من معاني الهجرة النّبويّة الشّريفة
من معاني الهجرة النّبويّة الشّريفة
كلّما أطلّ شهر الله المُحَرَّم وبدأ العام الهجري الجديد عادت الذِّكرى بالمسلمين إلى صدر الإسلام ونشأة المسلمين، فالهجرة النّبويّة الشّريفة كانت عبارة عن جسر عبرت منه الدعوة الإسلامية إلى الفسحة بعد الضيق ''إِلاّ تنصُروهُ فقدْ نصرَهُ اللهُ إِذْ أَخرجَهُ الذينَ كَفَروا ثانيَ اثنينِ إِذْ هُمَا في الغَارِ إِذْ يقولُ لصاحبِهِ لا تحزَنْ إِنَّ اللهَ معَنا فأنزلَ اللهُ سكينتَهُ عليهِ وأيَّدَهُ بجنودٍ لمْ تَرَوْهَا وجَعَلَ كلمةَ الّذينَ كفَروا السُّفلى وكلمةَ اللهِ هيَ العُليَا واللهُ عزيزٌ حكيمٌ''.
إنّ الهجرة النّبويّة المباركة كانت بمثابة النّافذة الّتي أطلَّ من خلالها سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ومعه الرّعيل الأوّل من المسلمين على الدّنيا، وذلك لكي يعلن للكون انبثاق التحوّلات الجذرية في تكوين البشرية وجوديًا وحضاريًا، وذلك بعد استلهام القيم الحضارية السّاميةّ الّتي جاء بها الدِّين الجديد.
وإنّ ذكرى الهجرة العطرة في هذا الموضع لا يحتاج لسرد الأحداث والوقائع، إذ من الواجب أن يكون جميع المسلمين على دراية تامة وإلمام محيط بمغازيها وعيًا وحفظًا وفهمًا، ولا رفعة لأمّة لا تحفظ وتحافظ على تاريخها، وأيّ تاريخ أرفع وأنقى وأسمى من ذاك الّذي أضاء نوره الإسلام، وزرعه رسول الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم في القلوب، يتعهّده الجيل القرآني الفريد، فأثمر بهم ومنهم نما وترعرع وكمل.
فكانت الهجرة النّبويّة تطهيرًا للعقول والنّفوس ممّا خلّفته الجاهلية، وانعطافة كبرى في دواعي الهجرة بالــدعوة، ونقـــطة التحول الكــبرى في تاريخـها، ونقــطة البـــداية في إقـــامة الـــدولة الإســــلامية.
وما أروع أن تقف لحظات تنظر في دروس الهجرة النّبويّة الشّريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وتنظر بعمق في فصول الهجرة ودروسها، وتتعلّم منها جوانب مضيئة من حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والّذي لم يخرج من مكة مهاجرًا إلى المدينة إلاّ بعد أن أذن له الله عزّ وجلّ بذلك، وبعد أن صبر وتحمَّل واحتسب وعانى ما عاناه من البلايا والرزايا والأذى من أهله وذويه ثمّ ممّن حوله من الّذين كرهوا أن تظهر كلمة الله عزّ وجلّ وأن تكون كلمته سبحانه وتعالى هي العليا، وكلمة الّذين كفروا هي السفلى.
وكان الهدف من الهجرة النّبويّة العطرة هدفًا عظيمًا، وهو إيجاد موطئ قدم للدعوة لكي تنعم بالأمن والاستقرار حتّى تستطيع أن تبني نفسها من الداخل وتنطلق لتحقيق أهدافها في الخارج، ولقد كان هذا الهدف أملاً يراود رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال مرّة لأصحابه: ''رأيتُ في المنام أنّي أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب ظنّي إلى أنّها اليمامة أو هجر، فإذا هي يثرب''. فما أحوج المسلمين اليوم إلى هجرة إلى الله ورسوله، هجرة إلى الله بالتمسّك بحبله المتين وتحكيم شرعه القويم، وهجرة إلى رسوله صلّى الله عليه وسلّم، باتّباع سنّته، والاقتداء بسيرته، فإن فعلوا ذلك فقد بدأوا السير في الطريق الصّحيح، وبدأوا يأخذون بأسباب النّصر وما النّصرُ إلى من عند الله.
