إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إعصار أمريكا عظة وعبرة .... متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إعصار أمريكا عظة وعبرة .... متجدد

    إن ربـك لبالمرصاد.... رؤية في مصاب أمريكا
    فضيلة الشيخ ناصر العمر

    الحمد لله رب العالمين, معز المؤمنين, وقاهر الظلمة والمتجبرين والمتكبرين، سبحانه فعّال لما يريد (أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى* وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى*وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى*وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى*فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى) [ النجم: 50-54]
    والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،، أما بعد:

    فقد اتصل بي أحد الأخوة في ساعة فتوى وسألني قائلاً:
    هل يجوز أن نفرح بما أصاب أمريكا من هذه الاعصارات وما تبعها من هلاك ودمار في بعض ولاياتها ؟
    قلت له: ولم السؤال ؟
    قال: هناك من يقول أنه لا يجوز لنا أن نفرح, بل علينا أن نحزن ونأسى لما أصابهم, مشاركة في هذا الوجدان والشعور الإنساني, امتثالاً لقوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) [الإسراء:70].
    قلت له: يا أخي الكريم, إن هذا الاستدلال غير صحيح, وهذا وضع للآيات في غير موضعها .

    فما علاقة تكريم الإنسان بترك الفرح والسرور على مصاب الكافرين الظالمين المعتدين؟
    بل إننا والله نفرح ونسر بما أصاب هؤلاء الظلمة المتجبرين المتكبرين.

    إن أمريكا هي قائدة الظلم والطغيان والجبروت في هذا العصر, استخدمت أموالها التي مكنها الله جلّ وعلا منها في ظلم البشرية في مشارق الأرض ومغاربها, وتاريخ أمريكا تاريخ أسود على كل المستويات ، وفي شتى أنحاء العالم وخصوصاً فيما يتعلق بالأمة الإسلامية، فأمريكا أمة كافرة باغية محادة لله ولرسوله – صلى الله عليه وسلم – ومحاربة للمسلمين، دنَّست كتاب الله وأهانته، قريبة من كل شرّ بعيدة عن كل خير، حامية الإرهاب في العالم. .
    من الذي يدعم إسرائيل ؟
    من الذي يحمي اليهود بلا حدود ؟
    من الذي أباد أفغانستان ؟
    من الذي دمر العراق ؟
    من الذي يأخذ خيرات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ليعيدها لهم صورايخ وقنابل ورؤوساً نووية ؟
    أعظم السجون, وأشدها ظلماً وفتكاً هي التي تشرف عليها أمريكا وعملائها , سجون جوانتانامو وأمثالها، ، وسجل جرائمها العالمية يصعب حصره لا ينافسها في ذلك أحد، حالها حال من قال الله تعالى فيه: ( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة:205] ..

    أمريكا بسبب قوتها المادية تمد ذراعها كما يحلو لها, لا تأبه بأحد (كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى*أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى*إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى) [العلق:5 – 8] وهي بسبب هذا وغيره أصبحت فتنة لكثير من المسلمين.

    استمعت إلى حوار في قناة فضائية قبل أيام, لرجل كان عميدا لكلية الشريعة في إحدى البلاد العربية , فإذا هو يمجد أمريكا, ويمنحها شرعية التدخل في كل مكان من العالم بحجة إنقاذ المستضعفين, لأنها – حسب قوله – أكبر قوة في الأرض ، وذكر كلاماً يسوء كل مسلم أن يسمعه من أي إنسان فضلاً عن رجل متخصص في الشريعة ، بل عميدا لكليتها !
    إن قوة أمريكا فتنة وإضلال وضلال وطغيان وجبروت.. فلماذا لا نفرح إذا أصيبت؟

    لقد قال الله سبحانه مخبراً عن موسى عليه السلام: (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ) [يونس:88], فقال الله جلّ وعلا: قد أجيبت دعوتكما؛ لأن موسى كان يدعو وهارون كان يؤمن, فأجاب الله دعوتهما, ولو لم تكن دعوة شرعية, عادلة, لما أجاب الله دعاءهما... حاشاهما أن يدعوا بغير أمر مشروع ..وإذا كان مشروعاً فلم لا نفرح به؟ ألم يشرع لنا صيام ذلك اليوم الذي استجيبت فيه الدعوة شكراً لله؟

    ولماذا لا نفرح وقد دعا محمد صلى الله عليه وسلم على مضر, وقال: ( اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف) رواه البخاري وغيره ؟

    ألا يحق لنا أن نفرح باستجابة الله لدعاء المستضعفين المظلومين في المشارق والمغارب؟!
    لماذا لا نفرح وما أصابهم عقاب من الله على جرمهم ( وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)[الرعد: من الآية31] ؟
    لماذا لا نفرح ونوح عليه السلام يقول لربه: (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً) [نوح:26-27] فاستجاب الله دعاءه (وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[هود: من الآية44] ؟

    إن ما أصاب أمريكا هو قدر كوني وعقوبة من الله جلّ وعلاّ؛ لطغيانها, وعصيانها, وجبروتها, وظلمها, وبعدها عن الله جلّ وعزَّ..

    والعجيب أن بعض اليهود وبعض الإنجيليين الجدد يقولون إن ما حدث لأمريكا عقوبة من الله جلّ وعلا, فهم يعتبرونها نذارة لأمريكا, بينما نجد في المسلمين من يقول أن علينا أن نحزن لما أصابها !
    إن هذا القول ضلال مبين وجهل بالنصوص الشرعية وبعد عن شرع رب العالمين، فالله لا يظلم (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً), والمجرم لا يترك (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).

    لماذا لا نفرح والله يقول لرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) [الأحزاب:9] ؟
    لقد كانت منة عظيمة من الله جلّ وعلا على عباده ، ومدعاة لفرحهم وسرورهم وذلك حين جاءت الريح العظيمة وشتت الأحزاب في غزوة الخندق ، ولذا يذكر الله بها عباده المؤمنين فيقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ )[الأحزاب: من الآية9] .

    إننا عندما نرى هذه الرياح العاصفة تدمر أمريكا أو بعض ولاياتها نعلم أنها نعمة من الله جلّ وعلا تستوجب الحمد والشكر والفرح (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ*بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم:4،5] , فالأحزاب قد تحزبوا اليوم على المسلمين بقيادة أمريكا, كما تحزب المشركون بقيادة قريش, فأرسل الله عليهم هذه الريح والجنود, تذكر الغافلين بقدرته سبحانه، إنها نعمة عظيمة وقدر من الله جلّ وعلا نفرح به ونسر، وتلك سنة الله في أمثالها بل وفيمن كان دونها في البغي والظلم.

    ولنتأمل أيضاً قصة قارون وما حدث له, يقول الله جلّ وعلا: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِين َ* وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص:81-83], فإذا كان قارون خُسف به وبداره الأرض بسبب بغيه, (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ) فخسف الله به, مع أنه لم يبلغ من البغي والفساد ما بلغته أمريكا بطغيانها, وجبروتها, وخبثها وفسادها.

    وقد يقول قائل: أليس فيهم بعض المسلمين، ألا نحزن لمصابهم؟
    فأقول له يا أخي الكريم, ثبت في الحديث الصحيح من حديث زينب رضي الله تعالى عنها عندما قالت للنبي صلى الله عليه وسلم (أنهلك وفينا الصالحون ؟), أنه قال: (نعم, إذا كثر الخبث), و معنى ذلك أن الصالحين قد يهلكون في بلاد المسلمين إذا كثر الخبث فكيف ببلاد الكافرين؟
    أما المسلمون فمن كان منهم صادقاً فإنه يبعث على نيته كما ورد في الحديث الصحيح في من يخسف بهم فإنهم يبعثون على نياتهم, فلا تعارض أبداً بين تدمير الكفار, ونزول العقوبات, وإصابة بعض المسلمين .
    أليس في بعض بلاد المسلمين, يقع الطاعون, وهو وباء مهلك, ومع ذلك فهو شهادة ورفعة لمن أصيب بذلك كما ثبت في الحديث الصحيح ؟
    وقد يجتمع في النازلة الواحدة أمران، فرح وحزن، فنفرح لهلاك الكافرين، ونحزن لمصاب المسلمين إن أصيب منهم أحد ،
    ونعلم أن المسلمين ومن يقع عليهم مثل هذا البلاء بغير جرم فهو لهم من الابتلاء والتمحيص والتكفير, ورفعة الدرجات, وقد يكون شهادة للبعض, كمن مات غريقاً أو في حريق فله أجر الشهداء كما ورد في الأحاديث الصحيحة.

    وقد يقول قائل آخر: ماذا نقول في قوله تعالى: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) [آل عمران:128]؟ والعلماء قد ذكروا أجوبة كثيرة يرجع إليها في مظانها من كتب التفسير, ومن أقواها في ذلك أنه دعا على أناس معينين قد علم الله أنهم سيسلمون وقد أسلموا بعد ذلك.

    وقد يقول قائل إن أبا الدرداء – رضي الله عنه – بكى لما فتحت قبرص وفرق بين أهلها وأخذوا أسرى؟
    فالجواب عن ذلك مذكور في أصل الخبر والرواية: حيث ذكر بعض أهل العلم كأبي نعيم في الحلية بسند صحيح عن جبير بن نفير قال لما فتحت قبرص فرق بين أهلها بكى بعضهم إلى بعض ورأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي فقلت يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله قال ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله، إذا هم تركوا أمره، بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى.

