( الذكيّ من يُخَطِّط ... والغبيّ من يُثَبِّط ).
ـ يقولون :(جماعة فلان وفلان وفلان فاسدة ومرائية وتتاجر باسم الدين ولا تصلح لقيادة أمة) .
ـ يعقدوا المؤتمرات واللقاءات والحوارات المؤتمرات لإبراز العيوب وتكبيرها ، وهدم أركان هذه الجماعات ونسفها ، فيصورونها كالأشباح المرعبة والقلوب المتحجرة والأفكار البالية العفنة.
ـ كل ما جاءت الفرصة لتشويهها أقدموا ، وكل ما ظهرت الأخطاء انتقموا ، وكل ما بدت لهم مساويء كشفوا وفضحوا..
ـ لا شأن لهم إلا التربص ، ولا عمل لهم إلا التهكم ، واصطياد الأخطاء والتشهير وإيقاع الفضيحة...
ـ فهؤلاء مثلهم كمثل من تسابق مع أقوام ، فلما بدأ السباق أخذ كرسيا وجلس عليه ، ثم أخذ يتتبع هذا وهذا وهذا.. فكلما سقط هذا من السباق أو أصابته زلة أشار إليه ، وقال: هذا لا يستحق أن يشارك في السباق ، وهذا ليست عنده جاهزية لأن يشارك .. وهذا نفسة قصير ... وهذا وهذا وهذا....
ـ لا تجده إلا في مواطن الكلام فقط، أما الأفعال فسرعان ما يختفي وينطوي ، لأنه يتغذى على أخطاء غيره ، فلا يظهر إلا في المشكلات ليزكيها ، لا ليظهر الحلول فيبرزها ويوضحها.
أما الذكيّ الناضج الفاهم .. فيرى أن الكل له منافسون ، فيبدأ الطريق فيأخذ منهم المفيد ، فيضعه على ما يعلم فيزداد علما ، ويحمدهم على أفعالهم ، فيكون التنافس شريفا.
ـ فيخطوا الخطوة بعد الخطوة، ويزداد يوما بعد يوم رسوخا وثباتا ، إلى أن يأتي يوم لا يتطلب منه أن يقدّم نفسه ، بل يقدمه الناس...
فهم لديهم من العلم به كفاية، وبما يقوله ويفعله دارية .
ـ يرى أن العلم والعمل قرينان متلازمان ، لا يكتفي بإلقاء التبعة على غيره ، ولا يكون همّه التخلص والتفلّت من المسئولية ، شأنه أن يجد حلاّ لأي موقف يعرض عليه...
ـ لا تظهر عليه علامات الفتور والانهزامية ، بل التجديد والصحوة له سَِمَة عفويّة .
ـ يبحث عن الثقب في السد فيوسعه ، وعن النور الخافة فيزيده.
ـ لا يعطي أذنه لفلان وفلان وفلان فيكدّر عليه يومه وحياته ، بل يختلط بالواقع وسلبياته ...لا تصيبه منها شيء فينطوي على نفسه بسبب كثرتها...
ـ يتناول الأمور بالتدريج ، ويداوم على العمل القليل ، إلى أن يصل إلى الشيء المريد ، فيضع للناس النموذج الفريد ، والذي كل منهم عليه يسير، فيخطوا الخطوة بعد الخطوة على الطريق الصحيح..
ـ أما غيره ففي ثرثرة الكلام يغفوا ويفيق ، همه الظهور والشهرة فهو إذا عرضا عليه فهو لهما في القبول سريع...
هذا مثل للذكي والغبيّ ...فمن اختار الأول ، فهو للثاني أبعد ، ومن ترك نفسه بلا تجديد ، صار إلى الثاني صاحب وقريب... وعلى الله توكلي وهو حسبي ونعم الوكيل..
د /أبو مسلم خالد بن مصطفى بن إبراهيم الوكيل.
تعليق