من معاني الهجرة النّبويّة الشّريفة
كلّما أطلّ شهر الله المُحَرَّم وبدأ العام الهجري الجديد عادت الذِّكرى بالمسلمين إلى صدر الإسلام ونشأة المسلمين، فالهجرة النّبويّة الشّريفة كانت عبارة عن جسر عبرت منه الدعوة الإسلامية إلى الفسحة بعد الضيق ''إِلاّ تنصُروهُ فقدْ نصرَهُ اللهُ إِذْ أَخرجَهُ الذينَ كَفَروا ثانيَ اثنينِ إِذْ هُمَا في الغَارِ إِذْ يقولُ لصاحبِهِ لا تحزَنْ إِنَّ اللهَ معَنا فأنزلَ اللهُ سكينتَهُ عليهِ وأيَّدَهُ بجنودٍ لمْ تَرَوْهَا وجَعَلَ كلمةَ الّذينَ كفَروا السُّفلى وكلمةَ اللهِ هيَ العُليَا واللهُ عزيزٌ حكيمٌ''.
إنّ الهجرة النّبويّة المباركة كانت بمثابة النّافذة الّتي أطلَّ من خلالها سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ومعه الرّعيل الأوّل من المسلمين على الدّنيا، وذلك لكي يعلن للكون انبثاق التحوّلات الجذرية في تكوين البشرية وجوديًا وحضاريًا، وذلك بعد استلهام القيم الحضارية السّاميةّ الّتي جاء بها الدِّين الجديد.
وإنّ ذكرى الهجرة العطرة في هذا الموضع لا يحتاج لسرد الأحداث والوقائع، إذ من الواجب أن يكون جميع المسلمين على دراية تامة وإلمام محيط بمغازيها وعيًا وحفظًا وفهمًا، ولا رفعة لأمّة لا تحفظ وتحافظ على تاريخها، وأيّ تاريخ أرفع وأنقى وأسمى من ذاك الّذي أضاء نوره الإسلام، وزرعه رسول الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم في القلوب، يتعهّده الجيل القرآني الفريد، فأثمر بهم ومنهم نما وترعرع وكمل.
فكانت الهجرة النّبويّة تطهيرًا للعقول والنّفوس ممّا خلّفته الجاهلية، وانعطافة كبرى في دواعي الهجرة بالــدعوة، ونقـــطة التحول الكــبرى في تاريخـها، ونقــطة البـــداية في إقـــامة الـــدولة الإســــلامية.
وما أروع أن تقف لحظات تنظر في دروس الهجرة النّبويّة الشّريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وتنظر بعمق في فصول الهجرة ودروسها، وتتعلّم منها جوانب مضيئة من حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والّذي لم يخرج من مكة مهاجرًا إلى المدينة إلاّ بعد أن أذن له الله عزّ وجلّ بذلك، وبعد أن صبر وتحمَّل واحتسب وعانى ما عاناه من البلايا والرزايا والأذى من أهله وذويه ثمّ ممّن حوله من الّذين كرهوا أن تظهر كلمة الله عزّ وجلّ وأن تكون كلمته سبحانه وتعالى هي العليا، وكلمة الّذين كفروا هي السفلى.
وكان الهدف من الهجرة النّبويّة العطرة هدفًا عظيمًا، وهو إيجاد موطئ قدم للدعوة لكي تنعم بالأمن والاستقرار حتّى تستطيع أن تبني نفسها من الداخل وتنطلق لتحقيق أهدافها في الخارج، ولقد كان هذا الهدف أملاً يراود رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال مرّة لأصحابه: ''رأيتُ في المنام أنّي أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب ظنّي إلى أنّها اليمامة أو هجر، فإذا هي يثرب''. فما أحوج المسلمين اليوم إلى هجرة إلى الله ورسوله، هجرة إلى الله بالتمسّك بحبله المتين وتحكيم شرعه القويم، وهجرة إلى رسوله صلّى الله عليه وسلّم، باتّباع سنّته، والاقتداء بسيرته، فإن فعلوا ذلك فقد بدأوا السير في الطريق الصّحيح، وبدأوا يأخذون بأسباب النّصر وما النّصرُ إلى من عند الله.
تعليق