    فبكاء أبي الدرداء – رضي الله عنه – ليس حزناً عليهم ولا أسفاً، ولكنه من قوة إيمانه وتدبره وتعظيمه لله سبحانه وخوفه من عقابه، لأن كثيراً من الناس ينطبق عليهم قوله تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)[الأنعام: من الآية91]

    وخلاصة القول:
    يحق لنا أن نفرح بما أصاب أمريكا، وأن نسرّ بذلك، لأن هذا منطق القرآن ومنهج الأنبياء، والمطرد مع الفطرة والعقول الصحيحة، إن ما حدث مطرد مع السنن الإلهية، والنواميس الكونية. (جَزَاءً وِفَاقاً) [النبأ:26]، (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)[الكهف: من الآية49] (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ*الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ*وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ*وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ*الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر:6- 14]

    فلا نامت أعين الجبناء والمهزومين ومرضى القلوب، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
    (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) [التوبة:52]
    (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)[الشعراء: من الآية227]

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    المصدر : موقع المسلم
    حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

    سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

  • #2
    أمريكا ... التي رأيت !

    لقطات :

    * 100 مليار خسارة في يوم ٍ واحد .
    * الأمر بإطلاق النار على مجموعات النهب في نيواورليانز .
    * امرأة سمراء تقف أمام بيتها الذي سواه الإعصار والفيضان بالأرض ، وتعلق قائلة ً : الآن نعرف هل تفرق الحكومة بيننا وبين البيض ؟!
    * منظمة تصطاد الحرية الفائقة والمصاحبة للحدث وتعلن أن 13 مليون طفلاً في أمريكا يعيشون تحت الفقر !!
    * منظر تبثه القنوات لمئات السيارات تصطف أمام محطات الوقود !

    إنها نيوأورليانز يا سادتي !!

    إنها بلاد الكيجون فوود الذي يشتهيه كل أمريكي وكل سائح يدخل نيوأورليانز .!

    إنها بلاد موسيقى الجاز التي امتزجت بالهوية الأمريكية فحولت القارة من خلال السود اللذين أطلقوها ، حولوها إلى بلاد ترقص مع أنغام الجاز ذات الإيقاع الإفريقي الصاخب ، والخلفية الكنسية التي تحاول عاجزة ً إطلاق الروح

    إنها المدينة التي تحوي أكثر شوارع أمريكا صخباً وجنوناً ، شارع "بيربل ستريت " .. هناك ينتشر الصاخبون ، وأصحاب التقليعات ، والمومسات بالمئات !! ، وهناك تمتلئ فترينات المحلات بأنواع الخمور التي عتّقها أصحابها عشرات وربما مئات السنين .!

    إنها أورليانز الجديدة ! التي صاغت ملحمة من الكفاح قادها رئيس بلديتها الأسود ليواجه التمييز العنصري وينجح بمساعدة كيندي ليكون أول رئيس أسود في أمريكا .. ولما مات حمل أكبر مركز للمؤتمرات اسمه في وسط المدينة على ضفاف الميسيسبي .

    لحظات تعد بالساعات ! وتنطمر خلالها هذه المدينة تحت الأرض وتغرق تحت المياة مع كل موسيقاها الصاخبة وكفاحها المرير من أجل الحرية !

    لأول مرة في حياتي أغمض عيني وأفتحها على تعليق من مراسل غربي (BBC ) وهو يقول : " أن الكارثة كبيرة ، والمشكلة الآنية تتلخص في الحاجة إلى إخلاء عشرات الألوف وإيجاد الشلاتر " shelters" والغذاء والماء " فعلاً ماكدت أصدق ! فهذه الكلمات بهذا التسلسل والسياق ، تعودت أذناي سماعه ، وألفت عيناي أن تراه من بلاد الأفغان أو أرض الرافدين أو توغو أو جنوب أفريقيا أو مرج الزهور أو فيتنام .. أو باختصار في كل أرض افتعل فيها " الرجل الأبيض " بحقارته حروباً يتسلى بها ويرضي غروره ومطامعه ! واليوم إنها في وسط بلاد " الرجل الأبيض " ، وحتى السود الذين تأذوا وهم الفقراء المهملون تحولوا إلى أصوات تهاجم هذا الأبيض الحقير والذي كنا نرى سياسته في تجويع شعبه الفقير في جنوب شيكاغو والطرق الخلفية في أتلانتا وسان فرانسيسكو ونيويورك . ومع كل ذلكم كان بعض بني جلدتنا ينبهر بهذا الحقير .. الأبيض !

    لا يستطيع أحد أن يتألى على الله ، فيتحدث نيابة عنه ويقول : إن هذا عذاب ٌ أو عقاب ! كما فعلت كل الكنائس في أمريكا ، وكما فعل هذا اليهود الذين قالوا أن هذا عذاب للأمريكان الذين سكتوا عن ظلم اليهود وإخراجهم من غزة !!

    كما أننا لا نشمت بالضعفاء والأطفال والفقراء والنساء ! فإن ديننا ينهانا عن ذلك !.

    ومع ذلك فإننا نردد مع رسولنا صلى الله عليه وسلم : الله أكبر إنها السنن !! إنها سنة الله في الطواغيت قد يمهلهم الله وقد يؤخرهم ، إن الله يسخر هذه الآيات للتذكير قطعاً ويلطم وجوه الباغين ليسائلهم : من الذي يرسل هذه الآيات تخويفاً ؟! من الذي يمسك السماوات أن تقع على الأرض ؟! من الذي يدبر الكون ويصرفه ويديره ؟

    لقد وقف هذا الخائب " بوش" مذهولاً .. في نيوأورليانز ، وكأني أسمع " كاترينا " تناديه : ألم تقل إن من لم يكن معنا فهو ضدنا ! أنا يابوش ضدك ! فماذا أنت صانع ٌ أيها البائس ؟ !

    إن هذا الإعصار ينادي على ذلك العجوز المتعجرف – وأقصد به رامسفيلد – قائلاً : إنا إرهاب ! نعم إرهاب رباني ، فهيا تعال فحاربني !!

    إخوتي .. إننا نردد مع ربنا " وتلك الأيام نداولها بين الناس .. " ، ونقول مرة أخرى : الله أكبر .. إنها السنن !

    لقد دخلت في نيسان الذي اسود بخيبتنا وجلله الظلام بعار تخاذلنا معاشر العرب والمسلمين ، دخلت في نيسان إلى العراق في آخر أيام الحرب .. يومها حملت الدواء في يدٍ ، وفي يدي الأخرى حملت قلبي الذي كان يخاف عربدة اليانكي وغطرسة الكاوبوي ، فإن كل من نهض لخدمة أمته وصموه بالإرهاب ! يومها ملأت سيارتي الجيب بأقل من ثلاثين ريالاً سعودياً من نفط أرض الرافدين .. وما هي إلا أيام ورأيت سيارتي تصطف في بغداد الرشيد مع مئات السيارات من مثيلاتها .. تستجدي النقط من بلاد تقف كلها – حتى نخلها العريق – على محيطات من النفط !

    عرفت يومها أنهم يريدون إهانة كرامتنا وتدمير مابقي من عزتنا !

    والأيام دول ! فهاهي أمريكا تستجدي النفط !

    لقد كنت يومها أستجدي الجنرالات وأذيالهم ممن جاء معهم ! أن يؤمنوا لي حماية لأنقل المرضى الذين كنت أراهم يسقطون بالعشرات ! كنت أستجدي إنسانيتهم ولم أستجد شخوصهم فمثلي لا يستجدي !

    وكانت صرخاتنا تذهب أدراج الرياح ! واليوم نرى هذه " الأمريكا " تتخبط مع أمراضها وأوبئتها في إرهاب رباني حقاني لا تملك أن ترسل له طائراتها ولا راجماتها ولا صواريخها لإيقافه في السماء .. لأنها خاسئة ذليلة أراد الله أن يعلمها درساً في أن تطامن من كبريائها وتعلم أنها هي والكون كله عبيدٌ عند الله !

    باختصار .. يا أمريكا .. يا بوش .. يا رامسفيلد .. يا بوول وولفيتز .. لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً .. فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً ؟!

    " وضرب الله مثل قريةً كانت آمنة مطمئنة ً يأتيها رزقها رغداً من كل مكان ، فكفرت بأنعم الله ، فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ! "

    وأقول للأمريكيين الجدد! من بني جلدتنا : لا تعتمدوا على أمريكا ، وتوكلوا على الله الذي خلقكم وخلقها إن كنتم إياه تعبدون !!
    حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

    سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

    تعليق


    • #3
      رد: إعصار أمريكا عظة وعبرة .... متجدد

      جزاكم الله خيراً أخى الحبيب ونفع بكم
      [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
      [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]

      تعليق


      • #4
        هذا وعد الله

        لو حدثنا أحد قبل أيام أن هناك حدث عظيم سيحدث في أمريكا تدمر على إثره عشرات الآلاف من المنازل والمكاتب التجارية وسيشرد مئات الآلاف ويقتل الآلاف وتكون هناك توقعات لانتشار الأوبئة وسينتشر السلب والنهب في بعض الولايات وسيكون هذا الحدث قريب من الغلة النفطية الأمريكية حيث يتخذ قرار عاجل من قبل الحكومة الأمريكية باستخدام الاحتياطي النفطي وسترتفع أسعار الوقود إرتفاع كبيرا في ولاياتها وسيصرح الرئيس الأمريكي أن هذه أسوأ حدث تواجهه أمريكا منذ مئات السنين ...الخ لانقسمنا في شأنه الى قسمين البعض يرميه بالجنون والبعض الآخر قد يرميه بالإرهاب .

        فإن ما نشاهده اليوم عبر الأقمار الصناعية سواء في الفضائيات أو الشبكة المعلوماتية من حوادث عظيمة وصور مخيفة وأفلام مرعبة عما حدث في تلك البلاد يحكي لنا حقيقة وعد الله تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) .

        فإن الاعتداء الآثم الذي وقع على كتاب الله تعالى في سجون غوانتنامو أو غيرها لهو تطاول سافر على الذات الإلهية ، بل وإن عدم معاقبة من قام به من قبل ساسة تلك البلاد لهو تواطأ وتمرير لهذه الجريمة البشعة في أقبح صورة إعلامية وصفاقة سياسية مما يجعل الجريمة مشتركة والعقوبة عليهم عامة .

