فــوائـــــــــــــــد (20)
· أولى شيء بالطلاق البائن هو حسن الظن بنفسك!! إذ كيف تأمن على نفسك، والفتن تحيط بها من كل جانب، وفي جوفها قلب لا يفتأ عن التقلب؟! وعليه فالأصل وضعها تحت المراقبة الحثيثة؛ حتى تبلغ الروح الحلقوم؛ بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، لتكون النجاة بإذن الله!!
· إذا استطعت فافعل ما يجعل من إيمانك (شخصية مترفعة عن الدنايا) داخل خبايا نفسك، ومن شرورها (شخصية منبوذة محتقرة) داخل سجنها في أعماق نفسك، بحيث تجعل لشخص الإيمان عليها سلطاناً مبيناً؛ فيعمل على كبت شرورها؛ وكأنه سجانها؛ وبالتالي تسهل عليك الموازنة بين ما في نفسك من الخير والشر من جهة، وتحول بين الشيطان وبين غلبتك بمشاعر اليأس والقنوط؛ حال اقترافك للمعصية من جهة أخرى، إذ يسعى دوماً لإحداث انهيار تام في إيمانياتك بمجرد وقوعك في أي معصية، غير أنك بهذه الفيصلية تستطيع تحديد أسباب الزلل، وتداركه من ناحية، وتنجو من الوقوع في شباك القنوط من رحمة الله، والتي هي الهدف المنشود دوماً للشيطان من ناحية ثانية!!
· حتى الكافر يحترمك في قراره نفسه، ما دمت ثابتاً على مبادئك، لأن لسان حالك ينطق بالحق الذي يعجز هو عن القيام به، والخلاصة كن مع الله، ولا تعباً بمخالفة الناس في سبيل إرضائه سبحانه، فمن أرضَ الله بسخط الناس، نال رضاهما معاً، والعكس من ذلك صحيح!!
· ستظل محارباً لشبح الشر في نفسك؛ ما دمت صادقاً مع الله من أعماق قلبك، واعلم أن راية الحق لا تسقط أبداً من يد صادق ملتصق بربه، مهما زلت به الأقدام، طالما كان في سعة رحمة رب العالمين بحبوحة لمغفرة ذنبه!! وعليه فلن تسقط منك الراية أبداً بإذن الله؛ حتى تسلمها مرفوعة بالحق بين يدي الله يوم القيامة، فاجعل من ذلك هدفاً لك، بل اجعله حديث نفسك!!
· يارب بلغ منَّا الضعف مبلغه؛ حتى لا نكاد نصمد أمام فتن الدنيا صغيرها قبل كبيرها!! فاجعل من الحيلوية بيننا وبين فتن الدنيا أولى منازل رحمتك بنا يا من وسعت رحمته كل شيء، وخذ بأيدينا إليك أخذ المساكين والفقراء والمحتاجين إليك، فليس لنا إلا واسع رحمتك!!
· أحسن الظن بربك دوماً، واجعل من حسن ظنك به سبحانه، غصَّة شوك تلقيها في حلق الشيطان؛ كلَّما حاول أن يلقي عليك من ثياب القنوط ما يحول بينك وبين رحمة الله تعالى، أو صحبة الصالحين، وقل : أيُّها الشيطان تحسَّر ندماً، وابكِ بدلاً من الدموع دماً؛ على ما حرمك الله منه، ووهبني أياه صباح مساء، إنها نعمة التوبة!! (أشهدكم أني قد غفرت له)!!
· لو علم العبد مقدار سعة رحمة الله تعالى؛ لتدلل على ربه!! ولكن يأبى الله إلا أن يتعبد خلقه بجناحي الخوف والرجاء!! فاملأ قلبك بالخوف من سخط الحليم إذا غضب، واغمر جنباته بالرجاء أملاً في عفو من سبقت رحمته غضبه!! فاللهم لك العتبى حتى ترضى.
· كن كطفلٍ جاهلٍ عند تذللك لربك أن يغفر ذنبك، فوالله أن صوت بكاء الطفل على جهله؛ ليؤثر في قلوب القساة من البشر، أفتظن أن تنهيدات قلبك، ونحيب صدرك خوفاً وندماً، وأنت العاقل التائب؛ لن تجلب لك مغفرة من وسعت رحمته كل شيء؟!
· اللهم إليك أشكو شرور نفسي، وضعف إيماني، وهوان عزيمتي، فاجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً على نفسي، وممداً تضاعف به إيماني، وقوة تشد بها عزيمتي، فأنت خير مطلوب، وأرحم مسؤول، وأغنى مأمول، يارب العالمين.
تعليق