فـــوائــــــــــــــــــــــــد (15)
· واجه الضعف بقولك : أيُّها الضعف تهاوى؛ فلسوف أقود كل ما في نفسي من قوى الخير، لمواجهة جميع وساوس الشر ونوازغه، ولن أسلم الراية أبداً بإذن الله؛ حتى أصل برحمة الله إلى رضوان الله!!
· تحسب أيُّها الشيطان أنك نلت من عباد الله الصالحين!! هيهات هيهات، فها هم يزفون بشرى السوء إليك قائلين : (إن كنت صرفتنا عن الطاعة خطوة؛ فلسوف نجعل من ذلك دفعة قوية لقطع عشرات الخطوات نحو الخير والطاعة!! حيث اتخذنا من ذلك منهجاً في الصراع معك، فارتقب إنَّا مرتقبون)!!
· إذا وفقك الله للطاعة، فسوف تغترف نفسك تلقائياً من لوازمها الطمأنينة والعز بسمو من أطعته، والسكينة بذكر من قصدت وجهه، أما إذا استزلك الشيطان بفعل المعصية؛ فسوف تغترف نفسك لا محالة المذلة بدنوها، والخوف بقدر عظمة من خالفت أمره، والشتات بقدر تيهك عن الصراط الذي جانبته!! إذ أن للطاعة والمعصية لوازمها!! فارأف بنفسك يرحمك الله، ولا تستهن بهول الانزلاق في ذلك الوادي السحيق من التيه والحيرة، والذي ستلقي فيه بنفسك إذا قررت التجرأ على الله بارتكاب معصيته!!
· قلبك العامر بذكر الله هو غناك يوم الفاقة، وأمانك يوم الخوف، وثباتك عند الزلزلة، وسكينتك حين الفزع الأكبر، ورجاءك وقت القنوط واليأس، واتزان خطواتك على الصراط، يوم تهوى الأقدام، فاجعله موطن صلاحك، وقبلة زادك من الطاعات والقربات، فلا نجاة لك والله بعد رحمة الله إلا به!!
· اجعل من تقصيرك فيما مضى زاداً من الخبرة بحيل الشيطان ومكائده، حتى تسد عليه جميع ثغراته إلى نفسك، واستعن بصدقك مع الله في تحصين الجبهة الداخلية (قلبك) من مؤثرات الشهوات والغفلات، ثم بالصحبة الصالحة في تحصين الجبهة الخارجية (نفسك) من مضلات الفتن التي تجلبها عليك مواطن الفتن وصحبة السوء!!
· معالم الطريق واضحة، ليل يتبعه نهار في سير حثيث نحو لقاء الله تعالى، في حين يلاحقك داعيان لتحديد وجهتك في هذا المسير، فأما أحدهما فيريد لك مآل الخير وحسن الخاتمة، وأما الآخر فيريد هلاكك بسوء الخاتمة!! فاحسم أمورك بالإنصات دوماً لداعي الخير، بمخالطتك لبيئة المساجد ومجالس الذكر وصحبة الأخيار، واصرف عن نفسك داعي الشر بإغلاق جميع منافذ السمع والبصر والمشاعر في وجهه؛ بالابتعاد التام عن مواطن الفتن على اختلاف ألوانها؛ حتى تجعله ييأس منك، ولن تبلغ ذلك؛ حتى يكون لك مع الله حال صادقة!!
· في نهاية الطريق . . هناك من ينتظرك ليقول لك : (بشراك أيُّها الصادق بالجائزة، فقد آن لك أن ترى وجه الله تعالى)!! فاللهم ارحم ضعفنا وعاملنا بما أنت أهله، ولا تعاملنا بما نحن أهله، وامنن علينا بلذة النظر إلى وجهك الكريم يوم القيامة، من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب، برحمتك يا أرحم الراحمين.
تعليق