        كما أن الاعتداء على الرسالة ليس كالاعتداء على حاملها فحاملها قد يفرط في تبليغ الرسالة وقد يخالف أمر الرّاسل فلا ينتقم له ولكن الاعتداء على الرسالة هو اعتداء في الحقيقة على الملك الراسل فيكون الانتقام له لا للرسول المفرط !

        فإن كنا مفرطين في الرسالة التي وكلنا الله بها فعطلنا أوامرها وارتكبنا محاذيرها بما نراه اليوم من فوضى أخلاقية تجتاح بلاد المسلمين أو تعطيل لأحكام الشريعة فلا تجد من يتحاكم إليها في معظم أصقاع الأرض فتأخر النصر عنا وانتقام الرب لنا فلا غرو ...

        لكن أن يعتدى على رسالته وأن تتطاول الأيدي الآثمة على المقام الأعظم فلا ... وهذا مما فقه السلف الصالح حيث يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه لله " حدثني العدول من أهل الفقه والخبرة أنهم كانوا يحاربون بني الأصفر " يعني الروم " فتستعصي عليهم الحصون ويصعب عليهم فتحها ، حتى إذا وقع أهل الحصن في السب في الله تعالى أو في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم استبشرنا خيرا بقُرب فتحِ الحصن ، قال : فو الله لا يمرُ يومٌ أو يومان إلا وقد فتحنا الحصن عليهم بإذن الله تعالى "وإن غدا لناظره لقريب .
        حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

        سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

        تعليق


        • #5
          وغضب البحر ( زلزال وإعصار )

          إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أنه لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله , وبعد :

          مما هو جدير بالذكر وملفت للنظر ما حدث في الآونة الأخيرة وبالتحديد في السنة الأخيرة التي نعيشنا حيث وقع زلزال ضخم جدا ( زلزال تسونامي ) شمال اندونيسيا



          وهذا الزلزال روع كثير من الناس بل أفجع كثير من الناس وقامت الهيئات والمنظمات لتحليل الواقعة حيث أنهم لا يستطيعون هنا أن يقولوا أنه بفعل عمل ارهابي أو جماعة ارهابية أووووووووو فالأمر أكبر من جماعة وأكبر من منظمة بل وأكبر بكثير لأن الذي سبب هذا الزلزال هو رب الزلزال الذي أمر ملكا من فوق السماوات السبع بأن يحدث الزلزال وأمر البحر بأن يثور فكان ما أمر به سبحانه لأنه ليس للملَك ولا للبحر ولا للزلزال قوة في أن يعصوا الله جل في علاه كما يعصاه ابن آدم ففعلوا ما أمرهم به فكان ما كان من هذه الواقعة المؤلمة لأنها مؤشر خطير في أن الله تعالى قد غضب وغار سبحانه لانتهاك الحرمات واستحلال الحرام وووووووو إلخ من المعاصي والمنكرات .

          والعجيب أنه قام المتفلسفون وأولوا الحادث إلى الطبيعة والثورة وأن البحر قد ثار لأسباب واهية يعتقدون بها ( اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ... آمين )
          ولكننا كأصحاب عقيدة ودراية بتلكم الأحوال نعلم أنها ما وقعت إلا لأن الله يريد من ورائه أمرا أعظم يريد سبحانه أن يفيق العالم كله ويرجع لربه المسلم منهم قبل الكافر لكثرة الغفلات والمنكرات {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (117) سورة هود

          ..................

          من نافذة أخرى ما وقع في الولايات المتحدة الأمريكية وما يسمى ( بإعصار كاترينا ) فمرة زلزال ومرة إعصار ومرة بركان مائي وكل هذا من تحت البحر إذن يحق للبحر أن يغضب لأن أمريكا هذه علت في الأرض وبغت ووالله ثم والله ثم والله إنهم ليمكرون والله يقول {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (30) سورة الأنفال
          فهم يخططون لأمر عظيم فخيبهم الله وأشغلهم في أنفسهم بهذا الإعصار الذي أسعدني خبرا قرأته بأن احدى شركات التأمين تقدر الخسائر بقيمة ( 20 مليار دولار )
          فسبحان الذي ذكرني وقتها بقوله {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} (36) سورة الأنفال
          يا أخوة انتبهوا هذا كله من البحر أخاف أن تغضب الأرض !!!!!!!!!!!!
          بادروا بالنفس إصلاحا وتوبة ...... اللهم تب علينا واغفر لنا وارحمنا والمسلمين أجمعين

          انظروا إلى أشكالهم الآن لا يستطيعون السير بالأقدام ( الله أكبر )


          بشريات والله أكرم الأكرمين وهذه صورة أخرى تدل على كبر الإعصار


          يا أخوة والله هالموضوع ما كتبته إلا عندما امتلأ صدري فرحا في أعداء الله عندما وجدتهم يجمعون المؤن لرعاياهم

          اللهم اجعل الدائرة على القوم الكافرين
          اللهم لك الحمد حمدا كثيرا حتى ترضى عنا وتغفر ما قدمنا وما أخرنا
          اللهم من أرادنا والمسلمين بشر فاشغله في نفسه وأهله
          ومن أرادنا والمسلمين بخير فوفقه في كل خير واجعل عمله في موازين الحسنات
          اللهم اهلك أمريكا بإسرائيل وارنا فيهم يوما عصيبا

          آمين ... آمين ... آمين
          حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

          سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

          تعليق


          • #6
            جنود ليست من البشر ..!!

