توضيحي لمعدات الغوص البدائية نشرت في صحيفة “The Illustrated London News” البريطانية في عام 1873.
دمتم فى حفظ الله
تعليق