الجهلة لا يعلمون ولا يشعرون وفي غَيِّهِم مُغْرَقُونَ
وقال تعالى: (وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ . فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنّا دَمّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ . فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوَاْ إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَةً لّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ . وَأَنجَيْنَا الّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتّقُونَ ).
إن هؤلاء الظالمين في جميع أنحاء البلاد في سوريا والشيشان وأفغانستان وفلسطين يبرمون الأمور ويمكرون ويدققون في مكرهم ويحكموه ... ولا يعلمون ـ لأنهم عن الحق عَمُونَ وفي ظلمهم مستدرجون ـ أن الله خالقهم يبرم لهم ويمكر بهم وهو خالقهم ، (وَإِنّ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالاَخِرَةِ عَنِ الصّرَاطِ لَنَاكِبُونَ). فهل يتصور هؤلاء الجهلة أن الله لا يعلم ما يدبرونه ويمكرونه ... فلينتظروا مكر الله وإبرام الله لهم... الله مولانا ولا مولى لهم.
قال الطبري: يقول تعالى ذِكْرُهُ: أم أبرم هؤلاء المشركون من قريش أمرا فأحكموه, يكيدون به الحقّ الذي جئناهم به, فإنا محكمون لهم ما يخزيهم, ويذلهم من النكال.
وقوله: ( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ) يقول: أم يظنّ هؤلاء المشركون بالله أنا لا نسمع ما أخفوا عن الناس من منطقهم, وتشاوروا بينهم وتناجوا به دون غيرهم, فلا نعاقبهم عليه لخفائه علينا.
وقوله: ( بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ) يقول تعالى ذكره: بل نحن نعلم ما تناجوا به بينهم, وأخفوه عن الناس من سرّ كلامهم, وحفظتنا لديهم, يعني عندهم يكتبون ما نطقوا به من منطق, وتكلموا به من كلامهم.
وقال سيد قطب: لهذا يهددهم صاحب القوة والجبروت , العليم بما يسرون وما يمكرون:
أم أبرموا أمراً ? فإنا مبرمون . أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم و نجواهم ? بلى ورسلنا لديهم يكتبون . . فإصرارهم على الباطل في وجه الحق يقابله أمر الله الجازم وإرادته بتمكين هذا الحق وتثبيته . وتدبيرهم ومكرهم في الظلام يقابله علم الله بالسر والنجوى . والعاقبة معروفة حين يقف الخلق الضعاف القاصرون , أمام الخالق العزيز العليم .
تعليق