            كثيرٌ هُمُ الذينَ يُقِيمُونَ مُعَادَلاتِ القُوَّةِ وَالانتِصَارِ ، بِالنَّظَرِ إلى مَا ‏عِندَ بَعضِ الدُّوَلِ مِن أَسلِحَةِ الدَّمَارِ ؟ نَاسِينَ أَو مُتَنَاسِينَ أَنَّ هُنَاكَ جُنُودًا لا يَصنَعُها البَشَرُ ، وَقُوًى ‏تَضِيعُ أَمامَها الحِيَلُ " وَمَا يَعلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ ، وَمَا هِيَ ‏إِلا ذِكرَى لِلبَشَرِ " إِنَّ مَا يَظهَرُ بَينَ حِينٍ وآخرَ مِن كَوَارِثَ ‏مُهلِكَةٍ ، وما يحدُثُ مِن زَلازِلَ مُدَمِّرَةٍ وَأَعاصِيرَ مُرَوِّعَةٍ ، لهو ‏أَقوَى مَانِعٍ للهزيمةِ النَّفسيَّةِ والاستسلامِ ، الذي أُصيبَ به ‏أَقوَامٌ مِنَ المسلمين في هذا الزمانِ ، نَتِيجَةً لما يرونه من عدمِ ‏التكافؤِ بَينَهُم وبَينَ أَعدائِهِم في الأسبابِ المَادِيَّةِ ، بَلْ إِنَّه لمما ‏يَدعُو إلى مَزِيدٍ مِنَ الثِّقَةِ بنصرِ اللهِ لِعِبادِهِ ، وَزَيَادَةِ التَّوَكُّلِ ‏عليه والإيمانِ بِصِدقِ وَعدِهِ ، مَا دَامَ المؤمنُ قَوِيَّ الصِّلَةِ به ، ‏مُلتجِئًا إِليهِ مُعتَمِدًا عَلَيهِ " وَمَا النَّصرُ إِلاَّ مِن عِندِ اللهِ العَزِيزِ ‏الحَكِيمِ " ‏
            إن للهِ جُنُودًا يُرسِلُها على أَعدَائِهِ مُؤَيِّدًا بها ‏أولياءَهُ ، منها الرِّيَاحُ والأَعاصِيرُ ، التي كانت وما تزالُ قُوَّةً ‏مُدَمِّرَةً مُهلِكَةً ، ومنها الماءُ الذي أَغرَقَ اللهُ به ويُغرِقُ مَن شَاءَ ‏نَصرًا لمن شَاءَ ، ومنها الصَّيحَةُ والخَسفُ والحَاصِبُ والحِجَارَةُ ‏، قال ـ سبحانَه ـ : " فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ . وَأَمَّا ‏عَادٌ فَأُهلِكُوا بِرِيحٍ صَرصَرٍ عَاتِيَةٍ . سَخَّرَهَا عَلَيهِم سَبعَ لَيَالٍ ‏وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا ، فَتَرَى القَومَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُم أَعجَازُ ‏نَخلٍ خَاوِيَةٍ . فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ " وقال ـ سبحانَه ـ ‏‏: " فَفَتَحنَا أَبوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنهَمِرٍ . وَفَجَّرنَا الأَرضَ عُيُونًا ‏فَالتَقَى المَاءُ عَلَى أَمرٍ قَد قُدِرَ . وَحَمَلنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلوَاحٍ ‏وَدُسُرٍ . تَجرِي بِأَعيُنِنَا جَزَاء لمَن كَانَ كُفِرَ " وقال ـ جل ‏وعلا ـ : " وَلَمَّا جَاء أَمرُنَا نَجَّينَا شُعَيبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ‏بِرَحمَةٍ مِنَّا ، وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحُوا فِي ‏دِيَارِهِم جَاثِمِينَ " وقال ـ سبحانَه ـ : " إِنَّا أَرسَلنَا عَلَيهِم ‏حَاصِبًا إِلا آلَ لُوطٍ نَّجَّينَاهُم بِسَحَرٍ " وقال ـ سبحانَه ـ : ‏‏" أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرضَ أَو ‏يَأتِيَهُمُ العَذَابُ مِن حَيثُ لاَ يَشعُرُونَ " وقال ـ تعالى ـ : " ‏أَفَأَمِنتُم أَن يَخسِفَ بِكُم جَانِبَ البَرِّ أَو يُرسِلَ عَلَيكُم حَاصِبًا ‏ثُمَّ لاَ تَجِدُوا لَكُم وَكِيلاً " وقل ـ جل وعلا ـ : " فَكُلاًّ ‏أَخَذنَا بِذَنبِهِ ، فَمِنهُم مَّن أَرسَلنَا عَلَيهِ حَاصِبًا وَمِنهُم مَّن ‏أَخَذَتهُ الصَّيحَةُ وَمِنهُم مَّن خَسَفنَا بِهِ الأَرضَ وَمِنهُم مَّن أَغرَقنَا ‏، وَمَا كَانَ اللهُ لِيَظلِمَهُم وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُم يَظلِمُونَ " ‏وَقَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : " لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى ‏تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ ، حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ وَرَاءَهُ الْيَهُودِيُّ : يَا مُسلِمُ ‏، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائي فَاقتُلْهُ " وإنَّ مِن جُنُودِ اللهِ الملائكةَ ، ‏الذين شَارَكُوا في قِتالِ المشركينَ في مَوَاقِعَ كثيرةٍ ، منها ما ‏جاء في قولِهِ ـ تعالى ـ : " وَلَقَد نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدرٍ وَأَنتُم ‏أَذِلَّةٌ ، فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تَشكُرُونَ . إِذ تَقُولُ لِلْمُؤمِنِينَ أَلَن ‏يَكفِيَكُم أَن يُمِدَّكُم رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ المَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ . ‏بَلَى إِن تَصبرُواْ وَتَتَّقُوا وَيَأتُوكُم مِّن فَورِهِم هَذَا يُمدِدْكُم ‏رَبُّكُم بِخَمسَةِ آلافٍ مِّنَ المَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ " ومنها ما نَزَلَ ‏في غزوةِ الخندقِ ، إِذْ أَرسَلَ اللهُ ـ تعالى ـ مَلائكةً تُقاتِلُ في ‏صُفُوفِ أَهلِ الإيمانِ ، قال ـ تعالى ـ : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ‏آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذْ جَاءتكُم جُنُودٌ فَأَرسَلنَا ‏عَلَيهِم رِيحًا وَجُنُودًا لَّم تَرَوهَا ، وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعمَلُونَ بَصِيرًا ‏‏" والمُرَادُ بِالجنُودِ التي لم يَرَوهَا الملائكةُ . وفي صحيحِ ‏البُخارِيِّ عن عائشةَ ـ رَضِيَ اللهُ عنها ـ قالت : لمَّا رَجَعَ ‏النبيُّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ مِنَ الخندَقِ وَوَضَعَ السِّلاحَ ‏وَاغتَسَلَ ، أَتَاهُ جبريلُ ـ عليه السلامُ ـ فقال : " أَوَضَعتُم ‏سِلاحَكُم ؟ فَإِنَّنَا لم نَضَعْ سِلاحَنَا بَعدُ " فَقَالَ : " إِلى أَينَ ؟ " ‏فَأَشَارَ إِلى بني قُرَيظَةَ . ومِن جُنُودِ اللهِ مُسلِمُو الجِنِّ ، الذين ‏يُسَخِّرُهُمُ اللهُ لإِخوانِهِم المؤمنين مِنَ الإِنسِ إِذَا شَاءَ ، وقد بَيَّنَ ‏ـ تعالى ـ في كِتابِهِ شَيئًا مِن ذلك ، كما في قِصَّةِ سُلَيمَانَ ‏ـ عليه السلامُ ـ حِينَمَا طَلَبَ إِحضَارَ عَرشِ مَلِكَةِ اليَمَنِ ‏‏(بِلقيسَ) مِنَ اليَمَنِ إلى بَيتِ المَقدِسِ " قَالَ عِفريتٌ مِّنَ الجِنِّ ‏أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ، وَإِنِّي عَلَيهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ‏‏" ومِن جُنُودِ اللهِ ما أَرسَلَهُ ويُرسِلُهُ على أَعدائِهِ ، مِن أَضعَفِ ‏مخلوقاتِهِ وَأَحقَرِها ، مِنَ الجرادِ والقملِ ، والضفادعِ والبَعوضِ ‏، وَأصَغَرُ مِن ذلك ما يُسَمَّى بِالميكروباتِ والفَيروساتِ ، قال ‏ـ سبحانَه ـ عن بني إِسرَائِيلَ : " فَأَرسَلنَا عَلَيهِمُ الطُّوفَانَ ‏وَالجَرَادَ وَالقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاستَكبَرُوا ‏وَكَانُوا قَومًا مُّجرِمِينَ " وَمِن جُنُودِ اللهِ ما يُلقِيهِ في قُلُوبِ ‏الكافِرِينَ مِنَ الخَوفِ وَالرُّعبِ مِنَ المؤمنينَ ، حتى يَروهُم أَكثرَ ‏مِن عَدَدِهِم وَأَكبرِ مِن عُدَّتِهِم ، فَيَفزَعُوا مِنهم ويخافُوا ، وما ‏يجعَلُهُ في المُقابِلِ في قُلُوبِ عِبادِهِ مِنَ السَّكِينةِ والاطمئنانِ ، ‏قال ـ تعالى ـ : " قَد كَانَ لَكُم آيَةٌ فِي فِئَتَينِ التَقَتَا ، فِئَةٌ ‏تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثلَيهِم رَأيَ العَينِ ‏، وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصرِهِ مَن يَشَاء ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبرَةً لأُولي ‏الأَبصَارِ " وقال ـ سبحانَه ـ : " إِذ يُوحي رَبُّكَ إِلَى ‏المَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ ‏كَفَرُوا الرُّعبَ فَاضرِبُوا فَوقَ الأَعنَاقِ وَاضرِبُوا مِنهُم كُلَّ بَنَانٍ ‏‏" وقال ـ تعالى ـ : " إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَد نَصَرَهُ اللهُ إِذ أَخرَجَهُ ‏الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانيَ اثنَينِ إِذ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ ‏تَحزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا ، فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّم ‏تَرَوهَا ، وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفلَى ، وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ ‏العُليَا ، وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " وقال ـ تعالى ـ : " هُوَ الَّذِي ‏أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤمِنِينَ لِيَزدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِم ، ‏وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ ، وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا " ‏وقال ـ عليه السلامُ ـ : " نُصِرتُ بِالرُّعبِ ، وَأُوتِيتُ ‏جَوَامِعَ الكَلِمِ "
            وإذا كانَ الأمرُ كذلك ، فلماذا الإِحساسُ بِالضَّعفِ أَمَامَ هَؤَلاءِ الأَعدَاءِ ؟ إَنَّهُ ـ وَالعِلمُ عِندَ اللهِ ـ لأننا لم نَنصُرِ اللهَ ، وإلا فإننا لا نجهلُ وَعدَهُ ، وهو القَائِلُ : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُم ‏وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم . وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعسًا لَّهُم وَأَضَلَّ أَعمَالَهُم " والقائلُ : " وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ ‏مَن يَنصُرُهُ ، إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُم فِي ‏الأَرضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا ‏عَنِ المُنكَرِ ، وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ " ‏
            وَإِنَّهَ لمما لا يخفَى ‏على مُسلِمٍ ، أَنَّ هذِهِ المَصَائِبَ وتِلكَ الكَوَارِثَ التي تُصيبُ هؤلاء الكفرةَ بينَ حينٍ وآخرَ ، ‏ما هي إلا نَتِيجَةُ الذُّنُوبِ وَأَثَرٌ من آثارِ المعاصي ، والتي مِن ‏أَعظمِها الشِّركُ بِهِ والإِلحادُ في آيَاتِهِ ، وَإِيذَاءُ أَولِيَائِهِ وَظُلمُ ‏عِبَادِهِ ، وَالبَطَرُ والأَشَرُ وَالتَّكَبُّرُ ،، قال ـ تعالى ـ : " فَكَأَيِّن مِن قَريَةٍ ‏أَهلَكنَاهَا وهِيَ ظَالمةٌ ، فَهِيَ خَاوِيَةٌ على عُرُوشِها ، وَبِئرٍ ‏مُعَطَّلَةٍ وَقَصرٍ مَشِيدٍ " وقال ـ تعالى ـ :" وَتِلكَ القُرَى ‏أَهلَكنَاهُم لمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلنَا لِمَهلِكِهِم مَوعِداً " وقال ـ تعالى ‏ـ: " وَكَم أَهلَكنَا مِن قَريَةٍ بَطِرَت مَعِيشَتَهَا فَتِلكَ مَسَاكِنُهُم ‏لم تُسكَنْ مِن بَعدِهِم إلاَّ قَليلاً ، وَكُنَّا نحنُ الوَارِثينَ " وقال ـ ‏تعالى ـ : " وَكذَلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرى وهِيَ ظَالمةٌ ‏إِنَّ أَخذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " وَقَد يَتَسَاءَلُ مُسلِمٌ وَيَقُولُ : وَإِذَا ‏كانت هذِهِ الآيَاتُ عَذَاباً لِلكَافِرِينَ ، وَإِذَا كانَ للهِ جُنُودٌ غَيرُ ‏المُسلِمِينَ ، فَلِمَاذَا لا يُصِيبُ العَذَابُ بِتِلكَ الآيَاتِ وَالجُنُودِ ‏دَولَ الطُّغيَانِ وَمَن نَاصَرَهَا ، ويُريحَ المسلمينَ مِن َأَذَاها ‏وظُلمِها ؟ فيقالُ : لا شَكَّ أَنَّ المُسلِمَ حِينَ يَرَى دولَ الكفرِ وَأَعوانَهَا ‏يُذِيقُونَ المُسلِمِينَ شَتَّى أَنوَاعِ العَذَابِ ، فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يخسِفَ ‏اللهُ بهم ويُزَلزِلَ الأَرضَ مِن تحتِ أَقدَامِهِم . لكنَّهُ يَعلَمَ أَنَّ ‏الذي أَنزَلَ الكِتَابَ حُجَّةً إلى قِيَامِ السَّاعةِ ، وَشَرَعَ الجِهَادَ ‏وَجَعَلَ طائِفَةً مِنَ الأُمَّةِ عَلى الحَقِّ إلى قِيَامِ الساعةِ ، أَرَادَ أَن ‏يُذِيقَ الكُفَّارَ العَذَابَ بِأَيدِي المُؤمِنِينَ ، عَن طَرِيقِ الجِهَادِ الذي ‏فيه تمحِيصُ للمُؤمِنِينَ ومحقٌ لِلكَافِرِينَ " وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحدَى ‏الطَّائِفَتِينِ أَنَّهَا لَكُم وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيرَ ذَاتِ الشَّوكَةِ تَكُونُ لَكُم ‏، وَيُرِيدُ اللهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقطَعَ دَابِرَ الكَافِرِينَ . ‏لِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبطِلَ البَاطِلَ وَلَو كَرِهَ المُجرِمُونَ " وَإِنَّ تَأرِيخَ ‏الأُمَّةِ لحافِلٌ بِأَيَّامِ اللهِ التي هَزَمَ المسلمون فيها الكافرينَ ، ‏وَأَذاقَهُمُ اللهُ بهم العَذَابَ الأَلِيمَ ، وَوَعدُ اللهِ لا يَتَبَدَّلُ وَلا يَتَغَيَّرُ ‏وَلا يُخلَفُ : " وَلَقَد سَبَقَت كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرسَلِينَ . إِنَّهُم ‏لَهُمُ المَنصُورُونَ . وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ . فَتَوَلَّ عَنهُم حَتَّى ‏حِينٍ . وَأَبصِرهُم فَسَوفَ يُبصِرُونَ . أَفَبِعَذَابِنَا يَستَعجِلُونَ . ‏فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِم فَسَاء صَبَاحُ المُنذَرِينَ "‏
            حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

            سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

            تعليق


            • #7
              قدرة الله سبحانه تتجلى في إعصار أمريكا

              قال الله تعالى : (( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ) )
              وقال تعالى : (( وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً)).
              وقال تعالى : (( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً))
              وقال تعالى : (( أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون ))
              وقال تعالى : (( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ))

              إن ما نشاهده من هذه الآيات الكونية لهي آية من آيات الله تجعل المؤمن متصلاً بالله ذاكراً له شاكرا لنعمه مستجيرا بالله خوفا من نقمته وسخطه ، وهذه النذر والآيات لم تستطع أمريكا بقوتها وتقدمها العلمي والتكنولوجي أن تقف أمام قوة الجبار سبحانه وتعالى والذي يسير الكون سبحانه كيف ما شاء والتي قدرته سبحانه أعظم من كل شيء وما هي إلا كن فيكون فهل من معتبر

              حتى هذه اللحظة ما زالت القوات الأمريكية والصليب الأحمر ومروحيات الجيش الأميريكي وخفر السواحل تحلق فوق السواحل الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة في مهمات إنقاذ عاجلة وتقييم للأضرار الفادحة الناجمة عن أحد أقوى الأعاصير والكوارث التي تضرب أمريكا من سنوات ، حيث ما زال مئات القتلى مفقودين ولم تفصح السلطات الأميركية حتى الآن في الكشف عن الأعداد الحقيقية في قتلى إعصار كاترينا المدمر والهائل والذي شبه كثيرون بإعصار تسونامي الذي ضرب جنوب شرق آسيا

              حيث ما زال الكثير من العالقين في المنازل وفوق أسطح المباني ولم يتمكن أحد من الوصول إليهم بسبب المياه والرياح الشديدة والطرق التي سدتها الأشجار المتساقطة التي عرقلت فرق الإنقاذ في الوقت الذي تعطلت فيه خطوط الكهرباء وتوقفت فيه خدمة الهاتف .

              هذا الإعصار المدمر الذي حاصر ساحل الخليج الأميركي وعصف بمدينة نيو أورليانز برياح سرعتها 257 كيلوا مترا في الساعة ودمر المنتجعات والأراضي في ولاية مسيسيبي بسيول جارفة وهائلة ورياح هادرة تسحق كل من في طريقها وتدمر النوافذ في الفنادق العالية وتمزق صالة لويزيانا العملاقة وتحاصر الآلاف في أسطح المباني في نيو أورليانز بعدما تقطعت بهم السبل بسبب المياه الجارفة والرياح العاتية ، وتتوقف جميع خطوط الكهرباء وتتوقف خدمة الهاتف وتدمر عشرات المباني والمئات من المباني معرضة لخطر الانهيار

              ويعتبر هذا الإعصار من أشد العواصف ضررا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية والتي كلفت شركات التأمين أكثر من 26 مليار دولار حسبما قال محللو المخاطر

              وتفيد آخر الإحصائيات الأولية إلى مقتل المئات وهؤلاء من الذين تم العثور عليهم وما زال الكثير مفقود في أطراف المدينة وبعض المناطق التي لا يمكن الوصول إليها ولا يعلم عن سكانها شيئا وما زالت فرق الإنقاذ والكلاب المدربة تبحث في العثور على الجثث المفقودة .

              وقد فشلت كثير من طائرات الجيش الأميركي والتي أسقطت آلاف من أكياس الرمل في محاولة بائسة وفاشلة في سد ثغرات الإعصار من أجل حماية المدينة حيث ارتفعت الأمواج إلى أكثر من تسعة أمتار ليغرق أكثر من 80% كما تقول الأنباء وقد امتدت الرياح الهادرة في الهواء إلى أطاحت كثير من النوافذ والزجاج في مباني الفنادق العالية

              وتفيد الأنباء من مصادر طبية على مخاطر في انتشار كثير من الأمراض في الولاية جراء تحلل كثير من الجثث التي غرقت وقذفها الإعصار إلى الشاطئ ، وقط أنهى الرئيس الأمريكي عطلته ليعود إلى واشنطن لمتابعة جهود إنقاذ المتضررين من إعصار كاترنيا
              حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

              سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

              تعليق


              • #8
                كاترينا .. شكراً جزيلا !!

                لا تفهموا من هذا المقال أني عليظ القلب ، سيئ الطوية ، ميّت الإحساس ، فأنا أتألم عندما أرى حيوانا يتألم ، وقد كنت قبل كتابة هذا المقال أجلس على وليمة دسمة مع بعض الإخوان ، فأتت بعض الطوافات علينا من الهرر الناعسة المزيونة تريد نصيبها من اللحم والشحم ، وكان من بينها قطة مصابة باصابة أذهبت عينها اليسرى ، فكنت أرمي لها بعض قطع اللحم فتأكل ماهو على الجهة اليمنى ولا ترى ما هو على يسارها ، فتألمت لذلك ، حتى كدت احضنها ، وكانت قطة كبيرة تتعسف في التعامل معها لأنها مصابة لا حول لها ولا طول ، فنهرتها عن ذلك فانتهت ولله الحمد والمنة .!

                ألم يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن امرأة من دخلت ( النار ) في هرة حبستها ، لا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ، وأ ن بغيا من بغايا بني اسرائيل دخلت( الجنة) بسبب كلب كان يأكل الثرى من العطش ، فنزلت الى بئر ووضعت بخفها ماء فأسقته ، فكان الكلب سببا في دخلوها الجنة ..

                وبمناسبة ذكر الكلب أعز الله القارئ ، فقد كنت أقرا كتابا ماتعا للكاتب الوجودي المصري أنيس منصور ، وليس انيس هتشكوك ، تحت عنوان ( الكبار يضحكون أيضا ) ، وهو كتاب ضخم ، وقد ذكر قصة اضحكتني عندما ذهب هو وكمال الملاخ يزرون أم كلثوم في بيتها ، يقول انيس فهجم علينا كلبها وأمسك ببنطلون كمال الملاخ .. واندهشنا لماذا هو وليس أنا .. فضحكت أم كلثوم وقالت : إنت عارف الكلاب ما تحبش الكلب الغريب ... فغضب الملاخ من هذا الموقف .

                نعود للموضوع ..

                خاض الكثير في موضوع كاترينا ، وهل يفرح الانسان أم لا يفرح لما أصاب أمريكا من إعصار مزق بعض أجزائها ، وشتت شمل بعض أهلها ، حين جاءت قدرة الله تعالى ، فعجزت وسائل أمنها ، وضعفت حيلتها أمام حيلة الجبار جل وعز ، وأدرك الناس كلهم أن قوتهم تتقاصر أمام قوة مصرف الكون وملك الملوك سبحانه وتعالى ، وكعادتنا .. فقد صارت أمريكا جزء من حياتنا ، من متابعاتنا ، من صراعنا الحضاري والثقافي والتاريخي ، تأكل منا وتشرب ، وتجعل من مياديننا خرائط للتجارب ، وحقولا لدريب القدرات ، ومساحات للمخططات القصيرة والطويلة ، ونحن أمامها ما بين منبهر بحضارتها وقيمها ، ومستلبا لثقافتها ومدنيتها ، ناظرا إياها على انها راعية الكون ، وحامية حمى الفضيلة ، ورائدة حقوق الانسان ، ومبشرة بفجر نهاية التاريخ السعيد ، وحتميته الوجودية الشبيهة بحتمية الشيوعية النهائية ، وما بين مبغض لها ولقيما ، حين يراها شرا محضا ، وبلاء مستطيرا ، فهي العدوة الأولى والأخيرة ، وبقية المصائب وانهايتها ، ومسرح الصراع وسره ، وسبب البلاء والتخلف والذل والمهانة والضياع والفقر والجهل والمرض في العالم الاسلامي وهذا يذكرني بقول أحمد مطر عن قلب الشيطان أمريكا :

                أنا ضد أمريكا الى أن تنقضي *** هذي الحياة ويوضع الميزان
                أنا ضدها حتى ولو رق الحصى *** يوما ، وسال الجلمد الصوان
                بغضي لأمريكا لوالأكوان *** ضمت بعضه لانهارت الأكوان

                وهو وإن كان مبالغا جدا بالبغض ، لأن امركيا لن تعمر في الكون ، فهي من ضمن حضارات سادت ثم ستبيد قطعا ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( حق على الله إلا يرتفع شي من الدنيا إلا وضعه ) ، ومع ذلك يبقى تعبير شاعري جميل عن مشاعر مئات الملايين من البشر الذين اكتتووا بنارها ، وارهقتهم في دينهم ونياهم ، ومارست معهم صنوفا من التشريد والاهانة والاذلال ونهب الخيرات والتحكم بالمقدرات ...

                جاءت كاترينا إلى أمريكا فشردتها ، لا ينفع معها الحيل ، ولا التهديد بالضرب النووي ، ولا التهديد بالاحالة إلى مجلس الأمن ، فهي قوة تفوق مقاييس قوة البشر القاصرة ، وكثر اللغط في موقف المسلم من هذا الحدث الالهي الخارج عن إرادة الانسان وتصرفه وفعله ، هل يفرح لما أصاب القوم ، ويسعد ويسر ، أم يحزن له ويدعوا الله لهم بالسلامة ؟ فأقول :

                كلامي هذا لا يعدو أن يكون وجهة نظر في الحدث ، وهو أني أرى أن باعث الحزن أو الفرح ليس كون المصاب وقع الكفار ، وإنما باعث ذلك هو كون المصاب من الأعداء المتربصين الآثمين الذين يذيقون الناس المر والعلقم ، ويتحالفون على أمة المسلمين ، ويستذلونها ، ويعادونها ، ويكيدون لها بالليل والنهار ، وقد شرع في هذه الأحداث أن يدعو الانسان في صلاته الجهرية على الأعداء ، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح على رعل وذكوان شهرا كاملا ، داعيا الله تعالى ان يزلزل الأرض من تحت أقدامهم، ولو وقع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليهم لما قال أحد بانه سيحزن لما اصابهم بسبب دعوة دعاه ربه جل وعز ، بل سيسر لأستجابة الله له ، وانتقاما منه سبحانه وتعالى لما فعلوا في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا شي طبيعي ضد العدو الكافر المتربص بالمؤمنين .

                ولكن هذا الفرح لن يكون للمسالم من الكفار الذين لم يكيدوا للمسلمين ولم يعادوهم ، بل سينظر لهم الانسان المسلم بنظرة الرافة والشفقه والمعونة ، وهنا تظهر رحمة الإنسان المسلم ورقته ، ولذا فرق الله تعالى في التعامل بين الأعداء الذين يقاتلون ، والكفار الذين لم يقاتلوا فقال ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين ، وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون ) ، مع اليقين بأن العقوبات العامة التي تصيب الأقوام هي بلاء وعقاب من الله بذنوب البشر ، بل ببعض ذنوبهم ، ( وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) وقوله ( ولو أن اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) .. هذا أولا .

                الامر الثاني : أن الفرح لما يصيب الأعداء إنما هو للراية العامة ، ولا يعني الفرح لما يصيب الراية يعني الفرح لما يصيب آحاد الناس من الابرياء ، او المؤمنين المقيمين ، او المناصرين لقضايا الأمة ، فراية الحرب والسلم والعداء هي راية سياسية عامة لا يقتضي منها تسوية الأمر بين جميع الافراد والاحاد بالاحكام ، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن الجيش الذي يغزو الكعبة ، وان الله يخسف بأوله وآخره ووسطه ، فسألته عائشة عن الساقة ومن ليس منهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( يبعثون على نياتهم ) ، فاصابة الله تعالى القوم بالعقوبة تعم الجميع ، وفرح المؤمن على راية الكفار ، ومن ليس من اهل العداء ، او من المؤمنين يبعث على نيته يوم القيامة ، ولربما يحزن الانسان لما اصابه ، في جو الفرح لما اصاب الاعداء ..

                الثالث : أن مشاعر الفرح والحزن ليست أمورا يستطيع الانسان أن يتحكم بها دائما ، فهي قضايا قلبية تتحرك في أحيان بلا إرادة ، والقلب له اقبال وادبار ، وله رغبات وميل لا يتحكم الانسان به ، ولذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قضية عدل الانسان بين زوجاته ( اللهم هذه قسمتي فيما تملك ، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ) ، ويقصد بذلك محبة زوجة أكثر من أخرى ، وان هذا خارج عن إرادة الانسان في أحيان كثيرة ، وانه امر ينزرع في القلب دون اختيار ، وكذا مسألة الفرح والحزن والسرور وغيرها ، فلو أردت ان تفرح وهو أمر غير مفرح لم تستطع ، ولكنك تستطيع ان تتصّنع الفرح ، وكذا لو كنت تريد ان تحزن على أمر لا يحزنك لا تستطيع كذلك .. ولكنك تستطيع تصّنع الحزن .

                واخيرا ، فقد يقول قائل بأن امريكا لا تناصبنا الحرب ، ولكنها تناصب بعض المسلمين ، فأقول ، فرق بين كون أمريكا حربية لا عهد بيننا وبينها ، وبين كونها عدوة حتى لو كان بيننا وبينها عهد وميثاق ، فلا شك أن امريكا عدوة للمسلمين ، وللاسف فإن بعض المسلمين هو المستفيد الأكبر من عهودها ومواثيقها لا ا لعكس ، وهي لبعض المسلمين عدوة محاربة ، وهذا التفريق الدقيق سمعته مرة من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، وقال بأنها عدوة وليست حربية .. وهو من دقائق المسائل فيما يتعلق بالسياسة الشرعية ومواثيق الدول .

                إننا لا نستطيع بسهولة استلاب مشاعر المسلمين ، وهم يشاهدون هذه المناظر الفظيعة التي هي من نتاج الامريكان وعمل ايديهم ، ومع ذلك يفترض البعض ان هذا الفرح هو تجرد من الانسان ، وعندي أن تجريد الانسان من إنسانيته عندما تريده يشفق على من يراه سبب مآسيه ، فهنيئا لأمريكا ببعض القوم الذين يقفون صفا قويا أمام من يريد جرح مشاعرها حتى في الفرح في مصابها ..
                حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

                سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

                تعليق


                • #9
                  كاترينا الإرهابية..

                  للأمريكيين ولع بإطلاق اسماء «معينة» على أحداث التدمير والحروب! كثعلب الصحراء، والعقرب، والمطرقة الحديدية،.. الخ. على العمليات، والغزوات العسكرية كما يحدث اليوم في العراق!.. كما يطلقون أسماء النساء الناعمة. على الزوابع، والطوفانات، وأعاصير البحار، والأنهار، كاسم «أليشا» المرأة اليهودية الاسطورية على الإعصار الذي ضرب «تكساس» في أواسط الثمانينيات، وكاترينا على الاعصار الذي ضرب: نيواورلينز.. ربما تفاؤلاً وتيمناً بأن هذه الاعاصير ذات الأسماء الناعمة ستكون آثارها ناعمة، وهينة، لكن السيدة كاترينا هذه المرة كانت أشد قسوة، وعنفاً وضراوة، وإرهاباً، وفزعاً من كل اعمال الجبابرة، والعتاة،.. وكاترينا هذه لا تنتمي إلى أية منظمة لها علاقة بالإرهاب.. كالقاعدة مثلاً.. أو اسرائيل الله الجديدة. وغيرها من وكالات ومافيا الإرهاب الدولية.. وإنما هي تنتمي الى إرهاب الطبيعة.. إذ أن للطبيعة غضباً وجبروتاً يتفوق على عنف البشر كثيراً. فإذا كان البشر يغضبون، ويثورون،فإن خالق الكون سن قوانين، ونواميس للطبيعة تجعلها تنتقم لنفسها حيناً كما توقظ الناس وتعيدهم الى توازنهم ليحدوا من جماحهم، ومن عنفهم ضد الطبيعة، والاعتداء على بني البشر.

                  وليس عنف كاترينا في التدمير الرهيب المخيف الذي جعل كوكبنا كله يقف حائراً وضائعاً ومستصغراً امامها.. فلا بنتاغون، ولا طائرات، ولا صواريخ، ولا قنابل ذرية ولا وسائل تجسس، وطابور خاص، ولا ذيول طويلة أو أخرى قصيرة.. بل لاشيء اسمه قوة عظمى قادرة على ردعها أو دفعها أو كف وكبت جماحها وعنفوانها.. أقول ليست نتائجها في ذلك فقط.. ولكن كاترينا كشفت هشاشة القوة العظمى على المستوى الاقتصادي، والمستوى الاحترازي الاتقائي، والتدخل السريع لإنقاذ مئات الآلاف من البشر الذين حاصرهم الموت، والذعر، والعذاب، لفترة طويلة، والطوفان يغرق شوارعهم، وبيوتهم، وأطفالهم، وكلابهم، والعاصفة تقتلع اشجارهم وأرواحهم، فيستصرخون ولكن لا صريخ لهم، ويستغيثون فلا مغيث لهم، ويستنجدون فلا منجد لهم، وهذا ما جعل عمدة نيوأورلينز يصرخ بأعلى صوته! عار على أمريكا ما يحدث،.. عار على أمريكا ما يحدث..!!

                  لأنه رأى مواطنيه يعبث بهم الهلاك بلا منقذ أو معين. فبعضهم نام تحت الطوفان نومة أبدية، والبعض الآخر هام على وجهه، والناجون صاروا ينامون تحت الجسور، وفي الأنفاق، والكنائس، وملاعب الكرة، هرباً من إرهاب كاترينا! بل لقد كشفت كاترينا ما هو اعظم من ذلك وأخطر كشفت عن هشاشة عظام المجتمع الامريكي، وقابليته للتحطم، والتهشم، والتكسر السريع..

                  (((فلقد تحول كثير من أبناء هذا المجتمع المنكوب الى لصوص، وقطاع طرق، وإرهابيين، يغيرون مع غارة الإعصار، على البيوت، والمحال التجارية، والبنوك، والممتلكات العامة، يفتكون، وينهبون، ويقتلون، بل ويغتصبون النساء، والفتيات القاصرات تحت تهديد السلاح..)))

                  كل هذا يحدث ببركات كاترينا، مما حدا بالحكومة الأمريكية الى أن تستعين بالجيش، والعتاد الحربي بل وتستدعي بعضاً من جنودها في العراق، لمواجهة هذا الإرهاب.!! وهذا دليل مادي قطعي عى أن المجتمع الأمريكي ليس مجتمعاً متماسكاً، ولا متجانس الوطنية، والانتماء.

                  ((( اذ انه في الحوادث والكوارث والأزمات، يكون الناس اكثر تلاحماً وتكاتفاً، وتتحول المحن الى وسيلة شد وتوثيق اجتماعي، وتصبح الوطنية اكثر جلاء ووضوحاً لأن المأساة واحدة، والهمّ مشترك والمكان واحد، وهذا وضع طبيعي وتلقائي ليس بين بني البشر بل نجده عند البهائم أيضاً فعندما يحدق بها الخطر تراها اكثر تماسكاً وتقارباً في مواجهة المصير الواحد. )))

                  (((غير أن الحال في أمريكا كشفت عن التفكك الاجتماعي المرعب، كما كشفت عن حالة الفردية المسيطرة على هذا المجتمع. وعلى النفعية الأنانية والعزلة الفرداتية الذاتية، وأنه لولا قوة النظام وسلطته وحزم القانون، لأكل الناس بعضهم بعضاً.. بل لقد بلغ الامر من السوء والتردي الى ما هو أفظع من ذلك. فرأينا من رجال الأمن من ينهب أو يسطو، ويختلس بقوة السلاح!. ورأينا من يلجأ الى الانتحار وقتل نفسه تعبيراً عن الغضب، والضياع، واليأس، وعدم تحمل الصدمة..!. بل لقد كشفت «كاترينا» من أن تحت الرماد وميض نار عنصرية مقيتة فلقد شاهد الناس، واستمعوا الى الآلاف وهم يصرخون: لو كنا بيضاً لما أهملنا هذا الإهمال الذي لا يليق بالكلاب.. )))

                  ((هكذا إذاً تعلن كاترينا عن سوأة المجتمع المثالي الذي إليه ينتهي التاريخ وعن الحضارة التي يجب أن تصرع جميع الحضارات لأنها في نظر مروجيها الحضارة الإنسانية الكاملة للدولة الأقوى والأعظم.. بل لقد قالت «كاترينا» انه لا قوة أبدية مطلقة.. ))

                  ((بل انه لا قوة فوق قوة الله،..))

                  لقد وقف وزير الداخلية الأمريكي وقد ملأه الذعر وهو يقول: إن ما حدث هو أشبه بتدمير نووي.. أما التدمير الاقتصادي فقد كنست كاترينا ما تبقى في الخزانة الأمريكية المنهكة بحرب العراق الطائشة، الى درجة جعلت الدولة الأقوى في العالم، والأغنى في العالم تتلقى الحسنات من دول صغيرة لا ترى على الخارطة إلا بالمجهر،

                  (( بل ولم تستنكف من أن تقبل العون والمساعدة من دول ذات هوية مطبوعة بالفقر مثل سري لانكا..))

                  والفرد الأمريكي الذي كان يقول في الشدة بكل صلف وشموخ : أمريكا.. يا أمريكا. ها هو يهرع بكل جوارحه ويقول: يا الله.. لقد تعالى صوت أجراس الكنائس في سماء أمريكا كلها طلباً للنجدة الإلهية وطلباً للمغفرة..! إذ أن هذه الكارثة ما هي إلا عقاب إلهي كما يقول رجال الدين المسيحيون واليهود على حد سواء حيث يرون أن ما حل بأورلينز كان نتيجة لمعصية وذنب عظيم..

                  إذ أنه في اليوم الذي ضربت العاصفة، ونزلت المصيبة وزلزلت الأرض كان يوماً مضروباً لمؤتمر ضخم يضم مائة وخمسين ألف شاذ «لوطي» من جميع أنحاء أمريكا، وأن هذا العقاب شبيه بما حل بقوم لوط حيث قلب الله بلدتهم عاليها بسافلها وأمطرها بحجارة من سجيل جزاء وفاقاً لتلك المعصية النكراء.

                  على كل حال أظن أن «كاترينا» سوف تغير مفاهيم كثيرة حول القوة والجبروت، والاستفراد بالعالم، وأن الذين يسرفون في تمجيد وتأليه العظمة، والغلبة الأمريكية عليهم أن يراجعوا أنفسهم، وأن يتأملوا جيداً بل يثقوا جيداً أنه في النهاية لاقوة إلا قوة الله، وأنه لا غالب إلا الله..
                  حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

                  سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

                  تعليق


                  • #10
                    لماذا يصادرون حق الأمة بالفرح؟؟؟؟؟

                    حال الأمة مع بعض أبنائها العاقّين الذين غذوا بغير لبانها حال عجيبة لايمكن تصديقها ولم يمر مثلها على أي أمة في التاريخ !! ولولا أننا نرى ماحدث عيانا لقلنا إن هذا ضربٌ من الأساطير وخيالات لاتقع في عالم العقلاء ..
                    بعض هؤلاء الأبناء يستكثرون على الأمة أن تفرح لواقعة من قدر الله تقع على أمة من أمم الكفر تعيث في الأرض فسادا وتجري دماء المسلمين أنهارا في كل حين ويعدون هذا مخالفا للإنسانية ويدبجون في الأسى على تلك الأمة الطاغية المتجبرة المقالات والخطب والمراثي.. ولا أدري ماذا يريدون !!

                    إن كثيرا من الكتابات تلك بعد الإعصار المدمر الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة الأمريكية تعكس مدى الفاجعة التي يمر بها العقل العربي ويعيشها الإعلام العربي؛ فهذا الإعلام جرّّم أي شكل من أشكال المقاومة للمحتل الأمريكي في العراق وفلسطين وغيرها ولم يكتف بذلك بل نعى على الأمة أن تضمر في داخلها بغضا لهؤلاء المجرمين الذين عاشوا في بحور من دماء المستضعفين .. بل جعل كراهية الأمريكيين جريمة .. ولم يكتف كتّابه بذلك بل سخروا كل مايملكون من قدرات إعلامية ووظفوا الصور جيدا في تزويق السحنة الأمريكية القبيحة لنحبها رغما عنا.. ثم جاؤوا بعد ذلك ليشنوا هجوما عنيفا على الأم التي سُحل أبناؤها الثلاثة واغتصبت هي وابنتاها وقتل زوجها أمام عينها لأنها فرحت لما أصاب عدوها ..

                    لسنا نطالب هؤلاء الكتاب بأن يفرحوا لما أصاب الأمريكيين ولكننا نقول لهم دعوا من شاء أن يفرح فليفرح .. هذا أبسط حقوق الإنسان التي يجب عليكم أن تحترموها.. إن النمل المستحقر إذا دخل جحره عدو له تمالأعليه وتعاون حتى يخرجه أو يهلك فكيف ببشر يعي ويعقل ويحس؟؟ إن هذه الأمة الثكلى لاتملك شيئا فلاتستكثروا عليها فرحة قلبية بجائحة تصيب عدوها .. وإن كنتم تحتجون بالإنسانية والرحمة فأين هذه الرحمة عن ملايين المسلمين يهلكون جوعا في النيجر ؟ وأين هذه الرحمة عن جراحنا النازفة في العراق وأفغانستان وفلسطين ؟ بل مابال هذه الرحمة والإنسانية تختفي من حياتكم تماما إذا كنتم تناقشون شأنا داخليا تخالفون فيه القراء وتصبون جام غضبكم على المخالفين وتستعدون عليهم كل السلطات وتسفهون كل رأي يخالف رأيكم ؟؟؟أم أن الرحمة فقط للدماء الزرقاء؟؟

                    إننا نعاني من إرهاب ثقافي صحفي لايقل خطرا عن غلاة التكفيريين وقانا الله شرهما جميعا ..

                    والله غالب على أمره..
                    حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

                    سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

                    تعليق


                    • #11
                      الظواهر والكوارث الكونية.. لماذا الهروب من الحقيقة؟!

                      أجرى الله _تعالى_ الكون على سنن يسير عليها رحمة بالعباد، لتستقيم حياتهم، وتنتظم معيشتهم، وتكون صالحة لعبادة الله _تعالى_ في مدة الدنيا، حتى إذا جاء موعد الحساب والجزاء على الإيمان والأعمال، أذن الله _تعالى_ بهلاك الكون وسننه، لينتهي الناس إلى الجنة إن كانوا من المؤمنين، أو النار إن كانوا من الكافرين.

                      وعلى الرغم من وضوح العقيدة الإسلامية في هذا الشأن وجلاء النصوص الشرعية؛ فقد ظهرت في بعض أوساط الكتاب والمثقفين عدد من المفهومات والتعبيرات الخاطئة نتيجة التأثر بالمفهومات الغربية الملحدة الموجودة في الكتب والمقالات العلمية المتخصصة في علوم الفلك والطبيعة وغيرها، وخصوصاً التي تترجم إلى اللغة العربية، ومن تلك المفهومات والتعبيرات غير الصحيحة:

                      أولاً: حينما يتحدث بعض الناس عن ظاهرة من ظواهر الكون يقولون مثلاً: تسببت الطبيعة في حدوث فيضانات، أو كفلت الطبيعة وجود الغذاء لهذا الحيوان، وغضبت الطبيعة فوقع زلزال مدمر، وغير ذلك مما نسمعه من عدد من الصحافيين والإعلاميين أو نقرؤه في كتاباتهم أو في كتب علوم الطبيعة في بعض المناهج الدراسية في بعض الدول الإسلامية.

                      ثانياً: ينكر بعض الناس على العلماء والدعاة تذكير الناس بالحكمة من وراء الكوارث الطبيعية، ويكره موعظة الناس بذلك، أو تذكيرهم بما أنزله الله _تعالى_ بعدوّ من أعداء المسلمين، ويحاول بعض هؤلاء أن يدعي ويزعم أن تلك الكوارث الطبيعية لا علاقة لها بعقوبة قدرية أو عقائد دينية.
                      وهنا ينبغي لنا أن نستحضر بعض الأوليات التي لا يليق بهؤلاء أن يجهلولها في عقيدتهم الإسلامية، فالله _تعالى_ هو الذي خلق هذا الكون وخصائصه وسننه التي يسير عليها، أو ما يطلق عليه الطبيعة، وجعل الكون يسير عليها لا يتخلف عنها ولا يخرج عليها، "لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" [يس: 40]، ومن ثم لا يصح أن ننسب حركة الكون إلى الطبيعة، وإنما ننسبها إلى الله _تعالى_ الذي خلقها وأوجدها، قال _تعالى_: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" [الأعراف: 54]، وقال _تعالى_: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" [الحج: 65]، أفيصح إذن أن ننسب الخلق والظواهر الكونية إلى فعل الطبيعة وعملها، كما هو حال عدد من علماء الطبيعة الملحدين في الغرب أو الشرق!

                      وأقول: ليس من المنهجية في شيء ولا العلمية ولا الموضوعية أن ننكر أو نتجاهل عن عمد ذكر الخالق _سبحانه_ في هذه المجالات، وننسبها إلى الطبيعة المخلوقة التي ليست بفاعل ولا خالق، وتجاهل نسبة الظواهر الكونية إلى الخالق _سبحانه_ هو عين الخروج عن الموضوعية والمنهجية العلمية، وكما لا يصح مثلاً أن نتجاهل ذكر أينشتاين حينما نذكر "النسبية" كنظرية تحاول تفسير ظاهرة في الكون والاستفادة منها أو ننسبها إلى غيره، فلا يصح من باب أولى أن نتجاهل ذكر الخالق _سبحانه_ حينما نتكلم عن الظواهر الكونية متى اقتضى سياق العبارة العلمية ذلك ولا ننسبها إلى الطبيعة.

                      أما الملاحظة الثانية؛ فلا أدري لماذا يغضب بعض الصحافيين وغيرهم على العلماء حينما يعظون الناس، ويذكرونهم بالحكمة من وراء ما يحدث من ظواهر أو كوارث كونية، ويذكرونهم بعقوبات الله _تعالى_ التي ينزلها بالكافرين أو العاصين! أيريد هؤلاء أن يكتم العلماء ذلك عن الناس حتى لا يعكر على العاصين منهم صفو تمتعهم بالمعاصي وغرقهم في السيئات، أو كيلا ينغص على المنحرفين والفاسدين حياتهم ويحرك فيهم ضمائرهم!

                      ولماذا يتعدى بعض هؤلاء على العلماء بألسنة حداد أشحة على الخير، ولا يغضبون لو أهان أعداؤهم كتاب الله _تعالى_، ولا تهتز أقلامهم لتقول: لا لإهانة مقدسات المسلمين، ولا لتدمير مساجدهم، ولا لسفك دمائهم، ويغضـبون فقط حينما يقوم بعض العلماء والدعاة بتذكير الناس بالله _تعالى_، وبما أنزله بعدوّهم من عقوبة!

                      ولم لا يكلف بعض هؤلاء نفسه قبل التطاول على أهل العلم أن يفتح كتاب الله _تعالى_ ليعلم ويتعلم أن الله _تعالى_ ذكر في كتابه ذلك، وذكّر المسلمين بالحكمة من وراء ما يحدث من كوارث في الأرض تصيب الناس، وبيّن _سبحانه_ في كتابه وسنّة رسوله _صلى الله عليه وسلم_ أن تلك الكوارث؛ إما أن تكون ابتلاء للمؤمنين لامتحانهم في إيمانهم وصبرهم أو لتكفير سيئاتهم أو لرفع درجاتهم، وإما أنها عقوبة للكافرين والعاصين، اقرأ معي النصوص الآتية:
                      قال _تعالى_: "وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ" [الرعد: 13]، وقال: "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ" [الشورى: 30]، وقال: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" [الأنبياء: 35].

                      وهذه بعض الآيات التي تحكي لنا كيف حدثت أعظم كارثة على الأرض في تاريخ البشر، ولماذا حدثت وما الحكمة من وقوعها، قال _تعالى_: "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ" [القمر: 9 - 15]، فهذه الكارثة التي حدثت بين الله _تعالى_ لنا الحكمة منها، وذكّرنا بها ووعظنا، فقال _سبحانه_ بعدها: "جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ".
                      وجعل الله _تعالى_ الريح العاصفة، وهي ظاهرة كونية طبيعية، نصراً للمؤمنين وعذاباً للكافرين، وجعلها الله _تعالى_ نعمة أنعم بها على المسلمين يوم الأحزاب يذكّرهم بها ليشكروه عليها، فقال _تعالى_: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً" [الأحزاب: 9]. وقال _سبحانه_ عن الكارثة الطبيعية التي أنزلها بقوم عـاد لمّـا كفروا: "وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ [41] مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ" [الذاريات: 41- 42]. وذكر _سبحانه_ أنه أنزل كارثة طبيعية بقوم سبأ لـمّا أعرضوا عن طريق الهداية: "لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ [15] فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ" [سبأ: 15 - 16].

                      وقد حذّر الله _تعالى_ الناس من أن ينزل بهم كارثة كونية عقوبة لهم إن أعرضوا عن الإيمان والطاعة: "أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً [ 68] أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً" [الإسراء: 69]. فلماذا لا نذكّر الناس عند غفلتهم حتى يتعظوا ولا تقع بهم كارثة؟
                      ولا تفتش عن حال أهل بلد من البلاد التي وقع بها كارثة في الماضي أو الحاضر إلا وتجد معصية من المعاصي كانت منتشرة في تلك البلد، وسواء كان فيهم صالحون أو لا، فالعقوبة تعم الجميع متى أراد الله "عز وجل"، لكنهم يحاسبون يوم القيامة على نياتهم. ولا يخفى ما كان يجري قبل كارثة تسونامي مثلاً ولا يزال في كثير من دول شرق آسيا من معاص وتجارة للرذيلة وفواحش كثيرة، وقد طيرت لنا الأنباء أخباراً عن استعدادات كانت توشك أن تنتهي لبدء مهرجان للرذيلة في المدينة المنكوبة قبل يومين من إعصار كاترينا كان من المتوقع أن يشهده نحو 125 ألفاً من الزائرين.

                      وما المانع من أن يتذكر الإنسان الحكمة من الظواهر الكونية أو الكوارث ليتذكر قدرة الله _تعالى_ لتستقيم نفسه ويزداد إيمانه! والتأثر بذلك علامة على قوة الإيمان، قالت عائشة _رضي الله عنها_ أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ "كان إذا رأى غيماً أو ريحاً عُرف في وجهه. قالت: يا رسول الله، إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عُرف في وجهك الكراهية؟! فقال: يا عائشة، ما يُؤمنِّي أن يكون فيه عذاب! عُذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب، فقالوا: هذا عارض ممطرنا" رواه البخاري ومسلم.

                      ولم لا نفرح بكارثة ينزلها الله _تعالى_ بعدوّنا الذي يسفك دماء المسلمين وينهب أموالهم لنشفي غيظ قلوبنا، ولنتذكر أن عدوّنا مهما أوتي من قوة وجبروت فإنه ضعيف عاجز أمام قدرة الله _تعالى_، لكنه _سبحانه_ يختبرنا بمجاهدته، قال _سبحانه_: "أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً" [فاطر: 44]، وقال _عز وجل_: "أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ" [غافر: 21].

                      وكما يجعل الله _تعالى_ الظواهر الطبيعية عقوبة لمن كفر أو عصى؛ فإنه _سبحانه_ سخر الكون كله بما فيه من ظواهر طبيعية لنا نستفيد منه لنشكره _سبحانه_ بالإيمان به والطاعة، فقال _تعالى_: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" [الروم: 46]. وحثنا _سبحانه_ على التفكر في الكون لما في ذلك من زيادة في الإيمان واليقين: "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" [آل عمران: 191].
                      وأرشدنا _سبحانه_ كيف نحتاط لأنفسنا ونتجنب الكوارث والأضرار في الدنيا والآخرة عموماً، وذلك أولاً بالإيمان والطاعة والتقوى، فقال _سبحانه_: "وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً [8] أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً" [الطلاق: 10]. وثانياً بالأخذ بالأسباب المادية كما في قصة ذي القرنين "قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً"[الكهف: 94].

                      والله _تعالى_ رحيم يمهل عباده، ويرزق الكافر كما يرزق المؤمن في الدنيا؛ لأن الدنيا دار اختبار لا دار جزاء، لكنه _سبحانه_ قد يعاقب من يشاء في الدنيا قبل الآخرة، قال _عز وجل_: "لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" [العنكبوت: 66]، وقال: "هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [22] فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" [يونس: 22-23].

                      فلماذا يحاول بعض الكتاب أن يطمس الحقيقة، ويصرف الناس عن دعوة الحق، ويحاول أن يـجمد مشاعر الإيمان لدى الناس بصرفهم عن الحكمة وراء الظواهر الكونية والكوارث الطبيعية! أليست تلك الظواهر والكوارث إذن فرصة عظيمة ليراجع كل منا نفسه، وكما هي فرصة لبحث الطبيعة والكون ودراسته فهي فرصة أعظم لدعوة الناس الله _تعالى_، وتذكيرهم، ووعظهم، ودعوتهم إلى التوبة والرجوع إلى الحق، كما أنها وسيلة أصيلة وأساسية من وسائل القرآن والسنة في الوعظ والتذكير.
                      حملية صحينى لصلاة الفجر ..شكرا

                      سارع بحجز نسختك المجانية!! برنامج حقيبة المسلم

                      تعليق

                      يعمل...
                      X